أمنياتٌ متدليّةٌ من سماءِ المستحيلِ

أن بدأتي أحاديثَكِ فأجعلي بعدَ البسملةِ صفاتكِ
هزيلةُ الرّوح , معتكفةُ الحيرةِ , شاردةُ العينِ , رتابَتي فاقت تلكَ الرّفوفِ في قصرٍ خلا ألّا من مالكيهِ , أدورُ حولكَ بأنتظامٍ فيرفسُني الحنينَ ببذخٍ لاذعٍ يفكَّ أزرارَ صمتي ويأتي بلسانِ شوقي ليجلدهُ بكَ مِراراً , غريقةٌ في دماءِ المستحيلِ , ألفُ فكرة تُراودَني لنحرِ رقبتهِ في مقصلةِ عشقي , تارةٌ أعلو وثانيةٌ أنحسرُ في تابوتٍ مالهِ من منفذِ , تلكَ هيَّ أنا وما خُفيَّ كانَ أعظمُ أتُراكَ الى الآن تنوي الخوضَ في بحارِ محبّتي ؟ فكّر مِراراً فما عادَ الوقتُ يكفي !!!!

خُذلان !!!

في ليلتي الماضيه كنتُ قد عاهدتُّ فكري على أصطحابهِ بجولةٍ بعد أن رأيتهُ يعضُّ على شفتيهِ قهراً , تسحّبتُ بهدووءٍ في يومي هذا لآوقظَ الفجرَ في عتمةِ نفسي , مضيتُ قُدماً برفقتهِ ( عقلي ) بعد أن أوصدتُّ البابَ جيّداً على قلبي , حينما هممتُ بالوصولِ وأذا بهِ شارداً كعادتهِ تمعّنتُ في ملامحهِ عجباً وأذا بذاكَ الحبيبِ لا زالَ يستحمُّ في ذاكرتهِ عبثاً ... تيقّنتُ أنّه كقلبي قد تواطئا معهُ ضدّي !!!

كُنتُ قد أقسمتُ على ناقوسِ فكري ألّا يمزّق آوراق الماضي ويرميها بوجهِ راحتي لكنّهُ ما عادَ لي مُنصتا !!!
مُتعبه ... مُنهكه ... يائسه ... زرعوا بداخلي بذورَ الفراق حتّى تشرّبت من دماءِ صبري فَتركتني خاويةً على عروشِ وحدتي .. الى متى وهذا الآنتظار يعصفُ بسنابلِ صبري فيقتلعها أمامَ عيني ؟ الى متى وأنا أرتوي من مياهِ الندم الآسنه فتحيلُ بياضي لرمادٍ متناثرا ؟
يخيّلُ لي أنّني في شفاههِ أمنية المستحيلِ النائمه وهوَّ لي رجلُ الرّحيل الغائبا !!!!

هذاَ الصّباحُ تمشي الآشواقُ على أطرافِ أصابِعها , تميّزها حمرةَ الوجنتين وتُسارعِ نبضاتِها , مُمسكةٌ بذيلِ حنينها الآحمر الطويل الفاتن وعلى قرعِ طبولِ أسمهِ تبحثُ في الوجودِ عن مناديلٍ خلّفتها يدهِ !!! تركتُها تلتحفُ البهجةَ بينَ أوديةِ الغيابِ .. تراوغُ ركلاتَ اليأس في ملعبِ اللّحاظ ... حتماً ستسقطُ كسابِقاتها في بئرٍ مغطّى بشراشفِ الفراق لــ تنمو عليها خيوطُ النسيان