أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: الدرس الثاني : الإعراب والبناء

  1. #1
    الصورة الرمزية د. مسعد زياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 176
    المواضيع : 38
    الردود : 176
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي الدرس الثاني : الإعراب والبناء

    الدرس الثني من دروس النحو بعد درس أبنية اللغة .
    الإعراب والبناء

    تعريف الإعراب : تغيير العلامة الموجودة في آخر الكلمة ، لاختلاف العوامل الداخلة عليها ، لفظا ، أو تقديرا (1) .
    نحو : أشرقت الشمس . شاهد الناس الشمس مشرقة بعد يوم مطير .
    ابتهج الناس بشروق الشمس .
    في الأمثلة الثلاثة السابقة ، نجد أن كلمة " الشمس " قد تغيرت علامة إعرابها ، لتغيير موقع الكلمة ، وما رافق ذلك من العوامل الداخلة عليها .
    فقد جاءت " الشمس : في المثال الأول فاعلا مرفوعا بالضمة الظاهرة .
    وجاءت في المثال الثاني مفعولا به منصوبا بالفتحة الظاهرة .
    وفي المثال الثالث مضافا إليه مجرورا بالكسرة الظاهرة . وهذا ما يعرف بالإعراب .
    247 ـ ومنه قوله تعالى : { ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد }2 .
    وقوله تعالى : { إني أرى سبع بقرات سمان }3 .
    وقوله تعالى : {أفتنا في سبع بقرات سمان }4 .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
    1 ـ الإعراب اللفظي : هو ما لا يمنع من النطق به مانع كما في الأمثلة والشواهد القرآنية التي مثلنا بها في أعلى الصفحة .
    والإعراب التقديري : هو ما يمنع من النطق به مانع للتعذر ، أو الاستثقال ، أو المناسبة . نحو : حضر الفتى . الفتى فاعل مرفوع بضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
    ونحو : جاء القاضي . القاضي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل .
    ونحو : تأخر غلامي . غلامي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منه من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لياء المتكلم .
    2 ـ 48 يوسف . 3 ـ 43 يوسف .
    4 ـ 46 يوسف .
    والشاهد في الآيات السابقة كلمة : " سبع " ، حيث تغيرت علامة إعرابها بتغير موقعها من الجملة ، واختلاف العوامل الداخلة عليها .

