صرخةُ الحرف , وسكينةُ النزف

كم بكينا ..
ياجنون العمر حتى
شنَّفت أسماعنا
نغمًا فريدًا من حداكم !

ماااتت قوافلُ أحرفي !!

وحيــــدةً أعيشُ ..

القلق يساورني , والأحزانُ تتشبَّثُ في فؤادي , الغموم تسامرني , والهموم رابضة على قلبي , أمواجٌ من الذكريات الهادرة تعصفُ بي
تركوني هائمة على ظهر هذه البسيطة في أرضٍ كلها صقيع , تتهدهد أضلعي , اسيرُ وأسير ولاأدري إلى أين المصير ؟ إلى ين المرفأ ؟
أصبحتُ أكتحل بالمآسي وفي الطريق أتعثر !!

وحيــــدة أعيش ..

جرحي يدبُّ إلى أعماق قلبي ويوغل ..
فأنا بأثوابِ الشقاء مسربل !
مابالُ الشمس المشرقة أظلمتْ ؟
مابال العالم الجميل تبدَّل ؟
مابال السجراء أصبحوا كالوحوش الضارية ؟
مابال الأخوان أضحوا كالنسور الجارحة ؟
مابالكم تركتموني أواجهُ دربًا زرعتم فيه شوكًا وحنظلا ؟

وحيــدة أعيش ..

تخليتمُ عن العبئ الثقيل , عن الأمانة , وأيُّ أمانة ؟
أخذتم تلهثون وراء السراب , رحلتم جميعًا والوعود والأماني ذهبت أدراج الرياح
تولَّت , تلاشتْ , أهذا العهد ياصاح ؟
بقيتُ أنا , وحدي هنا , أكابدُ الآلام , لن أستسلم , سأمضي في طريقي أطلب الغفران
لن أتيه في الدروب فمعي أنيسي إنه القرآن , لن أقف حائرة بين كثبان الرمال بل سأصمد صمود الجبال
لن اراكم بعد حين ..!
سأترك لكم الحزن المميت والندم المريع
سأرحل لوحدي , أحلِّق مع اسراب الطيور لوحدي , أعانق الجوزاء لوحدي , أواجه الأخطار لوحدي .

يارب فارضى عني , واستر هفوتي وألهمني الاصطبار

من الغريب في هذا العالم ..
أنَّك حينما تُحسنُ لمن يكرهك وتتعاملُ بأكثر طيبة وعفوية وتُحسن الظن وتنسى الماضي وتمحي صفحات أذاه يتفاقم غيظه ويزيد غلُّه

أسألك ياا الله أن لاتبلانا بامراض قلوبهم , أسألك يا الله أن تُديم علينا نعمة نقاء السريرة وصفاء القلب
أسألك يا الله أن ترد كيد الكائدين في نحورهم , وتجازي كلا منا بعمله , فإنك المنصف وحدك حينما يظلم ويطغى البشر !

ربي ..
لم يبقَ إلاّ كمثل خيط الشعرة في قلبي لكنه أصلبُ من الحديد فأنتَ أعلمُ بي منِّي , وأعلمُ بصدقي من الغير
فأسألك أن تزيدني قوة وإيمانا وصلاحا وإخلاصا وثباتا وصمودا

قد يظنُّ الكثير أني بائسة , حزينة , مُحطمة , وفقط !!
لكني أقول : أنَّ الحرف لايرسم جميع جوانب شخصية الكاتب إنما يمثل جزءا يسيرا منه

من لايعرفك لن يقدرك , ومن الغريب أن يكون القريب منك لايعرفك كما عرفك الغريب
سبحان الله !!

الاختباء من هذا العالم يُريح أحيانا , وقد يكونُ ضرْبًا من الشجاعة , بل قد راه بعض الأشخاص مغريًا !4فما إن نظهر فجأة بعد فترة طالت وآهاتٍ نفدت إلا ونجد الدهشة ترتسم على وجوه الآخرين أمَّا الذين يهتمون لأمر فسيطيرون فرحًا بك , وأما الذين يفرحون بغيابك فسيرتدون ثوبًا فضفاضا مبهرجًا مختلطا بالقلق مخفيًا اليأس والقهر !

ولكن قد يطول ويطول الاختفاء لسنينٍ لاتُعدُّ !
فإن طالت غيبتي ودُرست ملامحي واختفي ذكري , فالانتظار مع الدعاء في ملتقى الجنَّة هو ماأبتغيه من كلِّ من حمل لي في قلبه صدق مودة وخالص محبة وتقدير واحترام
وعسى أن تون ذكرانا عامرةً في عقول الأحياء !

عذرًا لستُ أنا من أتكلم , إنما روحي القديمة التي ماتت بجراحها وسقطت آخر دمعةٍ ملتهبة أخالها وقعت من الجحيم !
وستخلفها الروح الأخرى التي استمدَّت قوتها وإصرارها من الأولى لكنها مختلفة كما أظنُّ !

إذا لم تأمن في بيتك فأين ستأمن ؟!!

- عندما تلجأ إلى الله وتلوذ بالفرار إليه حينها ستشعرُ بالأمان والسكينة والطمأنينة تنسابُ في قلبك فترويه وتتدفقُ مع دماءك فيهدأ نبضك ويبرد دمعك ويسعد قلبك
فسبحان من هو أرحم بنا من أنفسنا
اللهم أذقنا برد عفوك وحلاوة مغفرتك

الأماني كاذباتٌ = هادمات الحلم دارا