أحدث المشاركات
صفحة 6 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 102

الموضوع: نحت وتعرية

  1. #51
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    بعد أن قرأت ردك و بعض ردود المارين ، بت أشعر أنني ذهبت إلى ما لم يكن حاضرا في أجواء النص،
    وربما كان يجب أن أقتصر فقط على ثورة ثقافية فكرية تتوجه إلى نوعية من الشعراء ،
    لكنني رأيت أنها أقل شأنا من أن تفرد لها أغراض الشعر ، وأقل قيمة من أن يكتب فيها - وحدها - شاعر في قامتك ،
    إلا أن تكون فقط مطية أو بداية لشيء ما أهم و أعظم ، يتعدى إلى الحداثة التغريبية التي دخلت كل نواحي الحياة ، وربما كان أهونها
    - في رأيي - هو الشعر ،وهذا هو ما حاولت أن أوجه إليه طاقة تأملي وأتمثله في آفاق القصيدة و أعماقها .
    ويبقى أن كل نص بعد نشره لا يستمر في عهدة الكاتب وحده، بل يتحول إلى ملكية القارئ ،
    السّلام عليكم عزيزتي الأخت نادية ... وأستأذن قبل ردّي من الشّاعر الدّكتور الأخ سمير في الرّدّ ...
    قرأت في ردّك هنا وبالذات في قولك:
    "لكنني رأيت أنها أقل شأنا من أن تفرد لها أغراض الشعر ، وأقل قيمة من أن يكتب فيها - وحدها - شاعر في قامتك ، إلا أن تكون فقط مطية أو بداية لشيء ما أهم و أعظم ، يتعدى إلى الحداثة التغريبية التي دخلت كل نواحي الحياة ، وربما كان أهونها - في رأيي - هو الشعر " تقليلا من قيمة الفكرة المركزيّة للقصيدة التي أبهرت بطرقها ( ونحتها وتعريتها) لموضوع الحداثة ... تلك الحداثة التي رفعت من أسهم شعراء كثيرين، وجعلتهم في أعلى درجات السّلّم الإبداعي مع تهميش، وتقليل من قيمة الشّعر العمودي الأصيل ذي الموضوعات الهادفة والفكر الرّاقي.

    شاعرنا أراد أن يثبت وهو شاعر الأصالة، والقيم والإنسانيّة أنّ بإمكان الشاعر الأصالي أن يأتي بقصيدة فيها من الطّلاسم والغموض والمبادئ وما إلى ذلك ممّا يحمل لواءه الشّعراء الحداثيّون ويحظون بالتّصفيق والهتافات والتّمجيد والخلود...
    لذا فأنا أرى أنّ الحداثة وتعرية كلّ ما هو متعلّق بها من أهمّ الموضوعات التي يجب أن يتناولها الشّعر الأصيل وما أروعها إذ جاءت من شاعر أصاليّ كالعمريّ ناقدة وساخرة وعارضة لنا بلغة الحداثيين شعرا صعب على الكثير فهم تأويله لولا المداخلات الشّارحة والتّأويلات التي ساعدت الإخوة الأفاضل، فعادوا بعد قراءتهم الأولى لقراءة أخرى مغايرة مهّد لها ما جاء من تعليقات أو يمكن القول من تحليل.

    ولا أدري لم اعتبرت أسهل الغرائبيّة التي غزت حياتنا في الشّعر، وأنت التي تهتمين بكتابة الشّعر . ألا ترين معي أنّ هذا الشّعر الذي يصفّق له الكثيرون قادر على غرس أفكار جهنّميّة ذات تأثير سلبي على مجتمعاتنا؟ فحين يقرأ طلابنا قصيدة كقصيدة نزار خبز وحشيش وقمر

