عروس الملح

قرأتُ هذه الرائعة على عجالة ولي عودة يانسرين بحول الله

أحنّ إليك ، و الحرف من صولة الحنين سقط شهيدا على أكفّ الورق.

تصوير قوي ورائع هنا يستحق التأمل

أنّا و أنْت
و هذه العيون تَقطّع عنها الرجاء
ترقب بعين الجفاف
سحابا عابرا بين أوراق عجاف
و قلما جناحه من سديم السّراب
مهاجرا مع النوارس
إلى أرض الخيال
و هذا وجع
يملأ تجاويف الفراغ
يردّد كلمات بُترت منها المعجزات
حرف مبهم
و حروف تحتضر
في لجّة الصمت مفرغة من المعاني
****
ها أنا و ها أنت
نسابق الليل الطويل
فيسبقنا الزمان
و تخنق نايات الغريب
غصّة الحضور في رحاب الغياب
و هذه غيمة
تصغي لابتهال السّنابل
حين الركوع و حين القيام
هي للتّائه صولجان الأمنيات
صك الغفران
قبلة على ثغر السماء
تساقط خمرا شهيا
بين كفيّ
تشربه العروق

وهنا أرى تصاوير جميلة وأُحسُّ بالألم في ثنايا السطور بل أرى دمع الأحرف منهمرًا

يا سيّدي
في عرف القبيلة
قبلة الفراش للورد خطيئة
واحتراق ألوانها نِعْم الجزاء.

يا سيّدي
في أعراف الشّعـر
عناق القلم للدفاتر
أمر مباح
شَاهداه
وريد و شريان
و كاتبه
سيل من دمـاء

ورائع هنا إسقاطك حعلت القلم والدفتر كزوجين وشاهدي عدل في المحكمة على العقد , صورة مبتكرة وذكية

يا سيّدي
هذه عروس الملح في دمي
تحملها على أكتافها الكلمات
تباركها الضلوع
و تدق النبضات طبول الأعياد
فالتقطها شمسا
تضيء لياليك الحالكات
و اصطنع منها شرابا
عذبا فُراتا كالزلال

عروس الملح ماأظنها إلا المواجع المالحة التي تقرحت جفونك منها , وقولك تحملها على أكتافها الكلمات جعلتني أشعر بأن عروس الملح في جنازة يشيعونها وربما لو قلت تزفها الكلمات لكانت أنسب للصورة وأحلى
مع قولك ( تباركها الضلوع )
دام حرفكِ بهيا ياصديقتيحفظك الباري

لوحة نثرية مائزة منسوجة بحروف بلورية أنيقة
خلاب حرفك ـ بديع بحسه ومضامينه ــ شاعري بجمله وصوره
دمت بهذا الألق ودامت ريشتك السحرية.

انساب الحنين شلالا من النور على صفحات الروح
وفاض الحرف عطرا عبقا بين السطور
فشكرا لك ودام لك الألق.