تقول إن تلك الآيات والتي تصف الصحابة بالإيمان ليست فيها تزكية لهم
أتساءل :
وكيف تكون التزكية إذن ؟
هل هناك تزكية أعظم وأجلّ وأكبر وأرقى من أن يصف الله تعالى شخصاً بأنه مؤمن وأنه من أهل الجنة وأنه رضي عنه ، كما في آيات أخرى ؟؟؟
أما العصمة التي هي عدم وقوع الخطأ عن المعصوم ، فإننا لا نثبت ذلك إلا للأنبياء والرسل ، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى الكبرى :
( وَسَائِرِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأَئِمَّةُ الدِّينِ لَا يَعْتَقِدُونَ عِصْمَةَ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَا الْقَرَابَةِ وَلَا السَّابِقِينَ وَلَا غَيْرِهِمْ؛ بَلْ يَجُوزُ عِنْدَهُمْ وُقُوعُ الذُّنُوبِ مِنْهُمْ، وَاَللَّهُ تَعَالَى يَغْفِرُ لَهُمْ بِالتَّوْبَةِ، وَيَرْفَعُ بِهَا دَرَجَاتِهِمْ، وَيَغْفِرُ لَهُمْ بِحَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ، أَوْ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ ) .
وبخصوص المبشرين بالجنة ، فلا يعني أن هؤلاء فقط هم المزكون ، ولكن لمزيد فضلهم خصهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنت كما ذكرت أستاذ جامعي ، فهب انك دخلت إلى الصف يوماً ومعك نتائج الامتحان ، فقلت ما شاء الله كلكم ناجحون ودرجاتكم جيدة ، فهل يعني هذا انه ليس فيهم من هو متفوق ومميز ؟
ثم من قال إن لون الدم مختلف ، فالذين خرجوا إلى واقعة الجمل وصفين كانوا مجتهدين ، كما كان هناك المنافقون وأهل الفتن ، وكلٌ يبعثه الله تعالى على نيته ..
تحياتي ..