    "أيها الرب الرخامي المعلق
    أيها الشيء الذي ليس يصدق"..
    دمت للشرق..لنا
    عنقود ماس
    للملايين التي عطلت فيها الحواس
    ***
    في ليالي الشرق لما..
    يبلغ البدر تمامه..
    يتعرى الشرق من كل كرامه
    و نضال..
    فالملايين التي تركض من غير نعال..
    و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ..
    و في يوم القيامه.. "
    ويمتحن بها يظلّ صدى أفكارها عالقا في ذهنه، وتبني شخصيّة رجل المستقبل... وكم من طالب يدرس مثل هذه القصائد وغيرها ممّا تغرس أنياب فكرها في اللاوعي وتؤتي الثّمار المرجوّة... فالشّعر هنا لا يعتبر الأقلّ شأنا ... حتّى الاستهانة بالقليل على اعتبار أنّه ليس ذا قيمة، من الممكن أن يجرّ الاستهتار بما هو أكبر. ومن هنا فمثل هذه القصيدة تساهم في الدّفاع عن اللّغة والقيم العربيّة والإسلاميّة وأراها ذات رسالة سامية وأهداف نبيلة بفكرتها الأساسيّة وطرقها لموضوع الحداثة والحداثيين.
    دمت بخير
    تقديري وتحيّتي

  2. #52
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    الحداثة ثورة عارمة على موروثنا الشعري وإرغام على ترك بحور الخليل وانعتاق وتحرر من قيود البحر والقافية وقطع الصلة بيننا وبين موروثنا الفكري وكل ماينتمي للماضي والذي نعتبره أحد أهم مهام الغرب
    وقد قال الشاعر والناقد محمد البياسي في الشعر العربي بين الحداثة والتجديد :
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد البياسي مشاهدة المشاركة
    تكالبت علينا اقلام الحداثيين كما تتكالب الأَكَلةُ على قصعتها , و ذلك من قِلّتِنا و كثرتِهم.
    و لكنْ :
    " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله و الله مع الصابرين " صدق الله العظيم .
    و بعد :
    ربما لا يعي كثيرون ما الفرق بين الحداثة و التجديد !!
    و ربما التبسَ الأمرُ على بعض الكتّاب و المفكرين ايضا ...
    و لكنّ المهووسين بالحداثة الذين يريدون أن يسوّقوا لها عن طريق خلط الاوراق يَعُونَ تماما ما الفرق بين هذين المفهومين .
    باختصار شديد : الحداثة هي انقلاب كامل على كل ما هو موروث .
    اما التجديد : فهو الاحتفاظ بالموروث و تطويره بما يناسب الزمان و المكان .
    قال غوته شاعر ألمانيا الاول و شاعر اوروبا العظيم :
    " لولا امرؤ القيس لقلت إن هوميروس هو أشعر شعراء العالم , لانه في شطر واحد وقف و استوقف و بكى و استبكى و ذكر و استذكر "
    غوته شاعر ألماني و ليس شاعرا عربيا !!!
    فبرأيه ان امرأ القيس هو أشعر شعراء العالم , مع ما لشعرهوميروس من سطوة وهيمنة في عالم الشعر منذ ما يزيد على ثلاثة آلاف سنة , و لا يختلف النقاد في أن هوميروس
    هو من أشعر شعراء العالم على مر العصور و الازمان.
    ما زالت " إلياذة و أوديسة " هوميروس تدرّسان في معظم كليات الآداب في العالم , و لا تكاد تخلو دراسة شعرية من ذكر هوميروس و ملحمتيه الاسطوريتين في عصرنا الحاضر, و تكاد الكتب و الدراسات تخلو تماما من ذكر حتى اسم امرئ القيس عند دراسة الشعر العالمي.
    و الادهى من ذلك أن نجد معاول بعض الادباء العرب التي صقلتها المدارس الفكرية الفرنسية , تحاول هدم الصخرة العملاقة أو انكار وجودها أصلا , التي ارتكز عليها النحو العربي و هي الشعر الجاهلي , و من هؤلاء طه حسين الذي لقب في وقته بعميد الادب العربي !!!!!
    يقول : " شكّكتُ فى قيمة الأدب الجاهلي, وألححت فى الشك. وانتهيت إلى أن الكثرة المطلقة مما نسميه أدبا جاهليا, ليس من الجاهلية فى شئ. إنما هى منحولة بعد ظهور الإسلام. فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهوائهم, أكثر مما تمثل حياة الجاهليين " !!!!!
    اكتشاف مذهل , مرّ على الآلاف من شعراء و أدباء العرب منذ ألف و أربعمائة عام , و اكتشفه صاحب البصيرة الثاقبة طه حسين المتخرج من المدارس الديكارتية والمتزوج بفرنسية كاثوليكية و المتعمد في كنيسة تابعة لإحدى قرى باريس لمباركة زواجه هذا .
    و يقول :
    "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي"
    التوراة و القرآن لا يكفيان للإثبات !!! و لكن النظريات الشكوكية الديكارتية هي التي ستثبت إنْ كان وجود ابراهيم و اسماعيل حقاً أم لا !!!
    ما أشد وقاحتك ...
    "لقد استكبروا في انفسهم وعتوا عتوّاً كبيرا" .
    اكتشاف مذهل أيضا مرّ على ملايين البشر من المسلمين و النصارى و اليهود , و اكتشفه نافذ البصيرة طه حسين !!!
    قال طاغور حكيم الهند و شاعرها :
    " إن عقلا كله منطق كمدية كلها نصل , تجرح اليد التي تستعملها " .

