عَرُوسُ الحُرِيَّةِ
[ في الذكرى الّسنويّةِ لانتفاضةِ الثورةِ السوريّةِ]
د.نبيل قصاب باشي
[COLOR="Purple"]
آذارُ في شَفَةِ الزَّمَـــانِ نشيدُ====== فاصدحْ ففي شَـامِ العُروبةِ عيدُ
وقفَ الزمانُ هنا وحدَّقَ حولَهُ =====فإذا الحيــــاةُ عَرَائِسٌ ووُعُودُ
والكونُ تخشعُ في السـَّماءِ نجومُهُ=====يصبو بها التَّســْبيحُ والتّحميدُ
والأرضُ يفترشُ السماَء شهيدُهَا====== فإذا السـَّماءُ أرائكٌ وشهيدُ
وإذا الشهيدُ تحفُّهُ حُوريَّةٌ =========منْ فوقِهَا شَجَرُ الجِنَانِ يميدُ
ويموجُ بينَ خُدودهِ وخُدُودهِا========وهْجٌ يطوفُ بلونهِ التَّوريدُ
يهتاجُ في قلبَيْهِمَا نبضُ الهَوَى=======وَيمورُ في نجوَاهُمَا التَّنْهيدُ
ليتي بأنفاسِ الشهيدِ أُوَيْهَةٌ =========أوْ دُرةٌ يزدانُ فيها الجيدُ
ما أنبلَ الشُّهداءَما أشهى المُنَى=====في رُوحِ من أصبَى به التَّخليدُ
@@@@
ياثورةً في الشامِ طارَ حميمُها =====فإذا الفضا ءُ حَرَائقٌ وُرعُودُ
وإذاالرُّبوعُ زَعَازِعٌ ومَقَامِعٌ========و مَجَامِرٌ ومَجَازِرٌ ولُحُودُ
قتلى يمورُ بها صَديدُ دِمائِهَا=======وأضالعٌ ذابتْ بها وكُبُودُ
قالوا الحديدُ يحزُّ في أَعْنَاقِها======فينزُّ في عُنُقِ الحديدِ صَدِيدُ
خنقُوا الطيورَ الصَّادحاتِ ورَّوعُوا====أعشاشَها فزوى بها التّغريدُ
لم يَنْجُ منْ بطْشِ الطُّغاةِ حَمائمٌ========ثكلى فلا ريشٌ لها وجُلُودُ
يَبِسَ النسيم ُ فلا مروجَ تبثُّهُ=========والنهرُ رَانَ بضفَّتيهِ رُكُودُ
والغَانياتُ يموجُ في أجفانِهَا========نارٌ يمورُ بجمْرِهَا التَّسْهيدُ
ويلوبُ في زَفرَاتِهاوجَعُ الأَسَى======وتصبُّ نجواها الليالي السودُ
كم أعين ٍ حُرِقَت بها أهدابُها========فإذا الشظايا أدمعٌ و وُقُودُ
وصفوا المجازرَ حْرقَهَا وحريقَها========لكنَّها في الثائرينَ بَرُودُ
ما ساخَ في أحشائها مُتمرِّدٌ=========إلا أطلَّ منَ الرَّدَى صِنْدِيدُ
كبُّوا الرقابَ على الرقابِ فظاعةً ========وبكلِّ سِكّينٍ أُحِزَّ وَرِيدُ
لكنَّ هَدْرَ دمائِنَا أُنشودةٌ==========سَكِرَ الزمانُ بها وطابَ نشيدُ
حرقُوا بآذارِ الُمنى أنفاسَهُ========فاهتاجَ منْ تحتِ الرَّمادِ أُسُودُ
آذارُ هلْ خبَّأْتَ في أَلَقِ اللَّظَى========أرواحَنا فزهَا بها التّمْجِيدُ؟
هذي الشآمُ تعجُّ منْ عَبَقِ المُنَى=======رُبُواتُها وتضوعُ فيها البيدُ
لم يعرفِ التاريخُ مثلَ شُموخِها=======فاسألْ تجبْك ملاحمٌ وبُنُودُ
لا تخْنَعُ الدُّنيا لغيرِ وُعودِنَا==========وبغيرنِا لا يُسْتجَابُ وعيدُ
تمضي الحياةُ بما اشْتَهَى أَحْرَارُهَا======لا الموتُ يُفنيها ولا التشريدُ
الذاهبونَ إلى الرَّدى عشقُوا الرَّدَى ======والقادمونَ منَ الحياةِ أُبِيدُوا
والزاحفونَ إلى معارجِ غَايةٍ===========لم يَثْنِهمْ يومَ العنادِ عَنيدُ
@@@@
يا أيُّها الماضونَ في كَهْفِ الدُّجَى=====مُوتُوا؛؛ فكَهْفُ دُجاكمُ مَسْدُودُ
وخيولُكُم ْ عثرَ الطَّرِيقُ بخطْوِهَا======والسَّيفُ دونَ سُروجِهَا مَغْمُودُ
قولُوا لمَنْ عبدُوا الطغاةَ وجاهرُوا======لم يبقَ في أرضِ الشآمِ عبيدُ
لم تبقَ أشباحٌ مُمَرَّدَةٌ ولا =============عَبْدٌ وَمعْبودٌ ولا عِرْبيدُ
لم تبقَ إلا الشّامُ رافلةَ الُمنَى ========تختالُ نشوى في حِمَاها الغيدُ
وتميدُ أرضٌ تحتَها ويطيرُ في=========أرجائِها التّهليلُ والتّغريدُ
لا مجدَ إلا في الشآمِ وهلْ يُرَى ======في الكونِ إلا مجدُهَا الموعودُ؟
فاسألْ خُلودَ المجدِ عنْ رَايَاتِهَا=======هلْ غيرَهَا في المَشْرقَيْنِ يُريدُ؟
قدْ حدَّثَ التاريخُ أنَّا أُمّةٌ ===========مَكَثَ البقاءُ بها وَطَابَ خُلودُ
@@@@@
الرياض 15/3/2012م
[/COLOR]