|
في عينِها ولعٌ بالعشقِ يأمُرني |
والبوحُ في شفتي والصمتُ يخنُقُني |
من بسمة خطفت روحي وهيبتها |
ذابت برمّتِها في روعةِ الفتنِ |
حاولتُ أسألُها فارتبتُ في وجلٍ |
أجّلْتُ أُمنيتي فالوقتُ لم يحِنِ |
والحرفُ من قلقٍ صُكَّتْ مخارجُهُ |
والحسنُ أذهلني حتى تسيدَني |
والعين ترمُقُها تشتاقُ تجذُبُها |
لكنّها جنحتْ للعقلِ والفِطَنِ |
حيّرتها وقفتْ بالقُربِ من شفتي |
لم تدرِ ماذا عن الإقبالِ قيّدَني |
تراجعت ومضَتْ للظّلِّ في عجَبٍ |
سمعتُ شهْقتها والنّهت في أُذُني |
تأثّرَتْ وبكت قهراً وأرّقها |
ألاّ أبوح بما في القلبِ من شجنِ |
قرّرَتُ أُخْبِرُها مهما يكُنْ وجلي |
كفاك قلبي تُحاكيها كمُرْتَهِنِ |
دوّنتُ ماحجبت روحي على ورقٍ |
أروي لها لوعةً تخشى من العلنِ |
رميْتُها نحوها في غايةِ الخجلِ |
وفجأةً نظرت بالرِّمشِ ترمُقُني |
أسْعَدْتَها فأتت بالهونِ تنشُدُني |
في رقّةٍ همست حقّاً أتعشقُني |
من شوقِها حملت ورداً على يدِها |
مسّتْ أنامِلَها كفّي وتسألُني |
جهراً أُُقبّلُها! ويحي لما طلبت |
أجّلْتها لِغَدٍ قالت أتحرِمُني |
من قُبلَةٍ سئِمَت تهتزُّ في شفتي |
ماذا سأمنَحُها والخوفُ يسكُنُني |
من غادةٍ قاسمتْ قلبي محبّتَها |
تنامُ قُربي وبالميثاقِ تطلُبُني |
سلّتْ أنامِلها من راحتي ومضت |
غابت بِحُرْقَتِها والبُعدُ أحزنني |
وقمتُ أتبعُها لكنّها رحلت |
والصّبحُ أيقظني من غفوةِ الوسنِ |
إذْ كنتُ في حُلُمٍ أشدو بعالَمِه |
ياليتها انتظرت والحلمُ أمهلني |
حتّى أُسايرها كالطيرِ في مرحٍ |
بلا قيودٍ سوى التّغريدِ في الفننِ |
أوّاهُ زائرتي لوعُدْتِ ثانيةً |
أشتاقُ أحْضُنُكِ فالرّعبُ غادرني |
تقبّلي طلبي إنّي على عجلٍ |
عودي إلى حُلُمي ياضيفةَ الوسنِ |
في الغدِّ إنّ لكِ ألاّ أعانَدُكِ |
لاشيء ساحرتي في الحُلْمِ يمنعُني |