أحدث المشاركات
صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 34

الموضوع: ** رمضانيات / وجبات لا تُفطر **

  1. #11
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي


    أكثر من 30 أسلوبا لتربية الأسرة في رمضان

    قد يكون مر بك رمضانات كثيرة وازددت فيها إيمانًا، وتمنيت أن يكون لأسرتك نصيب من هذه التربية الإيمانية،
    لا تتوقف عند نهاية شهر الصوم فقط، بل تمتد لتكون منهج حياة. وربما تألمت للأوقات المهدرة خلال شهر العبادة،
    للأطفال من إخوة وأبناء وحتى النساء، وربما أنت.

    نحن هنا ننثر أمامك عقدًا من الأفكار التربوية للأسرة تستفيد منها، ثم تزيد عليها، وربما كان بعضها يصلح للأب،
    وبعضها يصلح للإخوة، وبعضها للأبناء. ستلاحظ أن أكثر الأفكار الأولى تناسب الآباء، وأكثر الأفكار الأخيرة تناسب الإخوان ...


    أفكار تربية الأسرة في رمضان:

    1- قبل كل شيء:
    ضع أهدافًا لك وللأسرة، وعلقها في مكان بارز في المنزل؛ لتبقى عالقة في الذهن يحرص أفراد الأسرة على الوصول إليها،
    مثلاً: يكون ضمن الأهداف ختم القرآن ثلاث مرات، أو قراءة كتاب في التفسير،
    أو إنهاء جزء من القرآن خلال جلسات تفسيرية وتربوية، أو قراءة كذا وكذا من الكتب، وهكذا.

    2- مع الاستمرار بتذكير أفراد الأسرة بثواب الأعمال، فلا تنس المحفزات المادية والعبارات التشجيعية،
    وما أجمل أن توضع الجوائز المراد توزيعها في يوم العيد لمن أتم برامجه بنجاح في مكان بارز أمام مرأى الجميع!

    3- قبل دخول الشهر، جهز الوسائل التي تريد استخدامها خلال الشهر، من أشرطة ومطويات وكتيبات،
    وكذلك ما تريد تصويره أو إعداده من أوراق ونحوها، ليدخل الشهر وأنت على استعداد، فلا يضيع جزء منه في الإعداد.

    4- هيئ أفراد الأسرة لرمضان قبل دخوله بالتحفيز والتشجيع، والترقب ومزيد من الشوق.

    5- علق جدولاً في المنزل يحتوي على البرنامج اليومي المقترح، واحرص على ألاّ يكون الجدول مثاليًّا يصعب تطبيقه،
    بل يكون مرنًا قابلاً للعوارض المختلفة من دعوات إفطار ونحوها، وإذا كان البرنامج موحدًا بين أفراد الأسرة، فإن هذا مما يدفع الجميع للتفاعل معه.

    6- اجعل ضمن الأوراق المعلقة ورقةً أو صحيفةً حائطيةً يكتب فيها أسماء أفراد الأسرة بصورة أفقية،
    واكتب أسماء السور أو الكتب أو غيرها أعلى الورقة بصورة عمودية، بحيث يتم تظليل الجزء الذي تم إنجازه في الصحيفة وتظهر المنافسة بجلاء.

    7- لا تنس مراعاة الفروق الفردية بين أفراد الأسرة، فليس بالضرورة ما يصلح لأحد الأفراد يصلح للآخر،
    ولا مانع من أن تحفز أحد أبنائك على الحفظ، وآخر على التلاوة، وربما تحفز أمك على حفظ بعض قصار السور، وربما بعض الصغار.

    8- إذا كنت تريد من ربة المنزل التفاعل معك فلا تشغلها بطلب التنويع في الأكل، واحرص على إيجاد برامج تناسبها في مطبخها،
    كسماع الأشرطة وإذاعة القرآن ونحو ذلك، وذكّرها بأنها في خدمتها لهؤلاء الصائمين على أجر كبير.

    9- ما أجمل أن تصطحب أبناءك معك لصلاة التراويح! وتنتقي لهم من المساجد ما يتميز بحسن صوت إمامه،
    وخشوعه، وتدبره للآيات، وكثرة المصلين، ونحو ذلك، فيرون هناك أقرانهم ويتلذذون بالعبادة.

    10- عوّد أبناءك أو إخوانك على إلقاء الكلمات في المنزل، سواء كانت مكتوبةً أو محفوظةً،
    ولو كانت قصيرة, واجعل وقتًا للمنبر، يستمع فيه الجميع إلى الخطيب -ابنك أو أخاك-، فسوف يتعودون على الجرأة في الخطابة
    ومحادثة الآخرين، فضلاً عن الفوائد من الكلمات الملقاة.

    11- اجعل للأعمال الإغاثية جزءًا من وقتك، ولو ليومين أو ثلاثة، أو حتى يوم واحد، تعمل الأسرة جاهدة لإطعام فقراء الحي،
    أو التعاون مع الجمعية الخيرية، أو التعاون مع مشاريع تفطير الصائمين، وتقوم البنات بإعداد الوجبات لذلك، ومن كان عنده فضل مال يتبرع ولو بريال.

    12- ما أروعه من يوم ذلك الذي سوف تجتمع فيه بأبنائك في المسجد معتكفين!
    متفرغين للعبادة، دون كثرة أحاديث تذهب لذة الاعتكاف. يكفيك يوم واحد على الأقل (24 ساعة).

    13- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور التي ينبغي أن تكون منك على بال،
    وذلك من خلال النصائح المباشرة بالأسلوب الحسن، ومن خلال توزيع المطويات ونحوها على الآخرين، وحينها ستزرع في نفوس أبنائك معاني عظيمة في هذا الجانب.

    14- من الأساليب التربوية الناجعة: إقامة رحلة جماعية للأسرة إلى بلد الله الحرام مكة المكرمة، والتخطيط لها وكيفية قضائها وقضاء الطريق أمر مطلوب، وحين يوافق وقت الرحلة العشر الأخيرة فينبغي ألا يفوت الاعتكاف في الحرم، وفق ما سبق ذكره حول الاعتكاف.

    15- ومن المقترحات أيضًا: إقامة درس تربوي في التفسير بصفة يومية بعد الفجر أو الوقت المناسب للأسرة،
    يفتح المجال فيه للجميع بأن يشاركوا بالبحوث أحيانًا أو الأسئلة أو الدروس، أو الاستنباطات التفسيرية من الآيات؛ لأن من شأن هذا أن ينمي ملكة التأمل لديهم.

    16- ما أجمل أن يقترح على جميع أفراد الأسرة بأن يتبنى كل واحد منهم تعديل سلوك معين لديه،
    إما تغيير سلوك خاطئ أو تطوير سلوك حسن أو المداومة على عبادة من العبادات.

    17- كذلك نقترح إقامة مسابقات ترفيهية وثقافية للشباب واختيار الوقت المناسب الذي يخلو من العبادات لطرد الملل أولاً،
    ولإبعادهم عن الأجواء غير الصحية مثل مشاهدة التلفاز ونحوه.

    18- كتابة لوحات معبرة وإيحائية وآيات قرآنية وأحاديث نبوية بخط جميل وصورة معبرة وطريقة جذابة، تعلق في أماكن متفرقة بالمنزل،
    مثلا: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه...)
    ويوضع خط تحت (إيمانًا واحتسابًا) للتذكير بالإخلاص، ومثلاً: (اجعل رمضان انطلاقة جديدة لحياة سعيدة)،
    أو (اجعل رمضان هذا العام مختلفًا)، ولك حرية اختيار الألفاظ المناسبة.

    19- جرب أن تضع على باب غرفة شقيقتك بطاقة تهنئة مع هدية كتيب أذكار، منذ متى لم تفاجئ أختك بهدية؟

    20- ألم تفكر بعد في كبيرات السن (والدتك أو عمتك...)؟! ما نصيبهن من التعليم، آية الكرسي مثلاً،
    أو قصار السور أو غيرهن، أو حتى بعض الأذكار الشرعية، وصفة الوضوء والصلاة.

