صرخةُ الحرف , وسكينةُ النزف

بروحه , بإحساسه , بمشاعره يكون الإنسان
لابجسده الذي يأيل إلى تراب .

قلوبٌ للبيع ..!
حقيقة تذيقنا مرارة العشق والحبِّ ..
فنتجرع ذلِّة ومهانة عندما تتحطَّمُ بأيدي متداوليها .
من المعيبِ أن يتمسَّك إنسانٌ بحبِّ آخر حتى يتخلص من محبة سابقة , فيجرحُ قلب صاحبه
الحبُّ له موسوعات وداووين لن تنضب
فهو باقٍ مادامتِ الحياة , والخيانةُ من أعداء الحب هكذا هو يراه عدوٌّ لدودٌ , يزعزع الحب ويُوقعه في صدماتٍ وحوادثٍ
تُدمي العين وتُذبذبُ الفكر وتُبعثر الروح فنجيدُ حينها طقوس الألم .
ومانكادُ ننسى الماضي ونمارسُ حبًّا آخر ظنًّا منَّا أنَّا تجاوزنا الألم , ولكنه يعود ..
وتُعاد القصة مرة أخرى , فنتيه في دروب الحب وربما جهلنا مالنا وماعلينا .

انكســـارٌ ,
قلوبٌ أصبحت مقنَّعة والسببُ تهور أصحابها وخداعهم ,لعبةُ المشاعر والقلوب أضحت من أروع ألعاب المخادعين
هاهم يتكاثرون في المزاد العلني ؛ لأنَّ قلوبنا غدت أثمن الألعاب عند عديمي المشاعر !

بتُّ أخشى العاقبة الوخيمة لمجيدي حياكة العهنِ لصنعِ دُمَى متناثرة تحملُ ألف وجه
ياتُرى .. ماذا بعد نزع الأقنعة ؟!
كيانٌ فارغ
وروحٌ متبخِّرة
وأنفاسٌ ملتوية
ونبضٌ مجوَّف

لاإحساسَ , لاإحساس .

دعوني أروي ماشئتُ ,دعوني أحكي ماشئتُ
دعوني أسلخُ نفسي ,أستقي من دمي
أداعب جرحي ,
دعوني وشأني ,
وكفى


أبتاااه ( يرحمك الإله )

إني راحلةٌ إليكَ , فدنياي غدت يباب

كأني بالألم يخدشُ قلبي المرهف , الرزايا تطرقُ رأسي , اسيرُ متعثرة بجراحي فأنزلقُ في حفرةٍ سحيقة , عميقة , مظلمة
أهوي وأهوي حتى أرتطمُ بالقاع لأقبع في كهفٍ داهمه ظلام الليل فاستوطنه , استدرتُ قليلا فإذُ بشعراتٍ من الضوء
تتسلل ليجلو لي مخرجًا آخر قادني لأحراشٍ سوداء , تمكثُ بها كواسر جائعة , وتحوم حولها نسورٌ جارحة
تسخرُ مني أزهارها , وتحاصرني اشجارها وتنهشني أغصانها الشائكة , تحرقني شمسها ويرعبني بدرها , فلاأنا أمشي في الأرض كما الكائنات
ولاأرفرف في السماء كما الطيور , أشعرٌ بمتاهةٍ لاتبين وشتاتٌ لاأعلم مصدره ؟
أخالُ همي ككرة ثلجية تتدحرج لتتعاظم وتستفحل يومًا بعد الآخر .
أُعدُّ الأيام وأترقَّبٌ الحباة مابين كرْبٍ آتٍ وكمدٍ غادٍ .

طيفٌ نورانيّ تجلَّى لي بينما كنتُ أشهقُ مغمغمة :
أضحتِ الأماني بعيدة المنال , والدمعةُ ترقد على خد السنين
وأنا .. وأنا تهتُ الطريق !
أشعرُ بخواءٍ روحي ياأبي

دنا مني طيفه , وقد أحاطت بوجهه هالة من نور , زينته لحية وقورة , رقَّت نظرته بحنان :
ياحلوتي , لم الشجنُ يربض بعرين صدرك ؟!
أنتِ نجمةٌ تحتضنها السماء
وبلبلٌ غنَّى في الأرجاء
ووردةٌ قبَّلها الندى ففاح عبقُ شذاكِ
ازدان دينُك بخلقُكِ الكريم
عهدتك كالعقد لُفَّ حول العنق ثمين
تُسرُّ العينُ لطرفكِ الساجي

- كلاَّ ابنتك معطوبة , فارقتها الروح فغدت رهينةُ جدث , تلتحفُ الثرى , وستلحقُ بك عمَّا قريبٍ .

