أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: )عرفات( مات كما يموت البعير << نامت أعين الجبناء

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي )عرفات( مات كما يموت البعير << نامت أعين الجبناء

    يجري في القدس وسائر أنحاء فلسطين من مجازر ضد أهلها ابتداءً من 28/09/2000 حين قام شارون، جزّار صبرا وشاتيلا، بدخول الحـرم القدسـي، مستفِزاً مدنِّسـاً، إن هذا الذي يجري قد خُطِّط له في اجتماع كمب ديفيد بين كلينتون وباراك وعرفات.

    محمود عباس (أبو مازن) أحد مساعدي عرفات في كمب ديفيد قال في أحد مجالسه الخاصة منذ حوالي شهر ونصف: «إذا استمرت العقبات في وجه تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فلا بد حينئذٍ من حرب محدودة لإزالة العقبات، وقد تمتد هذه الحرب إلى خارج حدود فلسطين».

    وقبل اندلاع المجازر في القدس بحوالي أسبوع أرسلت الحكومة الإسرائيلية مبعوثين إلى كل من لندن وباريس وبون تبلّغ حكوماتها أنها حصلت على معلومات «لا تقبل الشك» حول استعداد حركات فلسطينية «لشن موجة من العمليات على تجمّعات سكانية إسرائيلية في تل أبيب والقدس ومدن عبرية أخرى». وعلى مصالح إسرائيلية في تلك العواصم. وقد فهم بعض المراقبين أن حكومة باراك تكون أعطت بذلك «علماً وخبراً» إلى تلك العواصم، وأنها يحق لها أن تقوم بعمليات وقائية.

    وفي الوقت نفسه (أي قبل حوالي أسبوع من اندلاع المجازر) صار عرفات يكثر الحديث عن تطورات مثيرة جداً في المنطقة ستقع في وقت وشيك جداً، دون أن يوضح طبيعة هذه التطورات. وقد لاحظت مصادر فلسطينية معارضة لاتفاق أوسلو ومتفرعاتِه أن قيادة حركة فتح (عرفات) في مخيمي عين الحلوة والرشيدية (في جنوب لبنان) بدأت بتأهيل مراكزها تحت الأرض، وبتزويد أجهزتها بوسائل اتصال متطورة.

    هذه الأمور، وغيرها كثير، تؤكد أن مجازر الأقصى وما تبعها كان مخطَّطاً لها بين أطراف عِدّة هي: أميركا وإسرائيل وعرفات وزمرته وبعض الجهات الأخرى مثل حاكم مصر وحكام السعودية والمغرب وفرنسا.

    وغرض هؤلاء من إشعال هذه الحرب وإيقاعِ هذه المجازر بالشعب الفلسـطيني هو ترويض هذا الشـعب وإزالة العقبات من أمام ما عقدوه من اتفاقات. وهذه العقبات منها ما هو على الجانب الفلسطيني ـ العربي ـ الإسـلامي، ومنها ما هو على الجانب الإسرائيلي.

    أما ما هو على الجانب الأول فإنه ليس من السهل أن يتنازل المسلمون عن المسجد الأقصى والقدس. فالمسجد الأقصى منصوص عليه في القرآن، وإليه أُسرِيَ بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومنه عرج إلى السماء، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين. وكان عرفات وزمرته الذين يجهلون طبيعة الإسلام وطبيعة المسلمين، كانوا يظنون أنهم يستطيعون التنازل عنه لليهود بممارسة شيء من التضليل وشيء من الوعد والوعيد على الشعب الفلسطيني. ومع اقترابهم من الحقيقة وجدوا أن الأمر يحتاج إلى مجازر وسفك دماء كثيرة لترويض المسلمين وتيئيسهم من استعادة مقدساتهم وأرضهم.

    ويقوم عرفات والمتواطئون معه (باراك وكلينتون ومبارك وغيرهم) بتحضير مسرح المجازر وسفك الدماء بشكل لا يثير العداء لعرفات عند أهل فلسطين، بل يوجد له شعبيةً عندهم. فأهل فلسطين ليس فقط يتمسكون بالأقصى وبالقدس، بل إنهم يتمسكون بكل ذرّة من فلسطين، ولكن حكام العرب والمسلمين خذلوهم وتآمروا عليهم منذ ما قبل سنة 1948، واستمرّ مسلسل التآمر إلى أن شكلوا ما يسمّى بمنظمة التحرير لا لتحرير فلسطين بل لتكون هي أداة التنازل عنها، كي ينفض الحكام الخونة أيديهم من هذه الجريمة. وبالفعل فقد باشر قادة المنظمة وعلى رأسهم ياسر عرفات بتنفيذ المؤامرات التي تُحاك في أميركا وأوروبا لضرب أهل فلسطين وتيئيسهم من أي أمل بفلسطين، وكل ذلك بعمليات إخراج خبيثة متقنة.

    وهذه العملية الآن هي من أخبث وأخطر ما حاكه مسؤولون ضد شعوبهم. نعم عرفات يتآمر على الشعب الفلسطيني ويذبحه، والبسطاء من الشعب الفلسطيني يتوهمون أنه تحول إلى مخلص ويصفّقون له ! يا لها من مفارقة ! والذي يجعل ألاعيب عرفات تنطلي عليهم هو أنهم متشوقون للقتال وبذل الأرواح والأموال وكل شيء لو وجدوا قائداً يفتح لهم باب الجهاد والتضحية، ولكنهم قُمِعوا وكُبِتوا فسكتوا على مضض حتى كاد اليأس يقتلهم. والآن جاء عرفات الذي كان يقمعهم للمحافظة على أمن اليهود، وفتح لهم مجالاً للدفاع عن النفس ونافذةً على الأمل بأنه يدافع عن حقوقهم ومقدساتهم فانتفضوا واندفعوا يواجهون الدبابة بالحجر والصاروخ بالمقلاع والطائرة بالجسم العاري، وفرحوا حين ظنوا أن قائدهم صار منهم. وتظن الأطراف الأخرى المتآمرة مع عرفات أنه سيضرب عصفورين بحجر واحد: أولاً، سيكسب ثقة قوية من أهل فلسطين تجعلهم يوافقون على أي شيء يوافق هو عليه. وثانياً، سيحبط أهل فلسطين من جديد حين يرون أن الدول العربية ما زالت تخذلهم، وانهم لا يملكون الآلة العسكرية التي توازي آلة إسرائيل العسكرية، وأن العين لا تقاوم المخرز، وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان، فيرضون بأي فُتاتٍ معروضٍ عليهم.

    وأما على الجانب اليهودي فإن اليهود طامعون بالحصول على كل شيء: بالحصول على الأقصى وعلى القدس وعلى إبقاء المستوطنات وعلى عدم إعادة اللاجئين وعلى الأمن الذي يريدون وعلى السلام وعلى تطبيع العلاقات مع العالم العربي والعالم الإسلامي. ولكن أميركا التي تطمع أن يكون لها حصة في القدس عن طريق التدويل، قامت بالضغط على حكام إسرائيل وأقنعتهم أنهم لا يستطيعون الحصول على ذلك كله فلا بد أن يتنازلوا عن بعض الأشياء مقابل السلام والتطبيع. ولكنّ هناك أكثريةً عند اليهود ترفض التنازل لأنهم لم يروْا موقفاً صلباً من جانب العرب والمسلمين. فكان لا بد في نظر أميركا من الضغط عليهم بإشعال هذه الحرب ليروا أن أهل فلسطين والشعوب العربية والإسلامية مستعدة للموت قبل التفريط بالمقدسات، وأن هذه الشعوب ستعمل على إجبار حكامها على قطع أية علاقة مع إسرائيل وأن مصالح إسرائيل في العالم ستصبح هدفاً للتخريب، وأن اليهود في العالم سيصبحون هدفاً للملاحقة من المسلمين في جميع أنحاء العالم. وهذا سيجعل اليهود يقبلون بالتنازل عن بعض الأشياء وتمرير الاتفاقات.

    لقد توهم بعض المراقبين أن مؤتمر كامب ديفيد كان فاشلاً، وهذا خطأ. والذي حصل هو بروز بعض العقبات التي تحتاج إلى تذليل، إذ بعدما انفضّ المؤتمر في 25/07/2000 حصلت تحركات واسعة لترويج ما تم الاتفاق عليه. واستمرت الحكومة الأميركية في اتصالاتها النشطة بل وسعتها لتشمل حكام العالم الإسلامي ومنهم العرب وكثير من حكام الدول الأخرى في العالم، وبخاصة فرنسا التي اشتركت مع مبارك ـ حاكم مصر ـ في بلورة مشروع "تدويل الأماكن المقدسة"؛ باعتبار أن فرنسا هي الرئيس الحالي لدول الاتحاد الأوروبي. وهكذا وقفت أميركا على مواقف جميع من لهم علاقة بالقضية، ووزعت الأدوار على الجهات التابعة لها ومنها المنظمات الواقعة تحت سيطرتها وحركت عملاءها وعلى رأسهم سمسار مصر الكبير حسني مبارك. وفي الوقت نفسه قام عرفات وزمرته بدورهم فزار الكثير من دول العالم؛ وتحرك زعماء يهود لأخذ التأييد والدعم ولممارسة ما يلزم من ضغط على أصحاب القرار. وبعد هذا التحرك الواسع والمسح الشامل انكبت على وضع وصياغة ما أسموه "بوثيقة الحل النهائي" للمسائل الجوهرية الخاصة بالقدس واللاجئين والحدود والأمن. ومع أنها تقوم بمساعٍ حثيثة وجادة لتحقيق هذا الغرض إلا أنها تقوم بها في غاية من السرية والكتمان الشديد لنواياها واقتراحاتها أو الحلول التي تعتزم فرضها على الأطراف؛ كل ذلك يجري بعيداً عن الإثارة تحسباً من الفشل وحرصاً على تحقيق النجاح، وبخاصة أن الإدارة واقعة تحت تأثير حملة انتخابات الرئاسة التي أصبحت قريبة في بداية الشهر القادم.

    لقد رشحت الخطوط العريضة للاتفاقات التي يسمونها «وثيقة الحل النهائي» بين السلطة الفلسطينية ودولة يهود. فالدولة التي يتغنى عرفات بإعلانها هي على 10 بالمائة من مساحة فلسطين، ولن يكون لها جيش، ولن يكون لها استقلالية الإشراف على حدودها أو مداخلها ومخارجها، ولن يكون لها سياسة خارجية مستقلة، بل ستبقى أمورها الخارجية تتم من خلال التنسيق مع اليهود، ولن يكون لها سيادة على أجوائها ولا على باطن الأرض عندها، ولا على المياه.

    وستبقى المستوطنات منتشرة في جميع أنحاء ما يسمونه دولة، بحيث تمزقها إلى كانتونات مفصولٍ بعضها عن بعض. وسيكون 80 بالمائة من هذه المستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية و 20 بالمائة تحت إدارة ما يسمى بالدولة الفلسطينية.