    21- ما أورع أن تهدي الخادمة أو السائق هدية، سجادة صلاة مثلاً، أو مصحفًا مفسرًا بلغته،
    وأن تسمح للسائق بالذهاب ولو ساعة في الأسبوع لمكتب توعية الجاليات لحضور برامج دعوية هناك.

    22- أقنع إحدى محارمك بالمنزل أن تعقد حلقة تعليم قصيرة للخادمة.

    23- وفر في المنزل ما يشعر بخصوصية الشهر وأهمية استغلاله، مثل: حاملات المصاحف، جدول متابعة القراءة في القرآن...

    24- جرب سهرةً تاريخيةً مع أفراد الأسرة، حيث تطالع وتقرأ عليهم إحدى الغزوات الشهيرة والمثيرة،
    أو وصفًا للجنة والنار ويوم القيامة، وحاورهم، ولا تنس الوقوف على مواطن العبرة.

    25- اعمل مسابقة في قراءة كتاب شائق ومفيد بين إخوانك أو أبنائك، ونقترح: كتاب (صور من حياة الصحابة) لعبد الرحمن رأفت الباشا، والفائز من ينتهي من السلسلة أولاً. واجعل جائزة الجميع وجبة عشاء من أحد مطاعم الوجبات السريعة مثلاً، صدقني لن ينسوا هذه الليلة العذبة.

    26- اسأل والدك عن المقرئ الذي يحب سماع تلاوته، ثم قم بوضع هدية في سيارته تحتوي هذا الشريط.

    27- ماذا لو استضافت الأسرة بعض المساكين في البيت وفطرتهم، لينكسر الكبر من النفوس، وترق القلوب، ونتعلم الشعور بالجسد الواحد.

    28- قم بحملة تبرعات للأسرة فيما زاد على الحاجة، مثلاً: قم بتوعية الأسرة بحال الفقراء والمحتاجين في الداخل والخارج،
    وأرهم صورًا مؤثرةً، ثم اقترح التصدق بملابس عيد العام الماضي، ليفرح بها آخرون.

    29- أشغل الصغار ببعض المهارات الفنية والمسلية عن التلفاز، اجلب إليهم كراسات التلوين التي تحتوي رسومًا إسلامية،
    افتح لهم جهاز الحاسب واجلب برامج مناسبة ومسابقات شائقة.

    30- حاول إشعال روح التنافس للمشاركة في برامج إذاعة القرآن الكريم أو قناة المجد، والتفاعل مع مسابقاتها المفيدة.

    31- جميل أن تتبنى بنفسك نيابةً عن أسرتك إيصال زكاة الفطر لمستحقيها، كوِّن فريق عمل من الصغار،
    اجمعوا الزكوات، اكتبوا قائمة بالمستحقين، وزِّع الفريق إلى مجموعات، ولينطلق كل فريق على بركة الله.

    المصدر: موقع صيد الفوائد.
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  2. #12
    الصورة الرمزية عايد راشد احمد قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : تائه في دنيا المعاني
    المشاركات : 1,865
    المواضيع : 49
    الردود : 1865
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    مائدة عامرة باطيب واشهي الاصناف

    تنوع وتعدد في فضل هدا الشهر الكريم علينا وكيف كرمه المولي عز وجل

    جهد رائع وكعادتك ننتفع منك بمواضيع لها ثقل ديني واخلاقي

    بوركت استاذتنا وبوركت الجهد الطيب

    تقبلي مروري وتحياتي
    صاحب البسمة والنسمة
    تقيمك بمشاركة مطلوب كما انت تحتاج فلا تبخل

  3. #13
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    رمضان الأخير !!
    د. راغب السرجاني


    كثيرًا ما تضيع منا الأيام الأولى في رمضان؛ لأننا لم نحسن الاستعداد لها، فلا نشعر بقيمة الصيام، ولا بحلاوة القرآن،
    ولا بخشوع القيام.. وهذه لحظات غالية، وأوقات فريدة ينبغي للمسلمة الواعية أو المسلم الفاهم ألاَّ يفرِّط فيها أبدًا.

    ويسعى الخطباء والدعاة والعلماء والمتحدثون أن يضعوا برامج في شعبان؛ لشحذ الهمم، وتنشيط الكسالى،
    مثل الإكثار من الصيام وقراءة القرآن والقيام لدخول رمضان. وقد تعوَّدنا على هذه الأمور، فلا تضيع منا دون انتباه..
    وهذا -لا شك- شيء طيب.. بل رائع.. فاللاعب الذي لا يقوم بعملية الإحماء والتدريب قبل المباراة لا يمكن أن يستمر فيها بلياقة جيدة.
    وهكذا أيضًا المسلم والمسلمة الذي "يُفاجَأ" برمضان
    فإنه لا يُحسِن استخدام كل أوقاته، واستغلال كل لحظاته.

    لكني أرى أن الأهم من ذلك، والذي قد نغفله كثيرًا، هو الاستعداد "ذهنيًّا" لهذا الشهر الكريم.. بمعنى أن تكون مترقبًا له،
    منتظرًا إياه، مشتاقًا لأيامه ولياليه.. تَعُدُّ الساعات التي تفصل بينك وبينه، وتخشى كثيرًا ألاَّ تبلغه!

    هذه الحالة الشعورية صعبة، ولكن الذي يصل إليها قبل رمضان يستمتع حقيقةً بهذا الشهر الكريم.. بل ويستفيد -مع المتعة- بكل لحظة من لحظاته.

    وقد وجدتُ أنه من أسهل الطرق للوصول إلى هذه الحالة الشعورية الفريدة أن تتخيل بقوَّة أن رمضان القادم هو "رمضانك الأخير" في هذه الدنيا!!

    إن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم أوصانا أن نُكثِر من ذكر الموت، فقال: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ"[1].
    ولم يحدِّد لنا وردًا معينًا لتذكُّرِه، فلم يقُلْ مثلاً: تذكروه في كل يوم مرة، أو في كل أسبوع مرة، أو أكثر من ذلك أو أقل،
    ولكنه ترك الأمر لنا، نتفاوت فيه حسب درجة إيماننا؛ فبينما لا يتذكر بعضُنا الموت إلا عند رؤية الموتى، أو عيادة المرضى،
    أو عند المواعظ والدروس، تجد أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يقول:
    "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ".
    وقد قال هذه الكلمات الواعية تعليقًا على حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم:
    "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ"[2].

    وفي إشارة من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى تذكُّر الموتى كل يومين قال:
    "مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ"[3].

    رمضان الأخير مطلب نبوي

    إذن افتراض أن رمضان القادم هو رمضان الأخير افتراض واقعي جدًّا، ومحاولة الوصول إلى هذا الإحساس هو مطلب نبويٌّ،
    والمشاهدات العملية تؤكِّد هذا وترسِّخه.. فكم من أصحابٍ ومعارفَ كانوا معنا في رمضان السابق وهم الآن من أصحاب القبور!
    والموت يأتي بغتةً، ولا يعود أحدٌ من الموت إلى الدنيا أبدًا.. قال تعالى:
    {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
    [المؤمنون: 99، 100].

    فالعودة من الموت مستحيلة، وكل الذين يموتون يتمنون العودة، إنْ كان مسيئًا ليتوبَ، وإن كان مُحسِنًا ليستزيد!
    فماذا لو مِتنا في آخر رمضان المقبل؟! إننا -على كل الأحوال- سنتمنَّى العودة لصيام رمضان بشكل جديد، يكون أكثر نفعًا في قبورنا وآخرتنا..
    فلنتخيَّلْ أننا عُدْنا إلى الحياة، وأخذنا فرصة أخيرة لتجميل حياتنا في هذا الشهر الأخير، ولتعويض ما فاتنا خلال العمر الطويل،
    ولتثقيل ميزان الحسنات، ولحسن الاستعداد للقاء الملك الجبَّار.

    هذا هو الشعور الذي معه ينجح إعدادنا وعملنا بإذن الله في هذا الشهر الكريم.. وليس هذا تشاؤمًا كما يظنُّ البعض،
    بل إن هذه نظرة دافعة للعمل، ودافعة -في نفس الوقت- للبذل والتضحية والعطاء والإبداع..
    ولقد حقَّق المسلمون فتوحات عسكرية كثيرة، ودانت لهم الأرض بكاملها بسبب هذه النظرة المرتقِبة للموت، الجاهزة دومًا للقاء الله عز وجل.

