*** زمانُ الوصل ***

*** زمانُ الوصل ***

( جَادك الغَيْـثُ إِذا الغَيْـثُ هَمى )
يارَبيعَ العُمْرِ بَعْدَ اليَبَس

كَمْ أناجي فيك أيَّام الهَنا
( يا زَمانَ الوَصْلِ بِالأَندلسِ )

( لـَمْ يَكُـنْ وصْلُـك إِلاّ حُلُمًا )
وخَيالاً لاحَ لي في الغَلَسِ

والتّلاقي كانَ وَهْمًا ساكِناً
( في الكَرى أَوْ خلسَة المُخْـتَلِسِ )

كَمْ سَهِرْنا اللَّيلَ نَشْدو بِالمُنى
وامْتَزَجْنا نَفَسًا في نَفَسِ

وامْتَطَيْنا في دُجَانا فَرَسًا
والهَوى يَهْدي سَبيلَ الفَرَسِ

ما أحَيْلاها ليالي أُنْسِنا
بَدَّدَتْ أَحْزانَ قَلْبي التَّعِسِ

واسْتَقَرَّ البَدْرُ في قَلْبِ السَّما
ضاحِكا في وَجْهِيَ المُبْتَئِسِ

فاسْتَفاقَ الصُّبْحُ يَبْكي سائلاً
أيْنَ أحْلامي وعَهْدٌ ، أَنُسِي؟

يا رُعاةَ الأَمْنِ في أَوْطانِنا
هَلْ شَقَقْتُمْ مِنْ يَدي مُلْتَمَسي

هَذِهِ الأَنَّاتُ تَبْكي مُدُنًا
عاثَ فيها النّذل كالمُفْتَرِسِ

قَتَّلَ الأطْفالَ جَهْرا مُمْعِنًا
و الحِمى يشْكو غيابَ الحَرَسِ

طِفْلَةٌ لمْ يُمْهَلوها لَحْظَةً
مّزّعوا أَوْصالَها في هَوسِ

وأخَيَّاتٌ لَنا ، وا لَهَفي
مُسْتَباحاتٌ لعُهْرِ النَّجِسِ

أمَّةَ المِليَارِ ثوري وانْزعي
عنْكِ أوْحالَ الخَنا والخَرَسِ

واعْصِفي في وَجْهِ سَفَّاحٍ بَغى
واشْحَذي فيكِ الرَّدَى وانْغَرِسي

إنَّها الأَعْراض قوموا وانْصروا
حَرّروا صَوْتَ الإبا المُحْتَبِسِ

رَبُّنا يُمْهِلُهُمْ فانْتَبِهوا
أنْ تكونوا في عِدادِ الدَّنَسِ

يا بِلادي كَفْكِفي دَمْعَ الأَسى
بِدَمي أَفْديكِ لا تنْتَكسي

هذه الثَّوْرَةُ فيها حُلْمُنا
باسقٌ يَرْنو إلى الأنْدَلُسِ

========

إلى الأحبة في سوريا الشهيدة ،وإلى أخواتي وإخواني السوريين بمجمع الخير، وإلى كافة أعضاء الواحة الكرام ،

مع الدعاء لأمتنا بالنصر والتمكين .

الله الله ...
ما أجمل الحلم الكبير الذي انتشلتِنا به أيتها الشاعرة الرائعة الكبيرة من دنس الظالمين وكهوف ظلامهم ..
تذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو والصحابة في أشد المواقف أثناء حصار الحديبية حينما كسر الصخرة وهو يصيح مع كل ضربةٍ : الله أكبر فتحت فارس والقصة معروفة فكان الأمل الكبير في الشدة الكبيرة .
لمثل هذا كان الأدب والشعر مفتاحًا للحلم والأمل .. فكيف إن تولته شاعريتك المتألقة؟
رائعة وأكثر ولعلها هديتنا في زمن القحط . جميلٌ هذا التشطير والمحاكاة في بداية القصيدة لقصيدة أندلسية هي من الروائع وهذا البوح الرقيق انطلاقًا إلى استفزاز الهمم والتذكير بالجرح الدامي في وطني.
مودتي أختنا الشاعرة البهية نادية وأكبر التقدير ولقلبك الكبير الكثير من الياسمين

**(( جميلٌ ومؤلم من يذكرنا في مثل هذه الحالكات بأيام الأندلس الفقيد ، أجل شاعرتنا العزيزة سيجود الغيث وستؤوب أيام الوصال ، وإنما نشكو بثنا وحزننا الى من بيده الأمر كله ، أليس الله بكافٍ عبده ؟ وما هي - والله - إلا مسألة زمن يمر ويهلك الظالمون وتنهض ينابيع الشآم وتدور النواعير ... وما ذلك على الله بعزيز .. فرّج الله عن الحبائب ونصرهم وأيدهم ووشحهم بعنايته --- وسلمت حروف الابداع أيتها المبدعة ))**