    في منتصف القرن العشرين و تحديدا سنة 1947 وُلِدَ مسخٌ مقيتٌ في العراق , اُطلق عليه فيما بعد اسم شعر التفعيلة , و لم يزل يكبر ويتسرطن حتى تمكن من جسد الشعر العربي , و تفرّعت منه لاحقا تسميات أكثر مقتا , مثل الشعر الحر و القصيدة النثرية و ما الى هنالك من مسميات يحلو للمتطفلين على الشعر العربي اطلاقها على تخاريفهم الشعرية, و لم يسلم من هذه العدوى الشعرية الا القلة القليلة من الشعراء , و لم يزل هذا المسخ ينتقل من حضن الى حضن و من بيت الى بيت حتى وصل الى الحضن الذي فيه من الدفء ما لم يجده في غيره من الاحضان و الى البيت الذي فيه من الرحابة ما لم يجده في غيره من البيوت .. أدونيس .
    علي أحمد سعيد إسبر , سوري ,من قرى اللاذقية , اختار لنفسه أولاً اسم " أدونيس " و هو اسم لأحد آلهة الفينيقيين ,ثم ثانياً خلع عنه لباس العربية و الاسلام بالاعلان صراحة عن إنكاره لكل ما هو موروث و قديم , و الموروث والقديم في رمزه هو الاسلام و العروبة فقط , و قد ضحى هذا الادونيس بكل ما يملك من أجل تمييع هوية الأدب العربي و التاريخ الاسلامي , و ما زال يتنازل و يضحي في سبيل أن يكسب رضا المانحين لجائزة نوبل.
    يقول :
    " ما نطمح إليه ونعمل له كثوريين عرب هو تأسيس عصر عربي جديد . نعرف أن تأسيس عصر جديد يفترض بادئ ذي بدء الانفصال كليا عن الماضي، نعرف كذلك أن نقطة البداية في هذا الانفصال التأسيسي هي النقد: نقد الموروث ونقد ما هو سائد شائع , إن ماضينا عالم من الضياع في مختلف الأشكال الدينية والسياسية والثقافية والاقتصادية، إنه مملكة من الوهم والغيب تتطاول وتستمر، وهي مملكة لا تمنع الإنسان العربي من أن يجد نفسه وحسب، وإنما تمنعه كذلك من أن يصنعها ".
    هذه هي الحداثة أيها السادة : الانفصال عن الدين تماماً... و عن الماضي لماذا ؟ لأنهما عالمان من الضياع والوهم !!
    لقد قال الرجل رأيه في الدين بكل صراحة، ولم يكن ذلك الدين إلا الإسلام، أما المسيحية و اليهودية فقد حظيتا باحترامه، فلم يتعرض لهما بأي نقد !!
    وقال عنه أحد تلامذته الذين هم على شاكلته : لدينا العشرات من أمثال نزار قباني ولكن هناك أدونيس واحد فقط . و أنا أقول له : كذبتَ , بل لدينا نزار قباني واحد , أسطورة لن تتكرر , كما لن يتكرر المتنبي و امرؤ القيس , و لدينا الآلاف من أمثال أدونيس الذين تطفلوا على الشعر تطفل المشردعلى الموائد و الاعراس.
    و أنا اتكلم عن شعر نزار العمودي فقط , أما شعره التفعيلي و الحر فلايعنيني في شيء .
    يجب الا ننسى أيها السادة أن الاعلام هو العنصر القاهر في التسويق , و الاعلام لم يكن يوما في العصر الحديث بيد العرب , لذلك فقد طغى تفخيم بعض شعراء اوروبا و العرب على وضاعتهم في الاعلام العصري وصنعت لهم من الضجة الاعلامية ما أصمى آذان المهتمين عن غيرهم من العمالقة لمجرد انهم يسايرون الغرب و يقلدونه تقليدا اعمى.
    محمد البياسي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #53
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    مَا الشِّعْرُ أسْمَالٌ نَتُوقُ لِغَيْرِهَا
    لِيَسُوقَنَا "بُدْليرُ" مِثْلَ رَقِيقِ
    فِإذَا الحُرُوفُ مُرِيبَةٌ دَمَوِيَّةٌ
    شَنْعَاءُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالمَصْعُوقِ
    وَبِحُجَّةِ التَّصْوِيرِ تُصْبِحُ للسّمَا
    ءِ مَعَارِجٌ وَالبَحْرُ نَزْفُ غَرِيقِ
    وَالمَوْتُ يُلْقِي الغَدْرَ فِي أحْدَاقِنَا
    بِالقَتْلِ وَالتَّرْوِيعِ وَالتَّمْزِيقِ
    وَإذَا القَصَائِدُ أيّ شَيْءٍ إنَّمَا
    لا شِعْرَ لا مَعْنى وَوَهْجُ حَرِيقِ
    وَحُرُوفُ شُؤْمٍ مَا قَرَأتُ زَعِيقَهَا
    إلا وَمِنْ غَضَبٍ شَرِقْتُ بِرِيقِي
    فَإذَا أشَحْنَا عَنْ مَتَاهَاتِ ال
    مَجَازِ نُرِيدُ شِعْرَ العَقْلِ وَالتَّحْقِيقِ
    لَوّوا الرُؤوسَ، تَغَامُزًا وَتَضَاحَكُوا
    مِمَّا يَقُولُ مُقَيَّدٌ لِطَلِيقِ