    أنواع الإعراب
    الإعراب أربعة أنواع : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم .
    يشترك الاسم والفعل في الرفع ، والنصب ، ويختص الاسم بالجر ، أما لجزم فيختص به الفعل . حيث لا فعل مجرور ، ولا اسم مجزوم .
    كما يختص الإعراب بالأسماء ، والأفعال . أما الأحرف فمبنية دائما ، ولا محل لها من الإعراب .
    تعريف البناء :
    هو لزوم لآخر الكلمة علامة واحدة في جميع أحوالها مهما تغير موقعها الإعرابي ، أو تغيرت العوامل الداخلة عليها .
    مثال ما يلزم السكون : " كمْ " ، و " لنْ " .
    248 ـ نحو قوله تعالى : { كم تركوا جنات وعيون }1 .
    وقوله تعالى : { قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل }2 .
    ولزوم الكسر نحو " هؤلاءِ " ، و " هذهِ " ، و " أمسِ " .
    249 ـ نحو قوله تعالى : { هؤلاءِ قومنا اتخذوا من دونه آلهة }3 .
    وقوله تعالى : { هذه أمتكم أمة واحدة }4 .
    14 ـ ومنه قول الشاعر
    اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمسِ
    ـــــــــــــــــ
    1 ـ 25 الدخان . 2 ـ 124 الأنعام .
    3 ـ 15 الكهف . 4 ـ 92 الأنبياء .
    5 ـ 150 البقرة .
    ومنه قول الآخر :
    أراها والها تبكي أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
    ولزوم الضم : " منذُ " ، و " حيثُ " . نحو : لم أره منذُ يومين .
    15 ـ ومنه قول الشاعر :
    قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
    ونحو قوله تعالى : { ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام }5 .
    ولزوم الفتح : " أينَ " ، و " أنتَ " ، و " كيفَ " .
    250 ـ نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركُّم الموت }1 .
    ونحو قوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .
    ونحو قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }3 .
    والبناء في الحروف ، والأفعال أصلي ، وإعراب الفعل المضارع الذي لم تتصل به نون التوكيد ، ولا نون النسوة فهو عارض . وكذا الإعراب في الأسماء أصلي ، وبناء بعضها عارض .
    بناء الاسم لمشابهته للحرف :
    يبنى الاسم إذا أشبه الحرف شبها قويا ، وأنواع الشبه ثلاثة :
    1 ـ الشبه الوضعي : وهو أن يكون الاسم على حرف ، كـ " تاء " الفاعل في " قمتُ "، أو على حرفين كـ " نا " الفاعلين . نحو : قمنا ، وذهبنا ، لأن الأصل في الاسم أن يكون على ثلاثة أحرف إلى سبعة أحرف .
    فالتاء في قمت شبيهة بباء الجر ولامه ، وواو العطف وفائه ، والنا في قمنا وذهبنا
    ـــــــــــــــــ
    1 ـ 78 النساء . 2 ـ 32 البقرة .
    3 ـ 28 البقرة .
    شبيهة بقد وبل وعن ، من الحروف الثنائية . لهذا السبب بنيت الضمائر لشبهها بالحرف في وضعه ، وما لم يشبه الحرف في وضعه حمل على المشابهة ، وقيل أنها أشبهت الحرف في جموده ، لعدم تصرفها تثنية وجمعا .
    2 ـ الشبه المعنوي : وهو أن يكون الاسم متضمنا معنى من معاني الحروف ، سواء وضع لذلك المعنى أم لا .
    فما وضع له حرف موجود كـ " متى " ، فإنها تستعمل شرطا .
    16 ـ كقول سحيم بن وثيل الرياحي :
    أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
    فـ " متى " هنا شبيهة في المعنى بـ " أنْ " الشرطية .
    ومنه قول طرفة بن العبد :
    متى تأتني أصحبك كأسا روية وإن كنت عنها في غنى فاغن وازدد
    وتستعمل استفهاما .
    نحو قوله تعالى : { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين }1 .
    251 ـ وقوله تعالى : { فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هذا الوعد }2 .
    فـ " متى " في الآيتين السابقتين شبيهة في المعنى بهمزة الاستفهام .
    أما الذي لم يوضع له حرف ككلمة " هنا " فإنها متضمنة لمعنى الإشارة ، لم تضع العرب له حرفا ، ولكنه من المعاني التي من حقها أن تؤدى بالحروف ، لأنه كالخطاب والتثنية ) 3 .
    لذلك بنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا ، وقد أعرب هذان وهاتان مع تضمنهما معنى الإشارة لضعف الشبه لما عارضه من التثنية .
    ــــــــــــــــ
    1 ـ 48 يونس . 2 ـ 51 الإسراء .
    3 ـ أوضح المسالك ج1 ص23 .
    3 ـ الشبه الاستعمالي :
    وهو أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف وهي :
    ا ـ كأن ينوب عن الفعل ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه ، وبذلك يكون الاسم عاملا غير معمول فيه كالحرف .
    ومن هذا النوع أسماء الأفعال . نحو : هيهات ، وأوه ، وصه ، فإنها نائبة عن : بَعُد ، وأتوجع ، واسكت . فهي أشبهت ليت ، ولعل النائبتين عن أتمنى وأترجى ، وهذه تعمل ولا يعمل فيها .
    ب ـ كأن يفتقر الاسم افتقارا متأصلا إلى جملة تذكر بعده لبيان معناه . مثل : إذ ، وإذا ، وحيث من الظروف ، والذي ، والتي ، وغيرها من الموصولات .
    فالظروف السابقة ملازمة الإضافة إلى الجمل .
    فإذا قلنا : انتهيت من عمل الواجب إذ . فلا يتم معنى " إذ " إلا أن تكمل الجملة بقولنا : حضر المدرس . وكذلك الحال بالنسبة للموصولات ، فإنها مفتقرة إلى
    جملة صلة يتعين بها المعنى المراد ، وذلك كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها من الكلام لإفادة الربط .

