أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أَلِظُّوا بـ"يا ذا الجلال والإكرام"، وأَلَظَّ به النِّشْدة

  1. #1
    الصورة الرمزية فريد البيدق أديب ولغوي
    تاريخ التسجيل : Nov 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 2,698
    المواضيع : 1052
    الردود : 2698
    المعدل اليومي : 0.45

    افتراضي أَلِظُّوا بـ"يا ذا الجلال والإكرام"، وأَلَظَّ به النِّشْدة

    (1)
    ورد الفعل "أَلظّ" أمرا وماضيا في الحديث الشريف؛ فالفعل الأمر ورد في سنن الترمذي وصحح الألباني الحديث [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ].
    وورد في مسند الإمام أحمد [حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
    والفعل الماضي ورد في سنن أبي داود وضعف الألباني الحديث
    حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْعِلْمَ وَيَعِيهِ، ثُمَّ اتَّفَقَا وَنَحْنُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهَذَا حَدِيثُ مَعْمَرٍ وَهُوَ أَتَمُّ. قَالَ: زَنَى رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ وَامْرَأَةٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ بُعِثَ بِالتَّخْفِيفِ، فَإِنْ أَفْتَانَا بِفُتْيَا دُونَ الرَّجْمِ قَبِلْنَاهَا وَاحْتَجَجْنَا بِهَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْنَا: فُتْيَا نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِكَ. قَالَ: فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، مَا تَرَى فِي رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ زَنَيَا؟ فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى أَتَى بَيْتَ مِدْرَاسِهِمْ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أَحْصَنَ؟ قَالُوا: يُحَمَّمُ وَيُجَبَّهُ وَيُجْلَدُ، وَالتَّجْبِيهُ أَنْ يُحْمَلَ الزَّانِيَانِ عَلَى حِمَارٍ وَتُقَابَلُ أَقْفِيَتُهُمَا وَيُطَافُ بِهِمَا. قَالَ: وَسَكَتَ شَابٌّ مِنْهُمْ. فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَتَ أَلَظَّ بِهِ النِّشْدَةَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الرَّجْمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا أَوَّلُ مَا ارْتَخَصْتُمْ أَمْرَ اللَّهِ؟ قَالَ: زَنَى ذُو قَرَابَةٍ مِنْ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِنَا، فَأَخَّرَ عَنْهُ الرَّجْمَ. ثُمَّ زَنَى رَجُلٌ فِي أُسْرَةٍ مِنْ النَّاسِ، فَأَرَادَ رَجْمَهُ- فَحَالَ قَوْمُهُ دُونَهُ، وَقَالُوا: لَا يُرْجَمُ صَاحِبُنَا حَتَّى تَجِيءَ بِصَاحِبِكَ فَتَرْجُمَهُ. فَاصْطَلَحُوا عَلَى هَذِهِ الْعُقُوبَةِ بَيْنَهُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ. فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَبَلَغَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا". كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ.
    (2)
    وهذه أقوال معجمات اللغة في الكلمة ومادتها.
    أ- الصحاح للجوهري
    [لظظ] ألظ فلان بفلان، إذا لزمه، عن أبى عمرو. يقال: هو ملظ به، أي لا يفارقه. وقول ابن مسعود: "ألظوا في الدعاء بيا ذا الجلال والإكرام"، أي الزموا ذلك.
    ب- "المحيط في اللغة" لابن عباد
    لظ: الإِلْظَاظُ: الإِلْحَاحُ على الشَّيْءِ، أَلَظَّ على الشَّيْءِ وألَظَّ به. ومنه المُلاَظَّةُ في الحَرْبِ. ورَجُلٌ مِلْظَاظٌ مُلِظٌّ: شَدِيْدُ الإِيْلاَعِ بالشَّيْءِ. وفي الحَدِيث: ' أَلِظُّوا بيا ذا الجَلاَلِ والإِكْرَام ' أي داوِموا السُّؤالَ بها. وهو مُلِظٌّ به: إذا رَأيْتَه يَطْرُدُه، واللَّظُّ: الطَّرْدُ، ومَرَّتِ الفُرْسَانُ تَلاَظُّ. والإِلْظَاظُ: الطَّلَبُ باللِّسَانِ. والمِلْظَاظُ: المِلْحَاحُ. ورِسَالَةٌ مُلِظَّةٌ. ورَجُلٌ لَظٌّ: عَسِرٌ مُتَشَدِّدٌ. واللَّظْلَظَةُ: من قَوْلِكَ: الحَيَّةُ تُلَظْلِظُ: وهو تَحْرِيْكُ رَأْسِها من شِدَّةِ اغْتِيَاظِها. وإنَّه لَحَدِيْدٌ لَظْلاَظٌ: أي عَسِرُ الخُلقِ. والمِلَظُّ: الشَّدِيْدُ الطَّلَبِ المُلِحُّ على الشَّيْءِ. وأَلَظَّ على كذا وبه: لَزِمَه.
    ج- "لسان العرب" لابن منظور
    (لظظ) لَظَّ بالمكان وأَلَظَّ به وَألَظَّ عليه: أَقام به وأَلَحَّ. وأَلظَّ بالكلمة: لَزِمها. والإِلْظاظُ: لزُوم الشيء والمُثابرةُ عليه، يقال: أَلْظظت به أُلِظُّ إِلْظاظاً، وأَلظَّ فلان بفلان إِذا لَزِمه. ولَظَّ بالشيء: لزمه، مثل أَلظَّ به، فعَل وأَفْعل بمعنىً، ومنه حديث النبي صلّى اللّه عليه وسلّم "أَلِظُّوا في الدعاء بيا ذا الجلال والإِكرام". أَلظوا أَي الزموا هذا واثبتُوا عليه وأَكثِروا من قوله، والتلفُّظ به في دعائكم. قال الراجز:
    بعَزْمةٍ جَلَّت غُشا إِلْظاظها
    والاسم من كل ذلك اللَّظِيظُ. وفلان مُلِظٌّ بفلان أَي مُلازِم له ولا يُفارِقه، وأَنشد ابن بري:
    أَلَظَّ به عَباقِيةٌ سَرَنْدَى جرِيء الصدْرِ مُنْبَسِطُ القَرِينِ
    واللَّظِيظُ الإِلْحاحُ. وفي حديث رَجْم اليهودي "فما رآه النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَلَظَّ به النِّشْدةَ" أَي أَلَحَّ في سؤاله وأَلزَمَه إِياه. والإِلظاظُ الإِلحاح، قال بشر:
    أَلَظَّ بهِنَّ يَحْدُوهُنَّ حتى تبَيَّنتِ الحِيالُ من الوِساقِ
    والمُلاظّةُ في الحَرب: المُواظبةُ ولزوم القِتال. من ذلك: وقد تلاظُوا مُلاظَّة ولِظاظاً كلاهما مصدر على غير بناء الفعل. ورجل لَظٌّ كَظٌّ أَي عَسِر مُتشَدِّدٌ، ومِلَظٌّ ومِلْظاظٌ عسِر مُضيَّق مُشدَّد عليه. قال ابن سيده: وأَرى كَظّاً إِِتباعاً. ورجل مِلظاظ مِلْحاح ومِلَظٌّ مِلَحٌّ: شديد الإِبلاغ بالشيء يُلح عليه. قال أَبو محمد الفقعسي:
    جارَيْتُه بسابِحٍ مِلْظاظِ يَجْري على قَوائمٍ أَيْقاظِ
    وقال الراجز:
    عَجِبْتُ والدَّهْرُ له لَظِيظُ
    وأَلظَّ المطرُ: دامَ وأَلحَّ. ولَظْلَظَت الحيّة رأْسَها: حرَّكته. وتلَظْلَظَت هي: تحرَّكت. والتَّلَظْلُظُ واللظْلظةُ من قوله: حية تَتَلَظْلَظُ وهو تحريكها رأْسها من شدّة اغْتِياظها، وحية تَتَلَظَّى من توقُّدها وخُبْثِها، كأَنَّ الأَصل تتلظَّظُ. وأَمَّا قولهم: في الحرّ يتلظَّى، فكأَنه يلتهب كالنار من اللظى. واللظْلاظُ الفَصِيح واللظلظة التحريك. وقول أَبي وجْزَة:
    فأَبْلِغْ بَني سَعْدِ بن بَكْرٍ مُلِظَّةً رسولَ امْرِئٍ بادِي المَودَّةِ ناصِح
    قيل: أَراد بالمُلِظَّة الرسالةَ، وقوله: رسول امرئ- أَراد رسالة امرئٍ.
    احرص على أن تنادي أشياء حياتك الإيمان وشريعة الله تعالى!

