الحكام العرب وحيوان السكانك

قرأت لك
هذا المقال للكاتب علي البكري
قرأته فأحببت أن تطلع عليه

الحكام العرب و حيوان الـ (سكانك)
يعيش في ولاية تكساس الأمريكية حيوان عجيب يشبه الارنب ويوازيه في حجمه يعرف بأسم " سكنك " Skunk سلحه الله عز وجل بوسيلة دفاع عن النفس عجيبة ونادرة وفعالة
* اذا وجد هذا الحيوان الصغير نفسه أمام عدو ”ضرط ”عليه
الضرطة الواحدة من هذا الحيوان العجيب كفيلة بتلويث الجو برائحة مقرفة ومنفرة تنتشر في مساحة تزيد عن ميلين مربعين لا يمكن للانسان أو الحيوان احتمالها ولا يوجد خيار أمام الضحية الا الهرب من المنطقة
أما اذا كانت القذيفة مباشرة ... وضرط ال " سكنك " في وجهك ... فأن كل صابون المدينة لن ينفعك ولن يغسلك من الرائحة التي تعلق بك وتحولك الى جيفة بكل ما في هذه الكلمة من معنى
فلاح من تكساس على معرفة بهذا الحيوان وحكاياته أخبرني ان سكان الولاية كانوا يعالجون المصاب بقذيفة مباشرة من هذا الحيوان عن طريق عصير البندورة " الطماطم " حيث يتم نقع المصاب في برميل مليء بعصير الطماطم لعدة ساعات ويتم عزله عن الاخرين وكأنه مصاب بالطاعون الى ان تزول عنه اثار العدوان
اذا واجهت هذا الحيوان الصغير وحاولت الامساك به او ضربه يدير لك على الفور مؤخرته .... الى هنا وتصرف هذا الحيوان يشبه تصرف الحكام العرب الذين يديرون مؤخراتهم لكل من يرغب في جلدهم ... ولكن الفرق هو في الخطوة التالية .... فالحاكم العربي يستسلم للجلد والرفس واشياء اخرى ... اما هذا الحيوان فيتخذ وضعا قتاليا بأن يرفع ذيله الى اعلى .... ثم يصوب نحو الهدف .... ويطلق ” ضرطة ” واحدة فقط قبل ان يهرب بسرعة لتحضير قذيفة جديدة يقال انها تحتاج منه الى يومين كاملين حتى تكون جاهزة للاطلاق
لا ادري ان كان لضرطته صوت مثل ” ضرطات ” الحكام العرب ... ولكن الذي اعرفه جيدا ان لضرطته رائحة قوية نفاذة تنتشر في مساحة واسعة قد تمتد الى ميلين مربعين وتظل الرائحة في الجو لاكثر من ساعتين كاملتين
نحن أيضا—اقصد العرب—نتمتع بمثل هذه الوسيلة الدفاعية وان كان الصوت عندنا يعلو على الرائحة ... أدخل الى أي مطعم عربي يقدم أطباق الفول مخلوطة بالبصل والثوم والفجل لتسمع ما يشجيك من عزف منفرد وجماعي تعقبه روائح مختلفة تتباين بتباين نوع الفجل والبصل والثوم وفتحات التهوية في المطعم سيء الذكر .... ولن يعتذر احد لاحد لاننا كلنا في الهم شرق ... ولاننا الشعب الوحيد في الكرة الارضية الذي وضع للضرطة عشرين اسما .... وميز بين ضرطة الانسان وضرطة الحمار ... ففي كتاب ” فقه اللغة وسر العربية ” الذي وضعه الامام اللغوي عبد الملك بن محمد الثعالبي الذي مات قبل 1030 سنة بالتمام والكمال تجد شرحا وتفصيلا للضرطة ومسمياتها تبعا لنوعها .... فما يخرج عن الانسان يسمى ضراطا ... وضرطة البعير يسميها العرب ” ردام ” ... وضرطة الحصان ” حصام ” واذا ضرط العنز يقال ” حبق ” بها ... والضرطة عند الانسان على انواع .... فأذا كانت ليست بشديدة قيل : أنبق بها ... فأذا زادت قيل : عفق بها وحبج بها وخبج ... فاذا اشتدت قيل : زقع بها .... ونظرا لان العرب لم يعرفوا حيوان ” سكنك ” الذي يعيش في ولاية تكساس لم يسموا ” ضرطته ” وان كنت اظنها من قبيل ” الزقع ” على سبيل القياس
