صرخةُ الحرف , وسكينةُ النزف

قلمي تعثر من صدى كلماتي
والفكر مار وقُطعت آهاتي

يرنو الهلال لقصتي وأنا بلا
عزٍّ مهيبٍ ساكب العبراتِ

ياذا الجلال لقد أتيتك شاكيا
ليزول غمُّ جالب الدمعاتِ

تشكو إليك النفس همَّ ذنوبها
وتعود تائبــــــــة من الزلاَّتِ

توفيقنا بيد الإله وإننـــــا
نرجو الثبات ونرتقي بصلاةِ

يهمي الدمع غزيرا حتى = هزَّت ذكراكم ارجائي
ولسوف أعانق أطيافًا = أحلم , أرضى بيد عنائي

كنَّا قديمًا في ظلامٍ غاسقِ = فأتى الرسول بنور دينٍ بارقِ

وحيٌ من الرحمن يعبق بالهنا = سنن الرسول بدين حقٍّ صادقِ

آياتُ قرآنٍ سنسلك دربه = ونزيح نهج الفاسق المتماذق

نُسقَى به أحلى المعاني رسيلةً = فلنستبق والخير للمتسابق

واحاتُ إيمانٍ سيزكو عطرها = أشهى الثمار لذيذةً للذائقِ

أمضي بدرب الأنبياء مهاجرٌ = كي أرتقي في جنة للخالق

ألقى الأحبة والصحابة كلهم = في عزة والشوق يملأ خافقي

في داخلي رقص الألم = تلك المشاعر تزدحم
مســـرورةٌ وحزينــــةٌ = والشعر في صدري ارتطم
غشتِ المــــودة منكمُ = قلبي فحيَّــــا وابتسم
تلك القوافـي سألْنَني = عن أنجمٍ لم تنصــــرم
فأجبتـــها بسعــــــادةٍ = ضوء الأخوة ماانعدم
إخواننا ماء المعيش = وصفـــــــوةٌ لم تنهدم

تشرق الشمس ضاحكة كأنـــها العـروس في ليلة زفافها ,وتطل على منزلها الفسيح , ذلك البستان كجنة فيحاء ,تتحرك الأشجاروتتمايل أغصانها تداعبها أشعة الشمس بحليها الذهبية وتواكب أشعتها أهازيج الطير الشجية , الزهر والورود يروقك منظرها ليغريك عطر عبيرها الفواح ,على بتلاتها الندى , كريمة هي , تجزل بالعطاء .
تحوم الفراشات بألوانها الزهية حولها , ويستقرالنحل في أحضـانهـا ليمتص رحيقها متلذذا , تلك الزهور لاينتهي معروفها فتزيد علاقتها مع النحل إخـاء
لوحة رمزية وفنية نستطيع أن نستشف منها معان جمة وحكما جليلة , لوحة صامتة فقط تأملها لترى رسالتها عبر الأثير ..!
توحي للمرء بأن الناس في حاجة لبعضهم البعض, لن يتخلى الإنسان عن أخيه , لن يتركه ينزلق في منحدر خطير , يقع في الحفرة وترتع على جسده الذئاب لتنهش من لحمه مالذ وطاب بل سينتشله من ذلك كلـه يوجهـه ,يرشده , ينصحه لدروب الخيـر النيرة ؛ كي لايتيه فيشقى

وبعد طــــــــــــــــــــول تفكر وتفكر وتفكر

رأيت تلك الزهور كمعلم الناس الخير ينشر رائحته الزكية بعلمه وسلوكه الحسن لايبخل به , والنحل والفراشات كمن يطلب العلم ويسعى إليـــه فتمتص الرحيق وهو زبدة العلم الذي ينقذه من عالم الجهل
فينتشله المعلم إلى نور الإيمان ولايدعه بين العذال وهذه علاقة حميمة بين الطالب ومعلمه , فيكون الإخاء والود
معلمي , معلمتي
أنتــَ/ تــِ (سرُّ نظارة البستــــــــــــــــــــ ـــــان )

هاهي بتلات الجوري أنثرها , فتتبعثر في الهواء مع ريش الحمامة البيضاء , أبعثها شكرا لمعلمي الأجيال كأرق هدية تبعث في النفس شوقا أخاذا ومحبة صادقة .

