|
عفو الجراح التي سالت ولم تقف ِ |
عفو التوابيت عفو الدمع يا نجفي |
يا قدس تاجك ِ بعض ٌ من عقيق دمي |
وذلك اللؤلؤ المكنون من صدفي |
فأي عين ٍ على أقصاك ِ ما نزفت |
وأي قلب ٍ على ذكراكِ لم يجف ِ |
وأي قافلة ٍ لم ترتحل شغفا ً |
إلى ربوعك ِ أو تنزل على شغفِ ؟ |
تهفو إليك ِ قلوب ٌ رِيّها عطش ٌ |
إن تقترب من سماء القدس ترتجف ِ |
فأنت ِ بوصلة الدنيا و كعبتها |
وأنت ِ تحفتها الأغلى من التحف ِ |
وأنت ِ طهر العذارى كلهن إذا |
جئنا نفاخر بالأنساب والشرف ِ |
وأنت ِ قبلتي َ الأولى وملهمتي |
وأنت ِ أنضج تمر ٍ لاح في سعفي |
إن تحجبي السر ّ عنا فهو محتجِب ٌ |
وإن تبوحي به للناس ينكشف ِ |
يا قدس لولاك ِ ما ضجّت ملائكة ٌ |
من السماء و أوحى ربّها انتصفي |
ما قامة ٌ لفتاة ٍ مثل قامتها |
ولا هيافتها من ذلك الهيف ِ |
إذا غفوت ُ فطيف القدس في هدبي |
وإن لهفت ُ فصوت القدس في لهفي |
وإن نطقت ُ فللفصحى نصاعتها |
من ماز غيرك ِ بين الدر ّ والخزف ِ !؟ |
من أرسل الماء سِلسالا ً بقافيتي |
وأنقذ الشعر من بؤسي ومن صلفي ! |
تبقى العروبة لفظا ً لا غناء به |
إن أنت ِ لم تنبضي فيها وتعترفي |
كل البطولات دون القدس مهزلة ٌ |
كل البطولات من ياء ٍ إلى ألف ِ |
يا درّة التاج في تاريخ أمتنا |
ولا وقوف لها إن أنت ِ لم تقفيِ |
يا قدس ُ منذ التقينا في الربيع ضحى ً |
ونحن نمضي معا ً كتفا ً إلى كتف ِ |
ونحن نشرب ُ في المقهى قصائدنا |
ونحن نغفو على الأقلام والصحف ِ |
لم نحتلم بعدُ ما زال الشباب فتى ً |
ولا تزالين في رَي ٍّ وفي ترف ِ |
نغوص في الطين ِ أحيانا ً ونلبسه |
ونمسك الجمر كي ندنو من الهدف ِ |
لا تعجبي إن رأيت ِ الشمس شاحبة ً |
أو أمسكت قلبها خوفا ً من التلف ِ |
لا تسألي عن بقايا العُرْب ِ في دمها |
فإن خيلهم ُ شاخت على العلف ِ |
لا تعتبي إن رأيت ِ القوم قد نكصوا |
ولا تقولي لهم شيئا ً ولا تصفي |
فبعضهم لم يزل عبدا ً لشهوته |
وبعضهم طاعن ٌ وافى على الخرف ِ |
هم يملؤون الصحارى غير أنهم |
أستغفر الله أكداس ٌ من الجيف ِ |
لكنها السنوات السبع يا وطني |
جاءت بضرْب ٍ من الأحرار مختلف ِ |
قد أوقدوا الليل جمرا ً من أصابعهم |
وأنصفوا الحق ّ من جور ٍ ومن حَيَف ِ |