ياغربةً ليستْ تُفارقني !

يا غربةً ليستْ تُفارقُني !

يا غُربةً ليستْ تُفارقُني
في البُعْدِ تُشْقيني وفي وَطَني !
أنّى اتّجهتُ رأيتُني نُكُراً
وكأنني من غيرِ ذا الزمَنِ
تلكَ الصّحارى البيدُ أنكرُها
وبلادُنا الخضراءُ تُنكرُني
فالدّوْحُ في بلدي غدا نُزُلاً
للماجنينَ ورَوْحَ كُلّ دَني
ما عادَ مثلي يَستظلّ بهِ
قدْ راحَ عَهْدي وانقضى زَمَني
والبحرُ قدْ جمعتْ شواطئُهُ
سَقَطاً منَ الجنسَيْنِ في الدَّرَنِ
أنّى لمثلي أنْ يَعومَ بهِ
بحيائهِ وبِسَمْتِهِ الحَسَنِ ؟!
كمْ شاقَني في البُعْدِ طيفُ أخٍ
عاشَرْتُهُ دهراً وعاشَرَني
عانقتُهُ وظننتُ أنّ بهِ
مثلَ اشتياقي إذ يُعانقُني
فإذا بهِ الأنفاسُ تلسَعني
حَسَداً وبالأحقادِ تُخبرني !
وكأنّهُ لمْ يدرِ كمْ تَعَـسٍ
عانيتُهُ يوماً فأخرجني
وكأنني في غُربتي مَلِكٌ
كُلّ ُالأنامِ هُناكَ يَخدمني
آهٍ لـوَ انّهُ كانَ ثَمَّ مَعي
يلقى الذي ألقى ليرحمَني
والأختُ قلبُ الأمّ يسكنُها
واهاً لأختي كيفَ تقطعُني ؟!
أختي وأمّي أمُّها وأبي
ذُقْنا معاً مِنْ علقَمِ الزمَنِ
كم ذا تناجينا أخبّرُها
عن أمنياتي وهْيَ تُخْبرني !
كم ذا تبادلنا الطعامَ فأطـْ
عِمُها لُقَيْماتي وتُطعمني!
النّمُّ أفسدَها وأبعَـدها
عنّـي فلمْ أرَها ولَمْ تَرَني !
واضَيعةَ الأرحامِ يَقطعُها الـ
إصْغاءُ لـِلنمّامِ والفـَتِنِ !
قدْ عُدتُ أحملُ جُرْحَها وهديّـ
تُــها تُباكيني و تسألني !!
***
يا غُربةً ناءتْ بكلكلِها
فوقي وكادَ الوِزْرُ يقتلني
حتّامَ تربطني بأحبُلِها
حتّامَ أنضوها وتلحفـُني ؟!

