|
أنمشي على سطح الثرى أم نطيرُ ؟ |
وعظمُ ذوي القربى عليه نسيرُ |
وإني لأرجو الصفحَ منهم لأنني |
وطئتُ يبابا أثقلتهُ قبورُ |
أقولُ لجدّاتي أعِدنَ تفاؤلي |
فقلن متى؟ إن الحياة تجورُ |
إلى مُدُنِ الموتى نشدُّ رحالنا |
لنهجُرَ ما للسيف فيه وزيرُ |
سلام على الدنيا إذا نعقت بها |
بكل مكان في البلاد حميرُ |
|
أبِيتُ على الآمال كالطفل نائما |
أُصدق فيها كل أوهام جدّتي |
وما إن أملُّ الوهم يصحو الشخيرُ |
تحدثني أن الرصاصة نعمة |
وأن شظايا الجمر فضلٌ كبيرُ |
ومطرقةُ الحدّادِ تعجنُ معدناً |
وتحت لهيب النار تاجا يصيرُ |
فها هو ذا السندانُ تلفحهُ اللظى |
مدى الدهرِ جَلدٌ، صابرٌ لا يثورُ |
كما كنتَ عشْ واصبرْ بُنَيَّ لأنهُ |
غدا،سيقولُ الناسُ : أنتَ أميرُ |
|
تناسلتِ الخيباتُ فوق رؤوسنا |
خُلِقْنا لربّ أمْ خُلقنا لغيره |
ومنذُ متى فينا يُهابُ الصغيرُ؟ |
وتخدعُنا- كالسامريّ- عقولنا |
نعظِّمُ عجلاً والعجولُ كثيرُ |
يُطافُ علينا بالأكاذيب كلِّها |
وصوتُ صداها في الأذانِ سُرورُ |
ونلبسُ ثوبا كالمناشير ملمساً |
لدى بعضنا كلُّ الثياب حريرُ |
زهِدنا بعيشٍ كالمواتِ وما لنا |
- لعمري- سوى ربٍّ به نستجيرُ |
كأنّا وهذا العقلَ مثل فرزدقٍ |
نصيحُ،فيأتي بالنقيض جريرُ |
فلو يستطيعُ الشعرُ دفعَ مهانةٍ |
لأبصرَ بي في الحالكاتِ ضريرُ |
ولكنها الأشعارُ ليس لها جنى |
ففي زمن الأموات تفنى البحورُ |
كتبتُ وما كلَّتْ يدي من كتابةٍ |
تئنُّ بقلبٍ مات فيه الشعورُ |
ستنكسرُ الأصفادُ حينَ نملّها |
فما في بطون الأمهات أسيرُ |
|
أيا خالقَ الأقدارِ فلتنتصرْ لنا |
ومسكُ قريضي أن أقولَ لظالمٍ: |
كفاكَ،فهذا مُنكرٌ ونكيرُ |