أمّاهُ
أمّاهُ شمسُ العيدِ من كفّيكِ تُشرقُ أوّلا
مُدّي إليّ يديكِ مِنْ تحْتِ الثرى لأقبّلا
ظمآنةٌ روحي لتشربَ من رضاكِ وتنهلا
****
مُدّي إليّ يديكِ يا أمّي لِيَنْسَلّ السّهادْ
ما عادَ يَغْشاني المنامُ ،ولمْ يَعُدْ طِفْلُ الرّقادْ
قَدْ باتَ يُنكرُني الفِراشُ وباتَ يُنكرني الوِسادْ
جفّتْ ضُروعُ حنائني ،واصفرّ من حَوْلي الوِدادْ
أوْصالُ روحي قُطّعَتْ ،وتناثَرَتْ في كُلّ وادْ
وَجَنائِني أمْسَتْ طُلولاً بيْنَ أكوامِ الرّمادْ
أينَ الملائكُ مُذْ رحلْتِ وأينَ أنـوارُ الرّشادْ ؟
أينَ النجومُ ؟لقدْ خَبَتْ،وامتصّ شُعلتَها السّوادْ ؟
الرأسُ أينَ أريحُها ، يومَ الإيابِ منَ البُعادْ ؟
ولمنْ سأشكو حينَ ترهقني عذاباتُ العِبادْ ؟
أينَ ارتياحُ الروحِ ،أينَ تُراهُ يرتاحُ الفؤادْ ؟
أمّاهُ ضاعَ الدّربُ حينَ رحلتِ عنّي،أو يكادْ
****
رَبّاهُ إنّي قدْ دَعَـوْتُكَ ضارِعاً مُتَوسّلا
يا مَنْ يَمُنّ علـى العبادِ تكرُّماً وتفَضّلا
اغـْفرْ لأمّي ذنْبَها واجعلْ جـِنانَكَ منْزلا