ﻛﻢْ ﺷﺎﻗَﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒُﻌْﺪِ ﻃﻴﻒُ ﺃﺥٍ
ﻋﺎﺷَﺮْﺗُﻪُ ﺩﻫﺮﺍً ﻭﻋﺎﺷَﺮَﻧﻲ
ﻋﺎﻧﻘﺘُﻪُ ﻭﻇﻨﻨﺖُ ﺃﻥّ ﺑﻪِ
ﻣﺜﻞَ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ ﺇﺫ ﻳُﻌﺎﻧﻘُﻨﻲ
ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻪِ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱُ ﺗﻠﺴَﻌﻨﻲ
ﺣَﺴَﺪﺍً ﻭﺑﺎﻷﺣﻘﺎﺩِ ﺗُﺨﺒﺮﻧﻲ !
ﻭﻛﺄﻧّﻪُ ﻟﻢْ ﻳﺪﺭِ ﻛﻢْ ﺗَﻌَـﺲٍ
ﻋﺎﻧﻴﺘُﻪُ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﺄﺧﺮﺟﻨﻲ
ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﻏُﺮﺑﺘﻲ ﻣَﻠِﻚٌ
ﻛُﻞّ ُﺍﻷﻧﺎﻡِ ﻫُﻨﺎﻙَ ﻳَﺨﺪﻣﻨﻲ
ﺁﻩٍ ﻟـﻮَ ﺍﻧّﻪُ ﻛﺎﻥَ ﺛَﻢَّ ﻣَﻌﻲ
ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﻰ ﻟﻴﺮﺣﻤَﻨﻲ
ﻭﺍﻷﺧﺖُ ﻗﻠﺐُ ﺍﻷﻡّ ﻳﺴﻜﻨُﻬﺎ
ﻭﺍﻫﺎً ﻷﺧﺘﻲ ﻛﻴﻒَ ﺗﻘﻄﻌُﻨﻲ ؟!
ﺃﺧﺘﻲ ﻭﺃﻣّﻲ ﺃﻣُّﻬﺎ ﻭﺃﺑﻲ
ﺫُﻗْﻨﺎ ﻣﻌﺎً ﻣِﻦْ ﻋﻠﻘَﻢِ ﺍﻟﺰﻣَﻦِ
ﻛﻢ ﺫﺍ ﺗﻨﺎﺟﻴﻨﺎ ﺃﺧﺒّﺮُﻫﺎ
ﻋﻦ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻲ ﻭﻫْﻲَ ﺗُﺨْﺒﺮﻧﻲ !
ﻛﻢ ﺫﺍ ﺗﺒﺎﺩﻟﻨﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡَ ﻓﺄﻃـْ
ﻋِﻤُﻬﺎ ﻟُﻘَﻴْﻤﺎﺗﻲ ﻭﺗُﻄﻌﻤﻨﻲ!
ﺍﻟﻨّﻢُّ ﺃﻓﺴﺪَﻫﺎ ﻭﺃﺑﻌَـﺪﻫﺎ
ﻋﻨّـﻲ ﻓﻠﻢْ ﺃﺭَﻫﺎ ﻭﻟَﻢْ ﺗَﺮَﻧﻲ !
ﻭﺍﺿَﻴﻌﺔَ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡِ ﻳَﻘﻄﻌُﻬﺎ ﺍﻟـ
ﺇﺻْﻐﺎﺀُ ﻟـِﻠﻨﻤّﺎﻡِ ﻭﺍﻟﻔـَﺘِﻦِ !
ﻗﺪْ ﻋُﺪﺕُ ﺃﺣﻤﻞُ ﺟُﺮْﺣَﻬﺎ ﻭﻫﺪﻳّـ
ﺗُــﻬﺎ ﺗُﺒﺎﻛﻴﻨﻲ ﻭ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ !!
آلمتني يا حمزة..ولكن بيننا ، لا أظن أن الغربة هي السبب، بل هي حالة عامة من الخدر العاطفي الذي أصاب الجميع داخل الوطن وخارجه..قست قلوبنا حتى أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة..أما السبب، لا أدري!
محبتي وطب نفسا

السلام عليكم ورحمة الله
تحمل الابيات هذه ثورة بيضاء بين السطور
ضد الغربة والاغتراب.
وانعزال كل ذي همٍ بهمه . وقطيعة الرحم وتبدّل النفوس . وتباعد الأخلة
وعتاب طويل الى الذين يمرّون على السلوك نتيجة دون التعمّق في الاسباب
في بوحٍ صادق المعاني مرهف الحس
حمل مباشرة في المعاني بأسلوب قريب من المتلقي
.....
دمْتَ شعراً

كمْ شاقَني في البُعْدِ طيفُ أخٍ
عاشَرْتُهُ دهراً وعاشَرَني
عانقتُهُ وظننتُ أنّ بهِ
مثلَ اشتياقي إذ يُعانقُني
فإذا بهِ الأنفاسُ تلسَعني
حَسَداً وبالأحقادِ تُخبرني !
وكأنّهُ لمْ يدرِ كمْ تَعَـسٍ
عانيتُهُ يوماً فأخرجني
وكأنني في غُربتي مَلِكٌ
كُلّ ُالأنامِ هُناكَ يَخدمني
آهٍ لـوَ انّهُ كانَ ثَمَّ مَعي
يلقى الذي ألقى ليرحمَني
هي آلامُنا أنَّ بها حرفُك بها أنينًا شجِيًّا حزينا ، بورك الحرف الصدوق
دمتَ بألق سيدي

الشاعر الأديب الصديق مصطفى بارك الله بك ولافض فوك
أجدت شعرًا وشعورا .. وصدقتنا القول فأثرت وأشعلت الفؤاد
فقط أردت أن أنوه لشيء وهو أن البحر الذي استخدمته هنا هو السريع بتغيير فاعلن إلى فعلن وهذا جائز وسليم ولكن وجود تفعيلة متفاعلن هي كانت الدخيلة على البحر في أكثر من موقع فهي ليست من تفعيلات البحر كما تعلم
محبتي لك وكثير تقديري كما يليق

يالله
هكذا إذن ما يسمونه الشعر !!
تذوب بين أحرفه مشاعري .. وإحساساتي الضعيفة
حديثُ نفسٍ قوي الأثر .. حزين الذكرى والزمان الحاضر
استمتعت هنا سيدي الفاضل أيما استمتاع
ساعود حتماً مراراً
cryheart

الشاعر الأديب الصديق مصطفى بارك الله بك ولافض فوك
أجدت شعرًا وشعورا .. وصدقتنا القول فأثرت وأشعلت الفؤاد
فقط أردت أن أنوه لشيء وهو أن البحر الذي استخدمته هنا هو السريع بتغيير فاعلن إلى فعلن وهذا جائز وسليم ولكن وجود تفعيلة متفاعلن هي كانت الدخيلة على البحر في أكثر من موقع فهي ليست من تفعيلات البحر كما تعلم
محبتي لك وكثير تقديري كما يليق