    أنواع البناء
    البناء أربع أنواع : الضم ، والفتح ، والكسر ، والسكون . وهذه الأنواع الأربعة تكون في الاسم ، والفعل ، والحرف . في حين لا يكون الإعراب في الحرف .
    1 ـ المبني على الضم ، أو ما ينوب عنه :
    أ ـ يبنى على الضم ستة من ظروف المكان هي : قبلُ ، وبعدُ ، وأولُ ، ودونُ ، وحيثُ ، وعوضُ .
    ب ـ ويبنى على الضم ثمانية من أسماء الجهات هي : فوقُ ، وتحتُ ، و وعلُ ، وأسفلُ ، وقدامُ ، ووراءُ ، وخلفُ ، وأمامُ .
    ج ـ ويبنى على الضم : غيرُ إذا لم تضف إلى ما بعدها ، وكانت واقعة بعد " لا ".
    نحو : اشتريت كتابا لا غير .
    أو واقعة بعد ليس . نحو : قرأت فصلا من الكتاب ليس غير .
    ومنها " أيُّ " الموصولة إذا أضيفت ، وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا .
    نحو : ارفق على أيُّهم أضعف .
    أما ما يبنى على نائب الضم ، فهو المنادى المثنى ، وجمع المذكر السالم ، وما يلحقهما . نحو : يا محمدان ، ويا محمدون . فالألف نابت عن الضم في المثنى المنادى ، ونابت الواو عن الضم في جمع المذكر السالم المنادى .
    2 ـ المبني على الفتح ، أو ما ينوب عنه :
    أ ـ يبنى على الفتح : الفعل الماضي مجردا من الضمائر . نحو : ذهبَ ، وجلسَ .
    ب ـ الفعل المضارع المتصل بنون التوكيد الثقيلة ، أو الخفيفة . نحو :
    والله لأتصدقنَّ من حر مالي . أتصدقن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة . ونحو : هل تذهبنَ إلى مكة ؟
    ج ـ الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر . ما عدا اثني عشر ، واثنتي عشرة ، لأنهما ملحقان بالمثنى .
    د ـ المركب من الظروف الزمانية ، أو المكانية . نحو : يحضر يومَ يومَ ، ويأتي العمل صباحَ مساءَ ، ويسقط بينَ بينَ ، وهذا جاري بيتَ بيتَ .
    هـ ـ المركب من الأحوال . كقول العرب : تساقطوا أخولَ أخولَ . أي :متفرقين.
    و ـ الزمن المبهم المضاف إلى جملة كالحين ، والوقت والساعة .
    نحو : حينَ حضر المعلم سكت التلاميذ .
    ز ـ المبهم المضاف إلى مبني ، سواء أكان المبهم زمانا ، كـ : بين ، ودون ،
    أم كان غير زمان . كـ : مثل ، وغير .
    والمبني على نائب الفتح : هو اسم لا النافية للجنس . فيبنى على الياء نيابة عن الفتحة ، إذا كان مثنى ، أو ما يلحق به . نحو : لا طالبين في الفصل .
    ونحو : لا اثنين حاضران .