    أما اللاجئون فإن إسرائيل تسمح بعودة ما لا يزيد عن مائة ألف منهم إلى الأرض المحتلة منذ سنة 1948، وذلك خلال فترة لا تقل عن عشر سنوات. وتكون هذه العودة تحت عنوان لَمّ شمل الأسر. وتسمح إسرائيل بعودة حوالي نصف مليون من النازحين إلى أرض ما يسمى بالدولة الفلسطينية. وهم من الذين نزحوا بعد سنة 1967، ويتم ذلك بترتيباتٍ غايةٍ في التعقيد.

    وأما بقية اللاجئين فإن إسرائيل تقول بأنها ليست مسؤولة عنهم. وعلى العالم أن يحل مشكلتهم الإنسانية.

    وأما القدس، وهي المشكلة الأصعب، فقد جاءت تصريحات من جهات عدة تشير إلى أن الحل سيكون بتوسيعها بضم المستوطنات القريبة منها إليها وبعض القرى العربية حولها مثل أبو ديس والعيزيرية. ويكون معظم القدس والمستوطنات المضمومة لها هي (أورشليم) عاصمة اليهود، وتكون أبو ديس والعيزرية والأحياء العربية هي (القدس) عاصمة ما يسمى بالدولة الفلسطينية. ويكون الإشراف الإداري على الأماكن المقدسة تابعاً لأوقاف الطائفة صاحبة تلك الأماكن. وتكون السيادة تابعة للأمم المتحدة.

    ومن التصريحات التي دلت على ذلك تصريح باراك لجريدة «جروزالم بوست» الإسرائيلية في 29/09/2000: «ستكون هناك أورشليم والقدس جنباً إلى جنب كعاصمتين» وقال: «سيدخل 80 بالمائة من مستوطني يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ضمن التجمعات الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية، وستكون هناك ترتيبات أمنية خصوصاً على الحدود الشرقية، وستكون هناك أورشليم أكبر مما كانت في أي وقت منذ الملك داود بأكثرية يهودية صلبة لأجيال، موحدة تحت سيادتنا ومعترف بها عالمياً عاصمةً لإسرائيل» وقال «إن أي رئيس وزراء يهودي لن يوقّع وثيقةً أو اتفاقاً ينقل السيادة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى) إلى الفلسطينيين أو هيئة إسلامية» وسئل: هل يقبل بنقل السيادة على جبل الهيكل إلى مؤسسة دولية مثل الأمم المتحدة ؟ فأجاب بأنه قابل للتفاوض ويفضل عدم مناقشة هذا الموضوع في الوقت الحاضر.

    وتصريح هوبير فيدرين وزير خارجية فرنسا في 03/09/2000: «مفتاح الحل بالنسبة للقدس والأماكن المقدسة هو (تركيبة سيادات)».

    وتصريح أحمد قريع (أبو علاء) في ستراسبورغ في مقر البرلمان الأوروبي: بأن القدس يمكن أن تكون دولية ويمكن أن تكون عاصمة العالم.

    وتصريح أحد المسؤولين الأميركيين السابقين (روبرت أوكلي) الذي نشر مقالة بعنوان: (تقاسم القدس هو الحل الوحيد).

    هذا هو تصور أميركا لحل مشكلة القدس، وهذا الحل هو الذي اتُّـفِقَ على خطوطه العريضة في كامب ديفيد بين باراك وعرفات بقيادة كلينتون. وقد تبين لهم أنه العقبة الكأداء أمام الاتفاق النهائي التي رأوْا أنها تحتاج إلى سفك الدماء عليها لإزالتها من طريق تنفيذ الاتفاقات التي عقدوها وهذا واضح من تقصّد اليهود لسفكٍ وحشيٍّ للدماء بشكل لم يسبق له مثيل في مواجهة المظاهرات.

    أيها المسلمون في فلسطين:

    إن الله قد حباكم نعمة الرباط في سبيله، ونعمة الذود عن المقدسات، ونعمة مقاومة أشد الناس عداوةً للذين آمنوا، في الوقت الذي تآمر به عليكم الكفر بقضّه وقضيضه، وخانكم حكام المسلمين. فالثباتَ الثباتَ أيها الغرّ الميامين، والصبرَ الصبرَ على البلاء فإن نصر الله لآتٍ ]ولينصرنَّ الله من ينصره[. وحَذارِ أن تُستغَل دماؤكم الزكية التي سالت على تراب الأرض المباركة، حذار أن تُستغَل لتكون ثمناً للاعتراف بكيان يهود والتنازل له عن الأرض المباركة: أرض الإسراء والمعراج، وعن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. حذار أن تكون هذه الدماء الزكية سلاحاً في يد الخونة المفاوضين لتنشيط المفاوضات، وعقد اتفاقات الجريمة مع يهود، بل احرصوا على جعل هذه الدماء الزكية الطاهرة ثمناً للقضاء على كيان يهود وقطع اليد التي تفاوضه وتصافحه وتعانقه.

    أيها المسلمون:

    ألم يَأْنِ لكم أن تنتفضوا في وجه الحكام الذين يحاربون الإسلام ويعطّلون ذِروة سنامه ؟ إلى متى تَرْكَنون إلى الظالمين وهم يسومونكم الذلّ والهوان: يضيّعون المقدسات وينتهكون المحرّمات ويسجدون للكفار وليهود ويركعون ؟ إلى متى لا تتحرّك جيوش المسلمين لتضرب يهود ضربات تنسيهم وساوس الشيطان وتقضي على كيانهم وتنتقم لشهداء المسلمين من الشيوخ من النساء والأطفال الذين سُفِكَت دماؤهم على أيدي يهود ؟ كيف تبقى جيوش المسلمين صامتةً وهي ترى وتسمع كيف يقابل أهل فلسطين بصدورهم وأحجارهم الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ ؟ كيف لا يثورون على الحكام الذين يمنعونهم من شرف القتال: طريق العز والجنة ؟

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    عرفات وزمرته المارقة في وكر كامب ديفيد

    يتآمرون مع اليهود والأميركان على تصفية قضية المسلمين في فلسطين



    أعلن الرئيس الأميركي كلينتون في 25/07/2000 عن انتهاء المؤتمر المنعقد في كامب ديفيد دون توقيع اتفاق، وقال: "بعد أربعة عشر يوماً من المباحثات المكثفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين خَلصْت إلى أنهم غير قادرين على الوصول إلى اتفاق في الوقت الحاضر"، وقال: "لا يوجد مكان في هذا العالم مثل القدس... والتي تدخل بشكل أساسيّ في صلب هوية جميع الديانات الموحِّدة في العالم"، وكان قد أعلن في دعوته لعقد المؤتمر في 05/07/2000 "... ان الهدف هو الوصول إلى اتفاق حول المسائل الجوهرية التي أشعلت نصف قرن من النـزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين". أما وزيرة خارجيته فقد قالت: "كما قال الرئيس كلينتون اليوم، فإن المباحثات كانت غير عادية ومكثفة وصعبة جداً وغير مسبوقة فيما يتعلق بالتعمق في تفاصيل أكثر المسائل حساسية والخاصة بالوضع القائم، وقد حققت تقدماً"، وقالت: "كما قال الرئيس، وكما أرى بكل تأكيد فإن القدس كانت أصعب المسائل... وحصل تقدم لا يُصدّق..."، وقالت: "القدس كانت أصعب المسائل... وصعوبتها لأنها لم تُحَلّ من مئات السنين، وهي مكان فريد من نوعه يحتاج إلى كثير من التفكير الحذر والعمل الجماعي". كما وأن الوفود الأخرى كلها أعلنت عن تقدم كبير في بحث القضايا الجوهرية على الرغم من عدم توقيع الاتفاق.
    إن ما نقل عن مواضيع البحث ومدى ما وصلت إليه المباحثات بشكل مستفيض ليدل على الخطورة البالغة لهذا المؤتمر على المسلمين وعلى تصفية قضيتهم في فلسطين، ويشير إلى الشوط البعيد الذي قطعه عرفات وزمرته المارقة ومن ورائهم حكام المسلمين، بما فيهم حكام العرب، في التآمر مع اليهود ونصارى الغرب، وعلى رأسهم أميركا، على تصفيتها؛ كما ويفضح الحركات المشاركة في "منظمة التحرير الفلسطينية" ! وجميع الذين تعاملوا معها في العالم الإسلامي، تلك الحركات التي استُخدِمت جسراً لتمرير قطار الخيانة من فوق جماجم الشهداء. ونخص بالذكر في هذه اللحظة الحالكة السواد من تاريخ الأمة الإسلامية أسماءَ بعض الذين ارتكبوا هذه الفعلة الشنيعة، وعلى رأسهم قائد الزمرة الخائنة ياسر عرفات وأعوانه محمود عباس (أبو مازن) وأحمد قريع (أبو علاء) وغيرهم ممن شاركهم في مفاوضات الخيانة، وكذلك حكام البلاد الإسلامية وبخاصة حكام البلاد العربية الذين ساهموا مساهمة كبيرة جداً في التآمر على ضياع فلسطين. نذْكُر هؤلاء من أجل أن يلعنهم أولادهم وأحفادهم وتلعنهم الأجيال على مر القرون كلما ذَكرت فلسطين، الأجيالُ التي سوف تقدم ملايين الشهداء لتحرير أرض الإسراء والمعراج التي سلموها لليهود بالألاعيب والمناورات البهلوانية.

    وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي التام الذي أحاط بالمؤتمر والذي وصل إلى حد عدم خروج أحد من الوكر أثناء المباحثات، على الرغم من ذلك فقد رَشَحت بعض المعلومات التي تدل على خطورة المؤتمر. فبالنسبة للأراضي والبلاد التي تسلّمها اليهود من حكومة بريطانيا قبل جلائها عام 1947 والأراضي التي تسلّموها من حكام الأردن وسورية ومصر والعراق عام 1948، تحت غطاء الحرب الصورية التي حصلت باسم إنقاذ فلسطين، فإنه لم يَرِدْ ذكر لها لا تصريحاً ولا تلميحاً من الذين مارسوا خداع الأمة وخيانتها تحت شعار "تحرير فلسطين من البحر إلى النهر" وكأنها أصبحت حقاً مشروعاً لليهود بعد أن تمرّغت منظمة التحرير الفلسطينية وجميع الفصائل المكوِّنة لها بخيانة مدريد وأوسلو وواي ريفر وما سبق ذلك من قرارات واجتماعات في الأوكار الأوروبية. وانحصر البحث في حدود الأراضي المتبقية بعد مسرحية عام 1967، أي فيما يقارب خُمس مساحة فلسطين، بل ورشح عن المؤتمر أن الزمرة قد تتجاوز عن خمسين مستعمرة تتسع لما لا يقل عن مائة ألف يهودي مع بعض التعديلات الأخرى لتصبح النسبة المتفاوَض عليها لا تزيد عن عشرة بالمائة.

    ومع أنهم يتشدقون بما يسمونه الشرعية الدولية فإنهم لم يطالبوا بالجليل أو بيافا أو بغيرها مما أقرته هذه الشرعية في قراراتها.