    وما أروع الكلمات التي قالها سيف الله المسلول خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لزعيم الفرس هُرمز
    عندما وصف الجيش الإسلامي المتَّجِه إلى بلاد فارس فقال: "جئتك برجالٍ يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة"[4]!!

    ولقد حقق هؤلاء الرجال الذين يحبون الموت كل مجدٍ، وحازوا كل شرفٍ.. ومات بعضهم شهيدًا،
    وعاش أكثرهم ممكَّنًا في الأرض، مالكًا للدنيا، ولكن لم تكن الدنيا أبدًا في قلوبهم.. كيف وهم يوقنون أن الموت سيكون غدًا أو بعد غدٍ؟!

    أعمال رمضان الأخير

    والآن ماذا أفعل لو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير؟!

    لو أني أعلم ذلك ما أضعتُ فريضة فرضها الله عليَّ أبدًا، بل ولاجْتهدتُ في تجميلها وتحسينها، فلا أصلي صلواتي إلا في المسجد،
    ولا ينطلق ذهني هنا وهناك أثناء الصلاة، بل أخشع فيها تمام الخشوع، ولا أنقرها نقر الغراب، بل أطوِّل فيها، بل أستمتع بها.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ"[5].

    ولو أني أعلم أن هذا هو "رمضاني الأخير" لحرصت على الحفاظ على صيامي من أن يُنقصِه شيءٌ؛
    فرُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.. بل أحتسب كل لحظة من لحظاته في سبيل الله،
    فأنا أجاهد نفسي والشيطان والدنيا بهذا الصيام.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"[6].

    ولو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير، لحرصت على صلاة القيام في مسجد يمتِّعني فيه القارئ بآيات الله عز وجل،
    فيتجول بين صفحات المصحف من أوَّله إلى آخره.. وأنا أتدبَّرُ معه وأتفهَّم.. بل إنني أعود بعد صلاة القيام الطويلة إلى بيتي مشتاقًا إلى كلام ربي،
    فأفتح المصحف وأستزيد، وأصلي التهجد وأستزيد، وبين الفجر والشروق أستزيد.. إنه كلام ربي..
    وكان عكرمة بن أبي جهل -رضي الله عنه- يفتح المصحف ويضعه فوق عينيه ويبكي، ويقول:
    "كلام ربي.. كلام ربي"[7].

    ولو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير ما تجرأت على معصية، ولا فتحت الجرائد والمجلات أبحث ملهوفًا عن مواعيد التمثيليات
    والأفلام والبرامج الساقطة.. إن لحظات العمر صارت معدودة، وليس معقولاً أن أدمِّر ما أبني، وأن أحطم ما أشيد..
    هذا صرحي الضخم الذي بنيته في رمضان من صيام وقيام وقرآن وصدقة.. كيف أهدمه بنظرة حرام، أو بكلمة فاسدة، أو بضحكة ماجنة؟!

    إنني في رمضان الأخير لا أقبل بوقت ضائع، ولا بنوم طويل، فكيف أقبل بلحظات معاصي وذنوب، وخطايا وآثام؟! إن هذا ليس من العقل في شيء.

    ولو أني أعلم أن هذا هو رمضاني الأخير ما كنزتُ المال لنفسي أو لورثتي، بل نظرت إلى ما ينفعني عند ربي،
    ولبحثت بكل طاقتي عن فقيرٍ محتاج، أو طالب علم مسكين، أو شاب يطلب العفاف ولا يستطيعه، أو مسلمٍ في ضائقة،
    أو غير ذلك من أصناف المحتاجين والملهوفين.. ولوقفت إلى جوار هؤلاء بمالي ولو كان قليلاً، فهذا هو الذي يبقى لي، أما الذي أحتفظ به فهو الذي يفنى!

    رمضان وأمتنا الجريحة

    ولو أني أعلم أن هذا رمضاني الأخير ما نسيت أُمَّتي؛ فجراحها كثيرة، وأزماتها عديدة، وكيف أقابل ربي ولست مهمومًا بأمتي؟!
    فلسطين محاصَرة.. والعراق محتلَّة.. وأفغانستان كذلك.. واضطهاد في الشيشان، وبطش في كشمير،
    وتفتيت في السودان، وتدمير في الصومال.. ووحوش الأرض تنهش المسلمين.. والمسلمون في غفلة!

    ماذا سأقول لربي وأنا أقابله غدًا؟!

    هل ينفع عندها عذرٌ أنني كنت مشغولاً بمتابعة مباراة رياضية، أو مهمومًا بأخبار فنية، أو حتى مشغولاًَ بنفسي وأسرتي؟!

    أين شعور الأمة الواحدة؟!

    هل أتداعى بالحُمَّى والسهر لما يحدث من جراح للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟!

    وحتى -والله- لو كنت مشغولاً بصلاتي وقيامي، هل يَقبل ربي عذري أنني نسيت رجالاً تُقتَّل، ونساءً تُغتَصب، وأطفالاً تُشرَّد، وديارًا تُدمَّر،
    وأراضي تُجرَّف، وحُرمات تُنتَهك؟!

    رمضان وفقه الرسول

    لقد أفطر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر المسلمين بالفطر وهم يتَّجِهون إلى مكة ليفتحوها بعد خيانة قريش وبني بكر..

    إن الصيام يُؤخَّر، والجهاد لا يُؤخَّر..

    ليس هذا فقهي أو فقهك، إنما هو فقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    هكذا كان يجب أن يكون رمضاني الأخير، بل هكذا يجب أن يكون عمري كله.. وماذا لو عشت بعد رمضان؟!
    هل أقبل أن يراني الله عز وجل في شوال أو رجب لاهيًا ضائعًا تافهًا؟!

    وما أروع الوصية التي أوصى بها أبو بكر الصديق أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنهما- وهو يودِّعه في رحلته الجهادية إلى الشام.
    . قال أبو بكر:
    "يا أبا عبيدة، اعمل صالحًا، وعش مجاهدًا، ولتتوفَّ شهيدًا"[8].

    يا الله! ما أعظمها من وصية! وما أعمقه من فهم!

    فلا يكفي العمل الصالح بل احرص على ذروة سنام الإسلام.. الجهاد في سبيل الله.. في كل ميادين الحياة..
    جهاد في المعركة مع أعداء المسلمين.. وجهاد باللسان مع سلطان جائر.. وجهاد بالقرآن مع أصحاب الشبهات..
    وجهاد بالدعوة مع الغافلين عن دين الله.. وجهاد للنفس والهوى والشيطان.. وجهاد على الطاعة والعبادة، وجهاد عن المعصية والشهوة.

    إنها حياة المجاهد..

    وشتَّان بين من جاهد لحظة ولحظتين، وبين من عاش حياته مجاهدًا!

    ثم إنه لا يكفي الجهاد!!

    بل علينا بالموت شهداء!

    وكيف نموت شهداء ونحن لا نختار موعد موتتنا، ولا مكانها، ولا طريقتها؟!

    إننا لا نحتاج إلى كثير كلام لشرح هذا المعنى الدقيق، بل يكفي أن نشير إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتضح المقصود..
    قال صلى الله عليه وسلم:
    "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ"[9].

    ولتلحظْ -أخي المسلم، وأختي المسلمة- كلمة "بصدق" التي ذكرها الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم..
    فالله عز وجل مطَّلعٌ على قلوبنا، مُدرِك لنيَّاتنا، عليمٌ بأحوالنا.

    أمتي الحبيبة..

    ليست النائحة كالثكلى!

    إننا في رمضاننا الأخير لا نتكلف الطاعة، بل نعلم أن طاعة الرحمن هي سبيلنا إلى الجنة،
    وأن الله عز وجل لا تنفعه طاعة، ولا تضرُّه معصية، وأننا نحن المستفيدون من عملنا وجهادنا وشهادتنا.

    فيا أمتي، العملَ العملَ.. والجهادَ الجهاد.. والصدقَ الصدق؛ فما بقي من عمر الدنيا أقل مما ذهب منها، والكيِّس ما دان نفسه وعمل لما بعد الموت.