    أو جمعا مذكرا سالما وما يلحق به . نحو : لا معلمين في المدرسة .
    ونحو : لا بنين مهملون .
    كما يبنى اسم لا النافية للجنس على الكسر نيابة عن الفتحة ، إذا كان جمعا مؤنثا سالما ، أو ما يلحق به . نحو : لا فتياتِ في المنزل .
    ونحو : لا عرفات أهملت من التوسعة .
    3 ـ المبني على الكسر :
    أ ـ العلم المختوم " بويه " : كنفطويه ، وسيبويه ، وخمارويه .
    ب ـ اسم الفعل ، إذا كان على وزن " فَعالِ " ، كنزالِ ، وتراكِ ، وحذارِ .
    ج ـ ما كان على وزن " فَعالِ " وهو علم لمؤنث ، مثل : حذامِ .
    د ـ ما كان على وزن فَعالِ ، وهو سب لمؤنث . مثل : خباثِ ، ولكاعِ .
    هـ ـ لفظ " أمسِ " ، إذا استعمل ظرفا معينا خاليا من " أل " ، و الإضافة .
    4 ـ المبني على السكون :
    المبني على السكون كثير ، ويكون في الأفعال ، والأسماء ، والحروف .
    أ ـ من الأفعال المبنية على السكون : الفعل الأمر الصحيح الآخر مثل : اكتبْ ، اجلسْ سافرْ . والمضارع المتصل بنون النسوة نحو : اكتبْنَ ، العبْنَ ، اجلسْنَ .
    ومنه : الطالبات يكتبْنَ الواجب .
    ب ـ من الأسماء المبنية على السكون : منْ ، وما ، ومهما ، والذي ، والتي ، وهذا .
    ج ـ من الحروف المبنية على السكون : مِنْ ، وعنْ ، وإلى ، وعلى ، وأنْ ، وإنْ.
    أقسام الأسماء المبنية :
    تنقسم الأسماء المبنية إلى قسمين :
    1 ـ بناء عارض . 2 ـ بناء لازم .
    أولا ـ البناء اللازم : وهو بناء الاسم بناء لا ينفك عنه في حال من الأحوال .
    من هذا النوع : الضمائر ، وأسماء الشرط ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ، وأسماء الاستفهام ، وكنايات العدد ، وأسماء الأفعال ، وأسماء الأصوات ، وبعض الظروف ، والمركب المزجي الذي ثانيه معنى حرف العطف ، أو كان مختوما بويه ، وما كان على وزن فَعالِ علما ، أو شتما لها . وما سبق ذكره يكون مبنيا على ما سمع عليه .
    2 ـ البناء العارض : وهو ما بني من الأسماء بناء عارضا ، في بعض الأحوال ، وكان في بعضها معربا ، ويشمل هذا النوع :
    أ ـ المنادى ، إذا كان علما مفردا ، ويبنى على الضم ، أو نكرة مقصودة ، وتبنى على ما ترفع به .
    ب ـ اسم لا النافية للجنس ، إذا لم يكن مضافا ، ولا شبيها بالمضاف ، ويكون مبنيا على ما ينصب به .
    ج ـ أسماء الجهات الست ، وبعض الظروف ، ويلحق بها لفظتا " حسب ، وغير " .