  4. #54
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    فهمنا غايتك أستاذنا ووصلتنا الرسالة كما أردتها
    وقد سمعنا وسوف نجيب
    سنكون جنودا في جيشك الحرّ على حدود الأصالة
    وسنحارب هذه الأكذوبة التي هجموا بها على شعرنا الأصيل وعلى لغتنا العربية الحبيبة
    سنحارب مصطلحاتهم الدخيلة ولغتهم الكافرة واهتمامهم الكاذب بقضايانا التي جعلوها مطايا يركبونها ليسبّوا ديننا ويهينوا معتقداتنا بحجة الغضب من الحال

    وسوف نرفع قصيدتك الرائعة لواء لجند الذود عن أصالة الشعر
    شكرا لك أميرنا
    ولقصيدتك الرائعة

    بوركت

  5. #55
    الصورة الرمزية ياسين عبدالعزيزسيف شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 634
    المواضيع : 107
    الردود : 634
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي


    أيها العمري العملاق
    سلام الله عليك، وعلى روحك وفكرك
    وشعرك ونثرك وإبداعك ..

    أنت مدرسة فكرٍ وقيمٍ وأدبٍ وإبداعٍ
    وفارس أمّة ..

    زادك الله من فضله
    وجعلك ذخراً للأمّة ومناراً للأجيال
    سلمت يمينك ولا فض فوك

    وتحية تليق بمقامك وبهاء حرفك
    محبتي لك وخالص الود
    ياسين عبدالعزيز

  6. #56
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جاسم القرطوبي مشاهدة المشاركة
    إنها بالحق جديرة أن تكون عمادة للأدب الحاضر

    سيدي

    أنت عريق الشعر وهممت أن أبني صومعة للتعلم منها

    فدمت
    بارك الله بك وأكرمك أيها الأديب الكريم برأيه وحسه وسمو أدبه!

    أشكر لك تواضعك الجم في حضور القصيد.

    دام دفعك!

    ودمت بكل الخير والرضا!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير!


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #57
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي نحت وتعرية


    قصيدة ( نحت وتعرية )
    علامات على الطريق ..


    جاءت قصيدة ( نحت وتعرية ) للشاعر الكبير الدكتور سمير العمري نقداً كاشفاً لزيف الحداثة التي باتت تنخر كالسوس في العظم ، ومن وحي هذه القصيدة الناقدة سوف أقف على أبرز ملامح الحداثة حسبما قادني فهمي وإدراكي للقصيدة ومعانيها ومراميها .. مستعيناً بالله تعالى ..

    هل النقد مشروع شاعر فاشل ؟
    أحياناً نعم وأحيانا لا ..