الكريمة ...
نادية بوغرارة
اجدت قيادة القصيدة ابتداء من العنوان ومرورا بتشطير
القصيدة الشهيرة وانتقالا الى خاصتك في القصيدة وما
حملت من الم وتصوير واسترجاع لماض
بارك الله بك وايد رب العزة هؤلاء المظلومين بنصره
شكرا لك

عزف منفرد على وتر الجمال
طاب شدوك الجميل أخيتي نادية
تحياتي\وتقديري

لقد اخترتِ بعناية فائقة محاكاة قصيدة رائعة عن زمان ومكان بديعين
أدخل بسلاسة الايقاع وعزف التصوير وبديع الربط ، أحاسيس المتلقي في غور القصيدة
وفي لجة بحرٍ كالذي نعيشه ، أمخرت هذه الابيات نحو برّ القلوب
بل اشعر ان جناحين طارا بي حيث لا اعلم
.
أيّ اطلالة تلك التي لفتنا بخيوط العظمة ، ووشحتنا بثوب الكبرياء
وأزاحت عن اعيننا غشاوة الظالمين
.
انتقلت الابيات بتدرج رائع من المحاكاة والاقتباس الى الغزل النقيّ والذكريات
فصقلت مشاعر القارئ ايذاناً بتفجير ابيات القصيد
فما كان الا ان خطف المعنى والمبنى والتوقيت منا الالباب والقلوب
....
اللهم ادركنا بلطفك . وارحمنا برحمتك . واسعفنا بحصنك
اللهم امين
.
القٌ على الق لا حبرٌ على ورق
وارفة الظلال قصيدتك
شكرا لك بحق
تقبلي مروري

أنا عندما اسمع بالاندلس وشعرها أذوب كما يذوب السكر في الماء
وكيف وقد امتزجت بسوريا الحبيبة

عزفت على الوتر الحساس عندي
يــــا نادية


تقبلي تحياتي وخالص دعائي ..

ناشدتُ جندَك جندَ الجيش والحرسا
أن لاتعود فلسطين كأندلسا
وها نحن قد فقدنا الاندلس، وأضعنا بعدها فلسطين
وبما أننا تركنا حبل التشرذم على غاربه
فسنخسر البلد تلو البلد، والشموخ تلو الشموخ
هذا النص يصور حالتنا التي أمست لاتسرُّ صديقا
بعد ان تداعت علينا الأمم كما يتداعى الأكلة على قصعتها
كان تصوير الحال جميلا، ولوعة الفقد ضاجة مؤلمة
حتى كأنك وانت تسرح طرف الفكر في سطور هذه القصيدة
ترى كيف انفرط عقد الرفعة التي كانت سامقة فالى الله المشتكى
بورك البوح وجميل الحرف وبديع الأداء الفني
والتّلاقي كانَ وَهْمًا ساكِناً ... هنا لو تخلص النص من التأسيس لكان أبهى
تحياتي

الله , ما هذا الجمال !
قصيدة امتزج السحر فيها بالجمال ,
ساحرة آسرة .
كيف كان الابتداء ! في تشطير رائع ,
ثم تسلسل في استحضار للأمل والسرور و الربيع ,
ثم تسلل رائع سلس إلى الواقع الأليم , الذي لم يفقد الأمل المستحضر مسبقا ؛
فشحذا للهمم , و الله المستعان .

نــــــاديـــــة
أيتها الشاعرة البارعة ,
أوصلتنا حد الدهشة , و الإستمتاع , بحرف متألق .

لك مني جزيل الامتنان , و تحية للقلم وصاحبة القلم .

خلتني أمام تشطير نادية الجميل الذي اعتدنا، فإذا بي ألج بابا زينه الغزل ولونته الرقة قبل أن يستفيق الصبح باللوعة وحسرة الفقد والتأسي
وبجمال يحملنا هذا الصبح المستفيق على الألم لحال أوطاننا وعذابات أهلنا وغدر ولاة أمورنا

فاسْتَفاقَ الصُّبْحُ يَبْكي سائلاً
أيْنَ أحْلامي وعَهْدٌ ، أَنُسِي؟
قرأتها من بعد إذنك وعهدي

أمَّةَ المِليَارِ ثوري وانْزعي
عنْكِ أوْحالَ الخَنا والخَرَسِ
ما أجملها وصية ودعوة للإباء


واعْصِفي في وَجْهِ سَفَّاحٍ بَغى
واشْحَذي فيكِ الرَّدَى وانْغَرِسي
واشحذي الردى؟؟؟

يا بِلادي كَفْكِفي دَمْعَ الأَسى
بِدَمي أَفْديكِ لا تنْتَكسي
الله ما أجمل هذا البيت حسا ومعنى

جميل ما قرأت هنا شاعرتنا الرائعة نادية بوغرارة

تحاياي