    أما فيما يخص الفلسطينيين الذين أُجلوا عن بيوتهم فقد أصبحوا أرخص سلعة على موائد المؤتمر، إذ يتطلع حكام الأردن وسورية ولبنان إلى تحصيل عشرات المليارات من الدولارات مقابل إقامتهم على الأرض التي تحت حكمهم، وستكون عودة بعضهم رمزية وذراً للرماد في العيون، بحيث لا يتجاوز العدد الإجمالي مائة وخمسين ألفاً، وستظل الملايين منهم خارج الأراضي الفلسطينية إلى أن يتم التخلص منهم بمشاريع مختلفة. والأخطر من هذا كله أن تقوم الزمرة بقبض ثمن الأراضي الفلسطينية من اليهود وتعطيهم صكاً بالتنازل عن جميع الحقوق، وهذا من ضمن الاقتراحات المطروحة من اليهود.

    أما الأمن الذي يتحدثون عنه في المؤتمر فهو أمن الدولة اليهودية، وهو بحث في التفاصيل لأنه قد توفر في مجمله بالمشروع الأميركي أي بالدولة الفلسطينية؛ وقد لَخّص نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أفرام سنيه المقرب من باراك حاجتهم الأمنية بقوله: "نريد الضفة الغربية منـزوعة السلاح، ونريد وجوداً عسكرياً على طول نهر الأردن لمد خط دفاعنا... هذا ما نريده بالنسبة للترتيبات الأمنية، والباقي مفتوح للمناقشة" إن هذا الطلب يتحقق بشكل فعلي مع قيام الدولة الفلسطينية، لأن من شروط إقامتها تجريدها من السلاح. ومن مهامها الرئيسية المحافظة على الدولة اليهودية. وإن ما تقوم به السلطة الفلسطينية من تصفيات جسدية لأبناء فلسطين لصالح أمن دولة يهود وبخاصة بعد اتفاقية واي ريفر، لَخيْرُ دليل على ذلك. وإن من الأهداف البعيدة المدى من وراء المشروع الأميركي بإقامة الدولة الفلسطينية حمايةَ أمن الدولة اليهودية من قِبل أهل المنطقة، أي من قبل أبناء المسلمين أنفسهم. ولهذا السبب قبلته أوروبا واليهود. ومن أجل ذلك أعلنت أميركا عن مشروع الكيان الفلسطيني عام 1958، وبموجب هذا المشروع تكون الدولة الفلسطينية، أو ما سمي بالكيان الفلسطيني، كياناً منـزوع السلاح، ويُشكل منطقة عازلة بين الدولة اليهودية وبين أقرب نقطة تجمّعٍ عسكري شرقيَّ نهر الأردن، ويكون هذا الكيان كياناً هزيلاً ضعيفاً يعيش على الإعانات، ويكون ساحة مفتوحة أمام دسائس اليهود وتحت رحمة قوتهم العسكرية المجاورة. فالدولة التي يتبجح عرفات بالإعلان عنها في 13/09/2000 هي كيان لا يرقى إلى تسميته دولة، لأنه كيان منـزوع السلاح، وليس له سلطة على الحدود ولا على الأرض ولا على الفضاء ولا على المياه ولا على السياسة الخارجية، وهو لا يَرقى إلى حكم ذاتي، بل هو مجرد إدارة محلية موجَّهة.

    لقد استجابت أميركا بعقد المؤتمر لرغبة باراك الذي طالب به، وذلك بغرض تسوية المسائل الجوهرية الخاصة بالقدس والحدود واللاجئين والأمن التي أسموها مسائل الحل النهائي في اتفاقية أوسلو المشؤومة، والتي كان من المفترض أن ينتهي الاتفاق عليها ـ المسائل الجوهرية ـ في موعد نهايته 04/05/99. وكان باراك يتلهف على توقيع الاتفاقية النهائية مع الفلسطينيين في كامب ديفيد، والعودة بها ظافراً، لإنجاز هذه المهمة التاريخية التي يتطلع إليها. ولذلك طرح كل ما لديه من مقترحات وحلول بما فيها مصير القدس، وهذه هي المرة الأولى التي يُطرح فيها مصير القدس على بساط البحث. وكان اليهود قبل ذلك يرفضون البحث فيه وبخاصة بعد قرار الكنيست بضم القدس الشرقية. وقد انتهزت أميركا هذه الفرصة لتحريك موضوع القدس فأوعزت لعرفات داخل المؤتمر بالتشدد في موضوع السيادة عليها وبأنها من خصوصيات المسلمين وليس الفلسطينيين وحدهم، كما وأوعزت لبابا الفاتيكان وللجامعة العربية للاعتراض على بحثها في نطاق المؤتمر وبتّها من الفلسطينيين واليهود وحدهم؛ ففي 21/07/2000 وأثناء انعقاد المؤتمر صرح الناطق باسم الفاتيكان بأنه يجب أن يكون للقدس "وضع خاص" مصون بضمانات دولية نظراً لطبيعتها المقدسة والدولية، وذكر أن هذا الموقف سبق وأكده السكرتير العام للفاتيكان في زيارته للمدينة قبل سنتين، وقال "إن الحبر الأعظم لم يغير موقفه منذ ذلك التاريخ"، وقال بأن موقف الفاتيكان من القدس هو أنها حالة خاصة تحتاج إلى التزام خاص ليس فقط من طرف الفاتيكان ولكن من المجموعة الدولية أيضاً كما ورد في قرار التقسيم لعام 1947. وكذلك صرح عصمت عبد المجيد، أمين الجامعة العربية، في 21/07/2000 بأن مسألة القدس ليست مسألة فلسطينية فقط بل هي مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لجميع المسلمين ولجميع المسيحيين، فيجب أن يكون هناك حلٌ مقبولٌ للقدس من الجميع. وهكذا أخذت أميركا بالتحرك بسرعة خاطفة على نطاق العالم الإسلامي والعالم المسيحي من أجل الضغط على اليهود وطرح مشروع التدويل ولإعطائها "وضعاً خاصاً" بضمانات دولية. ومن أجل هذا الغرض كانت أميركا قد استصدرت قرار مجلس الأمن رقم 478 بتاريخ 20/08/1980 الذي يتضمن اعتبار القدس الشرقية من ضمن المناطق المحتلة عام 1967، ما يترتب عليه عدم الاعتراف بجميع الإجراءات التي اتخذتها الدولة اليهودية، وذلك رداً على قرار الكنيست بضم القدس الشرقية. ومن هذا الباب ولتكريس التدويل قام البابا بزيارته الأخيرة للقدس، ومن هذا الباب أيضاً كانت الوثيقة التي وقعها عرفات مع البابا في 15/02/2000 التي نصت في مقدمتها على: "... وضع قانوني خاص بالقدس ومضمون بضمانات دولية لتأمين حرية العبادة ومساواة جميع الأديان الموحِّدة وأتباعها أمام القانون، والهوية الخاصة والطبيعة المقدسة للمدينة والأماكن المقدسة وحرية الوصول إليها وحرية التعبد فيها..." كما نصت على "حل عادل لمسألة القدس استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية..." وبالنظر لتعقيد موضوع القدس وحساسيته البالغة وشموليته على نطاق العالم فإنه سيأخذ وقتاً إلى أن تتم تسويته. وقد يمتد إلى ما بعد إدارة كلينتون، ما سيؤخر الاتفاق على الحل النهائي. أما عن الإعلان عن تاريخ قيام الدولة الفلسطينية فإنه يستعمل للضغط على اليهود وقد يؤجل إلى ما بعد التاريخ المعلن.

    إن موضوع القدس وخطورة القرارات التي تم التوصل إليها في بعض المسائل هي التي دفعت بأميركا لفض المؤتمر دون اتفاق؛ فقد تستعين بالمنظمة الدولية للوصول إلى حل عملي يعطي القدس "وضعاً خاصاً" وستقوم بحشد الرأي العام الدولي للضغط على اليهود من أجل تحقيق ذلك. أما القرارات الأخرى فقد رأت أنها أكبر من حجم المتفاوضين، ما يستدعي الترويج لها قبل إعلانها للشعوب كي لا تصاب عملية التفاوض الجارية بنكسة جراء الرفض الشعبي لهذه القرارات وبخاصة عند اليهود، ولذلك فإن أميركا ستعمل على دعم باراك وتثبيته في الحكم أمام المعارضة التي يتعرض لها، والتي قد تصل إلى حد الإطاحة به. أما ما يخص المسلمين وعرفات فإن أجهزة التضليل في البلاد الإسلامية ومنها العربية كفيلة بتصوير عرفات بأنه البطل الذي هزم أميركا والدولة اليهودية.

    أيها المسلمون:

    إن فلسطين بلد إسلامي فتحه المسلمون بدمائهم فلا يكاد يخلو شبر فيه من غبار فرس لمجاهد أو من قطرة دم لشهيد، وهو ملك لجميع المسلمين، وواجب عليهم بذل المهج والأرواح في سبيل استرداده. وإنّ أي تفريط في أي شبر منه هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. وهو ليس ملكاً لياسر عرفات وزمرته الخائنة ولا لأي حاكم من حكام المسلمين، وعلى رأسهم حكام العرب، ولا يملك أي واحد منهم أن يتنازل عن أي شبر منه ولا أن يساوم عليه، وكل اتفاق عُقِدَ أو سيعقد وفيه تنازل لليهود عن أي شبر منه هو اتفاق باطل ولا يُلزِم أحداً من المسلمين لأنه مناقض للحكم الشرعي.

    أيها المسلمون:

    إن الله أوجب عليكم إعلان الجهاد لاستنقاذ فلسطين من دولة يهود، ولاستئصال الكيان اليهودي منها ورفع أية هيمنة لأميركا أو لأية دولة كافرة أو أية سلطة كافرة عليها. وإن الحكام القائمين في البلاد الإسلامية وبخاصة العربية هم الذين شاركوا في التآمر على فلسطين وساهموا في إضاعتها.

    لقد كان بالإمكان منع حكام مصر ومنع حكام الأردن ومنع الحكام الآخرين الذين اشتغلوا سماسرة لليهود وللاعتراف بدولة يهود، لقد كان بالإمكان منع هؤلاء من ارتكاب جريمتهم لو تحرك قادة الجيش وأهل القوة في كل بلد لإسقاط أي حاكم يهمّ بارتكاب الخيانة. إن مسؤولية قادة الجيش وأهل القوة، وهم جزء من الأمة، هي أكبر من مسؤولية غيرهم من شرائح المجتمع. وإن هؤلاء قادرون الآن على إسقاط هؤلاء الحكام الخونة، وإلغاء كل الاتفاقات الخيانية التي عقدوها، وهم قادرون على مبايعة حاكم واحد مخلص على كتاب الله وسنة رسوله ليكون خليفة يوحد البلاد الممزقة ويطبِّق أحكامَ الشرع الإسلامي الحنيف، ويعلن الجهاد لطرد الغاصبين وللقضاء على هيمنة أميركا وبريطانيا وغيرهما من الدول الغربية في أي بلد من بلاد المسلمين، ويحمل الدعوة الإسلامية من جديد إلى العالم.

