التعليم وذوو الإحتياجات الخاصة

قال عز في علاه {بسم الله الرحمن الرحيم اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
قد هزت هذه الآيات أركان الجزيرة العربية
أيقظ الله بها نياما
وأحيا بها أمواتا
أنارت دروبا مظلمة
ورسمت للحياة معالم جديدة
كانت أول الوحي،
إيذانا بأن أول الخير العلم
فامتن الله على الانسان بنعمة العلم وما أعظمها من نعمة
فالمحروم منها منا وإن أوتي من الدنيا ما أراد فوالله إنه لمحروم
فإن الجهل لعار وأي عار
وإن العلم لفخر وأي فخر
ويكفي في فضل العلم أن يدعيه من ليس من أهله، فيفرح إن لقبته به
ويكفي مذمة للجهل أن يتبرأ منه من كان من أهله، فيغضب إن نبزته به
وقضية التعليم بالنسبة للمعاق على اختلاف أنواع الإعاقات هي قضية:
عميقة الجذور ومتداخلة وشائكة الأدوار
عميقة الجذور من حيث تفعيل إدماج المعاق في مجتمع منخرط صغارا وكبارا في ركب التعليم بينما هو حبيس أركان وجنبات البيت.
وشائكة ومتداخلة هي أدوار المجالات الرئيسية في حياة المعاق - التي تملك زمام التغيير والإصلاح أو تخفيف عمق هذه الهوة الخطيرة على حياته وإحساسه بأنه كائن حي يسير ويدور مع عجلة الحياة - من أسرة ومحيط ونظام ككل.
وأذكر أن من المعلمين من نصح والدتي - حفظها الله - بأن لا تتعب نفسها بحملي على الدرج في المدرسة الإبتدائية - وكنت صغيرا - وأن تبقيني في البيت قائلا: "ماذا سيعمل حتى لو تعلم". وكأنما بني العلم أصلا ومآلا للوظيفة والمال.
وقد كان من أسباب توقفي عن مواصلة التعليم بعد مرحلة الإبتدائي هو مشكلة وجود بعض الأقسام والقاعات في الطوابق العلوية.
والأمثلة كثيرة تتجول على صفحات الحياة حيثما ارتحلت وجدتها.
فهذا بعض من صور النظام وممثليه، فلا استعداد لاستقبال هذه الفئة؛ لا توجيهيا لأطر التعليم؛ ولا تيسيرا للمرافق وإيجاد حلول للعقبات.
أما من حيث الأسرة والمحيط فلا تزال مجتمعاتنا نظرتها للمبتلى نظرة سطحية دونية
بل يا ويح المعاق ان كان متغير المظهر.. من حرقة تلك النظرات
من أعين تأكل بلا أسنان
وتتكلم بلا لسان
ومن حيث ما رأيت في محيطي الذي أعايشه
رأيت من أصحاب الاعاقات الحركية من يمتهن بيع السجائر والمخذرات فهو ما ترك لهم المجتمع من مجالات تقتل الوقت والمكانة والحشمة. اما أصحاب الإعاقات البصرية فيتخذون من التسول هنا وهناك - وفي كل مكان تدب فيه الأرجل - مدخل رزقهم وعيشهم في مجتمع أبى إلا أن يحوجهم إلى ذلك.
فالمجتمع لا يقدم أي دعم لهذه الفئة ولو لمواصلتها محو الجهل عنها، بل يبخل حتى بكلمات تشجيع يثقل لسانه عن إخراجها.
فلم تحرم هذه الفئة من أبسط الحقوق وآكدها وهو التعلم ورفع رداء الجهل المذموم؟
لم توضع في طريق طموحها للتعلم صعوبات وإيعاقات فوق إعاقتها؟
ما سبب النظرة التشاؤمية للمعاق وعدم التفائل ووضع الأمل والثقة في دوره في المجتمع؟ ويستوي في ذلك نظرة أسرته له ومحيطه.
ولماذا توضع متطلباتهم في ذنب الأولويات، هذا إن وضعت صدقا لا قولا فقط؟
تساؤلات كثيرة يطرحها واقع مرير، وما ذكرته إنما هو نقطة في أول السطر لمعوقات التعليم بالنسبة لهذه الفئة المنسية في دولنا العربية
فهل من أمل لغد أحسن؟

بل إني أرى مجتمعاً ينظر الى هؤلاء نظر تصغير ودونية
أراه مجتمعاً معاقاً ، ترك منهج الله وتخبط في أفكار وتصورات جاهلية
فليقرأ هؤلاء صحيح البخاري وهو يعنون باباً كاملاً ويسميه ( بَاب فَضْلِ مَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ )
ويورد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ اللَّهَ قَالَ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ يُرِيدُ عَيْنَيْهِ ) .
وكيف ان الله تعالى عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم عندما عبس في وجه ابن أم مكتوم وكان رجلاً فقيراً ضريراً ..
( عبس وتولى . أن جاءه الأعمى ) .

