|
أسمعت أصواتا هناك تنادي |
هبوا إلينا يا أولي الأمجادِ ؟! |
أرأيتهم أشهاد (بورما) إنهم |
شهداء دين الواحد الجوَّادِ ؟! |
أهل السلام المسلمون تقطَّعت |
بهمُ الدروب بقبضة الجلاَّد |
وتمزَّقت أشلاؤهم بين الثرى |
وتحولت دورا لهم لرمادِ |
وتكوموا موتى بحرقهم كما |
عاشوا بحرق فاجر الأعوادِ |
هم مسلمون مسالمون حياتهم |
لله رب العرش والإمدادِ |
عاشوا بخوفهم الشديد لأنهم |
أمُّوا صراطا للعظيم الهادي |
وتطهروا من إفك شرك محدق |
بالكافرين برجزهم بفسادِ |
وتخلصوا من موبقات حياتهم |
بالسيئات .. بهمة العُبَّادِ |
كانوا لرب العرش في إخباتهم |
بقواعد الإسلام باستعدادِ |
لشهادة بالحق مهما واجهوا |
من معضلات أقبلت بسوادِ |
كانوا بـ(بورما) في ضياء قلوبهم |
نور طهور ساطع الآمادِ |
كانوا بـ(بورما) صابرين على الأذى |
من قوم كفر غارق بكسادِ |
منذ العقود تصرَّمت وتقدَّمت |
كانوا بهذا الضيم والأصفادِ |
واليوم عاد المجرمون لإفكهم |
بعموم لوثتهم بخبث مرادِ |
بالحرق والتدمير حلوا كلهم |
بين الحطام بسعره الوقَّادِ |
ماذا فعلنا يا كرام لأجلهم |
ماذا بسطنا من كريم أيادي ؟! |
قطعا شجبنا كلنا في رفضنا |
بوسائل التنديد باستطرادِ |
وتقاطرت منا بيانات بها |
محض امتعاض مسْطر بمدادِ |
بصحاف إعلام بسكرته يرى |
تلك الجرائم كلها ببعادِ |
عن عقر دار المسلمين وليتهم |
كانوا بوعي الفكر باسترشادِ |
عما جرى يوم التتار تواتروا |
بجيوشهم من أبعد الأورادِ |
وتقاطروا بشراسة وعداوة |
في دورنا .. بحقولنا كجرادِ |
وتهدمت (بغدادُ) تحت خيولهم |
بسنابك التدمير والإرعادِ |
وخليفة الإسلام يقضي نحبه |
بعد انقضاض الجيش والأجنادِ |
تلك المواجع أقبلت بشجونها |
لما شخصت مصيبة الأحفادِ |
أحفاد دولتنا تهاوت وانتهى |
فيها علاء الأصل والأجدادِ |
وتفتتت أرض الخلافة واعتلى |
صرحا لها لصُ الهلاك العادي |
وتألمت روحي لأيام مضت |
كنا بها في قوة وسدادِ |
(هارون) يجلس والسحابة إن أتت |
تهمي عليه بشائر الإيرادِ |
مهما تباعدت البلاد فأرضها |
أرض لنا بالخير والإرفادِ |
والطهر والشرع الحنيف بمنهج |
فيه العدالة كلها لعبادِ |
نالوا من الإسلام حكما راشدا |
بالبر والقسطاس والإرغادِ |
يا عبق تاريخ الصدارة إننا |
بالشوق نهفو للعبير النادي |
من سالف الدهر الجميل تفتحت |
فيه السرور ببهجة الأعيادِ |
بوسائل النصر الأكيد تألقت |
فيه الدروس لحاضر أو بادِ |
وأعود أسأل .. والسؤال بغصة |
تزداد فينا كلنا بمهادِ |
زادت بها النعماء حتى ألهبت |
فينا الجوارح باختلال سهادِ |
وتكبدت فينا الجموع خنوعها |
بين الثراء لمترف بنوادي |
هامت به الأهواء حتى أصبحت |
سمتا له بغزارة الأعدادِ |
في تخمة الأموال يغفو ضاربا |
صفحا مقيتا عن أولي الأحقادِ |
وغفا عن الحق المبين لأخوة |
حلوا بنار في لظى الحُسَّادِ |
(بورما) وما (بورما) بكل حريقها |
إلا الجحيم بويلها المزدادِ |
في كل يوم نلتقي بمذابح |
شتى من الأوباش والأوغادِ |
هيا إليها ناصرين بما لنا |
من قوة التأثير ... باستشهادِ |
بمواعظ التاريخ بثت وعظها |
عبر الزمان لرائح أو غادِ |
يا من قضيتم بالبعاد بمهجتي |
حزن دفين بالأسى متهادِ |
يهدي القصائد بالشجون لأمتي |
فلعلها تصحو لكم بعتادِ |
مهما تضائل .. نصركم فرض على |
أهل العقيدة .. موئل الإسنادِ |
بالعجز كنت بوحدتي وقصيدتي |
أبكي عليكم معرضا عن زادي |
أدعو لكم ربي بمحض تذللي |
وتضرعي ومحبتي وودادي |
صلى الإله على النبي وآله |
ما أمَّ ركبا للمدينة حادِي!! |