دَعَّ المَوَدَّةَ وَادَّعَى وَدَعَا عَلَيهِ وَوَدَّعَا
ضَاقَتْ عَلَيهِ ظِلالُهُ فَاخْتَارَ أَنْ يَتَذَرَّعَا
صَبَّ الزُّعَافَ لِغَيرِهِ وشَكَا السُّلافَ تَوَجُّعَا
وَمَضَى وَكُلُّ مُؤَمَّلٍ يَرْجُوهُ أَكْرَمَ أَرْوَعَا
لَوْ حَالَفَتْهُ صَرَاحَةٌ لَكَفَى النَّصِيحَةَ بَلْقَعَا
لَوْ أَدْرَكَتْهُ سَمَاحَةٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَسَرَّعَا
هِيَ وَاحَةُ الأَبْرَارِ لا يَنْمُو بِتُرْبَتِهَا اللَّعَا
هِيَ وَاحَةُ الأَحْرَارِ لَنْ تَئِدَ النُّهَى لَنْ تَخْدَعَا
كُلُّ الكِرَامِ بِسَاحِهَا تَخِذُوا الأُخُوَّةَ مَرْجِعَا
لا فَضْلَ إِلا بِالتُّقَى مِنْ كُلِّ أَبْلَجَ أَرْفَعَا
الحَقُّ مَنْهَجُ شَرْعِهِمْ وَالعَدْلُ يَحْكُمُهُمْ مَعَا
إِنَّ النَّصِيحَةَ لِلذِي تَبْكِي عَلَيهِ الأَدْمُعَا
وَلَقَدْ عَلِمْتَ مَحَبَّةً وَمَكَانَةً لا تُدَّعَى
أَوَلَسْتَ تَنْضَحُ حِكْمَةً يَا بْنَ الكِرَامِ مُشَفَّعَا
أَوَلَسْتَ مِنْ أَهْلِ العُلا تَأْبَى الخَنَا مُتَرَفِّعَا
فَعَلامَ تَسْفَعُ أَضْلُعًا وَعَلامَ تَتْبَعُ أَضْبُعَا
وَعَلامَ تَسْمَعُ مُغْرِضًا مَا شَدَّ إِلا قَطَّعَا
عَيٌّ وَيَحْسَبُ أَنَّهُ مَلَكَ الفَصَاحَةَ مُبْدِعَا
لَوْ طَالَ يَومًا نَهْشَنَا غَدْرًا فَلَنْ يَتَوَرَّعَا
لَيْسَ المُكَرَّمُ مَنْ أَتَى مُتَفَيْهِقًا مُتَنَطِّعَا
وَالقَدْرُ لا يَأْتِي الفَتَى إِنْ شَانَ أَوْ إِنْ شَنَّعَا
خَابَ المُؤَمِّلُ بِالمُنَى مَجْدًا وَأَدْرَكَ مَنْ سَعَى
وَالمَرْءُ يُوْرِثُ إِنْ بَغَى نَدَمًا يَعضُّ الإِصْبَعَا
فَاصْرِفْ خَسَائِسَ مَنْ لَغَا وَاقْطُفْ نَفَائِسَ مَنْ دَعَا
يَا مَنْ عَلَى سُبُلِ النَّدَى سَبَقَ الرَّبِيعَ فَأَمْرَعَا
شَفَّ الفُؤَادُ فَطَابِ لِي وَصَفَا الودَادُ فَأَيْنَعَا
صَبَّ المَحَبَّةَ صِرْفَةً وَسَقَى الوَفَاءَ مُشَعْشِعَا
هَمَّامُ يَا مَنْ إِنْ بَدَا لِلهَمِّ سَرَّى مَنْ نَعَى
أَلْزَمْتَ نَفْسَكَ هِمَّةً وَعَرَفْتَ قَدْرَكَ مَطْلَعَا
وَكَسَوْتَ شِعْرَكَ حُلَّةً بِالصِّدْقِ حَتَّى أَمْتَعَا
وَلَئِنْ أَشَرْتَ لِحَرْفِهِ لأَتَاكَ يَهْرَعُ مُهْطِعَا
تَمْتَدُّ رُوحُكَ فِي المَدَى مِسْكًا يَطِيبُ تَضَوُّعَا
نُبْلاً أَتَيتَ وَرِفْعَةً أَرَبًا بَلَغْتَ وَمَوْضِعَا
لَو جِئْتَ قَلْبَكَ فِي دَمِي لَوَجَدْتَهُ مُتَرَبِّعَا
لا تَأْسَ مِنْ هَرَجِ الوَرَى فَالدَّهْرُ يَرْفَعُ مَنْ وَعَى
مَهْمَا تَطَاوَلَ غَيْهَبٌ فَالبَدْرُ لَنْ يَتَصَدَّعَا
وَلَرُبَّ عَادِيَةٍ عَلَى أَهْلِ الحِجَا أَنْ تَنْفَعَا
هَذَا الزَّمَانُ زَمَانُ مَنْ عَقَرَ المُرُوءَةَ وَادَّعَى
جَعَلَ الهَوَى نِبْرَاسَهُ فَأَضَاعَ فِيهِ وَضَيَّعَا
لَولا وُجُودُكَ يَا أَخِي لَهَذَى الرَّجَاءُ وَتَعْتَعَا
وَوَجُودُ كُلِّ مُكَرَّمٍ يَرْعَى الذِّمَامَ لِمَنْ رَعَى