ابتعد بنظراته المشفقة بعد أن مسح على شعري برفق :لا يابنتي , مازالت هناتٌ من الضوء داخلكِ
فقط ..
ابحثي عن نفسك جيدا
لاتيأسي
ولتري الحياة من منظورٍ آخر .

أفقتُ من نومي أنفضُ من عقلي ذاك الكابوس المزعج سوى طيف والدي النوراني واخذتُ اتمتم : حقا الحزنُ الصامت يُحطم القلب ويقضي عليه .

الطيبةُ هي بحرٌ واسعٌ مداهُ , وسماءٌ فسيحةٌ بدونِ أُطُرٍ ..
الطيبةُ هيَ ينابيعُ الصفاءِ ونقاءُ السريرةِ وقلبٌ كُسيَ برونقِ البياضِ ..
الطيبةُ هي كالسنابلِ مثقلةٌ باهتمامها لما حولها فتنحني بتواضعٍ لاذُلٍّ وخنوعٍ ..
الطيبةُ تجدُها في بريقِ دمعةٍ صادقةٍ , وصدى قلبِ محبٍّ يُرسِلُ الألفةَ والوئام ..
تجدها في عذوبةِ الإخلاصِ ورقةِ التسامحِ والعفو عند المقدرةِ وجمال التفاني وفي ابتسامةٍ مضحيِّةٍ .
تجدها هامة اليها تنظر الثريا لعلوِّها لتسمو كما سمت ..
الطيبةُ لوحةٌ فنية .. رائعٌ صاحبها ..
الطيبة تنمُّ عن ذوقٍ ورقيٍّ وحُسْنُ تصرُّفٍ *وودٍّ يبعثُ السكينة والدفء .
الطيبـة تحتوي الآخرين بكلِّها ليسكبون أحاسيسهم في قوالبها باطمئنان ..
الطيبةُ هي عنوانُ البراءةِ وسنا الإخاءِ .

والطيبةُ نوعان :
1- طيبةٌ محمودةٍ .
2- طيبةٌ مذمومة .

- الطيبة المحمودة :تتمثَّل في الأشخاص ذوو الابتسامةِ المشرقة الراكزة الحالمة , ذوو الحزن الشفيف الذين يشاركون الناس افراحهم وأتراحهم ,الذين يتغاضون عن أخطاء غيرهم وأدبُ القمع لهم منهجٌ يستخدموه في الوقتِ المناسبِ حتى لايستهين المتمادين فيلقون عليهم درساً لايُنسى بشدةٍ ورفق .
هم من يوزعون محبتهم على الجميع ويغدقونها على من يستحق , هم من يعرفون الأصول ومعاني النبُلِ والشهامة والشجاعة , فيكونون بلسمًا للمكروبِ ونورًا لقلبٍ مظلمٍ ولمعةُ أملٍ في أعينِ البائسين وفجرًا جديدًا للمحبطين واليائسين , هم من يرسمون خريطة الحياة بتفاؤلٍ ويمضون بعزمٍ ونقاءٍ وشلاَّلُ الهِمَمِ يتدفَّقُ من أوجههم ,هم من عرفوا روعة التواضع ونبذوا الغرور وراء ظهورهم فكسبوا قلوب الناس .
هم من ينبهرُ الخلقُ بهم كالجواهر النادرة باهظةَ الثمنِ لما تميزوا به من حكمةٍ وحذرٍ ورجاحة عقلٍ وحُسْنُ تصرُّفٍ , هم من يصدحون بكلمةِ الحقِّ وإن خالفوا الجماعة , هم من يردعون الظالم وينصرون المظلوم ,ولايرضون أن يُهضم حقهم وحق غيرهم , والبعض منهم إن رأيتهم للوهلةِ الأولى تحسبهم ضعفاء أو جبناء لكنَّ حقيقتهم تشعُّ من خلالِ أعينهم قوةً ويتألقون بالثقة , فترمقهم أعينُ الغيرة وتصطكُّ أسنان الحسادِ غيظًا , هؤلاء أصحابُ القلبِ الطيب الخيِّر الذين يعتذورن إذا أخطاوا دون إحراجٍ ويصارحون دون مجاملات من ينالون احترام الناسِ وتقديرهم وقبل ذلك يحرصون على رضا مولاهم ,

