تجرَّعَتْ رُوحي كأسَ الوحدةِ العاشرة ... لتغيبَ مشاعري المتأرجحةُ عن وعيِها المزعوم ، و تتساقطَ أيّامي صرعى على وقعِ طبولِ حربِ عقاربِ السَّاعات
أعاودُ الاختباءَ خلفَ ممرَّاتِ الأملِ الضيّقة ، لاهثاً وراءَ سرابِ أمنيةٍ تائهة .
فيخيِّمُ اللَّاشعورِ على سماءِ أحلامي ، و ترتبكُ أنفاسي أمامَ سطوةِ الصَّمت .... لتبدأَ أصابعي العابثةُ ، بممارسةِ طقوسِها على لوحةِ المفاتيحِ ، محوِّلةً أزرارَها إلى نبضاتِ قلب ...
تطبعُ آهاتي حروفَها على صفحاتِ هذياني و تمطرُني سحائبُ الوهمِ بوابلٍ من التساؤلاتِ و الأفكارِ العبثيَّة .
أتساءَلُ كثيراً عن سرِّ زرقةِ السماء !!! .
فقد أخبرَنا أجدادُنا ، أنهُ انعكاسُ لونِ البحرِ على وجهِها
لكنَّ البحرَ أنكرَ طفلتَهُ السَّماويةَ .... و قالَ بأنَّ مياهَهُ صارتِ اليومَ سوداءَ كقلوبِ البشر.
أخبرني قلبي ، بأنَّهُ دمعُ زهرةِ النَّرجسْ ... لكنَّ سمائيَ الرماديةَ أكَّدتْ لي ....
بأنَّ السِّرَّ رحيلُ غيمة .... و غيمتي وفيةٌ مثلي و ليتَها تمطرُ أو تفارقُني .
و تسألُني دمعتيَ الحبيسةُ عن سرِّ الحنين ... فتجيبُها أصابعي المرتجفةُ :
عندما يستبدُّ الحنينُ بأرواحِنا، تفقدُ أجسادُنا أحجامَها و أوزانَها ... فأجدُني على متنِ أجنحةِ الخيال ، يحملُني نسيمُ الشَّوقِ إليكِ
أطاردُ بسمتَكِ الخجولة ، و طيفَكِ العَطِرَ الهارب ... فأرتطمُ بزجاجِ نافذَتِكِ ... و أذوي كدمعةِ رحيل .
أتسلَّلُ للأعلى عطراً و أتلاشى ... و أرجعٌ مع شعاعِ الشَّمسِ فجراً عاشقا ، و أعاودُ الحلمَ منْ جديد ...
و تمنيت لو أنك يوماً تركت نافذتك مفتوحة !!! .
و تشهقُ المرآةُ من هولِ انكساراتي !! ..
ليرتسمَ الرحيلُ على ملامحي ، و يجتاحٌ الشحوبُ معالمَ وجهي
لتنكرَني الرِّيح ... و يحاصرُ الضوءُ الخبيثُ هذياني ، و بصوتِهِ الأجشِّ يردعُ أناملي
يبعثرُ صورتَكِ أجزاءً كنبضي ... أمدُّ كفَّ الوهمِ لألتقطَ دمعَ السَّماء !....
فتكبِّلُ الرِّيحُ معصمَ حلُمي و تنهرُني المطر .... و تصفعُ لوحةُ المفاتيحِ صمتي
أتشاجرُ معَ أزرارِها .... كفِّي عن هذا الجنون !!!.. أبعدي أنامليَ النازفةَ عنكِ .
لونُكِ الأسودُ باتَ يسكنُني ، تفاصيلُكِ الحمقاءُ أبَتْ إلَّا أن تختلطَ بنبضي ...
متى سأتحرَّرُ من سجنكِ ؟؟
إلى متى سأتساقطُ على صفحاتٍ بلا ورق ؟؟؟
أم أنك تخرجين ما في قلبي كي أستريح ؟؟؟ ....
أخبريني يا لوحة المفاتيح !!! .