    المبني والمعرب من الأفعال
    ينقسم الفعل من حيث البناء والإعراب إلى نوعين : ـ
    1 ـ الأفعال المبنية ، وهي الأصل .
    2 ـ الأفعال المعربة ، وهي الفرع .

    أولا ـ الأفعال المبنية :
    1 ـ الفعل الماضي :
    أ ـ يبنى على فتح أخره ظاهرا ، أو مقدرا ، إذا لم يتصل به شيء .
    نحو : كتبَ ، جلسَ ، أكلَ ، ذهبَ .
    252 ـ ومنه قوله تعالى : { وما اختلف فيه إلا الذين أتوه من بعد ما جاءتهم البينات }1 .
    ومثال الفتح المقدر : رمى ، ودعا ، وسعى . فالأفعال السابقة مبنية على الفتح المقدر على الألف منع من ظهورها التعذر .
    253 ـ ومنه قوله تعالى : { فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم }2 .
    ويبنى على الفتح إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة . نحو : كتبتْ فاطمة الدرس . جلستْ عائشة في الحديقة .
    254 ـ ومنه قوله تعالى : { فأما الذين اسودت وجوههم أ كفرتم بعد إيمانكم }3 .
    وقوله تعالى : { قالت ربي إني ظلمت نفسي }4 .
    ويبنى على الفتح إذا اتصلت به ألف الاثنين . نحو : قالا ، وباعا ، وذهبا .
    ـــــــــــــ
    1 ـ 213 البقرة . 2 ـ 94 المائدة .
    3 ـ 106 آل عمران . 4 ـ 44 النمل .
    255 ـ ومنه قوله تعالى : { كانا يأكلان الطعام }1 .
    وقوله تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب }2 .
    ب ـ يبنى الفعل الماضي على السكون ، إذا اتصلت به تاء الفاعل . نحو : كتبتُ ، وجلستُ ، وذهبتُ .
    256 ـ ومنه قوله تعالى : { ما قلتُ لهم إلا ما أمرتني }3 .
    أو " نا " الفاعلين . نحو : سافرنا ، ودرسنا ، ورجعنا .
    257 ـ ومنه قوله تعالى : { فقلنا هاتوا برهانكم }4 .
    وقوله تعالى : { وأرسلنا الرياح لواقح }5 .
    أو نون النسوة . نحو : الطالبات كتبن الواجب . والأمهات أرضعن أطفالهن .
    258 ـ ومنه قوله تعالى : { وقطعن أيديهن }6 .
    ج ـ يبنى الفعل الماضي على الضم ، إذا اتصلت به واو الجماعة . نحو : كتبوا ، وباعوا . 259 ـ ومنه قوله تعالى : { قالوا إنما نحن مصلحون }7 .
    2 ـ الفعل الأمر :
    أ ـ يبنى الفعل الأمر على السكون ، إذا جرد آخره من كل شيء . نحو : اكتب ، وارسم ، والعب .260 ـ ومنه قوله تعالى : { قل هو الله أحد }8 .
    أو اتصلت به نون النسوة . نحو : اكتبْن ، وارسمْن ، واطهيْن .
    261 ـ ومنه قوله تعالى : { وقلن قولا معروفا }9 .
    وقوله تعالى : { وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله }10 .
    ــــــــــــــــ
    1 ـ 78 المائدة .
    2 ـ 25 يوسف . 3 ـ 117 المائدة .
    4 ـ 75 القصص . 5 ـ 22 الحجر .
    6 ـ 31 يوسف . 7 ـ 11 البقرة .
    8 ـ 1 الإخلاص . 9 ، 10 ـ 32 الأحزاب .
    ب ـ يبنى على الفتح ، إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة ، أو الثقيلة . نحو : اعفوَنْ ، واشكرَنْ ، وشاركَنَّ في الرحلة ، وعالجَنَّ الجرحى .
    ج ـ يبنى على حذف النون إذا اتصل بآخره ألف الاثنين . نحو : اخرجا ، واذهبا ، والعبا .
    262 ـ ومنه قوله تعالى : { قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما }1 .
    أو : واو الجماعة . نحو : اكتبوا ، والعبوا ، واذهبوا .
    263 ـ ومنه قوله تعالى : { فاستشهدوا عليهن أربعة منكم }2 .
    أو : ياء المخاطبة . نحو : أخرجي ، واكتبي ، والعبي .
    264 ـ ومنه قوله تعالى : { ارجعي إلى ربك راضية مرضية }3 .
    17 ـ ومنه قول الشاعر :
    يا دار عبلة بالجوار تكلمي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
    الشاهد قوله : " عمي ، واسلمي " فعلا أمر أسندا إلى ياء المخاطبة ، لذلك بنيا على
    حذف النون .
    د ـ يبنى على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر . نحو : اخشَ الله في عملك ، ادعُ بالتي هي أحسن ، ارمِ الكرة عاليا .
    265 ـ ومنه قوله تعالى : { فاسعوا إلى ذكر الله }4 .
    وقوله تعالى :{ ادعُ إلى سبيل ربك }5 .
    وقوله تعالى : { وأوحينا إلى موسى أن ألقِ عصاك }6 .
    ــــــــــــــــ
    1 ـ 89 يونس . 2 ـ 14 النساء .
    3 ـ 28 الفجر . 4 ـ 9 الجمعة .
    5 ـ 125 النحل . 6 ـ 117 الأعراف .
    3 ـ بناء الفعل المضارع :
    يبنى في حالتين : ـ
    أ ـ يبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة . نحو : الطالبات يكتبْنَ الدرس .
    266 ـ ومنه قوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض }1 .
    وقوله تعالى : { يتربصن بأنفسهن }2 .
    ب ـ يبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة . نحو : ليفعلَنْ أحدكم الخير . وهل ترجوَنْ غير الله . وتالله لأقولَنَّ الصدق .
    267 ـ ومنه قوله تعالى : { لأحتنكَنَّ ذريته إلا قليلا }3 .
    وقوله تعالى : { لئن أمرتهم ليخرجَنَّ }4 .