- الطيبة المذمومة :هي الطيبةُ الساذجة وأصحابها كمن يكونون بهلوانيين في مسرحيةٍ هزليةٍ ,هم من يكونون في محطِّ سخريةِ فئةٍ من الناسِ , وفي محلَّ شفقةٍ من فئةٍ أخرى ,إن ضحوا وتفانوا وصدموا بالخيانةِ جُرحوا وعادوا للشخص مرةً أخرى دون أن يجعلوا لهم ميزانـًا و قدرًا , هم من يضعون التسامح والتواضع في غيرِ موضعه , فإنْ أُخِذ حقهم ضحكوا يحسبون أنها مجردُ مزحةٍ وليتهم يعلمون كم هي سخيفة إن كانت كذلك ..
هم من يغترون بالمظاهرِ ويتأثرون من كلمة أو كلمتين ويفهمون ولايتعظون ويستمرون بالتعلق ومنح الحب لمن لايستحق ويتجاهل أو يهينهم .
ويظنون أنَّ هذه هي الطيبةُ بينما هي سذاجة تجعلهم تحتَ وطأةِ الإهانةِ والذلِّ ووسطَ ضحكاتِ الاستصغارِ
[ هكذا هي نظرةُ الناس لهم فيفقدون الحب والاحترام ].

ولنقل أنَّ الطيبة الساذجة أفضل بكثير من أن يكون الإنسان خبيثا لئيما يكيد ويدبر ويؤذي .
وهناك نوع من الطيبة كما قال أحدهم : طيبة مقنعة : أي يلبس بعض الناس قناع الطيبة والنقاء ويدعون معانيها وانهم من الشرفاء للوصول إلى مآربهم هذا هو اللؤم والختل بعينه .

عندما نمسك اقلامنا وتسيل أحبارنا فتملأ الورق بحقائق قد أخفيت وراء الأقنعة

ينقشع الغطاء عن وجه الحقيقة وتتجلى كما تتجلى الشمس للعيان ..

حينها يقف حثالة من الناس ، يُظهرون الابتسامة بينما هم يكيدون لنا في

الخفاء ، فتضيق أقلامنا ذرعا ، وتُصبح الأوراق مهددة بدماء أصحابها

ولكن يبقى الفؤاد صامدا وينطق اللسان امام حشد البغاة .

(( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))

[ حينما تغفو الطيور راحلة .. يولد الغروب
حينها ينمو في داخلي الإحساس .
أمسك الريشة وأخط على القرطاس أروع الكلمات وأسجل أجمل اللحظات

غابت الشمس وظهر الليل بجلبابه الأسود ..
أسير وأسير في ذلك الجسر الممتد إلى مالانهاية
وفي الطريق أتعثر ..
شاحبة الوجه ويرن الصوت .
كانما كنتُ غارقة في الأعماق ..
أنا الراحلة عن هذه الديار ..
ودعت الأحبة ، فلم الانتظار ؟!
صبرا ايا نفس ..
لابد أن تتأقلمي مع هذه الغربة .
فأشعل الفتيل وامسك القنديل وأكمل المشوار
أسير في الدروب وأصل للسماء لأنافس الثريا في علوها ومكانتها
وتكبـــر الهمة لتنقذ الأمة .
واستعد للجنان لأعيش تحت ظلال الرحمن

ودعتيني بصمت ، ورحلتِ
خلتِ ان دياري برحيلك عامرة ..
كلا والله .. بل هي يباب وخراب
لاتكوني قاسية ..
يكفي فؤادي قد ذاق مرًّا وعذاب
واصليني .. لاتهجري
اذكريني ..
لاتتجاهلي ،،
قلبا هداك حبه بل وده يبغي اقتراب
بل اجتماع في الآخرة ، في ذلك الظل الظليل .