وضعتُ رأسي على الوسادة , نظرتُ إلى الحائط المواجه لي فإذا بعيناي تحملقان بدهشة ! هل هذه حقيقة ؟! أم أني أرى خيالا ؟!
الابتسامة لاتفارق محيـاه , قلبه الطيب , نظراته الحنونة , يده الدافئة لم تتغير كما هي دائما ..
أبي ..
ياحنينا راود القلب , وياسكونـا طرد الصخب , وياوريدا ضخَّ في دمائي ليعيد لي حياة تمتلأ نشاطا وضحكة وحيوية
حتى غدوتُ طفلة , صافية الوجد , ناعمة القد , بريئة الحدق ..
وفتــاة سريعة البديهة , واثقة الخطوة , رزينة الكلمة , هذا مانميته وعززته لدي ..
أبي ..
إنَّ القلب يخفق شوقا لرؤياك , وتنشرح الروح كلما سمعتُ صوتك , عندما أتذكر قصصك ونصائحك تتجدد فيني العزيمة وتعلو الهمة
القلم يسرع في الكتابة والحبر يسيل بغزارة حين يعلم أنه سوف يكتب عن والد لطالما تقتُ لسماع كلماته الرقيقة
حسنُ خلق , وعقل كبير , ووجه يشع منه الصدق ..
والدي كن كما أنتَ بحديثك الزلال , كن كما أنتَ بحرا لاينضب , كن كما أنت نجما لايفارق ضوءه , كن كما أنتَ ياعذب الروح
فحبك لابنتك ونسيم حرفك يتسلل إلى فؤادها ويطيب جرحه العليل .

مابال الظلامُ يغشى روحي الليلة ؟
وقلبي يغرقُ في بحر الحيرة !

(رسالة وصلتني من أخي )
أختي المباركة ..
السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته
انتظري غدي الموعود ..!
من ثنايا هذا الحالك الأدلم والغريب الأدهم أنظرُ إلى حواشيه قد ملئت بالغياهب فهي طوال سلاهب باذخ من كبرياء لكنَّ السنا في السناء أسعدني بصيصه , وهواءه العليل يقول لي الرحيل الرحيل
لم أمتشق القلم ولم اعرف البيانو حين عزفه إنما هو صدى صوت حمائم الخير قد حلَّت بوادينا , فهل ترى أرقلت فيكم أمانينا أبحث عن شئ في قلبي فلم أجد سوى الذكرى أستلذ بها , كفاك ياقلب إن الذكرى عنوان
ماأجمل نفحات الذكرى وماأقسى لفحات البون والنوى أعيش مع النفحات فتحرقني اللفحات .
اتعلمين ياأختي أنَّ بداخلي أزيز كأزيز المرجل صرخاتٌ اقول لها لاتلعنِ البراءة ولا تدنسِ الطهر , هي صرخاتُ الإيقاظ لكن هذه الصرخات ماانطلقت إلا في كهف عميق , صرخات كفكفتها أيدٍ حانية , صرخاتٌ تبعث الشجا ..
كيف ابكي صارخًا = كيف تسمعني الأمم
كيف ليلي حالكٌ = كيف أني لم أنم
أرقبُ الفجر الذي = بين ديجور الظلم
ها قد صوَّح الفجر هذا الظلام وقد شق في قلبي ينابيع الكلام وشربتُ من ينبوعه ونمير ماءه الأمل وسمعتُ من صوته البراءة
إليكِ سلامي

وسيأتي ردي عليه قريبًا إن شاءالله ..

تدفق الحماس داخلي حتى كادت تتفجر خلاياي التي حملتْ أطنانًا من الطاقة العظيمة هذا الصباح , أتيتُ مسرعة لواحتي الحبيبة فتحتها فوجدتُ ( يتعذر ) قلتُ لربما عيناي أصابها شئ حاولت كرة أخرى على فتراتٍ متباعدة هذا اليوم دون جدوى حتى ارتفع ضغطي وفار غضبي وتعكر مزاجي وانخمد نار الحماس , وأصابني إحباط عجيب , كيف لا وباب واحتي مغلق في وجهي اقصد في وجه الملكة براءة ؟!
وكانت هذه الساعة آخر محاولة يائسة وأخيرا شُرعت لي أبواب هذا القصر الشامخ , وانفرجت أساريري ولكن مازال الحزن يسري بين منعطفات الفؤاد , فقد ذهب كل مااردت فعله ونسيتُ كل شئ

لذا أنا لاأحبك الليلة ياواحتي الحلوة :
لكني غدا إن شاءالله سأحبكِ كما كنتُ سابقا