    لكني سأجزم هنا أن قصيدة ( نحت وتعرية ) أحرقت هذا السؤال وأفحمته ، ليس بالإجابة عنه بـــ"لا" فقط ، بل بقلب الطاولة على أصحابها ..
    نحن أمام نقد مختلف .. فالشاعر أصالي لكنه في الوقت نفسه ملّم بالحداثة ، حاك نقداً لها بأساليبها هي ، نحت في صخرها وبأدواتها تمثالاً على شاكلتها ثم قال لهم انظروا كم هو قبيح ..
    نقد مختلف لا شك .. لاذع وساخر أيضاً لشكل ومضمون ما يسمى بالحداثة ..
    والكلام عن الحداثة ذو شجون ..
    فالأصالة والمعاصرة .. القديم والحديث .. جدل لا ينتهي ، لفّت بذراعه الساحة البشرية شرقها وغربها .. شمالها وجنوبها .. وباتت قضايا الأدب والفن داخل هذا الجدل منفلتة إلى حد كبير من توازنها وانضباطها ، لأن أصحابها الذين كان يرجى منهم ضبطها وموازنتها وتحريكها من عمق ماضينا بما يلبي حاجاتنا ويعبر عن آمالنا وآلامنا ، أصبحوا ببغاوات لا تجيد سوى تكرار المكرر ..

    ومرة أخرى نقع فريسة شباك المستورد ..
    أوهمونا بأن الاستيراد كان حتمياً فرض علينا ووجب أن نقبله برحابة صدر ضريبة لجمودنا وتخلفنا وإغلاقنا أبواب الاجتهاد والإبداع ، ولكن ـ سؤالاً يلح على الفهم ـ ألم تكن أوروبا أيضاً غارقة في الجهل والجمود والتخلف أكثر مما كنا ؟ فما الذي افترق إذن ؟ ولماذا صاروا مُقلَدين وصرنا مُقَلِدين ؟
    والحقيقة أن الفارق الذي حدث بيننا وبين أوربا هو أن الأخيرة عندما بدأت تتخلص من براثن الكنيسة وقبضة السلطة البيوقراطية كانت تخيط لنفسها ثوباً يليق بها ومن مقاسها ، فتحركت صوب أهدافها التي تحقق حاجتها وذاتها ، ثم بدأت تتطور على هذا النسق ..
    بينما بدأنا نحن برفض الجمود بلبس الثوب الذي حيك هناك في أوربا وليس عند خياطنا المسلم العربي !
    أضرمت أوربا النار فانتقل دخانها ورمادها إلينا خانقاً أجواءنا مضيقاً أنفاسنا مغشياً بصائرنا .
    نعم .. هذه هي مشكلة الحداثة في عالمنا العربي .. إنها حداثة نعم ولكنها ليست عربية على أية حال .. لم تنشأ في تربتنا ولم تُسق من مائنا ولا تنشقت هواءنا ..
    يقول الدكتور عبدالعزيز حمودة في كتابه ( المرآيا المحدبة ) :
    ( حاول الحداثيون العرب منذ أوائل السبعينيات مباشرة ، أي في السنوات التي تلت النكسة وسقوط الحلم العربي ، تقديم نسخة عربية لحداثة تتعامل مع واقع الحضارة الغربية ) . ص23 .