    ]إنْ تَنصُروا اللهَ ينصرْكمْ ويثبِّتْ أقْدامَكم[.

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام عـلى سيدنا محمد وعـلى آله وصحبه أجمعـين ومن تبع الإسلام إلى يوم الدين أما بعـد:

    في البداية أقول أني لم أكتب ما كتبته لأسباب شخصية أو تجني عـلى أحد لأني أعـلم أن هناك يوما سوف يحاسب فيه الإنسان عـلى كل ما فعـله وما قاله ولذلك لم أكتب عـن عـرفات إلا بعـد أن تجاوز كل الخطوط الحمر الشرعـية والوطنية فكان واجب عـلى كل مسلم أن يقول كلمة الحق لأن "الساكت عـن الحق شيطان أخرس" ولأن "الحق لا يعـرف بالرجال وإنما اعـرف الحق تعـرف أصحابه" وقد استشهدت في ما كتبته بأدلة شرعـية فمن يريد أن يرد فلينقضها إن استطاع، أما الكذب فلن يغـير من الأمر شيء ونحن نسمعه منذ سنة 1916م، وإني لا أخص عـرفات وحده بهذا البيان بل كل فريق أوسلو وعـلى رأسهم البهائي المدعـو محمود عـباس ميرزا وكلبي صهيون دحلان والرجوب وبقية فريق أوسلو ومن شاركوا في تطبيق أوسلو، وكان تعـيين ميرزا هذا لكي يتنازل عـن ما لم يستطع عـرفات أن يتنازل عـنه وهو المسجد الأقصى ولكنه فشل لأسباب عديدة كان أهمها صمود الشعب الفلسطيني، وقبل أن أسرد ما أجرم به عـرفات في حق الأمة سأذكر الموقف من فلسطين والقضية الفلسطينية واليهود.
    إن الموقف من فلسطين والقضية الفلسطينية هو موقف عـقدي مبني موقف شرعي، وهي قضية إيمان وكفر وفتنة يختبر الله بها عـباده قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2} وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {3} أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْـمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ {4} مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {5} وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغـَنِيٌّ عـَنِ الْعَالَمِينَ {6}‏ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَـمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَـنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعـْمَلُونَ {7}} العـنكبوت.
    ولهذا فإن فـلسطين هي اختبار للأمة كلها ومرحلة تاريخية سوف تحدد مصير العالم مثل الحروب الصليبية التي كانت نتيجتها اكتشف الأوربيون جهلهم فخرجوا عـلى الكنيسة وسعـوا إلى العـلم فتقدموا بينما ركز المسلمون عـلى القوة العـسكرية وأهملوا العـلم فتأخروا في ظل حرب صليبية موجهه ضدهم لم تنقطع وإن تم صدها في بعض المراحل التاريخية التي كانت فيها السلطنة العـثمانية قوية، ولما ضعفت اجتاح الصلبييون بلاد المسلمين ثم انشاءوا دولة لليهود عـلى أرض فلسطين لتكون رأس حربه في مشروعهم الصليبي، وتبنى أغـلب اليهود بغـباء المشروع الصهيوني الذي وضعه الصليبيون البروتستانت بعـد فشل الحملات الصليبية التي قامت بها الكنيسة الكاثوليكية ووصول الجيوش العـثمانية إلى فيينا، وهذا المشروع يهدف إلى التخلص من اليهود واشتركوا فيه عـلى الرغـم من أنهم ممنوعـون حسب عـقيدتهم من إقامة دولة عـلى أرض فلسطين، ولكنهم جاءوا مستدرجين إلى هذه الأرض لكي ينزل الله بهم عـقابه قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَـثَنَّ عـَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَـذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِـقَابِ وَإِنَّهُ لَغَـفُورٌ رَّحِيمٌ {167}} الأعـراف.

    وقال تعالى: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْـلُنَّ عـُلُوّاً كَبِيراً {4} فَإِذَا جَاء وَعـْدُ أُولاهُمَا بَعـَثْنَا عَـلَيْكُمْ عـِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعـْداً مَّفْعُـولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عـَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعـَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعـْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عـَلَوْاْ تَتْبِيراً {7}‏ عـَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُـدتُّمْ عـُدْنَا وَجَعـَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً {8}} الإسراء.

    وقال تعالى: { فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً {104}‏ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً {105}} الإسراء.
    ولقد جاء اليهود من دول العالم مختلفين في أنسابهم وألوانهم فهم لفيف مجتمع من كل مكان جاءوا إلى أرض ميعادهم ليلقوا العـذاب والموت الذي أندروا به من قبل، قال رسول الله: " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم هذا يهودي ورائي فأقتله" ولهذا فليس لليهود عـندنا إلا القتل ولا يوجد في قاموسنا مدنيون وعـسكريون، بل يوجد عـندنا محتلون فنحن لا نعـترف بدولتهم حتى نعـترف بمدنييهم، لأن الاعتراف بدولتهم خيانة لله ولرسوله وللمسلمين كما جرائمهم البشعة التي ارتكبوها في حق إخواننا المسلمين توجب عـقابهم وسنظل وراءهم حتى ننفذ فيهم وعـد الله ونبؤة رسوله، أما من يصادقهم ويواليهم فهو ظالم لنفسه مرتد عـن الإسلام، وقد صدرت بذلك فتوى من لجنة الفتوى بالجامع الأزهر في سنة 1956م تحرم الصلح مع العـدو وتعـد من يفعـل ذلك مفارق لجماعة المسلمين.
    أما ما ندين به ياسر عـرفات من جرائم ارتكبها في حق الإسلام والمسلمين والقضية الفلسطينية فهي:

    1. خيانة الله ورسوله والمسلمين وإعلان الحرب عـليهم.
    2. توقيع اتفاق أوسلو وما نتج عـنه.
    3. إنقاذ العـدو من الانتفاضة الأولى ورفع روحه المعـنوية.
    4. السهر عـلى أمن العـدو ومده بالمعـلومات ومنع العـمليات الإستشهادية واعـتقال المجاهدين وقتلهم.
    5. محاولة ضرب الروح المعـنوية لشعـب الفلسطيني
    6. المقامرة بمصير لشعـب الفلسطيني
    7. إنعاش اقتصاد العـدو
    8. تضاعـف المستدمرات اليهودية بسبب منحه الأمان لهم
    9. محاولة جر الشعـب الفلسطيني إلى حرب أهلية
    10. تجريم المقاومة ورفع الغـطاء السياسي عـنها
    11. تقديم دعـم إعلامي للعـدو وتجميل صورته القبيحة أمام العالم
    12. توفير غـطاء لحكام العـرب لتطبيع والتنازل عـن فلسطين
    13. التنازل عـن القدس وقضية اللاجئين
    14. محاولاته لإجهاض الانتفاضة الثانية

    أولا: خيانة الله ورسوله والمسلمين وإعلانه الحرب عـليهم

    إن ما قام به عـرفات من توقيع اتفاق أوسلو وما جرى بعـده لهو خيانة وإعلان حرب على الله ورسوله والمسلمين ويتمثل ذلك في النقاط الآتية:-
    1. التنازل عـن أرض فلسطين المباركة المقدسة والاعـتراف بشرعـية الاحتلال جريمة لا تغـتفر لأن أرض فلسطين وقف للمسلمين استشهد عـلى أرضها الملايين من المسلمين في الدفاع عـنها وتحريرها طوال 14 قرنا، وبعـد هذه التضحيات يأتي عـرفات في هذا الزمان ويعـترف بشرعـية الاحتلال ودولة اليهود اخوة القردة والخنازير المغـضوب عـليهم من الله، إن هذا لخيانة لله ورسوله وللشهداء الذين استشهدوا عـلى أرض فلسطين ومنهم خمسة آلاف صحابي وللمسلمين، فبأي وجه سيقابلهم يوم القيامة.
    2. إن الصلح مع العـدو والاعـتراف بشرعـيته حرام وقد أصدر العـلماء ومجالس الفتوى عـدة فتوى في ذلك ولا ينظر إلى الفتوى المعارضة التي تجيز الاعـتراف لأن أصحابها إن أحسن الظن بهم اجتهدوا فأخطئوا وليسوا حجة عـلى الإسلام وإنما الإسلام حجة عـليهم، ونحن لا نأخذ بأقوال القلة إذا كانت تتعارض مع القرآن والسنة وجمهور العـلماء، وقد أصدرت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر بتاريخ 18 جمادى الأولى عام 1375هـ الموافق 1 يناير سنة 1956م برئاسة الشيخ حسنين محمد مخلوف وعـضوية كل من الشيخ عـيسى منون والشيخ محمود شلتوت والشيخ محمد الطنيخي والشيخ محمد عبد اللطيف السبكي وبحضور الشيخ زكريا البري فتوى تحرم الصلح مع العـدو الصهيوني كما تحرم موالاة من يدعـمه وتعـتبر المتصالح مع العـدو مفارق لجماعة المسلمين، وقد ورد نص الفتوى بمجلة الأزهر في الصفحات 682-688 - الجزء السادس- المجلد السابع والعـشرون الصادر في غـرة جمادى الأولى عام 1375هـ الموافق 14 يناير سنة 1956م.
    وقد قتل السادات بسبب توقيعه لكامب دايفيد وما كان حراما عـليه لا يصبح حلالا لياسر عـرفات الذي وقع أوسلو لقصر نظره ولمصالحه الشخصية، وقد أثبت الأيام أن الفلسطينيين لم يجنوا من أوسلو سوى الدمار والخراب وزيادة تنكيل عـدوهم بهم بعـد أن حاول عـرفات بشتى السبل منعهم من المقاومة حتى وصل الأمر به وبجماعـته إلى القول أن المقاومة خيانة وضد مصالح الشعـب الفلسطيني ولا تجلب سوى الدمار والخراب، ووصفوا حفاظهم عـلى أمن المستدمرين الصهاينة واعـتقال المقاومين بأنه مصلحة وطنية، فيالعـجب أن يقال هذا في بلد المقاومة والتي هي فرض عـين عـلى كل إنسان بها كما أجمع فقهاء المسلمين.
    3. إن موالاة أعـداء الله ورسوله اليهود المحتلين هو أكبر خيانة، وقد نهى الله تعالى عـن موالاتهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {51}} (المائدة).
    وفي هذه الآية نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان في آخر الآية عـن الذين يتولون العـدو بعـد أن وجه الخطاب للمؤمنين في أول الآية {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {9}} الممتحنة.
    واليهود قاتلوا المسلمين واحتلوا أرضهم ودمروا 630 قرية فلسطينية وهجروا سكانها ودمروا ألف مسجد يعـبد فيها الله وحده وقاموا باحتلال القدس الشريف التي بها أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ووصية رسول الله صلى الله عـليه وسلم لعـمر بن الخطاب رضي الله عـنه وللمسلمين.
    ولذلك فإن موالاة اليهود والنصارى المعـتدين هو خيانة لله ولرسوله ولا يلتفت إلى من يجيز موالاتهم أو الاستعانة بهم وحجته مردود عـليها من القرآن والسنة ومن التاريخ الذي بين لنا أنه ما تحالفت طائفة من المسلمين معهم إلا كان الأمر وبالا عـلى المسلمين، كما حدث بالأندلس التي محي فيها الإسلام عـدة قرون بعـد أن عـمر فيها ثمانية قرون، وكذلك ما حدث عـندما تحالف الشريف حسين مع البريطانيين الذين أعـلن قائد جيشهم اللنبي في نهاية الحرب عـن انتهاء الحروب الصليبية عـندما دخل القدس ثم مكنوا لليهود في فلسطين، أما الذين يحتجون بالآية الكريمة { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَـلِيمُ {61}} الأنفال.
    ففي تفسير هذه الآية قال العلامة ابن كثير أنها قيدت بعـد أن كان حكمها مطلق بما نزل من الآيات التي تحدد العلاقة مع غـير المسلمين في سورة براءة، كما أن هذه الآية لا تنطبق عـلى المحتلين فهولاء لا يجوز الصلح معهم وإن كنت تجوز الهدنة التي يراد بها الاستعـداد للجهاد الذي هو فرض عـين ولا يمنعه إلا خائن، وإن ما قام به المسلمون في بداية الدعـوة الإسلامية من عـقد حلف مع اليهود وصلح الحديبية ودخول خزاعة مسلمها وكافرها في عـقد المسلمين فهو منسوخ بما نزل من الآيات قاطعة الدلالة قاطعة الثبوت التي تنهى عـن موالاة الكافرين ويتوعـد الله فيها من يتولاهم ويسميهم بالظالمين، ومن يريد أن يستشهد فليستشهد بالناسخ لا بالمنسوخ وبما اكتمل به الإسلام لا بما بدأ به، وموالاة العـدو جريمة وخيانة لا تغـتفر وليس هناك أظلم ممن نعـته الله بالظلم ونفى عـنه صفة الإيمان، وحتى الهدنة التي يجوز عـقدها في بعـض الحالات لا تجوز إذا كان العـدو منهزما والمسلمين منتصرين لأن ذلك خيانة وهو ما حدث عـندما عـقدت الهدنة الأولى عـندما كان العـرب منتصرين واليهود مهزومين وبعـضهم كان عـلى وشك الاستسلام فتدخل عـملاء بريطانيا وفرضوا هدنة تقوى فيها اليهود وتزودوا بالسلاح ثم حاربوا العـرب واحتلوا فلسطين.
    4. إن اعـتراف عـرفات لليهود بأن لهم حـق في مسجد الخليل واتفاقه معهم عـلى تقسيم الخليل هو خيانة لله ولرسوله الذي منح أرض الخليل (حبرون) والقرى المجاورة لها إلى الصحابي تميم الداري رضي الله عـنه ولأبناء عـمه وكتب لهم في ذلك كتابا أوردت نصه كتب السيرة كما أورده ابن عـساكر في تاريخ دمشق ونصه:
    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا ما انطا محمد رسول الله لتميم الداري وأصحابه إني أنطيتكم عـين حبرون والرطوم وبيت إبراهيم وما بينهم وجميع ما فيهم نطية بت ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعـقابهم من بعـدهم أبد الأبد فمن آذاهم فيها آذاه الله.
    شهد: عـتيق(أبي بكر) بن أبي قحافة، عـمر بن الخطاب، عـثمان بن عـفان، عـلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وكتب".