    وأسأل الله عز وجل أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

    ==========

    [1] رواه النسائي (1824)، والترمذي (2307)، وابن ماجه (4258)، وأحمد (7912)، وقال الألباني: صحيح. انظر حديث رقم (1210) في صحيح الجامع.
    [2] البخاري: كتاب الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" (6053).
    [3] البخاري: كتاب الوصايا، باب الوصايا وقول النبي صلى الله عليه وسلم "وصية الرجل مكتوبة عنده" (2587)، ومسلم: كتاب الوصية (1627).
    [4] ابن الجوزي: المنتظم في التاريخ 4/101، الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/554.
    [5] رواه النسائي (3939)، وأحمد (14069)، وقال الألباني: صحيح. انظر حديث رقم (3124) في صحيح الجامع.
    [6] البخاري: كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتسابًا من الإيمان (38)، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (760).
    [7] الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 10/320.
    [8] أبو الربيع الكلاعي: الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء 3/118.
    [9] مسلم: كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى (1909)، والنسائي (3162)، وابن ماجه (2797).


  4. #14
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    ومن أجمل دروس رمضان وأهمها
    أن الإنسان فيه يكتشف نفسه وقدراته
    الإنسان الذي يظل لإحدى عشر شهراً يقول لكل شيء
    لا أستطيع .. لا أستطيع .. لا أستطيع
    وإذا جاء رمضان تحول إلى رجل أسطوري في العمل والمقاومة



    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  5. #15
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    فتوح المسلمين في فرنسا سنة 102هـ
    د. عبد العزيز بن راشد العبيدي


    بعد أن استقر المسلمون في الأندلس، بدأت غزواتهم تتجه نحو الشمال فيما وراء جبال البرانس الفاصلة بين الأندلس وفرنسا،
    وتولى قيادة الجيوش الإسلامية آنذاك عدد من القادة المسلمين الذين تفرغوا للجهاد في سبيل الله، فمات أكثرهم في ساحات القتال، رحمهم الله.

    بدأت الفتوح في تلك المناطق في عهد عبد العزيز بن موسى بن نصير، الذي تولى الأندلس بعد رحيل والده، ولم تحدد المصادر التاريخية مدنًا أو نواحي معينة فتحها.
    وتوالى الولاة على الأندلس، حتى إذا تولى السمح بن مالك الخولاني اتجه نحو الجهاد في جنوب فرنسا، والحقيقة أن هذا الوالي كان من أفاضل عرب أفريقية،
    ولاّه الخليفة عمر بن عبد العزيز ولاية الأندلس؛ لما عُرف عنه من الأمانة وحسن الخلق، وذلك في شهر رمضان سنة مائة هجرية، وطلب منه تنظيم البلاد وضبط أموالها،
    فسار في ذلك سيرة حسنة.

    وفي عهده نشطت حركة الفتوح فيما وراء جبال البرانس، الفاصلة بين الأندلس وفرنسا؛ لأنه كان رجلاً وثيق الإيمان جمَّ النشاط، فانطلق بجيشه في عام اثنين ومائة وفتح إقليم "سبتمانيا"، وهي المنطقة الساحلية التي تمتد من البرانس غربًا إلى مصبّ نهر الرون شرقًا، وتتصل بما يُعرف اليوم بالريفيرا الإيطالية. كما أنها تطل على البحر الأبيض جنوب فرنسا، وكانت تشمل سبعة أقسام إدارية وعاصمتها "أربونة"، وقد استولى "السمح" على هذه العاصمة بعد شهر من الحصار، واتخذها مركزًا وقاعدة لعملياته الحربية في فرنسا، ولا يزال يوجد بهذه المدينة شارع يُنسب إليه ويُعرف بشارع السمح.

    انطلق السمح بعد ذلك يفتح كل المدن التي بطريقه حتى وصل إلى طُولوشة عاصمة أكويتانيا فحاصرها، غير أنها قاومت الحصار حتى وصلتها الإمدادات، وعلى رأسها حاكم الإقليم الدوق أود الفرنجي، فتجمع للنصارى جيشٌ كبير يفوق جيش المسلمين عددًا وتجهيزًا، فوقف السمح في جنوده يحمِّسهم ويشدُّ من أزرهم ويقرأ قول الله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران: 160].

    وحدثت معركة عنيفة بين المسلمين والنصارى أواخر سنة اثنتين ومائة هجرية، واشتد القتال بين الجانبين، وصبر المسلمون صبرًا كريمًا، وأصاب قائدهم سهمٌ قاتل فاستشهد في يوم عرفة،
    وفتَّ ذلك في عضد الجند فتراجعوا عن طولوشة، واستطاع واحد من قادته وهو عبد الرحمن الغافقي الارتداد بهم إلى أربونة بعد أن قُتل منهم عدد كبير.

    خلف السمح على ولاية الأندلس عنبسة بن سُحيم الكلبي، وواصل الغزو في فرنسا الجنوبية، فسار على الساحل حتى وصل إلى "قرقشونة" فحاصرها
    وشدد عليها الحصار حتى نزل أهلها على شروطه، فتنازلوا له عن البلد ونصف الإقليم المحيط به، وتعهدوا برد أسرى المسلمين الذين كانوا عندهم،
    وبأن يدفعوا الجزية ويلتزموا بأحكام أهل الذمة من محاربة من حاربه المسلمون ومسالمة من سالموه، وأخذ منهم "عنبسة" بعض الرهائن وأرسلها على برشلونة.

    وواصل عنبسة -رحمه الله- سيره، ووجد الطريق أمامه خالية، فسار مسرعًا دون أن يلقي مقاومة وصعد حتى أدرك نهر الساءون، فاستولى على أوتون،
    واستمر في زحفه الظافر، فقذف الله في قلوب الكفار الرعب فلم يتصدَّ أحد منهم للمسلمين إلا لطلب الصلح، واجتاح المسلمون مدينة أوزه، وفيين، وفالنسي،
    ووصلوا إلى مدينة ليون التي يسميها العرب "حصن لودون"، كذلك زحفوا على مدينة ماسون، وشالون، ووصلوا إلى مدينة "سانس" عاصمة إقليم "يوند"
    على بُعد ثلاثين كيلو مترًا فقط جنوبيّ باريس، وقد تصدت هذه المدينة للزحف الإسلامي، فكانت آخر ما وصل إليه المسلمون.

    ويبدو أن القائد المسلم عنبسة بن سُحيم قد أدرك بعد هذا التقدم الظافر الذي جعله يقترب من باريس أنه توغل في قلب فرنسا أكثر مما ينبغي،
    فقد طالت خطوط العودة، فخشي أن تُقطع عليه بعد أن ابتعد مسافة ألف ميل شماليّ قرطبة، كما أن أحوال الأندلس قد بدأت تتغير بظهور العصبيات المختلفة؛
    مما دعاه إلى العودة بعد هذا النصر العظيم.

    وقد أثارت هذه الفتوح المخاوف في نواحي فرنسا، وارتاعت معظم الدوقيات، وشعرت مملكة الفرنج أنها أمام خطر حقيقي،
    وبدا واضحًا أن الحملة المقبلة ستكون حملة حاسمة.

    والحقيقة أن أحوال الأندلس في ذلك الوقت قد أثرت كثيرًا على هذه الفتوح الإسلامية، ولولاها لما توقف "عنبسة" عن فتوحه الموفقة تلك.
    وفي طريق العودة داهمت جيش المسلمين جموع كبيرة من الفرنجة، وجرح عنبسة بجروح بليغة تُوُفِّي على إثرها في شهر شعبان سنة سبع ومائة هجرية،
    بعد أن نشر الرعب في نواحي فرنسا، ووصل برايات الإسلام إلى قلب أوربا الغربية، وكفاه ذلك فخرًا حيث لم يدرك هذا الشأو بعد ذلك قائد مسلم آخر.

    وهناك أمران يحسن أن نقف عندهما وقفة سريعة:

    أمَّا الأول فهو ما ورد في بعض الكتب الغريبة التي كُتبت عن هذه الفتوح، ووصفتها بأنها غارات للتخريب والتدمير،
    ونسبت للمسلمين حرق بعض الكنائس والأديرة.