    وما لي أذهب بكم بعيد للمذاهب والقصيدة حاضرة شاهدة بيننا في تعرية الحداثي الذي جلس بصحن الحديقة يرتشف قهوته مسترجعاً ليلة أمس ، وما أدراك ما ليلة أمس ؟
    بُطُولاتَ جِنْسِ
    وَنَشْوَةَ كَأْسِ
    وَرَقْصَةَ أُنْسِ
    وَمَيْسِرَ شَهْوَةْ


    وهي صورة تعيدنا بإلحاح إلى الحياة التي يعيشها أولئك ، وينطلقون منها إلى بناء أدبهم الخاص ، شارل بودلير الذي اعتبره غالي شكري نبياً للشعر الحديث ، أديب فرنسي نادى بالفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية ، كان يعيش حياة الفسق والانحلال ، وأصيب بداء الزهري ، عاش في شبابه عيشة تبذل وعلاقات شاذة مع مومسات باريس ، ولاذ في المرحلة الأخيرة من حياته بالمخدرات والشراب ، حتى ان فرنسا نفسها منعت نشر بعض قصائده ، وكان حياة أستاذه إدغار آلان بو مترعة بالقمار والخمر والعلاقات الفاسدة .
    أما البنيوي ميشل فوكو وإصابته بالايدز جراء ممارسته الشذوذ الجنسي الذي يعتبرونه تجربة اكتشاف فليس ببعيد !
    ونزار قباني ومحمود درويش .. وآخرون ..
    وخلاصة الأمر هي كما قال أحدهم في شعر بودلير : ( إنك لا تشم في شعره الأدب والفن ، وإنما تشم منه رائحة الأفيون ) ..