وفي عصرنا الحاضر نرى من العلماء والفقهاء الكبار من ابتلي بفقد شيء من حواسه ، وهم أعلام هدى ومصابيح نور ..
فقيه الأمة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى .
المجاهد العظيم احمد ياسين رحمه الله الذي دوّخ اليهود وأقض مضجعهم ، بينما أصحاب الكروش ومن عافاه الله من الأمراض والأسقام لا يحرك ساكناً .

أنا ارى المعاق من ترك عقله ودينه فصار ضحية الشهوات والشبهات ..

والله تعالى ما خلق شيئاً الا لحكمة ، علمها من علمها وجهلها من جهلها ، فسبحانه من عليم حكيم ، وهو أرحم بنا من أنفسنا .
قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } .

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفينا جميعاً
وأن يبارك في أعمالنا وأعمارنا

موضوع قيم ومهم يستحق المتابعة

أخي الحبيب عبدالرحيم
رزقك الله الجنة والنظر لوجهه الكريم
وكل عام وأنت بألف خير وإلى الله أقرب


تحياتي ..

صدقتم أخي عبدالرحيم ، هناك سوء تدبير إن لم نقل تجاهلا لهذه الفئة من المجتمع
التي يجب أن تتمتع بكل الحقوق ، وتأكد أخي عبد الرحيم أن المعاق حقا ليس من فقد عضوا من أعضائه
بل المعاق من فقد حسه الإنساني ، وجمد عقله وفكره وبقي حبيس نزواته .
هناك فعلا خلل في فهم الناس لاحتياجات هذه الفئة ، وما يؤلم أن يصدر هذا الأمر ممن يفترض منهم أن يأخذوا بأيدي هذه الفئة
- كما ذكرتم عن معلم الإبتدائي "
هناك شخصيات كثيرة من ذوي الإحتياجات الخاصة يفخر المرء بهم ويشعر بالدنو أمام علو همتهم
وقد ذكر الأستاذ بهجت بعض النماذج
نتمنى أن يتم التفكير في إدماج هذه الفئات في أسلاك التعليم ، أو توفير ظروف تعليم تناسب إعاقتهم
بارك الله فيكم أستاذي الكريم وشفاكم و جعل الفردوس مستقركم
خالص تحيتي وتقديري

لا شكّ أنّ إهمال المؤسّسات الرّسميّة لذوي الإعاقات الجسديّة يؤدّي إلى مشاكل اجتماعيّة ونفسيّة لأولئك الخيّرين الذين اختارهم الله وأكرمهم بما لا نفهم سرّه
ومثلما تفضّلت فقد يلجأ البعض إلى المحظور كي يعتاش من دخل ما... من بيع للمخدّرات أو التّسوّل وما إلى ذلك. ولا أدري لمَ لا تعتني بهم حكومات بعض الدّول، وتخصّص لهم ميزانيّات، وتوفّر المؤسّسات التّعليميّة الخاصّة ؟!
شكرا لك أخ عبد الرّحيم على طرح الموضوع
تقديري وتحيّتي

موضوع هام ومطالبة مشروعة واسمج لي بنقل موضوعك الهام
تحيتي لك

بل إني أرى مجتمعاً ينظر الى هؤلاء نظر تصغير ودونية
أراه مجتمعاً معاقاً ، ترك منهج الله وتخبط في أفكار وتصورات جاهلية
...
أنا ارى المعاق من ترك عقله ودينه فصار ضحية الشهوات والشبهات ..
والله تعالى ما خلق شيئاً الا لحكمة ، علمها من علمها وجهلها من جهلها ، فسبحانه من عليم حكيم ، وهو أرحم بنا من أنفسنا .
قال تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور } .
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفينا جميعاً
وأن يبارك في أعمالنا وأعمارنا
اخي الحبيب عبدالرحيم
رزقك الله الجنة والنظر لوجهه الكريم
وكل عام وأنت بألف خير وإلى الله أقرب