    وهذا في الحقيقة لا يسنُدُه دليل ولا برهان؛ لأنه بمقارنة المسلمين بالشعوب التي كانت تسود فرنسا في ذلك الوقت
    من فرنج وقوط غربيين وشرقيين وغيرهم، يتبين أن المسلمين كانوا أعظمهم حضارة وأبعدهم عن النهب والتدمير،
    ومهما بحثنا في مصادر ذلك العصر، فلن نجد بين من ظهروا على مسرح الحوادث فيه رجالاً نستطيع مقارنتهم بالسمح بن مالك أو بعنسبة - رحمهما الله.

    وقد فتح المسلمون قبل ذلك مصر وأفريقية والأندلس، وكلها غاصَّة بالكنائس والأديرة،
    فما نُقل عنهم أنهم دمروا أو خربوا شيئًا منها، فمن العجب أن ينقلب حالهم بعد عبورهم إلى فرنسا فيتحولوا إلى همجٍ مخربين، إنه لزعم باطل لا يدفعه إلا حقد دفين.

    وأما الأمر الثاني:
    فيتعلق بأحوال المسلمين في الأندلس، وكيف أثَّرت فرقتهم واختلافهم على هذه الفتوح فتسببت في توقفها.
    إن المسلمين لن ينتصروا ولن يظهروا على عدوِّهم إلا بالاتحاد والتآزر والتعاون، والتاريخ أمامنا كتاب مفتوح، فهل نقرأ فيه؟ بل هل نتعظ بعد القراءة؟

    لقد كانت فتوح ترتفع لها هامات المسلمين عزًّا وكبرياء، حرَّكها إيمان بالله وتمسُّك بشرعه وتطبيق لمنهجه في الحياة،
    فكان عاقبتها النصر والتمكين في الأرض، وهذه سُنَّة الله -سبحانه وتعالى- أوضحها في كتابه المجيد.

    ======

    المصادر والمراجع:
    1- المقري: نفح الطيب جـ1.
    2- حسين مؤنس: فجر الأندلس.
    3- أحمد مختار العبادي: تاريخ المغرب والأندلس.
    4- إبراهيم علي طرخان: المسلمون في أوربا.


    .

  6. #16
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    العشر الأواخر من رمضان
    د. محمد العريفي


    ما تبقى من ليالي رمضان أفضل مما مضى؛ ولهذا كان رسول الله (إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله)
    متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها. وفي رواية مسلم: (كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره).
    وهذا يدل على أهمية وفضل هذه العشر من وجوه:

    أحدها: أنه كان إذا دخلت العشر شد المئزر، وهذا قيل إنه كناية عن الجد والتشمير في العبادة،
    وقيل: كناية عن ترك النساء والاشتغال بهن.

    وثانيها: أنه يحيي فيها الليل بالذكر والصلاة وقراءة القرآن وسائر القربات.

    وثالثها: أنه يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر؛ حرصًا على اغتنام هذه الأوقات الفاضلة.

    ورابعها: أنه كان يجتهد فيها بالعبادة والطاعة أكثر مما يجتهد فيما سواها من ليالي الشهر.

    وعليه، فاغتنم بقية شهرك فيما يقرِّبك إلى ربك، وبالتزوُّد لآخرتك من خلال قيامك بما يلي:

    1- الحرص على إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والقراءة وسائر القربات والطاعات،
    وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان يفعل.

    قال الثوري: أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.

    وليحرص على أن يصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام ليلة، يقول النبي : "إنه من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة". رواه أهل السنن، وقال الترمذي: حسن صحيح.

    2- اجتهد في تحري ليلة القدر في هذه العشر، فقد قال الله تعالى:
    {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
    ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر. قال النخعي: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر.
    وقال : "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر ما تقدم من ذنبه"[1].
    وقوله : (إيمانًا) أي إيمانًا بالله وتصديقًا بما رتب على قيامها من الثواب، و(احتسابًا) للأجر والثواب.

    وهذه الليلة في العشر الأواخر كما قال النبي : "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"[2].
    وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع؛ لقول النبي : "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"[3].
    وهي في السبع الأواخر أقرب؛ لقوله : "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي"[4].
    وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين؛ لحديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال:
    (والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها هي ليلة سبع وعشرين)[5].

    وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام، بل تنتقل في الليالي تبعًا لمشيئة الله وحكمته.

    قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال في ليلة القدر: وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل.. ا.هـ. قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها.. ا.هـ.

    وعليه، فاجتهد في قيام هذه العشر جميعًا وكثرة الأعمال الصالحة فيها، وستظفر بها يقينًا بإذن الله عز وجل.

    والأجر المرتب على قيامها حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم؛ لأن النبي لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر.

    3- احرص على الاعتكاف في هذه العشر. والاعتكاف: لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله تعالى. وهو من الأمور المشروعة.
    وقد فعله النبي وفعله أزواجه من بعده؛ ففي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان النبي يعتكف العشر الأواخر
    من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده). ولما ترك الاعتكاف مرة في رمضان اعتكف في العشر الأول من شوال،
    كما في حديث عائشة -رضي الله عنها- في الصحيحين.

    قال الإمام أحمد رحمه الله: لا أعلم عن أحد من العلماء خلافًا أن الاعتكاف مسنون.

    والأفضل اعتكاف العشر جميعًا كما كان النبي يفعل، لكن لو اعتكف يومًا أو أقل أو أكثر جاز. قال في الإنصاف:
    أقله إذا كان تطوعًا أو نذرًا مطلقًا ما يسمى به معتكفًا لابثًا. وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم.

    وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة، وأن يحاسب نفسه، وينظر فيما قدم لآخرته،
    وأن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا، ويقلل من الخلطة بالخلق. قال ابن رجب: ذهب الإمام أحمد إلى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس،
    حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن، بل الأفضل له الانفراد بنفسه والتخلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه، وهذا الاعتكاف هو الخلوة الشرعية.

    ====

    [1] متفق عليه.
    [2] متفق عليه.
    [3] رواه البخاري.
    [4] رواه مسلم.
    [5] رواه مسلم.



  7. #17
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    النفحات الإلهية في العشر الأواخر
    د. محمد موسى الشريف

    نحن في شهر كثيرٌ خيره، عظيم بره، جزيلة بركته، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالى،
    وفي أحاديث رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، والشهر شهر القرآن والخير،
    وشهر عودة الناس إلى ربهم في مظهر إيماني فريد، لا نظير له ولا مثيل.

    وقد خُصَّ هذا الشهر العظيم بميزة ليست لغيره من الشهور، وهي أيام عشرة مباركة هن العشر الأواخر التي يمنُّ الله -تعالى- بها على عباده بالعتق من النار،
    وها نحن الآن في هذه الأيام المباركات، فحق لنا أن نستغلها أحسن استغلال، وهذا عن طريق ما يلي:

    - الاعتكاف في أحد الحرمين أو في أي مسجد من المساجد إن لم يتيسر الاعتكاف في الحرمين؛
    فالاعتكاف له أهمية كبرى في انجماع المرء على ربه، والكف عن كثير من المشاغل التي لا تكاد تنتهي،
    فمتى اعتكف المرء انكفّ عن كثيرٍ من مشاغله، وهذا مشاهد معروف، فإن لم يتيسر للمرء الاعتكاف الكامل،
    فالمجاورة في أحد الحرمين أو المكث ساعات طويلة فيهما أو في أحد المساجد.

    - إحياء الليل كله أو أكثره بالصلاة والذكر؛ فالنبي كان إذا دخل العشر أيقظ أهله وأحيا ليله وشد المئزر،
    كناية عن عدم قربانه النساء . وإحياء الليل فرصة كبيرة لمن كان مشغولاً في شئون حياته -وأكثر الناس كذلك-
    ولا يتمكن من قيام الليل، ولا يستطيعه، فلا أقل من أن يكثر الناس في العشر الأواخر القيام وإحياء الليل.

