قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" منْ عَمِلَ عَملاً ليس عليه أمرُنَا فَهوَ ردٌّ " حديث متفق عليه . قال الشوكاني (( رحمهُ اللهُ)) : المرادُ بالأمر هُنَا واحد الأمور ، وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابُهُ ...وهذا الحديثُ مِنْ قَوَاعِدِ الدِّين ، لأنّهُ يَنْدَرِجُ تَحْتَهُ منَ الأَحْكَامِ ما لا يَأْتِي عليهِ الحَصْرُ . ومَا أصْرَحَهُ وأدلّهُ عَلَى إبْطَالِ مَا فَعَلَهُ الفُقَهَاء مِنْ تَقسِيمِ البِدَعِ إلى أقْسَام ، وتَخْصِيص الرّدّ بلاَ مُخَصِّص منْ عَقْلٍ ولاَ نَقْلٍ ، فَعَلَيْكَ إذَا سَمِعْتَ مَنْ يَقُولُ هذِه بدْعَةٌ حَسَنَةٌ بالقِيامِ مقَامَ المَنْعِ مُسْنِداً لهُ بِهَذِه الكُليّة وما يُشَابِهُها من نحو قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : " كلّ بدعَة ضلالة " ، طَالِباً لِدَلِيلِ تَخْصيص تِلك البدْعة التي وقَعَ النِّزاعُ فِي شأْنِها بعد الاتفاق عَلَى أنّها بِدعة ، فَإنْ جَاءَكَ بهِ قَبِلْتَهُ ، وإن كَاعَ [يعني جَبُن ] كُنتَ قَدْ ألْقَمْتَهُ حجراً واسْتَرَحْتَ منَ المُجادَلَةِ ... فَلْيَكُنْ مِنْكَ هذا على ذُكْرٍ . اهـ
[ نيل الأوطار ج 1 ص 589 ط دار الكلم الطّيب ]