    أحكام الفعل المضارع المبني :
    1 ـ يبقى الفعل المضارع المبني على السكون ، أو الفتح محافظا على محل إعرابه الأصلي ، من رفع ، أو نصب ، أو جزم .
    نحو قوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض }5 .
    فـ " يئسن " : فعل مضارع مبني على السكون في محل رفع .
    ونحو : المعلمات لن يهملن التلميذات .
    يهملن : فعل مضارع مبني على السكون في محل نصب بلن .
    ونحو : الطالبات لم يكتبن الواجب .
    يكتبن : فعل مضارع مبني على السكون في محل جزم بلم .
    كما يراعى المحل في تابع الفعل المضارع المبني .
    نحو : والله لن أجالسن الكاذب ولا أكلمه .
    ــــــــــــــــ
    1 ـ 4 الطلاق . 2 ـ 228 البقرة .
    3 ـ 62 الإسراء . 4 ـ 53 النور .
    5 ـ 4 الطلاق .
    فـالفعل " أكلم " معطوف على محل أجالسن ، وهو النصب .
    2 ـ إذا وقعت نون التوكيد بعد ألف الاثنين ، تثبت ألف الاثنين ، وتحذف نون التثنية لتوالي الأمثال ، كما تكسر نون التوكيد . نحو : يفهمانِّ .
    3 ـ إذا فصل ـ بين نون التوكيد والفعل ـ فاصل ، كألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة ، لم يعد الفعل مبنيا، بل يكون معربا بثبوت النون في حالة الرفع .
    نحو : هما يكتبانِّ ، وهم يكتبُنَّ ، وأنت تكتُبِنَّ .
    ففي الأفعال السابقة حذفت نون الرفع مع المثنى ، " كتبنانِّ " . وحذفت نون الرفع ، وواو الجماعة مع جمع المذكر السالم ، " يكتُبُنَّ " . ونون الرفع وياء المخاطبة عند إسناد الفعل لياء المخاطبة ، وتوكيده بالنون ، " تكتُبِنَّ " .
    ولكن في جميع الأحوال السابقة يكون الفعل مرفوعا بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال . أما النون المثبتة في آخر الفعل فهي نون التوكيد .
    4 ـ إذا وقعت نون التوكيد بعد واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة ، حذفت نون الرفع ، واو الجماعة ، مع ضم ما قبلهما . نحو : يفهمُنَّ .
    كما تحذف نون الرفع ، وياء المخاطبة ، مع كسر ما قبل نون التوكيد .
    نحو : أنتِ تفهمِنَّ .
    أما إذا كان الفعل معتل الآخر رجعت الواو وحرك بالضم ، وحذف حرف العلة .
    نحو : يرضَوُنَّ . فالفعل " يرضى " عند إسناده إلى واو الجماعة ، وتوكيده بالنون ، حذفت " ألف " العلة ، ثم حذفت " نون " الرفع ، وحركت " واو " الجماعة بالضم .
    وكذلك الحال مع إسناد الفعل المعتل الآخر إلى " ياء " المخاطبة ، نجد أن " ألف " العلة قلبت " ياء " ، ثم حذفت مع بقاء الفتحة قبلها دليلا عليها ، ثم الأتيان بـ " ياء " المخاطبة مكسورة وبعدها " نون " الرفع مفتوحة . نحو : أنت ترْضَيِنَّ .
    5 ـ إذا تلى نون النسوة نون توكيد مشددة ، وجب الفصل بينهما بالألف الزائدة ،
    كراهية توالي الأمثال . نحو : يفهمْنانِّ .
    وما سبق بيانه في الفعل لمضارع من أحكام اتصاله بنون التوكيد ، يقال في الفعل الأمر .