في تقرير نشرته مجلة انجليزية عن التسلح في العالم ذكرت المجلة ان لدى العرب دبابات حديثة تزيد في عددها عن ضعفي ما لدى امريكا وبريطانيا وفرنسا مجتمعة ... وينفق العرب مليارات الدولارات سنويا على شراء الاسلحة ... وتضيف المجلة ان دولة مثل الامارات ستصبح خلال خمس سنوات صاحبة أقوى خامس سلاح جو في العالم .... ومع هذا يدافع أطفال القدس عن الاقصى بالحجارة ... وبقنابل هاون " هووم ميد "
اذا كانت كل هذه الاسلحة للفرجة ... وللاستعراضات العسكرية في مشيخات الخليج وليست للدفاع عن النفس والمقدسات ... فلماذا لا نلجأ الى الدفاع عن أنفسنا باستخدام سلاح " الضرطة " وهو سلاح فعال وغير مكلف ولا يحتاج الى تدريب ولا الى جنرالات عرب ولا الى خطط حربية من أي نوع . ... ولا يحتاج التدرب على هذا السلاح الفعال الى كليات حربية او عسكرية
* يكفي أن يصطف مائة مليون عربي على الحدود مع اسرائيل - بعد وجبة فول وفجل وبصل فاخرة - ومع أول اشارة من القذافي ( طبعا كتب هذا المقال قبل أن يفطس القذافي شر فطسة)- باعتباره عميد الزعماء العرب وأقدمهم - يدير العرب مؤخراتهم الى اسرائيل ويقصفوها بمائة مليون ضرطة مباشرة ... فقد يتم بذلك تحرير الارض وطرد المغتصب وتحرير الاقصى !!
هل تذكرون حكاية القذافي مع ”الرز“ و .... ”طز ” ؟
كان القذافي قد القى خطبة عصماء شتم فيها امريكا ... وهتف بصوت عال :“ طز في امريكا ” فردد الليبيون في ملعب طرابلس الهتاف بعده وظلوا يطززون لامريكا حتى الصباح .... فمنعت الولايات المتحدة تصدير الرز الى ليبيا حتى اختفت هذه المادة تماما من الاسواق رغم انها تشكل مادة اساسية في طعام الليبيين
يومها دخل مواطن ليبي الى دكان وسأل البائع العجوز : هل يوجد عندك رز ؟ فرد عليه البائع ساخرا : حيرتمونا ... عليكم ان تختاروا اما ” طز ” واما ” رز ” !!
اذا كانت هذه الاسلحة الجرارة التي نشتريها بمليارات الدولارات لا تستخدم للدفاع عن النفس فلماذا لا يتم توفير اثمناها وانفاقها على الفقراء والمعوزين ... وبناء المدن العربية التي تحولت الى ” خرابات ” وتحسين الوضع الصحي والمعيشي لملايين العرب ممن يعيشون تحت حزام الفقر ؟
لماذا تنفق سوريا مئات الملايين على التسلح ومع ذلك تعجز قواتها عن رصد طائرات اسرائيلية تحلق فوق القصر الجمهوري وتقصف ضواحي دمشق ... ويخرج الينا الرئيس بشار الاسد في لقاء نشرته واشنطن بوست مؤخرا يتباهى فيه بأن مخابرات بلاده تتعاون مع المخابرات المركزية الامريكية وهو ما لم تصرح به اسرائيل نفسها( وبشار هذا دمر سوريا فشعاره : إما الأسد وإما تدمير البلد )
من يفسر لنا مسرحية العراق ؟
لقد انفق صدام مليارات الدولارات على الاسلحة ... ومع ذلك سقطت بغداد بدبابتين .... ولما اشتد ساعد رجال المقاومة العراقية لم يجدوا سيارة نصف عمر لحمل صواريخ الكاتيوشا لقصف فندق فلسطين فاستعانوا بالحمير !!
صحيح ان الحمير من الفولكلور العربي .... ولكن مفعولها القتالي لم يعد يناسب القرن الحادي والعشرين .... لذا اقترح على العرب تربية حيوان ” سكنك ” الامريكي ... فضراط هذا الحيوان الصغير مضافا الى ضراط الجيوش العربية الجرارة يكفي لاحتلال العالم خلال ساعات بخاصة اذا سلمت القيادة لواحد من هؤلاء الزعماء !!
--