    وقد سعى أبي بكر الصديق ومن بعـده عـمر بن الخطاب رضي الله عـنهما إلى تمكين تميم الداري مما أعـطاه الرسول، وقد تم ذلك في عهد عـمر بن الخطاب بعد فتح فلسطين، وقام تميم الداري ببناء مسجد بجوار المغارة التي دفن فيها سيدنا إبراهيم عـليه السلام وقام بتقديم الطعام لضيوف الخليل والزوار كما كان يفعـل سيدنا إبراهيم عـليه السلام وواصل أبنائه وأحفاده من بعـده رعاية مقام إبراهيم وإكرام الزوار وضيوف الخليل، ولم يكن لليهود أي صلة بمسجد الخليل حتى استطاعـوا دخوله عـنوة في سنة 1978م، وبدلا من أن يصر عـرفات عـلى خروجهم اعـترف لأحفاد الخزر بأن لهم حق في المسجد الذي تعـتبر أرضه ملكا للمسلمين ومنحة من رسول الله لتميم الداري ولأبنائه إلى الأبد، فيالعجب ممن يدافع ياسر عـرفات في هذا الزمان وهو الذي خان عهد رسول الله في الخليل ويريد يتنازل عـن حائط البراق في القدس ويضيع حقوق المسلمين فيها.
    ولم يكتفي عـرفات بهذا بل كان من أعـماله مع جماعـته بناء كازينو أريحا الذي افتتاح في 15/9/1998م وخصصه للقمار والخمر والعهر وأعـطيت العاهرات التي فيه بطاقات من الأمن الوقائي في الضفة الغـربية وهذا كله في إطار حربهم المعـلنة عـلى الله والمجاهرة بالمعاصي التي نهى الله عـنها وربط الفلاح باجتنابها قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَـمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَـلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {90}} المائدة.
    فكيف يفلح من يخالف أمر الله ولم يجتنب ما نهى عـنه، بل يجاهر بالمعـصية في إعلان حرب عـلى الله في أرضه المقدسة، وكيف يكون مؤمنا من يفعـل هذا وهو الذي أدخل نفسه في لعـن رسول الله لشارب الخمر وبائعها وعاصرها وحاملها والمحمولة إليه، وهو المسئول عـن سلطة الحكم الذاتي التي تملك نسبة من الكازينو وتحميه.
    وقام عـرفات وجماعـته بإعلان حربهم عـلى المجاهدين أولياء الله الذين يقاتلون أعـداء الله وأعـداء رسوله وأعـداء المسلمين، وتمثل إعلان الحرب في اعـتقال المجاهدين وتعـذيبهم وإعـطائهم المعـلومات عـنهم لليهود في إطار ما يسمى بالتنسيق الأمني والذي هدف إلى حماية اليهود أولياء الطاغـوت أعـداء الله والنبيين والمسلمين والإنسانية المفسدون في الأرض، كما قام عـرفات وجماعـته بالمشاركة في تصفية عـدد من المجاهدين وقادتهم الذين قتلوا عـلى أراضي ما يسمى بالسلطة الحكم الذاتي المحدود، وكان من أبرز القادة الذين اغـتيلوا القائد يحي عـياش الذي اغـتيل في غـزة بتاريخ 5/1/1996م ولم يفعـل عـرفات شيء ولم يعـتبر هذا الاغـتيال نقضا من جانب اليهود لاتفاق أوسلو وبدلا من ذلك طلب من المجاهدين ألا يقوموا بأي عـمل ضد اليهود أي ينتظروا اليهود حتى يقتلوهم واحدا تلو الآخر ولا يحركوا لذلك ساكنا وكأنه كتب عـلى الشعـب الفلسطيني أن يقدم قرابين من دم أبنائه حتى يرضى اليهود والأمريكان عـن عـرفات، ولذلك لم يحقق عـرفات في الاتهامات التي وجهت إلى رئيس ما يسمى بالمخابرات العـسكرية المدعـو موسى عـرفات وكذلك المدعـو أمين الهندي حول تورطهم في التنسيق مع العـميل كمال حماد واليهود في اغـتيال القائد يحي عـياش، وعـندما انتقمت له حماس شن عـرفات وزمرته حملة مسعـورة عـلى أبناء حماس وذهب مع بقية العـملاء والخونة يتباكون عـلى دم اليهود النجس وينددون بالمقاومة والمجاهدين في مؤتمر شرم الشيخ الذي انعـقد في مارس سنة 1996م، ثم اغـتيل القائد محي الدين الشريف في مدينة رام الله بعـد ذلك بسنتين وذلك بإطلاق الرصاص على رأسه ثم وضعه في سيارة وتفجيرها بالمتفجرات التي صادراها أمن عـرفات من حركة حماس والمعـدة لتفجير للعـدو، وكان ضلوع عـرفات وجماعـته في هذا الاغـتيال واضح ويتبين ذلك مما يلي:
    1. لقد أصدرت سلطة الحكم الذاتي أربع بيانات كاذبة واحدا تلو الآخر ادعـت فيها أن الاغـتيال كان تصفية داخلية داخل حركة حماس ثم تراجعـت عـن بياناتها وقامت بسحبها، ولم تصدر بيان بعـدها حول الاغـتيال وما حصل إلى الآن، والسؤال لماذا صدرت هذه البيانات التي تتهم أفراد من حماس بعـملية الاغـتيال؟ هل دفاعا عـن اليهود؟! أم تغـطية عن دورها؟! وكأن المريب يكاد يقول خذوني حيث لم يوجه الاتهام لشركائه اليهود وإنما وجهه لحركة حماس.
    2. ثبتت مسؤولية ما يسمى بسلطة الحكم الذاتي من خلال الحوار الذي أجراه مذيع قناة الجزيرة محمد كريشان مع ما يسمى برئيس الأمن الوقائي في الضفة المدعـو جبريل الرجوب وفيه نفى الأخير في بداية الحوار وجود أي معـلومة لديهم حول اغـتيال القائد محي الدين الشريف وطلب من حماس تقديم المعـلومات، وفي آخر الحوار قال بنوع من التبجح نحن نعـرف آخر طعام أكله محي الدين الشريف ومن اشتراه له ومن أين اشتراه، فإذا كانوا يعـرفون هذا فيعـني ذلك أن محي الدين الشريف كان مراقب منهم، وبالتالي هم يعـرفون من قتله ولم يقبضوا عـليه، لأنهم إما أن يكونوا قد نسقوا مع اليهود في عـملية الاغـتيال أو أنهم هم الذين قاموا بذلك خدمة لليهود، وهذا يفسر صدور البيانات الكاذبة ثم نفيهم لأي عـلم لهم بما جرى، ولكن لأن العـملاء أغـبياء ولأنه لا توجد جريمة كاملة فخرج هذا العـميل جبريل الرجوب ليفضح عـمالته وعـمالة عرفات التي لم تعـد خافية عـلى أحد إلا من أعـمى الله بصائرهم.
    3. لم يكتفي عـرفات وجماعـته بذلك بل قاموا باغـتيال القائد الثالث لكتائب القسام عادل عـوض الله وتمت عـملية الاغـتيال بالتنسيق بين أمن عـرفات وأجهزة أمن العـدو وcia حيث كانت البداية من سجن أريحا الذي كان يعـتقل فيه عـماد عـوض الله والذي تم تخديره بحجة الكشف الطبي عـليه وزرعـت في جسمه شريحة إلكترونية ثم سهل هربه من سجن أريحا، وقد شعـرت حركة حماس بالمؤامرة فأصدرت بيان بتاريخ 17/8/1998م تحمل فيه سلطة الحكم الذاتي مسؤولية سلامة عـماد عوض الله وتشكك في عـملية الهرب، وكان المقصود من تسهيل هربه هو الوصول إلى القائد عادل عـوض الله عـبر أخيه عـماد المتابع عـبر الشريحة الإلكترونية في جسده وبذلك تم تسليم الأخوين إلى اليهود في ضواحي مدينة الخليل في 10/9/1998م.
    وكاد الأمر يسفر عـن حرب أهلية خاصة بعـد الإجراءات التي اتخذها أمن عـرفات ضد أبناء حركة حماس والتهديدات التي أطلقها عـرفات باقتلاع حركة حماس من جذورها، مما أدي إلى تهديده من بعـض أبناء الحركة بتصفيته، ولكن الشيخ أحمد ياسين تدخل ونصح أبناء الحركة بالصبر عـلى البلاء وبعـدم توجيه بنادقهم لغـير اليهود وتفويت الفرصة عـليهم لإشعال حرب أهلية، أي أن الشيخ أحمد ياسين دعى إلى ترك عـرفات في ذلك الوقت مثل ما فعـل رسول الله مع عـبد الله بن أبي بن سلول وجماعـته من المنافقين.