اجاب ربي دعاءك لنا ولك
المبتلى في مجتمعاتنا كانه مرتبة وطبقة ادنى وهذه هي الحقيقة وان كانت مرة فيجب ان نعترف بها
لا مكان له في المواصلات او المرافق العامة بل حتى المساجد لا مكان له فيه الا في الشارع
هناك تهميش شبه كامل ان لم يكن كاملا
فالى الله المشتكى، عسى ان تنصلح الامور
لكن لا تبدو معالم لذلك في الافق

تحياتي لك
وحفظك المولى

صدقتم أخي عبدالرحيم ، هناك سوء تدبير إن لم نقل تجاهلا لهذه الفئة من المجتمع
...
المعاق من فقد حسه الإنساني ، وجمد عقله وفكره وبقي حبيس نزواته .
هناك فعلا خلل في فهم الناس لاحتياجات هذه الفئة ، وما يؤلم أن يصدر هذا الأمر ممن يفترض منهم أن يأخذوا بأيدي هذه الفئة
...
بارك الله فيكم أستاذي الكريم وشفاكم و جعل الفردوس مستقركم
خالص تحيتي وتقديري

اجاب ربي دعاءك اختي لطيفة
نعم، هو سوء تدبير ان كان هناك تدبير والا فهو خليط من الجهل والتجاهل
ومن غريب امر هذه المجتمعات ربطها للاعاقة البدنية بالعقلية وجعل الاولى دليلا للثانية
فقد قدر لي مرافقة بعض المرافقين في ايام من أيام الله كانت نحو العشرة، فلم اتحدث فيها إلا بالنزر اليسير مما يقتضيه بعض المقام من كلمات المجاملة، الى أن جاء يوم أثيرت فيه مسألة علمية شرعية كان أغلب المرافقين ان لم يكن كلهم ممن لا مشاركة لهم في العلم الشرعي لكنهم انخرطوا فيها تقطيعا بالتحليل تارة وبالتحريم اخرى، فتدخلت وشاركت مبينا وجه الحق فيها مستدلا لها بادلتها!
فوا عجباه بعدها لغرابة النظرات،
إذ علا الجو هدوء.. وسكون
لو رأيت الحال لحسبتهم رأوا أصحاب الكهف يخرجون
أو ياجوج وماجوج من كل حدب ينسلون
وكأنك تسمع حال المقام صارخا وهو يقول: ما باله خرج عن المألوف
فلم يكن لمثلي عندهم حق اللسان من الكلام
بل ومستغرب منه الايضاح والبيان
والمواقف كثيرة
هكذا هي الحال اصلح الله الاحوال

اسعدني مرورك ايتها الكريمة
فتحياتي لك
وحفظك المولى ورعاك

ومن غريب امر هذه المجتمعات ربطها للاعاقة البدنية بالعقلية وجعل الاولى دليلا للثانية

هذا هو مربط الجمل
فلا يمكن للمجتمع ان يقدم شيئاً لهؤلاء اذا كانت نظرتهم في الأصل لهم خاطئة
لأن السلوك نابع من الفكر
فلا بد أولاً من تصحيح الفكر حتى يتغير سلوك ونظرة المجتمع لهؤلاء

دعائي وتحياتي الخالصة ..

صدقت
فتغيير الفكر هو آخية الأمر كله ومحوره
وذلك يتطلب حملة توعية وتصحيح لعدد من المفاهيم عن الحياة
وأنى لذلك أن يكون اذا لم يبدأ بذلك ويكون حملته اهل الفكر والرؤية والتغيير
وهو أمر أراه منسيا في أوساطهم

لا شكّ أنّ إهمال المؤسّسات الرّسميّة لذوي الإعاقات الجسديّة يؤدّي إلى مشاكل اجتماعيّة ونفسيّة لأولئك الخيّرين الذين اختارهم الله وأكرمهم بما لا نفهم سرّه
ومثلما تفضّلت فقد يلجأ البعض إلى المحظور كي يعتاش من دخل ما... من بيع للمخدّرات أو التّسوّل وما إلى ذلك. ولا أدري لمَ لا تعتني بهم حكومات بعض الدّول، وتخصّص لهم ميزانيّات، وتوفّر المؤسّسات التّعليميّة الخاصّة ؟!
شكرا لك أخ عبد الرّحيم على طرح الموضوع
تقديري وتحيّتي

اسعدني مرورك من موضوعي وابداء رايك السديد في هذا الطرح
وقضية المعاق قضية متسعة جدا لاتساع دوائر تاثيرها من مؤسسات حكومية وغير حكومية ومن اسرة ومجتمع
فهي بحق "فئة منسية" من ناحية التعليم

تحياتي اخت كاملة
وحفظك المولى