مقال تهكمي فيه من السخرية ما تجاوز الحد
أشكرك على النقل اخي الكريم
مع اني لا اقبل هذه الطريقة في عرض مشاكلنا ولا استسيغها
خاصة وفي هذا المقال مقاطع بعدت وشذت كثيرا
تحياتي لك
وحفظك المولى

الـ( سكنك ) الامريكي هو حيوان ( الظربان) ، ورائحته كريهة جداً ورأيته مرات عديدة في نيوجيرسي الامريكية يتجول بين البيوت في غفلة عن اهلها ،
كما كنت أرى الغزلان تسرح وتمرح في حدائق المنازل مقتربة من البشر أحياناً ومبتعدة عنها فجأة ، ولا أجمل من الغزلان وهي تسبح على البساط الاخضر بسرعة متناهية
شكر الله لك أخي صابر مرورك الطيب ، ولو أنك تصفحت أمهات الكتب العربية أمثال ( عيون الأخبار ) لابن قتيبة ، و( المستطرف ) للأبشيهي ، و( البيان والتبيين ( للجاحظ وخاصة مقدمته في الصفحتين الاوليين لغيرت رأيك في ( تجاوز الحد) .
ولا نطلب من أدباء عصرنا أن يكونوا أكثر ادبا من أسلافهم. ، ثم لا ينبغي أن نحجر على الكاتب أسلوبه ، فلكل طريقته في التعبير عن أفكاره
لك تحياتي القلبية.

شكر الله لك أخي صابر مرورك الطيب ، ولو أنك تصفحت أمهات الكتب العربية أمثال ( عيون الأخبار ) لابن قتيبة ، و( المستطرف ) للأبشيهي ، و( البيان والتبيين ( للجاحظ وخاصة مقدمته في الصفحتين الاوليين لغيرت رأيك في ( تجاوز الحد) .
ولا نطلب من أدباء عصرنا أن يكونوا أكثر ادبا من أسلافهم. ، ثم لا ينبغي أن نحجر على الكاتب أسلوبه ، فلكل طريقته في التعبير عن أفكاره
لك تحياتي القلبية.

نحن أيضا—اقصد العرب—نتمتع بمثل هذه الوسيلة الدفاعية وان كان الصوت عندنا يعلو على الرائحة ... أدخل الى أي مطعم عربي يقدم أطباق الفول مخلوطة بالبصل والثوم والفجل لتسمع ما يشجيك من عزف منفرد وجماعي تعقبه روائح مختلفة تتباين بتباين نوع الفجل والبصل والثوم وفتحات التهوية في المطعم سيء الذكر .... ولن يعتذر احد لاحد لاننا كلنا في الهم شرق ... ولاننا الشعب الوحيد في الكرة الارضية الذي وضع للضرطة عشرين اسما
يكفي أن يصطف مائة مليون عربي على الحدود مع اسرائيل - بعد وجبة فول وفجل وبصل فاخرة - ومع أول اشارة من القذافي ( طبعا كتب هذا المقال قبل أن يفطس القذافي شر فطسة)- باعتباره عميد الزعماء العرب وأقدمهم - يدير العرب مؤخراتهم الى اسرائيل ويقصفوها بمائة مليون ضرطة مباشرة

اخي المكرم الدكتور عثمان
اولا ما ادراك ايها الكريم باني لم اطلع على ما ذكرته من كتب
وهل انا ملزم او كل من يكتب في الادب باتباع نهجهم واسلوبهم؟
هل هم حجة على من سواهم؟
ثانيا لم احجر على الكاتب في شيء، انما ابديت رايي بانني لا احبذ هذه الطريقة في ابداء الراي (وقد اقتبست مقاطع منه)
فهل ابداء الراي حجر؟

تحياتي لك اخي عثمان
وحفظك المولى

السلام عليكم أخي الفاضل الأستاذ صابر
رويدك ؛ أخي الحبيب ، إني لمقدر أدبك وأخلاقك الطيبة
ما ذكرته من بعض الكتب لا يعني أنك لم تطلع عليها ، إنما هي للتذكير فقط
كما أنهم ليسوا حجة عليك بكل تاكيد ، ونحن لسنا حجة عليهم.
وقولي : لا ينبغي أن نحجر على الكاتب أسلوبه أقصد به أن في الأمر متسعاً
بارك الله فيك ..
وإني - في الحقيقة - من الذين يقبلون من الأدباء أساليبهم ما دام لها مثيل عند غيرهم وقبل به أسلافنا ولا أظنني أكثر تقى ووعيا ،
ولعلك حين تقرأ ( يتيمة الدهر ) للثعالبي التي جعلها المتقدمون من أمهات الكتب وقلدها كثير منهم لا ترى بأساً في قراءة ما طرحتُه هنا لهذا الكاتب
على كل حال أنت وما بدا لك . ولكلٍّ ما اقتنع به
ولك خالص تحياتي
أخوك عثمان

اخي عثمان احببت ان اعلق فقط باني لم اتسرع وانما جاء ردي تجاوبا مع تعليقك "ولو أنك تصفحت... لغيرت رأيك"
بل قراته عدة مرار قبل ان اعلق، وابديت وجهة نظري

فتقبل تحياتي اخي الحبيب
وحفظك المولى