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    معلومة جديدة ومفيدة قرأتها وقد ألظّ المطر اليوم بطوله ولما ينقطع بعد فارتبطت عندي مداومته مع إلحاح حباته في الطرق على زجاج نافذتي
    فإذا هي غنيمة لغوية جديدة كما عودتنا في المعجم أيها الكريم

    دمت والألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أستاذ فريد على هذه المعلومة الرائعة , دمت بحفظ الله

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    أرجو منكم المعذرة , فالرد مكرر , بوركتم

  5. #5
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    الإِلْظَاظُ: الإِلْحَاحُ على الشَّيْءِ، أَلَظَّ على الشَّيْءِ وألَظَّ به. ومنه المُلاَظَّةُ في الحَرْبِ. ورَجُلٌ مِلْظَاظٌ مُلِظٌّ: شَدِيْدُ الإِيْلاَعِ بالشَّيْءِ

    شكرا للمعلومة أخي

    سنحرص على أن نحفظها

    بوركت

المواضيع المتشابهه

  1. رِسَالةٌ حَانِيةٌ إِلى المحتفلينَ بِـ(عِيدِ الحبِّ)
    بواسطة احمد خلف في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-02-2012, 04:31 PM
  2. يا ذا الجلال .. إلى متى ؟
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 04-07-2010, 09:56 PM
  3. ردًّا على الإسَاءة ِ التِي لحقَتْ بـِ رسُوْل ِ الله..
    بواسطة حوراء آل محمود في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-03-2008, 09:00 PM
  4. فتّشْتُ أسرارَ الزمان ِ ومَنْ بهِ
    بواسطة حمود الشمري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 08-07-2007, 10:41 AM