    والعجيب أن بعض الصالحين يكون في أحد الحرمين ثم لا يصلي مع الناس إلا ثماني ركعات مستندًا إلى بعض الأدلة،
    وقد نسي أن الصحابة والسلف صلوا صلاة طويلة كثيرٌ عدد ركعاتها،
    وهم الصدر الأول الذين عرفوا الإسلام وطبقوا تعاليمه أحسن التطبيق،
    فما كان ليخفى عليهم حال النبي ولا تأويل أحاديثه الشريفة، وحملها على أقرب المحامل وأحسن التأويلات.

    - ولا ننسى أن في العشر الأواخر ليلة هي أعظم ليالي العام على الإطلاق، وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛
    بمعنى أنه لو عبد المرء ربه 84 سنة مُجِدًّا مواصلاً، فإصابة ليلة القدر خير من عبادة تلك السنوات الطوال،
    فما أعظم هذا الفضل الإلهي الذي من حرمه حُرم خيرًا كثيرًا!! والمفرط فيه فد فرط في شيءٍ عظيم.
    وقد اتفقت كلمة أكثر علماء المسلمين أن هذه الليلة في الوتر من العشر الأواخر،
    وبعض العلماء يذهب إلى أنها في ليلة السابع والعشرين، وقد كان أبيُّ بن كعب يقسم أنها ليلة السابع والعشرين، كما في صحيح مسلم.

    - الإكثار من قراءة القرآن وتدبره وتفهّمه، والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى، فهذه الأيام محل ذلك ولا شك.

    - والعجب أنه مع هذا الفضل العظيم والأجر الكريم يعمد الناس إلى قضاء إجازتهم التي توافق العشر الأواخر في الخارج،
    فيُحرمون من خير كثير. وليت شعري ما الذي سيصنعونه في الخارج إلا قضاء الأوقات في التنزه والترويح في وقتٍ ليس للترويح فيه نصيب،
    بل هو خالص للعبادة والنسك. فلله كم يفوتهم بسبب سوء تصرفهم، وضعف رأيهم في صنيعهم!!
    فالعاقل من وجَّه قدراته وأوقاته للاستفادة القصوى من أيام السعد هذه.

    - ولا ينبغي أن ننسى في هذه العشر أن لنا إخوانًا في خنادق الجهاد والعدو قد أحاط بهم وتربص،
    ونزلت بهم نوازل عظيمة، فلا ينبغي أن ننساهم ولو بدعاء خالص صادر من قلب مقبل على الله تعالى،
    وصدقة نكون نحن أول من يغنم أجرها. ولا ننسى كذلك الفقراء والمساكين، خاصة وأن العيد مقبل عليهم.

    أسأل الله -تعالى- التوفيق في هذه العشر، وحسن استغلال الأوقات،
    والتجاوز عن السيئات، وإقالة العثرات، إنه ولي ذلك والقادر عليه،
    وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.


  8. #18
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    نزلت بك عشر مباركة
    عادل بن عبدالعزيز المحلاوي


    من رحمة الله بالعباد وهو الغني عنهم أن جعل أفضل أيام رمضان آخره؛ إذ النفوس تنشط عند قرب النهاية،
    وتستدرك ما فاتها رغبةً في التعويض، والعشر الأواخر هي خاتمة مسك رمضان،
    وهي كواسطة العقد للشهر لما لها من المزايا والفضائل التي ليست لغيرها.

    ولذا كان رسول الله يحتفي بها احتفاءً عظيمًا، ويعظمها تعظيمًا جليلاً،
    وما ذاك إلا لعلمه بفضلها وعظيم منزلتها عند الله -تعالى- وهو أعلم الخلق بالله وبشرعه المطهر.

    لماذا نستغل العشر ؟
    إن المؤمن يعلم أن هذه المواسم عظيمة، والنفحات فيها كريمة؛ ولذا فهو يغتنمها، ويرى أن من الغبن البين تضييع هذه المواسم،
    وتفويت هذه الأيام، وليت شعري إن لم نغتنم هذه الأيام، فأي موسم نغتنم؟! وإن لم نفرغ الوقت الآن للعبادة، فأي وقت نفرغه لها؟!

    لقد كان رسول الهدى -عليه الصلاة والسلام- يُعطي هذه الأيام عناية خاصة ويجتهد في العمل فيها أكثر من غيرها؛
    ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي r كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها"،
    "وكان إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها،
    وفي المسند عنها قالت: "كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمر وشد المئزر".

    أيها الناصح لنفسك: تذكر أنها عشر ليال فقط تمر كطيف زائر في المنام، تنقضي سريعًا،
    وتغادرنا كلمح البصر، فليكن استقصارك المدة معينًا لك على اغتنامها.

    - تذكر أنها لن تعود إلا بعد عام كامل، لا ندري ما الله صانع فيه، وعلى من تعود، وكلنا يعلم يقينًا أن من أهل هذه العشر من لا يكون من أهلها في العام القادم، أطال الله في أعمارنا على طاعته.

    وهذه سنة الله في خلقه {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30].
    وكم أهلكنا الشيطان بالتسويف وتأجيل العمل الصالح! فها هي العشر قد نزلت بنا، أبعد هذا نسوِّف ونُؤجل؟!

    - تذكر أن غدًا تُوَفَّى النفوس ما كسبت، ويحصد الزارعون ما زرعوا، إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم، وإن أساءوا فبئس ما صنعوا.

    - تذكر أن فيها ليلة القدر التي عظّمها الله، وأنزل فيها كتابه،
    وأعلى شأن العبادة فيها، فـ"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه" (أخرجه الشيخان).

    والعبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].

    فلو قُدِر لعابد أن يعبد ربه أكثر من ثلاث وثمانين سنة ليس فيها ليلة القدر، وقام موفَّق هذه الليلة وقُبلت منه،
    لكان عمل هذا الموفَّق خير من ذاك العابد، فما أعلى قدر هذه الليلة! وما أشد تفرطنا فيها! وكم يتألم المرء لحاله وحال إخوانه
    وهم يفرطون في هذه الليالي وقد أضاعوها باللهو واللعب والتسكع في الأسواق، أو في توافه الأمور!!

    - تذكر أنك متأسيًا بخير الخلق محمد ، وقد تقدم بعض هديه خلال العشر، فاجعله حاملاً لك لاغتنام هذه الليالي الفاضلة.

    أعمال يجتهد فيها الصادقون خلال العشر:

    - القيام في هذه الليالي، وفضل قيامها قد جاءت به النصوص المعلومة، واجتهادات السلف يعلمها كل مطلع على أحوالهم،
    بل ومن عباد زماننا من سار على هديهم.

    يذكر أحد الإخوة أن رجلاً معروفًا في مسجد النبي يصلي التراويح مع الإمام ثم يتنفل بالصلاة إلى صلاة القيام،
    ثم يصلي مع الجماعة صلاة القيام ثم يصلي إلى قبيل الفجر، هذا ديدنه كل عام.

    أرأيت الهمة؟! هل عرفت كم نحن كسالى؟!

    ومن مشايخنا من يختم القرآن في هذه العشر كل ليلتين مرة في صلاة القيام.

    ويبقى الأمر المهم، ما الذي جعلهم يقومون وننام؟ وينشطون ونكسل؟ إنه الإيمان واليقين بموعود الله الذي وعد به أهل القيام، ولهذه الليالي مزايا على غيرها، أضف إلى اللذة التي تذوقوها حتى آثروا القيام.

    وما أجمل ما قاله بعض العلماء عن لذة المناجاة، حيث قال: لذة المناجاة ليست من الدنيا إنما هي من الجنة، أظهرها الله تعالى لأوليائه لا يجدها سواهم.

    ولتعلم -يا رعاك الله- أن البعد عن الذنوب والمعاصي أثر في التوفيق للطاعة، فالطاعة شرف ورحمة من الرحمن لا ينالها إلا أهل طاعته.

    فلندع عنا التواني والكسل، ولنسعَ للجد في العمل، فعمَّا قليل نرحل، وبعد أيام نغادر هذه الدنيا، ونخلفها وراءنا ظهريًّا، فلماذا التسويف؟!

