|
وكَمْ في العشقِ أشباحٌ ضَحاياها! |
|
|
وكمْ في القلبِ تَجرحُهُ شَظاياها! |
وتلكَ الريمُ للآسادِ صائدةٌ |
|
|
صَرِيعِي اليأسِ ما ذاقوا مَـزاياها |
لها عينانِ فاتنتانِ، كاذبةٌ |
|
|
سِهامُ اللحظِ مُرسِلَةٌ مَناياها |
رجاها القلبُ شهدَ الوصلِ في شَغَفٍ |
|
|
وسِرُّ الشوقِ تَكتمُهُ حَناياها |
صديقُ النجمِ والأحلامُ تُسْـكِرُه |
|
|
وحُسنُ الكونِ قد أمسَى مَراياها |
إذا ما مازَجَتْ عينيهِ رَوعتُها |
|
|
يَمامُ النبضِ تَقنِصُهُ سَباياها |
ويَهذِي الثَّغرُ بالأشعارِ مُنتَـشِيا |
|
|
كأن الرَّوحَ قدْ كشفَتْ خَباياها |
أما عَلِمَتْ بأنَّ القلبَ مُرتجفٌ |
|
|
وآهُ الوجْـدِ والأشواقُ جاياها؟ |
فَوَا أسَـفًا على مَنْ عذَّبتْ لَهَفًا |
|
|
بِبسْمتِها، ودَمُهُ مِنْ خَطاياها |
مَليكةُ قلبِ هذا الصَّبِّ تَهجرُهُ |
|
|
فمَنْ يُؤويهِ إنْ نبذَتْ رَعاياها؟ |
وقفْتُ بباب خافِقِها أُناشِدُه |
|
|
وأُنشِدُه: أما لي من عَطاياها؟ |
مُجوّعتي وَذِي الوَجْـناتُ جَنّـتُها |
|
|
مُعطّشتي وفي شَفَةٍ رَواياها |
مُضيّعتي وغَوثُ اللَّهْفِ كِلْمتُها |
|
|
أَهَبتُ بها، وما بَعثَتْ سَراياها! |
ولو أقسمْتُ بالأسحارِ أهجرُها |
|
|
تُذيقُ القلبَ شِعرًا من صَـفاياها |
تُمنّيني سَرابًا لستُ أبلغُهُ |
|
|
فلا منعَتْ ولا منحَتْ هداياها! |
خَـئُونُ القلبِ، بالعشاقِ ماكرةٌ |
|
|
كأنَّ الكيدَ يَسْرِي في خلاياها! |
بَعثتُ لها أعاتبُها، لِتَنْهرَني: |
|
|
"وما أغراكَ منّي بالهَوَى يا ها؟!" |
فَهِمْتُ - وكانَ ذا متأخرًا عَبَـثًا - |
|
|
بأنَّ الغدرَ أصلٌ في سَجاياها! |
فَهِمْتُ على دُروبِ الحزنِ مُنتَحِبًا |
|
|
وما يُغنِي عن الثَّكلَى نَعاياها؟! |
فيا نَجما، ويا بدرا بَكَى حَزَنًا |
|
|
دَعَا عُمرًا رماني من بَلاياها |
لقد أخلصتُ في حُـبِّي لجاحدةٍ |
|
|
فَأَسْـقَتْـني لَظاها في عَشاياها |
وَعَيْـتُ الدرسَ: فالحيّاتُ ناعمةٌ |
|
|
ويُخفِى الحُسنُ سُمَّا في حَشاياها |
وأشكرُها على جُرحٍ يُحنِّكُني |
|
|
وأذكرُ دائمًا أبدًا وصاياها! |
وأُعلِمُها بأنّي لنْ أظلَّ لها |
|
|
أسيرَ اليأسِ تَسجُـنُني زواياها |
فلن أبقى إلى الآبادِ شاعرَها |
|
|
ولن تَسمو ونَجماتي مَطاياها |
فأحزاني رمادٌ من محبتِّها |
|
|
وهذا الشِّعرُ جمرٌ من بقاياها |
سأمحوها كما بالوهمِ أَرسُمُها |
|
|
وأسحقُ بينَ أشيائي أشاياها |