-----------
أخي الحبيب ، الأستاذ وليد
صبحك الله بالخير
أسعدني رأيك الانطباعيّ وأنت الشاعر الفذّ
لكنّ البحر الذي استخدمه الشاعر هو الكامل لا السريع ، الكامل وقد أصابه الحذذ وهو كما تعلم حذف الوتد المجموع من آخر التفعيلة .
يقول البستانيّ عن البحر الكامل في كتابه " إليادة هوميروس " : ( أتم الأبحر السباعيّة ، وقد أحسنوا بتسميته كاملاً لأنه يصلح لكل نوع من أنواع الشعر ، ولهذا كان كثيراً في كلام المتقدمين والمتأخرين ، وهو أجود في الخبر منه في الإنشاء ، وأقرب إلى الشدّة منه إلى الرقة وإذا دخله الحذذ جاد نظمه ، وباتَ مُطرباً مُرقصاً ، وكانت له نبرة تهيّج العاطفة ) ..كقولهم :
يا دُميةً نُصبتْ لمعتكفٍ * بلْ ظبيةً أوفتْ على شرَفِ
مُتْـفاعلن مُتَفاعلن مًتَفا * مُتْفاعلن مُتـْفاعلن مًتَفا
أرجو أن تتقبل مني التوضيح الذي كان لابد منه لتعميم الفائدة
دمت بألف خير وجمعة مباركة إن شاء الله

الشاعر الأديب الصديق مصطفى بارك الله بك ولافض فوك
أجدت شعرًا وشعورا .. وصدقتنا القول فأثرت وأشعلت الفؤاد
فقط أردت أن أنوه لشيء وهو أن البحر الذي استخدمته هنا هو السريع بتغيير فاعلن إلى فعلن وهذا جائز وسليم ولكن وجود تفعيلة متفاعلن هي كانت الدخيلة على البحر في أكثر من موقع فهي ليست من تفعيلات البحر كما تعلم
محبتي لك وكثير تقديري كما يليق

عجبت لما أورده أخي د. وليد , وبما أني أعرفه جيدا و أعرف مدى علمه بالعروض , فأنا أظنه كان شاردا أو كتب ما كتب في غير تركيز .

أما أنا اخي الحبيب فأمشي على سنن من قبلي ,
في عدم محبتهم للتدوير في الكامل :

قدْ عُدتُ أحملُ جُرْحَها وهديّـ
تُــها تُباكيني و تسألني !!

أما القصيدة فلله درك , لم تترك جرحا إلا و نكأته ,
فسالت دماء الذكريات , على خدود العلاقات الإنسانية .

أحسنت و أجدت // محبتي و ودي .

-----------
أخي الحبيب ، الأستاذ وليد
صبحك الله بالخير
أسعدني رأيك الانطباعيّ وأنت الشاعر الفذّ
لكنّ البحر الذي استخدمه الشاعر هو الكامل لا السريع ، الكامل وقد أصابه الحذذ وهو كما تعلم حذف الوتد المجموع من آخر التفعيلة .
يقول البستانيّ عن البحر الكامل في كتابه " إليادة هوميروس " : ( أتم الأبحر السباعيّة ، وقد أحسنوا بتسميته كاملاً لأنه يصلح لكل نوع من أنواع الشعر ، ولهذا كان كثيراً في كلام المتقدمين والمتأخرين ، وهو أجود في الخبر منه في الإنشاء ، وأقرب إلى الشدّة منه إلى الرقة وإذا دخله الحذذ جاد نظمه ، وباتَ مُطرباً مُرقصاً ، وكانت له نبرة تهيّج العاطفة ) ..كقولهم :
يا دُميةً نُصبتْ لمعتكفٍ * بلْ ظبيةً أوفتْ على شرَفِ
مُتْـفاعلن مُتَفاعلن مًتَفا * مُتْفاعلن مُتـْفاعلن مًتَفا
أرجو أن تتقبل مني التوضيح الذي كان لابد منه لتعميم الفائدة
دمت بألف خير وجمعة مباركة إن شاء الله

أخي الكريم الحبيب مصطفى جزاك الله خيرًا واعذر أخاك الذي دخل متأخرًا بعد سفرٍ طويل ... وإن كان هذا لا يبرر لي فسعة صدركم إخوتي لا بد تفعل
عذرًا من شاعرنا الحبيب وأسحب ما قلت ومن أخي وصديقي رامي
محبتي لكم جميعًا

لكننا هنا غرباء فيه أخي
هذا وطن يكويك بالغربة حين تظن نفسك في أحضانه

أبكتني القصيدة

شكرا لك أخي

يوركت