    د . مسعد زياد

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذ مسعد زياد ..
    جزاك الله كل الخير على ما قدمته و تقدمه . شرحت البناء و الإعراب كأفضل ما يكون ؛ بساطة في العرض و غزارة في المعلومات و تمام في المادة .


    سأعود قريبا .

  3. #3

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    الدولة : 6th october city
    المشاركات : 28
    المواضيع : 7
    الردود : 28
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    جزاك الله عني خيرانقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    أستاذنا الفاضل ..
    ها قد عدت مرة أخرى لأعبر عن كبير امتناني لجهدك العظيم في توضيح أساسيات لغتنا العربية ، و لأنك بصدق أستاذ متميز في أسلوب عرض المعلومات ...

    قد ذكرتني أثناء عرضك للمبنيات و بخاصة ( أمس ) و ( حيث ) أبيات كنت قد عرضتها على طالباتي في لزوم ( أمس ) الكسر ...
    وها هي الأبيات :
    قال أحدهم هاجيا :
    لنا صــديق لــه خِلالٌ * تنبـئ عن أصلـه الأخَـسّ
    كان له مثلُ (حيثُ) كـفّ * وددت لو أنهـا كـ (أمـسِ)
    فكفّ هذا الصديق مثل ( حيثُ ) التي تلزم البناء على الضم ، فكفه مضمومة مثلها ؛ يريد أنه بخيل ، ثمّ يودّ لو كُسِرتْ هذه الكفّ ؛ ذلك أن كلمة ( أمسِ ) تلزم البناء على الكسر .

    تحية ممتنة .

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    لا أجمل ولا أغزر يا دكتور مسعد.

    لقد أسرتنا بهذا العلم العزير وأعجزتنا عن الامتنان.

    تقبلني تلميذاً في مدرستك العامرة أيها الأستاذ.


    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    فوائد جمة ... نافعة


    جزيت الجنة
    الإنسان : موقف

المواضيع المتشابهه

  1. النقد الأدبي المعاصر بين الهدم والبناء
    بواسطة عطية العمري في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-06-2013, 09:26 AM
  2. أثر السجع في ذهاب حركة الإعراب الظاهر وإحداث الإعراب التقديري في الحديث الشريف
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى البَلاغَةُ العَرَبِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-04-2010, 12:11 PM
  3. الإعراب .. وما أدراك ما الإعراب !
    بواسطة أسيرة الأقصى في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 20-03-2010, 10:23 PM
  4. في فلسفة باب الإعراب والبناء .. من "اللباب علل البناء والإعراب" للعكبري
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-03-2010, 11:22 AM
  5. الدرس الخامس : علامات الإعراب في الأسماء
    بواسطة د. مسعد زياد في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-12-2004, 10:12 AM