    ثانيا: توقيع اتفاق أوسلو

    كان اتفاق أوسلو أحد الجرائم الكبرى التي ارتكبت في حق الشعـب الفلسطيني وقضيته، كما أنه خيانة لله ولرسوله وللمسلمين لأن الصلح مع اليهود لا يجوز كما بينت سابقا ولأن أرض فلسطين وقف إسلامي لا يجوز التنازل عـنه تحت أي حجة، وقد برر بعـض أنصار عـرفات اتفاقية أوسلو أنها جاءت في إطار جني مكاسب الانتفاضة وأنها نصر للفلسطينيين انتزعـوا فيه جزءا من حقوقهم، ويزعـم آخرين أن توقيع أوسلو جاء نتيجة تخلي العـرب عـن القضية الفلسطينية ونتيجة لحالة الضعـف التي طرأت عـلى العـرب بعـد حرب الخليج الثانية، وكلا الفريقين كاذب لأن توقيع أوسلو جاء نتيجة مصلحة شخصية لعـرفات ومن معه وليس لأسباب أخرى، فالانتفاضة عـندما اندلعـت في ديسمبر 1997م لم تكن ناتجة عـن موقف عـربي بل جاءت ردا عـلى قمة عـمان الفاشلة عـندما كانت الخلافات بين الدول العـربية محتدمة والحرب الإيرانية العـراقية عـلى أشدها وكذلك الحرب الأهلية في لبنان الذي كان جنوبه محتلا من قبل اليهود، ولم تستند الانتفاضة إلا عـلى تضحيات الشعـب الفلسطيني الصامد في أرضه المتشبث بحقه ولم تستند لدعم عـربي في يوم ما، والذين يبررون التوقيع بضعـف العـرب أقول لهم متى كان العـرب أقوياء خلال القرن العـشرين؟! ومتى كان حكام العـرب مع القضية الفلسطينية سوى بالعـبارات والخطابات الجوفاء التي لا تسمن ولا تغـني من جوع، وبالنسبة لحرب الخليج الثانية فقد استمرت الانتفاضة بعـدها سنتين وكانت الانتفاضة تحقق انتصارات عـلى الأرض وحولت قطاع غـزة إلى قطعة من جهنم لليهود جعـلتهم يقومون بعـرضه على الأردن ومصر وحركة حماس حتى تتولى إدارته بدلا عـنهم ولكنهم رفضوا ولكل أسبابه، هذا بالإضافة إلى انهيار معـنويات جيش العـدو والذي تمثل في إقدام تسعة عـشر من أفراده عـلى الانتحار بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة للعـدو.
    وأما إذا قيل أن عـرفات خسر بسبب حرب الخليج الثانية فهذا صحيح لأنه خسر الدعـم المادي الذي كانت تقدمه له دول الخليج والذي كان يستعـمله في تعـزيز سلطته ونفوذه عـلى الفلسطينيين باستقطاب المؤيدين والصرف عـليهم وأيضا في ضرب خصومه وفي سد نفقات منظمة التحرير وسفاراتها ومكاتبها التي كانت دون فائدة سوى لعـرفات وجماعـته، ولأن للمال سطوته فكان غـيابه عـن عـرفات يضعـفه ويقوي خصومه وهو ما بات واضحا بعـد تصاعـد شعـبية حماس داخل الشعـب الفلسطيني في الأرض المحتلة، ولذلك أقدام عـرفات عـلى توقيع أوسلو بسبب التالي:-
    1. قصر نظره، فعـلى الرغـم من براعـته في الخطط التكتيكية التي أبقته عـلى رأس منظمة التحرير بالرغم من الهـزائم التي تلقتها، إلا أن التاريخ أثبت قصر نظره في الخطط الاستراتيجية كما حدث في الأردن ولبنان وفي توقيع أوسلو وما جرى بعـده.
    2. استعادة نفوذه عـلى الشعـب الفلسطيني.
    3. قطع الطريق عـلى حماس لتزعـم القضية الفلسطينية لكي لا يتكرر معه ما فعـله أحمد الشقيري ضد الحاج أمين الحسيني، وما فعـله هو ضد أحمد الشقيري، فلأن الحاج أمين الحسيني كان معـروف بعلاقته مع الإخوان المسلمين في مصر قام عـبد الناصر بدعـم الشقيري وتأسيس منظمة التحرير لكي تحل محل الحاج أمين الحسيني في التكلم باسم القضية الفلسطينية ويكون مطية سهلة له ينفذ من خلالها أهدافه، ثم حل عـرفات محل الشقيري في قيادة منظمة التحرير بعـد أن أقنع عـبد الناصر أنه سوف يكونوا أكثر سمعا وطاعة له من الشقيري.
    4. اعـتقد عـرفات كما اعـتقد السادات قبله أن رضى أمريكا عـنه سوف يفتح له خزائن دول الخليج وأن أمريكا سوف ترغمها على استقباله ودعـمه وأولها الكويت التي أصبحت محمية أمريكية مثلها مثل باقي دول الخليج، ولكنه نسي كما نسى السادات أن العـزة لله ولرسوله وللمؤمنين وأن الذين يبيعـون أنفسهم لشيطان سوف يخسرون الدنيا والآخرة.
    5. اتفاق أوسلو هو اتفاق صهيوني عـرض عـلى الفلسطينيين والعـرب منذ السبعـينيات، وقد أصدرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية سنة 1979م كتاب بعـنوان (المشروع الإسرائيلي للإدارة الذاتية، جذوره، تطوره، أخطاره) أعـده وليد الجعـفري، وقام عـرفات بفلسطنة المشروع الإسرائيلي وتسويقه بين أبناء الشعـب الفلسطيني عـلى أنه مشروع دولة وأنه سوف يأتي بالأمن والرخاء للفلسطينيين بالإضافة إلى تحرير الأرض، والعـبرة بالخواتيم وقد اتضحت الآن الجريمة وكذب الوعـود الزائفة وحجم الجريمة التي ارتكبت في حق الشعـب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
    __________________

    عبد الله مسلم

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    ثالثا: إنقاذ العـدو من الانتفاضة الأولى ورفع روحه المعـنوية

    كان من ثمرات أوسلو ومكاسب منه إنقاذ العـدو من الانتفاضة الأولى وتمثل ذلك في النقاط التالية:
    1. إنقاذ جيش العـدو من مأزقه الذي صنعـته له الانتفاضة بعـد أن انهيار معـنويات جنوده ووصلها إلى الحضيض حتى أقدموا عـلى قتل أنفسهم وهم أكثر من يحب الحياة قال تعالى { وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عـَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَـمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَـذَابِ أَن يُعـَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعـْمَلُونَ {96}} البقرة.
    وإقدامهم عـلى الانتحار يبين درجة اليأس التي وصلوا إليها وكان ذلك من علامات انهيار المشروع الصهيوني ونجاح الانتفاضة ولكن عرفات قام بما لم يكن أحد من اليهود والأميركان قادرا عـليه وهو انقداهم من هذا المأزق ورد الروح المعـنوية لهم لكي تتواصل مسيرة المشروع الصهيوني.
    2. وفر عـلى اليهود العـديد من الخسائر البشرية في صفوفهم التي سيتكبدونها في حال استمرار الانتفاضة، كما وفر عـليهم القوة البشرية التي كان سيستخدمونها لقمع الانتفاضة والحفاظ عـلى أمنهم الذي أخذه عرفات عـلى عاتقه.
    3. وفر اتفاق أوسلو عـلى اليهود المال الذي كان يصرف عـلى قمع الانتفاضة والحفاظ عـلى أمنهم، ووجه هذا المال بدلا من ذلك لدعم اقتصادهم وتطويره.
    4. القضاء عـلى الانتفاضة الأولى
    5. قام عـرفات عـبر تقديم الوعـود الكاذبة لشعـب الفلسطيني بالقضاء عـلى الانتفاضة الأولى وهو ما عجز عـن فعـله اليهود خلال خمس سنوات وقدم لهم رأسها عـلى طبق من ذهب، وما كانوا يحملون بذلك وكان مكسر عـظام الفلسطينيين الخنزير رابين يقول: " إني أتمنى أن أنام فأجد قطاع غـزة قد غـرق في البحر" فقام عـرفات بتخليصهم من مأزقهم لمصالحه الشخصية وأخذ عـلى عاتقه إدارة المعـتقلات التي أقيمت لشعـب الفلسطيني تحت مسمى أراضي سلطة الحكم الذاتي، والفرق بينها وبين المعـتقلات التي أقامها الفاشست لأبناء الشعـب الليبي هو أن معـتقلات الليبيين كانت مدن من الخيام ومعـتقلات الفلسطينيين مدن من الحجر، ولذلك قال له ابن عـمه وصديقه وشريكه إتسحاك رابين بتاريخ 28/9/1995م أمام عـدسات الكاميرا وعـلى مرأى ملايين الناس: " أشك في أنك لست يهوديا لأن الخدمة التي قدمتها لإسرائيل لا يقدمها إلا اليهودي لشعبه اليهودي" فهل بعـد هذا دليل.