    - اغتنمها في الدعاء؛ فدعاء ليلة القدر مستجاب، تذكر حاجتك لربك ومولاك، فمن يغفر الذنوب إلا هو؟ ومن يُثيب على العمل الصالح إلا الكريم سبحانه؟ ومن ييسر العسير، ويحقق المطلوب ويجبر المكسور إلا صاحب الفضل والجود؟

    فاغتنم هذه الفرصة، فرُبَّ دعوة صادقة منك يكتب الله لك رضاه عنك إلى أن تلقاه، ولا تنسى الدعاء لإخوانك فهو من علامات سلامة القلب، وأيضًا الدعاء للمسلمين من الولاة والعامة، ولا تحتقر دعوة؛ فرُبَّ دعوةٍ يكون فيها الخير لأمتك.

    ساعات السحر

    - في هذه العشر كثير من الناس يكونون مستيقظين هذه الساعة، وهو وقت شريف مبارك، وتعجب ممن يُمضون هذه الساعة
    في الأحاديث الجانبية، أو لا يرتبون قضاء حاجتهم الضرورية قبل هذا الوقت، فينشغلون بها عن اغتنامه.

    أما الذين عرفوا قيمة هذه الساعة وعلو منزلتها فلا تجدهم إلا منكسرين ومخبتين فيها، قد خلا كل واحد منهم بربه يطرح ببابه حاجته،
    ويسأله مطلوبه، ويستغفره ذنبه، ألا ما أجلها من ساعة! وما أعظمه من وقت! فأين المغتنمون له؟!

    - احرص على اعتكاف العشر كلها -دون التفريط بواجب من حق أهل وولد- فإن لم تستطع فلا أقل من الليالي أو ليالي الوتر،
    فقد كان هذا هديه -عليه الصلاة والسلام- في هذه العشر، ويُشرع للأخت المسلمة أن تعتكف كالرجال إذا تهيأت لها الأسباب، وأمنت على نفسها، أو على الأقل الليالي.

    ومن بشائر الخير ما نراه من كثرة المعتكفين والمعتكفات في الحرمين وفي مساجد الأحياء في مدن وقرى العالم الإسلامي، ولتحرص على اغتنام هذا الوقت بالطاعة، وملئه بما ينفع، ومجاهدة النفس على ذلك.

    - أوصيك أخي بتطهير قلبك، فهذه أيام الطهارة والتسامح والتجرد لله تعالى، واجعل حظ النفوس جانبًا،
    فأنت ترجو المغفرة، وتأمل عفو ربك، وليكن شعارك (العفو عن الناس وعمَّن ظلمك).

    واجعل هذا من أرجى أعمالك هذه الليالي، ولله در ابن رجب في لطيفته يوم قال تعليقًا على حديث عائشة
    "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني"، إذ يقول: من طمع في مغفرة الله وعفوه فليعف عن الناس؛ فإن الجزاء من جنس العمل.

    - اجعل بعض مالك للصدقة ولا تحتقر القليل فهو عند الله عظيم مع صدق النية، وتذكر أن المال غادٍ ورائح،
    وما تنفقه باق لك، وأنت ترجو قبول دعائك هذه الليالي، وللصدقة أثرها في قبول الدعاء والإثابة على العمل، ومن أحسن إلى عباد الله أحسن الله إليه.

    أسأل الله لي ولكم القبول، وأن يعاملنا بفضله وإحسانه.


  9. #19
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    أطفالنا في العشر الأواخر

    منقول ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    من المهم جدًّا أن يشعر أبناؤنا أن رمضان جاء ليقوِّي إرادتنا، ويحرِّرنا من الضعف..

    أيتها الأم الحنون، ازرعي في طفلك هذه التعليمات وطبقيها؛ كي يدرك العشر الأواخر وفضلها ويقوم بالعبادة،
    ثم ليعتاد عليها في سني حياته المقبلة، وهي كالتالي:

    1- قبل دخول موعد العشر الأواخر حدِّثيهم عن فضلها، وعن مضاعفة الحسنات فيها،
    وناقشيهم في الأخطاء التي وقعوا فيها في العشر الأواخر الماضية.

    2- اصحبيه إلى صلاة التراويح ليعايش روح العشر الأواخر ورمضان من صغره،
    ويمكن أن يشارك في صلاة الركعات الأربع الأولى فقط.

    3- حددي للعبادات أوقاتًا محددة في جدول أعمال أطفالك، (مثل: الصلاة في وقتها/ الصلاة في المسجد/
    قراءة ورد ثابت من القرآن/ الأذكار... وهكذا). وراجعي أداءهم في نهاية كل يوم؛ لتحفيزهم معنويًّا وماديًّا.

    4- إذا كان أطفالك صغارًا فلا تنسي أن تشركهم معك في عباداتك، كلٌّ حسب طاقته.. يقول ابن القيم:
    "فإن العزائم والهمم سريعة الانقباض، والله يعاقب من فتح له بابًا من الخير فلم ينتهزه؛ فإنه يحول بينه وبين إرادته".

    5- اجعلي له وقتًا خاصًّا لقراءة القرآن لا يضيعه أبدًا. وتحددين له فيه مقدارًا مناسبًا للتلاوة قابلة للزيادة وليس النقصان!!

    اعلمي أنك إن فعلت ذلك غرست في طفلك أن رمضان والعشر الأواخر موسم للقربات، وسيستمر ما غرسته فيه عندما يكبر،
    فتكونين شريكة كل أجرٍ سيحصده مستقبلاً.

  10. #20
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    رمضان .. منجم الكنوز الثمينة

    د. علي عمر بادحدح

    المنجم يرتبط في الأذهان باستخراج بعض خيرات الأرض وحصول النعمة والثراء، والغالب أن يكون المنجم مختصًّا بنوع واحد من تلك الخيرات،
    فكيف إذا احتوى أكثر من نوع، وكلُّها غالية الثمن، نفيسة القيمة، عظيمة النفع؟!
    وكيف إذا كان استخراج تلك الكنوز سهلاً ميسورًا لكل أحدٍ دون حاجة لتخصص دقيق، ولا جهد كبير؟!
    لا شك أن الجميع سيكونون حريصين على أن يكون لهم النصيب الأعظم من كنوز المنجم الثمينة.

    المنجم أمام عينيك، وتحت قدميك، وبين يديك، وهو طوع أمرك، ورهن إشارتك، ألست تراه؟ ألا تبدو لك كنوزه المتنوعة؟
    ألا تغريك ثروته الغالية؟ انتبه.. ما لك؟!! ألا تُبصر الجموع الغفيرة تُقبل عليه وتأخذ منه؟ ألم يتكرر هذا المشهد أمامك كثيرًا؟!
    إنه منجمُ.. لا، لن أسمِّيه لك، بل سأنتقل إلى عرض بعض كنوزه فذلك أولى وأجدى.

    كنز الفضائل والخصائص:
    مغفرة: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).

    تكفير: "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، تكفرها الصلاة والصيام والصدقة" (متفق عليه).

    وقاية: "الصيام جنة، وحصن حصين من النار" (رواه أحمد).

    مثوبة: "الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها" (رواه البخاري).

    خصوصية: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم" (متفق عليه).

    شفاعة: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة" (رواه أحمد).

    فرحة: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه" (رواه مسلم).

    تفرُّد: "عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له" (رواه النسائي).


    كنز القرآن والتلاوة:
    {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]،
    عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله قال:
    "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أيْ رب، إني منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه. ويقول القرآن:
    أيْ رب، منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفَّعان" (رواه أحمد).

    كنز الصلاة والقيام:
    {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]،
    عن أبي هريرة عن رسول الله : "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).

    كنز الذكر والدعاء:
    {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]،
    عن أبي هريرة، عن رسول الله قال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم" (رواه الترمذي).

    كنز الجود والإنفاق:
    عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل،
    وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة" (متفق عليه).

    كنز الإرادة والصبر:
    "من حكم الصيام وفوائده العظيمة تقوية الإرادة في النفوس، تلك الركيزة العظيمة التي عمل رجال الاجتماع وأصحاب التنظيم العسكري على تقويتها في المجتمع هذا الزمان، وقد سبقهم الدين الإسلامي على ذلك منذ أربعة عشر قرنًا تقريبًا، وما أحوج المسلم إلى أن يكون قوي الإرادة صادق العزيمة!"[1].