    وهنا تتساقط أقنعة الكذب والتزييف والادعاء بأن الأدب ليس إلا للأدب وان الفن للفن ، ولا شيء غير ذلك ، فالأدب حسب زعمهم ليس مرآة عاكسة للحياة وإنما كيان مستقل ، لكن مقارنة حالهم بأدبهم تزيل الغشاوة عن العيون ، فترى كتاباتهم ما هي إلا انعكاس لحالتهم البائسة الغارقة في فوضى العقيدة والفكر والروح ..
    نعم .. يتساءل المرء كيف سيكون أدب هؤلاء مرآة لمجتمعهم ولوحة شفافة له ، وقد قلبوا الأدب إلى ثقب صغير ضيق تنبعث منه رائحة فكرهم الفاسد ومزاجهم الثمل وأخيلتهم الفاسقة بعيداً عن هموم وطنهم وتحدياته وصلاحه !
    ولذا فها هو شاعرنا الحداثي يقلب جريدته ، ويمر بصور ومشاهد .. قصف ..شهداء .. نار .. حرق .. دماء .. اغتيال .. تخمة ومجاعة ..
    ثم لا شيء غير تثائب وتراخٍ ، وما يهمه في الأمر كله ؟ لا شيء .. سوى ما يريد هو ..
    مباراة .. نجوى فؤاد .. هيفاء وهبي .. لا بل عيونها ..
    ثم
    ويُمْسِكُ بِالقَلَمِ المُخْمَلِيِّ المُذَهَّبْ
    وليس قلم الحرقة والمعاناة من أجل قضية عادلة أو نصرة مظلوم أو دفع شر .. بل قلم مستريح يدغدغ الغرائز والشهوات ، ويثير الشك والفوضى ..
    وَيَكْتُبْ :
    براءة ..
    ولكن براءة من ماذا ؟ ولماذا ؟
    من قوالب شعرية وأوزان وبحور ، بحجة قدمها وتغير الذائقة العربية ؟ براءة من الأشكال والصور الفنية ؟
    كلا .. فليست الحداثة مدرسة أدبية في الكتابة والشعر والقصة والنقد فحسب ، وليست خروجاً عن قوالب أدبية وفنية واستبدالها بأخرى فحسب .. كلا ..
    الحداثة شيء أكبر من كل ذلك وأعمق .. إنها منهج شمولي ونظرة شمولية لله والكون والإنسان .. وما الأدب والفن إلا غطاء يتستر به ذلك المنهج ..
    ( تبرأت ) إعلان صارخ لهوية الحداثة ، لدين الحداثة ..
    إنها دين ضد دين ..
    يقول غالي شكري في كتابه ( شعرنا الحديث إلى أين ؟ ) :
    ( مفهوم الحداثة عند شعرائنا الجدد مفهوم حضاري أولاً ، هو تصور جديد للكون والإنسان والمجتمع ... فلا يكون الشاعر معاصراً بمجرد أن يصف الصاروخ أو التلفزيون أو عظمة الاشتراكية ، مثل هذا الشاعر بالنسبة للمفهوم الحديث للشعر هو رجعي عظيم الرجعية ... الشعر الحديث موقف من الكون كله ، لهذا كان موضوعه الوحيد " وضع الإنسان في هذا الوجود " ) . ص114 .
    ويقول سعيد السريحي :
    ( للحداثة مفهوم شمولي ، هو أوسع مما منح لنا ومما ارتضينا لأنفسنا ، ذلك أن الحداثة نظرة للعالم أوسع من أن تؤطر بقالب للشعر ، وآخر للقصة وثالث للنقد ، إنها النظرة التي تمسك الحياة من كتفيها، تهزها هزاً ، وتمنحها هذا البعد الجديد ) . الحداثة في ميزان الإسلام ، عوض القرني ، ص54 .
    ويقول :

    وهذا المنهج الشمولي والنظرة الكلية لا تتأتى إلا بعد أن تحدث ( البراءة ) من كل ما هو قديم وتراثي ( هَرْطَقَاتِ العَجَائِزْ ) وهي الإسلام وعقيدته ، وهذا ما يؤكده التبرؤ من كل ( مَا لا يَجُوزُ وَمَا هُوَ جَائِزْ ) ، أي لا دين ولا شريعة ، لا حلال ولا حرام ، لا قيم ولا فضيلة ولا عرف ..
    تَبَرَّأْتُ مِنْ سَفْسَفَاتِ الفَضِيلَةْ
    وَمَزَّقْتُ عَنِّي ثِيَابَ القَبِيلَةْ


    ويعلن تحرره من نهج ( التقليديين ) الذين اغتالوا الخيال والنضال والجمال ..
    وما الخيال عند الحداثيين ؟
    هل إذا قلنا هو خيال انتهاكي مجنون أكثر مما هو إبداع واختراع سنبتعد عن المصداقية ؟
    فأي خيال هذا الذي يضيع في متاهاته المعنى ويكتنفه الإغماض والسخرية من ذائقة المتلقي ؟ بل أي خيال كافر هذا الذي يتجاوز حده إلى التطاول على الذات العلية العظيمة ؟
    وما النضال عنده إذا كانت كل إحداث الأمة الجسام ومصائبها المفجعة لا تهم شاعرنا الحداثي ولا تفعل فيه أثراً سوى تثاؤب ..
    تثاءَبَ كَالقِطِّ حِينَ اخْتِيَالٍ
    تَرَاخَى قَلِيلا وَعَادَ يُقَلِّبُ عَمَّا يُرِيدُهْ

    وما الجمال عنده ؟ أهو دفء الغروب والتغزل بعيني ظبية شاردة في الفلاة أم هو كأس وجسد ، ليس له علاقة بالحق والأخلاق ، يجذب الإنسان إلى عالم الطين والتراب ، ولا يرفعه إلى عالم الرفعة والسمو ..