    رابعا: السهر عـلى أمن العـدو ومده بالمعـلومات ومنع العـمليات الإستشهادية واعـتقال المجاهدين وقتلهم

    قام عـرفات وجماعـته منذ سنة 1994م بالحفظ عـلى أمن العـدو بحجة المصلحة الفلسطينية وتنفيذ ما وقع عـليه وحول الآلاف من الفلسطينيين إلى حراس ومخبرين للحفاظ عـلى أمن العـدو وقطعان مستدمريه، وفي إطار ذلك قام باعـتقال المجاهدين وتسليم بعـضهم للعـدو مثل تسليم خلية صوريف، ووصل الأمر إلى التبجح بهذه الأعـمال فقال المدعو محمد دحلان رئيس ما يسمى بجهاز الأمن الوقائي في غـزة أمام الصحفيين: أن ما قام به ضد حماس في ثلاثة شهور لم يقم به اليهود في ست سنوات، ولكنه نسي أنه صنيعة إسرائيلية لأن اليهود لم يستطيعـوا خلال الانتفاضة الأولى القضاء عـليها رغم تجنيد الآلاف العـملاء وباءت كل محاولاتهم بالفشل واستطاعـت حركتي حماس والجهاد النمو وتكوين جهاز عـسكري رغم أنف الاحتلال، ولذلك اتبع اليهود سياسة لا يفل الحديد سوى الحديد وذلك بالاتفاق مع زمرة من الفلسطينيين ووضعها في مواجهة شعـبها حتى تصدم به وتندلع حرب أهلية أو أن تنفد ما أوكل إليها، واتبع اليهود في ذلك نفس السياسة التي اتبعها الإيطاليين في ليبيا والفرنسيين في الجزائر وهو تجنيد أبناء البلد ليس لتقديم المعـلومات فقط وإنما لتكوين فرق لها صلاحيات أمنية تقوم بالحفاظ عـلى أمن الاحتلال والتصدي للمجاهدين تحت حجة تجنيب الشعـب الآلام والخراب والدمار والكوارث والحفاظ عـلى المصالح الوطنية، وأخذ اليهود من الاستـعمار الإيطالي الفاشستي فكرة عـزل الشعب في معـتقلات لضرب روح المقاومة والقضاء عـليها وإسناد إدارة المعـتقلات إلى عـملائهم من أبناء البلد كما حدث في شرق ليبيا حيث أقيمت معـتقلات من الخيام حوت مئات الآلاف من أبناء الشعب أدارها الإيطاليين بمعاونة الخونة وكانت النتيجة وفاة أكثر من 150ألف ليبي جـوعا ومرضا بالإضافة إلى ضرب المقاومة في الجبال، وهو نفس ما قام به عـرفات والفرق أن المعـتقلات التي أدارها مدن من حجر يتحكم في مداخلها ومخارجها اليهود.
    وتأكيدا عـلى حرصه عـلى أمن الصهاينة قال في اجتماع واي بلانتيشن بتاريخ 23/10/1998م "سأعـمل حتى لا تقلق أم إسرائيلية إذا تأخر ابنها في العـودة إلى المنزل" وجاء كلامه هذا بعـد مضي شهر عـلى اغـتيال المجاهدين الأخوين عـادل وعـماد عـوض الله ومضي خمسة شهور عـلى اغـتيال المجاهد القائد محي الدين الشريف ومضي سنة عـلى المحاولة الدنيئة لاغـتيال خالد مشعـل، ثم قال بعـد رجوعه إلى غـزة أنه سوف يمحو حماس، فرد عـليه الشيخ المجاهد أحمد ياسين قائلا قد حاول اليهود قبلك وفشلوا ولن تنجح فيما فشلوا فيه ونقول لك كما قال ابن آدم لأخيه " والله لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أن بباسط يدي إليك لأقتلك".
    وقد نسقت أجهزة أمن عـرفات مع أجهزة أمن العـدو و Cia ونقلت وسائل الإعلام صور المجتمعـين ولم يستحي هولاء الذين يدعـون الوطنية من الوصول إلى هذا الدرك بل إنهم يفتخرون به وصارت العـمالة لديهم مصلحة وطنية بعـد أن كانت عارا لا يمحى، وادعـوا أنهم ملزمون بتنفيذ ما وقعـوا عـليه من حماية أمن العـدو ومستدمرية، وادعـائهم الوطنية هو وقاحة وصفاقة منهم وسيظل ما قاموا به عارا وخزي عـليهم في الدنيا والآخرة.

    خامسا: محاولة ضرب الروح المعـنوية لشعب الفلسطيني

    كان من أهداف اتفاق أوسلو ضرب الروح المعـنوية لشعـب الفلسطيني، وذلك عـندما يرون الفلسطينيين من ينتسبون إليهم يقومون باعتقالهم وضربهم وقتلهم من أجل الحافظ عـلى أمن عـدوهم، وقد وصل الأمر إلى قيام اليهود بتهديد الأسرى الفلسطينيين بأنهم سوف يسلمونهم لسلطة الحكم الذاتي التي تعـرف كيف تتعامل معهم حسب زعـمهم!؟ وكيف لا وقد قتل في سجونها أكثر 15 سجين هذا مع أن الضرر النفسي الذي هو أشد من القتل وكما يقول الشاعـر:

    وظلم ذوي القربى أشد عـليّ من وقع الحسام المهند

    وهو نفس الدور الذي قام به بعـض الليبيون عـندما قاتلوا إخوانهم من أجل الإيطاليين واتهموهم بأنهم قطاع طرق مع سلسلة من التهم سمعـتها بعـد ذلك يرددها أفراد ومحاسيب سلطة الحكم الذاتي عـندما يتكلمون عـن حماس والجهاد الإسلامي، واتهامهم بأنهم يعـملون ضد المصلحة الوطنية وأن مقاومتهم لا تخدم سوى اليهود، وأن الحفاظ عـلى أمن قطعان اليهود هو مصلحة الشعـب الفلسطيني، وأن من واجب السلطة السهر على أمن العـدو مهما اعـتدى عـلى الفلسطينيين فما أشبه ما قام به عـملاء إيطاليا بما قام به اليوم عـرفات وجماعـته الأسلويين، وقد ظن الأميركيين واليهود أن أوسلو سوف تقضي عـلى روح المقاومة والتضحية لدى الشعـب الفلسطيني ولكنهم أخطئوا الحساب ونسوا أنهم يتعاملون مع الشعـب لا يمكن لأوسلو ولا مليون اتفاق مثل أوسلو أن يضرب روحه المعـنوية لأنه ينعـم برعاية الله وهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عـليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين عـلى الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".

    سادسا: المقامرة بمصير الشعـب الفلسطيني

    لقد قامر عـرفات بمصير الشعـب الفلسطيني وأدخل نفسه في نفق مظلم ليس في آخره ضوء، نفق لا مخرج منه، وقد حذر من دخوله فسفه هو جماعـته تحذيرات الناصحين وزعـموا أنهم لا يفهمون شيء في السياسة، كما زعـم أن الاتفاقات والمعـاهدات ليست لعـبة حتى يتخلى عـنها اليهود متى أرادوا وأن المجتمع الدولي والشرعـية الدولية وراعـية السلام أمريكا ستتصدى لهم، هكذا زعم.
    وقد بان الآن من هو المغـفل والأحمق الذي لا يفهم شيء في السياسة، والذي سار خلف هواه فانطبق عـليه ما قاله الله تعـالى في بلعـم بن بعـوراء قال تعالى: { وَاتْلُ عَـلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ {175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعـْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعـَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {176}} الأعـراف.

    و لله در عـمر أبوريشه الذي قال في سنة 1948م:

    أمتي كم من صنم مجـدته لا يحمل طهـر الصنم
    لا يلام الذئب في عـدوانه إن يكن الراعي عـدو الغـنم

    فـما ذنب الشعـب الفلسطيني الذي قامر عـرفات بمصيره في أوسلو عـندما قامر بمستقبل سكان قطاع غـزة الذي يقيم به أكثر من مليون وربع فلسطيني من أجل حفنة من المستدمرين، وكأن اليهود لم يكفهم ما اغتصبوه من فلسطين سنة 1948م ولا ما أخذوه من أراضي الضفة فأرادوا أن ينغـصوا عـلى الفلسطينيين حياتهم في القطاع الذي يوجد به أعـلى معـدل للكثافة السكانية في العالم، ولكن من أجل السلام المزعـوم مع أبناء عـمه اليهود رهن عـرفات سكان قطاع غـزة لحفنة من المغـتصبين لا يتعـدون الخمسة آلاف حازوا ثلث أرض القطاع الذي تقطعـت أوصاله إلى ثلاث قطع بسبب مستدمراتهم، ولكن ما فعـله عـرفات في غـزة لا يساوي ما فعـله في الخليل وبيت لحم.
    ففي بيت لحم قبل بسيطرة اليهود أحفاد الخزر عـلى ثلث المدينة الذي تقع به قـبة راحيل والذي لم يستشهد في الدفاع عـنه الفلسطينيين فقط بل خمسة عـشر شهيدا من الليبيين الذين أتوا من المغـرب العـربي بتاريخ 5/8/1948م في معـركة أحبطوا فيه محاولة يهودية للاستيلاء عـلى الموقع لا تزال قبورهم في ذلك المكان شهادة عـلى ذلك، ولكن عـرفات وافق من أجل السلام المزعـوم أن يعـطي أبناء عـمه يهود الخزر الموقع والأمن معه.
    وأما ما فعـله في الخليل فهو العار والخزي بعـينه فقد خان عـهد رسول الله إلى الصحابي تميم الداري فمن أجل مائة وخمسين مستدمر يهودي كانوا يدخلون المدينة في النهار ويخرجون منها في الليل ليناموا في مستدمرة كريات أربع، من أجل هولاء قامر بمصير 120 ألف فلسطيني يقيمون بمدينة الخليل من أجل السلام المزعـوم، ووافق عـلى بقاء 20% من مدينة الخليل بما في ذلك سوقها ومركزها ومسجد خليل الرحمن، بينما أخذ هو عـلى عاتقه توفير الأمن للمستدمرين حتى ينعـموا بالأمان في الخليل ليزداد عـددهم إلى 450 مستدمر وليزداد بذلك فسادهم بعـد أن طمأنهم عـرفات عـلى أمنهم فأصبحوا يقيمون إقامة دائمة في الخليل مع أن أحدهم وهو المجرم باروخ قولدشتاين قام بعـد توقيع اتفاق أوسلو بارتكاب مجزرة الحرم الإبراهيمي في 25/2/ 1994م، كما قامت إحدى خنزيراتهم برسم يسئ إلى النبي محمد صلى الله عـليه وسلم، ومع ذلك أخذ عـلى عاتقه إدارة معـسكر الاعـتقال الذي شمل بقيت أحياء مدينة الخليل والذي اسماه هو وجماعـته الأراضي المحررة بينما في الاتفاق الذي قع عـليه تسمى معـسكرات الإعـتقال بإسم منطقة الحكم ذاتي تحت السيادة الإسرائيلية، فأي عار بعـد هذا وأي مقامرة خاسرة هذه.

