-----------------------
أميرنا الأكرم ، وأخي الحبيب الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
أذهلتني أمورٌ وأحداثٌ عن هذه الأبيات فانذهلت عن التعقيب على من تفضل بالرد
فلك جزيلُ شكري وامتناني أنك رفعتَها اليوم مجدداً ، رفع الله ذكرك ، ووضع عنك وزرك
أخي الأكرم
ممتنٌ لك على ما أفضتَ علينا من علمك وطريف معرفتك من خلال وقوفك على مواضع من الأبيات ، فجزاك الله كل الخير .
أعقب فقط بما يلي لو سمحتَ لي :
1- ( كيف النجاءُ أيا حيا *ةً كلها كَبَدٌ وغمْ ؟! – لم النجاء هنا وليس النجاة ، على الأقل كيف توافق لفظاً ما تبعها " حياة " ؟ )
* أقول في الجواب : لعلّ من هموم الشاعر دائماً أنه يبحث عن كلمة بريئة من الابتذال فيُحييها بالاستعمال .
2- ( فارحم عُبيدك إنّه * ياربّ من لحمٍ ودمْ – لستُ أدري ، ولكني هُنا لم أجد في قول : أنا من لحم ودم لله تعالى ما يُناسب المقام ، وإنما هذا يُقال لجاهل علم أو خلق ، ولكن الخالق يعلم ، وهو رحيم لايقسو فنستعطفه بالعتاب ) !!
* هنا اسمح لي أن أخبرك بأني بلغ بي العجب مبلغه وأنا أقرأ هذا التعقيب !! كيف يخطر على بال القارئ أن يكون هذا القول إخباراً .. ولمن ؟ لله الخالق العليم !! إنك أعلم من يعرف أميرنا الحبيب أن الخبر هنا انتقل بلاغياً إلى غرض آخر ، وهو الشكوى ، ليكون الاستعطاف بالشكوى لا بالعتاب .. وأنت أدرى بأن الأساليب اللغوية تخرج عن غرضها في السياقات الأدبيّة ، إلى أغراض أخرى يقصدها الأديب ، بل عليها أن تفعل ذلك لترسم الجمال البلاغي في الأسلوب .
مثلاً : هل الاستفهام في قول جرير : ألستم خيرَ من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راحِ ؟ غرضه الاستفهام ؟ أم التقرير ؟ .. وهنا مجال واسع للكلام
دمتَ بألف خير أميرنا الأكرم ، وعسى ألاّ تبخلوا علينا بمثل هذه الإطلالات المشرقة والغنية