لن التفت للوراء ..
سأنفض غبار الذكريات ..
لن اقول كان زمان
سأمضي ارسم اثر خطاي بسمة تمحو دموع الماضي .
رفاقي مهما طعنوا ، عذلوا ، سخروا
فأنا كما أنا لن أتغير بإذن الله
سيل من الحسنات أكرمهم به ولو جاروا

من دون قيد .. احتسيت حرية الحياة
مذاقه حلو لذيذ وتارة مرير
كعلقم لاتستسيغه النفوس

منـــذ زمن ،،
أردتُ أن ألقاك ,كي أريك ماأراه
من معتقد ومبدأ ,ونظرة ومسلك
ووجهة معارضة ,حوار أو مناقشة
فرحلة طويلة فمرتع
لنستقرَّ فيه نحدّد القاعدة
لنبدأ من نقطة الارتكاز , ننطلق معا نطبق القانون بحذافيره
وإن كان الأصل نتفق عليه وفي الفروع نختلف
لابأس دام أننا على المنهج السديد
ليس بيننا عراك أو مشاحنة , أو حسد أو خطة مراوغة
بل نُبدي الصراحة ، تحفها الأمانة في قولنا وفعلنا
ونرسم الدعابة بعد جدٍّ وعناء ,ونخفي الكآبة بعد بلوغ العلا بعزم ومضاء
لكن تلبدت الغيوم ووقعت في ربقة الهموم ,وكدتُ أن أموت
لولا رباطة الجأش والثبات بعد معونة الإله
في المنتصف ...
تمَّ انسحابه بروية ، حتى أنني لم أنتبه ,ووقفت من شدة الضباب
أدرتُ رأسي يمنة ويسرة فلم أجد سوى أكوام ثلج عالية
هرولت أفتش بين الثلوج وأنبش الأشياء ,فلم أرى جثمانه ولاحتى متاعه
ظننت أن الثلج قد محى الأثر ولايقطن هنا البشر
بدون سابق إنذار ذهب ,ولو لظرف طارئ .. هلاَّ قال لي : لم أقتنع من طول الاغتراب ..
لاأعتقد ...
لابد أن شيئا ما صرفه ، فاضطر للرحيل من طريق ثانية
أبعدتُ الهواجس ,ورحتُ في هجرة غريبة عجيبة
فمرة ممتعة وأخرى مخيفة ,هي رحلة الحياة
لابد أن تغامر مع الصحب تشاطر
لكنَّ لغزي لم يُحلَ في عالم الأسرار ..!

قد قُطعت أخبارنا منذ سنة ,هاتفته فاعتذر عما بدر
منا العفو والسموحة ,لكل منا شأنه وأهله وشغله
فبيننا تواصل وبعدها طال الهجر ,وأخذت أتوارى عن النظر !!
لاأعلم السبب ...؟
سوى أني شعرت بالحزن ,وافضل العزلة لفترة وجيزة
ثم أظهر بحلة جديدة لم أعهد العتاب ولم أعاتب يوما أحد
أحسست باقترابه ليسلم الرسالة بمودة وبسمة
فلم يجد عنواني والرقم قد تغير
لاتأسى ياأخي ..
قد جئتُ من أشواقي أعاني ,لأُرسل أشعارا صادقة
وددتُ أن أتصل مرة فقط لأقول :
( منذ زمن بعيد حدث وأن تعارفنا، والآن آمل أن أراك معي دون ابتعاد)
فلتنتظر ولأنتظر .. إنما تتصل أرواحنا بالدعاء في ظهر الغيب

لاتحــــزن

الطيـــر في ذاك الفضاء يهيم
يمضي وحيدا في ذلك الليل البهيم
أين التغاريد التي في الصباح مع النسيم ؟!
ياأيها الطير الحزين ..
لم الاكتئاب ؟!
اجعل لصدرك ساحة تملأ بها الأحباب
كن قويا ، تسعى إلى الخير ولاترجو إلا الثواب
كم أرقني السهر وحملت هم الورى
لكني أبتســــم ..
رغم التحديات والقهر إلا أني واجهت الخطر
لم أطلب رضى الناس وطلبت رضى رب البشر
فلم النواح أيها الإنسان ؟
اصبر وكابد .. وستلقى مايسرك
لاتبقى وحيدا بين الناس ,يتغلب عليك الهم والوسواس
اقهر اليأس ولاتبالي
لاتحزن ,لاتتحطم ، أكمل البناء
وفي النهاية .. ستحقق نجاحك بالتأكيد