    "الصوم تقوية للإرادة، وتربية على الصبر، فالصائم يجوع وأمامه شهي الغذاء، ويعطش وبين يديه بارد الماء،
    ويعفُّ وبجانبه زوجته، لا رقيب عليه في ذلك إلا ربه، ولا سلطان إلا ضميره، ولا يسنده إلا إرادته القوية الواعية،
    يتكرر ذلك نحو خمس عشرة ساعة أو أكثر في كل يوم، وتسعة وعشرين يومًا أو ثلاثين في كل عام،
    فأيُّ مدرسة تقوم بتربية الإرادة الإنسانية وتعليم الصبر الجميل، كمدرسة الصيام التي يفتحها الإسلام إجباريًّا للمسلمين في رمضان،
    وتطوعًا في غير رمضان؟!"[2].

    كنز القوة والحرية:
    "صوم رمضان من هذا الوجه إن هو إلا منهاج يتدرب به المرء على تحرير نفسه، والانسحاب بها من أَسْر المادة وظلمة الشهوة، ليحيا ما شاء الله في ملكوت الحياة الحق، ويكون له ما شاء الله من خصائص الخير والفضيلة؛ فالحرية الصحيحة لا يذوقها ولا يقدرها إلا من حيي هذه الحياة"[3].

    "فرض الله الصيام ليتحرر الإنسان من سلطان غرائزه، وينطلق من سجن جسده،
    وتغلب على نزعات شهوته، ويتحكم في مظاهر حيوانيته، ويتشبه بالملائكة"[4].

    كنز الرحمة والمساواة:
    "رمضان الذي تتحقق فيه معاني الإنسانية، وتكون المساواة بين الناس، فلا يجوع واحد ويتخم الآخر،
    بل يشترك الناس كلهم في الجوع وفي الشبع، غنيهم وفقيرهم، فيحس الغني بألم الجوع ليذكره من بعد إذا جاءه من يقول له:
    أنا جوعان. ويعرف الفقير نعمة الله عليه، حين يعلم أن الغني يشتهي -على غناه- رغيفًا من الخبز أو كأسًا من الماء"[5].

    "فقرٌ إجباريٌ يراد به إشعار الإنسانية بطريقة عملية واضحة كلَّ الوضوح، أن الحياة الصحيحة وراء الحياة لا فيها،
    وأنها إنما تكون على أتمها حين يتساوى الناس في الشعور لا حين يختلفون، وحين يَتعاطَفُون بإحساس الألم الواحد، لا حين يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة"، "ويجعل الناس فيه سواءً: ليس لجميعهم إلا شعور واحد وحس واحد وطبيعة واحدة، ويُحكِم الأمر فيحول بين هذا البطن وبين المادة"[6].

    كنز الخلق والسلوك:
    "المقصود منه السمو بالنفس إلى المستوى الملائكي، وصون الحواس عن الشرور والآثام، فالكف عن الطعام والشراب
    ما هو إلا وسيلة إلى كف اللسان عن السب والشتم والصخب، وإلى كف اليد عن الأذى، وإلى كف البصر عن النظرة الخائنة،
    وإلى كف السمع عن الإصغاء للغيبة والنميمة والقول المنكر"[7].

    "فألزمه -سبحانه- الصوم حتى إذا جاع وظمئ ذلّت نفسه، وانصدع كبره وفخره، وأحس أنه -مهما أوتي- فهو مسكين تُقعده
    اللقمة إذا فُقدت، وتُضعفه جرعة الماء إذا مُنعت، هنالك يُطامن من غروره، ويعترف بفضل الله عليه حتى في كسرة الخبز ورشفة البحر،
    ومتى عرف الله خافه، ومتى خافه استقام على الطريقة، وسار على الجادة، وترك ما كان فيه من بغي واستطالة وعلو في الأرض بغير الحق،
    وآثر رضوان الله على ترضية نفسه، وصار رسول رحمة وسلام لكل من حوله من أبناء الإنسانية"[8].

    وخذ أخيرًا هذه الكلمات الجامعة: "للصوم فوائد: رفع الدرجات، وتكفير الخطيئات، وكسر الشهوات، وتكثير الصدقات،
    وتوفير الطاعات، وشكر عالم الخفيات، والانزجار عن خواطر المعاصي والمخالفات"[9].

    ثم ماذا أيها الأخ الحبيب؟ دونك الكنوز تتلألأ، والثروة تتهيأ، فماذا أنت فاعل؟

    إليك هذه الومضات:
    - أخلص نيتك، واستحضر عزيمتك، وزكِّ نفسك، وطهِّر قلبك، وأجِّج أشواقك، وأعلن أفراحك.

    - بادر بالتوبة، وأكثر من الاستغفار، وتحلَّ بالإنابة، واذرف دموع الندامة، واستعد لموسم النقاء بغسل الذنوب.

    - احرص في الصلوات على التبكير وإدراك التكبير، والمواظبة على الرواتب، والاستكثار من الرغائب.

    - خذ حظك من قيام الليل، ودعاء القنوت، وطول القيام والسجود، وارفع دعاء الأسحار، واملأ الثلث الأخير بالاستغفار.

    - أدمن التلاوة، ورطِّب لسانك بالقرآن، وانهل من مائدة الرحمن، ونوِّر الليالي بالتجويد، وعطّر الأيام بالترتيل.

    - صِلْ رحمك، وزر أقاربك، واعف عمن أخطأ، وتجاوز عمن هفا، واجمع أهل حي، وتقرب من جيرانك،
    وكرر اللقاء بإخوانك، وخص بمزيد من الود والحب والوصل أهلك وزوجك وأبناءك.

    - اجعل لنفسك مع أهل بيتك برنامجًا إيمانيًّا لاغتنام الكنوز الثمينة؛ فجلسة للتلاوة، ولقاء للتاريخ، ورحلة للعمرة،
    ووقت للقيام، وحلقة للذكر، وفرصة للدرس، ولا تنسَ أن في الوقت بركة.

    - احسب زكاتك، واجمع من زكاة أهلك وأقاربك، واستعن بإخوانك على وضعها في مصارفها، وتوصيلها لمستحقيها،
    واحرص على أن تُبادر وتُنافس في الإنفاق فهذا ميدان السباق.

    - تذكر إخوانك المسلمين المضطهدين والمشردين والمظلومين في العراق وفلسطين وغيرهما، لا تنسهم من دعواتك وزكواتك،
    وعرِّف بأحوالهم، وبيِّن مكر وجرم أعدائهم، واكشف زيف الدعاوى المتعلقة بقضاياهم.
    ====

    [1] مقالات الإسلاميين في شهر رمضانص402- مقال: من حكم الصوم، لعبد الرحمن الدوسري.
    [2]د. يوسف القرضاوي: العبادة في الإسلام ص265.
    [3]مقالات الإسلاميين في شهر رمضان ص393- مقال: بين يدي رمضان، لحسن الهضيبي.
    [4]د. يوسف القرضاوي: العبادة في الإسلام ص264.
    [5]علي الطنطاوي: مع الناس.
    [6]الرافعي: وحي القلم 2/67.
    [7]مقالات الإسلاميين في شهر رمضان ص238- مقال:خلق الصائم، لعبد الوهاب خلاف.
    [8]مقالات الإسلاميين في شهر رمضان ص243 -مقال: رمضان والصيام، لمحمد الزرقاني.
    [9] العز بن عبد السلام: مقاصد الصوم ص10
    .

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رمضانيات
    بواسطة ابراهيم خليل في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-08-2008, 06:34 AM
  2. رمضانيات
    بواسطة محمدعثمان جبريل في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-10-2007, 06:52 PM
  3. رمضانيات
    بواسطة سيد الموجى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 29-09-2007, 12:54 PM
  4. رمضانيات !!!!!!
    بواسطة د. حسان الشناوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-10-2006, 09:30 PM
  5. رمضانيات شاعر
    بواسطة سامر هشام سكيك في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 07-11-2005, 01:43 AM