يا واحة العمريّ إني صادٍ
والحرف عندك رائقٌ ونميرُ

وظلال سعفك في الهجير سحابةٌ
ورحيق رطبك سكّرٌ وعبيرُ

شمس المعارف في رباك مضيئةٌ
تحنو على هام الذرا وتنيرُ

أنعم بها والقاطنين ديارها
جمعٌ يحلق في العلا , ويطيرُ

هم نخبة نذروا الحياة لفكرهم
أخلاقهم هممُ ,وذاك شهيرُ

رفعوا لواء الضاد فوق رؤوسهم
وتعاهدوا ,إن الجهاد عسيرُ


فيها الغطارف من نوابغ أمتي
همامُ يرفل في الربا , وجريرُ

فيها الأمير مزاحمٌ عن حوضه
كأس المعارف عبّها ويديرُ

شهر الحسام ,وقد تكنى باسمه
لجم القوافي , حاذقٌ وسميرُ

صقر المعاني لا يضام جليسه
أسد البيان , وفي الوغى نحريرُ

لغة الكتاب بكت ومن بيدائها
سرقت قوافل كنزها والعير

عبث السفيه بحرفها متوشحاً
سيف الحداثة , فاسقٌ ويغيرُ

عاثوا فساداً بالبهاء وأثخنوا
صدر السليقة , والشعار هريرُ

عن أيّ تجديدٍ ينافح جمعهم
هي فتنة ,وضلالة ,وصفيرُ

إن الذي خلق الأنام لحافظٌ
حرفاً تعطر بالشذا, وقديرُ


يا واحة الأدب الرفيع تحصّني
في وجه من ضمر الخنا , ويثيرُ