    سابعا: إنعـاش اقتصاد العـدو

    كان من أهم نتائج اتفاق أوسلو بالنسبة للعـدو هو إنعاش اقتصاده بعـد استتباب الأمن وتوفر الأموال للاستثمار وتحسن صورتهم البشعة في العالم وتحولهم من معـتدين إلى حمائم سلام، وكان اقتصادهم قد تلقى ضربات موجعة خلال الانتفاضة أثقلت ميزانية العـدو بمصاريف باهظة صرفت عـلى قمع الانتفاضة، ولكن جاءهم البطل المنقذ عـرفات فوفر عـليهم الأموال فضلا عـن الأرواح، فانتعـش الاقتصاد وتوافد المستثمرين والسياح وازدهر التصدير وفتحت الأسواق لبضائع حمائم السلام، فارتفع متوسط دخل الفرد عـندهم إلى خمسة أضعاف بينما انخفض متوسط دخل الفرد في الضفة وغـزة إلى ثلث ما كان عـليه، وكان جماعة عـرفات عـندما يواجهون بهذه الحقيقة يقولون هذا يهون من أجل السلام الذي حل وسيحل ومن أجل الدولة الفلسطينية التي سيعـلنها القائد الرمز أبو عـمار في 5/4/1999م شاء من شاء وأبى من أبى ولي مش عـاجبوا يشرب من بحر غـزة، فكان الأمر أن فتحت المستوطنات في غـزة مياه مجاريها عـلى الفلسطينيين، وكم شرب أهالي مخيم جنين من مياه المجاري.
    وهكذا استطاع عـرفات إنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي بعـد أن أعـاد لهم الأمن ووفر عـليهم الأموال، واستطاع تحقيق ما لم يكن يهودي قادرا عـليه بعـد سنوات الرعـب التي عاشوها في الانتفاضة الأولى.

    ثامنا: تضاعـف المستدمرات اليهودية بسبب منحه الأمان لهم

    أغـفل اتفاق أوسلو إما عـن عـمد أو لجهل عـرفات ومفاوضيه بالسياسة والاستراتيجية إدراج بند وقف الاستيطان، وأدى هذا في ظل الأمن الذي وفره عـرفات وجماعـته لليهود إلى زيادة عـدد المستدمرات، من أجل خلق واقع أمام مفاوضيهم من جماعة عـرفات بعـد أن خبروا التعامل معـهم وعـرفـوا أنهم عـلى استعـداد لتنازل وأنه لاتهمهم سوى مصلحته الشخصية، وأنهم سوف يتحججون أمام شعـبهم بالأمر الواقع والظروف والضغـوط الدولية ولم يكن في الأمر أحسن مما كان، ولذلك تنمر هولاء الجبناء وهم الذين كانوا وخاصة طليعة المستدمرين في الضفة وغـزة والذين كانوا أكثر اليهود رعـبا خلال الانتفاضة الأولى حتى أنهم ذهبوا إلى رابين يطلبون منه زيادة الحراسة عـلى مستدمراتهم فقال لهم: لا أستطيع أن أفعـل لكم شيء.
    ولكن إن كان رابين غـير قادر عـلى أن يفعـل شيء فعـرفات قادر عـلى ذلك، ولذلك تولى عـرفات وجماعـته الحفظ عـلى أمنهم إلى أن توسعـت مستدمراتهم بنسبة ثلاثة أضعاف خلال سنوات لأوسلو، كما استكملوا تطويقهم القدس بمستدمراتهم بعـد بنائهم مستدمرة عـلى جبل أبو غـنيم.

    تاسعا: محاولة جر الشعـب الفلسطيني إلى حرب أهلية

    لقد وقع اتفاق أوسلو رغـم معـارضة شريحة واسعـة من الشعـب الفلسطيني كان أبرزها التيار الإسلامي المتمثل في حركتي حماس والجهاد، ثم طبق أوسلو بحجة أعـطونا فرصة وأن هذا الاتفاق في مصلحة الشعـب الفلسطيني، مع أنه لولا حكمة حركتي حماس والجهاد وحرصهما عـلى الدم الفلسطيني لأدى هذا الاتفاق إلى حرب أهلية بين الشعـب الفلسطيني لا يستفيد منها سوى العـدو، ولذلك ترك عـرفات وجماعـته يفعـلون ما يريدون لأن الحقيقة لها يوم تبزغ فيه عـلى الناس يراه الكل إلا من عـميت بصيرته.
    وتحملت الحركتين كل ممارسات عـرفات وجماعـته التي هدفت لخدمة المشروع الصهيوني تحت حجة حماية المصلحة الوطنية الفلسطينية، وإعـطائهم فرصة لتحقيق طموحات الشعـب حسب زعـمه وقال أنه سوف يعـلن الدولة الفلسطينية بعـد انتهاء مدة اتفاق أوسلو في 4/5/1999م وحسب كلامه وقوله: " شاء من شاء وأبى من أبى ولي مش عاجبو يشرب من بحر غـزة" وطلب من حركتي حماس والجهاد إيقاف مؤقت لعـمليات المقاومة ضد الاحتلال، فقامت الحركتين بإيقاف غـير معـلن للعـمليات وكانت النتيجة أن العـدو بقيادة صديقه وشريكه رابين قام باغـتيال المجاهد فتحي الشقاقي في مالطا بتاريخ 25/10/1995م تم قام صديقه بيريز باغـتيال القائد يحي عـياش في 5/1/ 1996م في غـزة عـلى أرض سلطة الحكم الذاتي التي يرأسها عـرفات، وكان من الطبيعي أن ترد الحركتين فكان الرد عـلى العـدو بالعـمليات الإستشهادية الرائعة التي زلزلت كيان العـدو حتى أنهم اجتمعـوا في شرم الشيخ بتاريخ 13/3/1996م وقام عـرفات بعـده باعـتقال الكثير من المجاهدين وسجنهم وتعـذيبهم ومحاكمتهم وتقديم المعـلومات عـنهم إلى الأجهزة أمن العـدو عـبر ما يسمى بالتنسيق الأمني الذي تشرف عـليه Cia أخذا عـلى عاتقه الحفاظ عـلى أمن العـدو في الوقت الذي لا يستطيع فيه توفير الأمن لأبناء شعـبه الذين يقتلون في داخل وخارج فلسطين، فأي زعـيم حركة تحرر وطني هذا!؟
    وكان من الطبيعي أن هذا سوف يؤدي إلى الصدام وهو ما يريده العـدو ويتوقع حدوثه منذ توقيع أوسلو وكان أحد أهدافه منها، ولكن المقاومة الإسلامية فوتت الفرصة عـلى العـدو وصبر شبابها واحتملوا واحتسبوا ما أصابهم عـند الله، وكان موقفهم إقتداء بالرسول صلى الله عـليه وسلم الذي تحمل أذى المنافقين ومؤامراتهم، وصبر مجاهدي حماس والجهاد حتى لا يقال أنظروا إلى الفلسطينيين يقتلون بعـضهم.
    وكان من نتائج هذا التنسيق إحباط عـشرات العــمليات الإستشهادية وتبليغ العـدو عـن بعـض الإستشهاديين الذين تمكن العـدو من اعـتقالهم مثل تسليم خلية صوريف في سنة 1997م، وانعـكس هذا عـلى العـمليات الإستشهادية التي انخفض عـددها من 3 عـمليات في كل سنة خلال سنتي 95- 1996م إلى عـملية واحدة في كل سنة خلال سنتي 97-1998م، وكان السبب حملات عـرفات وجماعـته، وكذلك اضطرار حماس والجهاد إلى الإيقاف المؤقت لعـملياتها حتى لا تصطدم بعـرفات وجماعـته، وقد شهدت سنة 1997م محاولة اغـتيال المجاهد خالد مشعـل في عـمان بتاريخ 25/9/1997م ومع ذلك لم ترد حماس فتم اغـتيال المجاهد محي الدين الشريف في رام الله بتاريخ 29/3/1998م وكان واضحا هذه المرة تورط جماعة عـرفات في الاغـتيال من خلال حملة البيانات الكاذبة وتطوعـهم لتبرئة العـدو والادعـاء بأنه تصفية داخلية واتهام أفراد من حركة حماس بالقيام بعـملية الاغـتيال، وكان هذا دليل عـلى تورط عـرفات وجماعـته ومبرر لحماس بأن تنتقم وتأخذ بثأر قائدها وأبنائها من عـملاء الاحتلال، ولكن حماس تعالت على الجراح وصبرت واحتسبت، ولكن هذا شجع العـملاء عـلى التمادي في عـمالتهم وخدمتهم للعـدو فقاموا بتسليم القائد عادل عـوض الله للعـدو بتاريخ 10/9/ 1998م ثم افتتحوا بعـد ذلك بخمسة أيام في 15/9/1998م ماخور أريحا المسمى بالكازينو في إعلان حرب عـلى الله، وبعـد ذلك ذهب عـرفات إلى واي بلانتيشن ليوقع اتفاق أمني مع النتن ياهو في 23/10/1998م تعهد فيه بأمن العـدو الذي ينكل بالشعب الفلسطيني حصارا واعـتقالا وقتلا، وقال في تصريح عـلني: " سأعـمل حتى لا تقلق أم إسرائيلية إذا تأخر ابنها في العـودة إلى المنزل" ثم جاء إلى فلسطين ليهدد بقلع حماس من جذورها وتصفيتها فبدأ الصبر ينفذ عـند أبناء حماس وكان ذلك فوق صبر كل حليم فتدخل الشيخ أحمد ياسين بحكمته وطلب من أبناء حماس وعلى الأخص كتائب القسام أن تصبر وتحتسب مجاهديها عـند الله ورد عـلى عرفات قائلا: أقول لك كما قال ابن آدم لأخيه { لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ {28}} المائدة.
    وإن ما فشل اليهود فيه لن تنجح أنت فيه لأن حركة حماس متجذرة في الشعـب الفلسطيني، وهكذا تم تفويت الفرصة عـلى قيام حرب أهلية أرد عـرفات أن يجر الشعـب الفلسطيني إليها، لتكون من ضمن الخدمات التي يقدمها للعـدو نتيجة لأسلو.

  5. #5

  6. #6

  7. #7

  8. #8
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 648
    المواضيع : 105
    الردود : 648
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    الأخت نعيمة

    تحية ، قلت من زمااااان[web]http://www.geocities.com/sulaf2002/alsetaro.html[/web]

    http://www.geocities.com/sulaf2002/alsetaro.html
    بدونك عين الشمس تبدو كئيبةً
    ............... وحتى تعودي علقمٌ ماء زمزمِ

  9. #9
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Aug 2004
    المشاركات : 332
    المواضيع : 80
    الردود : 332
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    عثرنا على مجموعات استاذنا سلاف بالصدفة !



    نرجوا ان تزين بها صفحات المنتدى تباعا استاذنا سلاف بدل حفظها... ( للياهو ) نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بالمناسبة :
    الياهو مؤسسة تحميل بريد الكتروني يهودية خالصة استاذنا سلاف ...
    وفرع صغير من مؤسسات التجسس الدولي الالكتروني الامريكية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    للقصيدة وصاحبها باقةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. فلا نامت أعين الجبناء
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 08-11-2018, 07:05 PM
  2. لا نامت الجبناء
    بواسطة محمدطارق عبدالهادي حليمة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 22-08-2012, 11:02 PM
  3. فلا نامت أعين الجبناء - إنه عام الغضب
    بواسطة عدنان القماش في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-01-2011, 11:56 PM
  4. لا نامت أعين الجبناء
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-12-2008, 04:47 PM
  5. أحزانُنُا ليست تموتُ كما يموتُ بنوا البشرْ(القتيلة).....
    بواسطة عمر زيادة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 20-09-2007, 04:23 PM