    وبعد أن أعلن براءته وتحرره ، كشف عن أيمانه وعقيدته ، فإذا هي عشق وكأس وخمر الحقائق ، والحقائق عنده ليست حقائق الدين والأخلاق والفضيلة فقد تبرأ منها جميعاً ، وإنما حقائق الشك والضياع والفوضى ، حيث لا عوائق أي لا حرام أو لا يجوز ، فكل شيء مباح مشاع ..
    وَآمَنْتُ بِالعِشْقِ يَمْلأُ كَأْسِي بِخَمْرِ الحَقَائِقْ
    بِحُرِّيَتِي بَينَ زَهْرِ الحَدَائِقْ
    بِلا أَيِّ عَائِقْ


    ثم هو ـ أي الشاعر الحداثي ـ يميل إلى استحضار الرموز الوثنية ويتغنى بها ، كعادة الحداثيين الذين يريدون إحياء التراث الفرعوني والآشوري واليوناني والروماني على حساب التراث الاسلامي ، لذا تراهم يكثرون من استخدام الاساطير وأبطالها ورموزها ، بل إن من تولى كبر الحداثة غير اسمه من ( علي أحمد سعيد ) إلى ( أدونيس ) تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية !
    بِعشْتَارَ تَحْمِلُ فِي رَاحَتَيهَا الزَّنَابِقْ
    بِفِينُوسَ حِينَ تَشِي لِلخُلُودِ بَأَسْرَارِ عَاشِقْ

    ويدعون إلى إشاعة الشعوبية والدعوات الصوفية المنحرفة ، وعقيدة الخطيئة والصلب والفداء النصرانية ..

    ثم يتوغل الحداثي في عقيدة كفرية ويبوح بها ..
    فالإنسان غير الحداثي برأيه يعيش هباء ، دون هدف ولا غاية ، يتعلق بهرطقات العجائز ويغلق على نفسه سجن الحياة والجمال بيجوز ولا يجوز ! ثم يرفع يديه داعياً إلهاً لا يجيب الدعاء !
    ومن هو الإله عند الحداثي أصلاً ؟
    إذ تنضح كتاباتهم كفراً وإلحاداً واستهزاءً بالمقدسات الإسلامية ، وتطاولاً على الله تعالى وعلى أنبيائه وكتبه وشريعته ..
    ( سبحانك ربي هذا بهتان عظيم ) .

    ويستدل على تخلفنا بحالنا الذي نعيشه ، وهو حال يعتبره نابعا من تمسكنا بالقديم والتراث والعادات التي هي جهل لا يُنبت ولا يُزهر حباً ، صمت لا يحصد شيئاً ..
    دعوه وشأنه .. لا تقيدوه بأوهامكم ، هو سندباد يسافر أينما شاء ، ويثمل من أية خمرة شاء ، ويهيم في أية آلهة شاء .. دعوه وماذا تريدون منه وقد كفر بقيد القداسة ، وكفر بكل وصية ، وتبرأ من كل موروثاتكم ، وترككم وأمنياتكم التي تخدعون بها البسطاء .. دعوه فقد ملّ من كل شيء ، يريد حياة الهوى والغزل والأمل ، وطاووس أنثى يداعبه بأشهى القبل !
    مَلَلْتُ الدِّمَاءَ مَلَلْتُ الكَيَاسَةْ
    وَمِنْ نَهْرِ حَقِّي وَعُهْرِ السِّيَاسَةْ
    وَمِنْ كُلِّ قَهْرٍ بِقَيدِ القَدَاسَةْ
    أُرِيدُ حَيَاةَ الهَوَى وَالغَزَلْ
    أُرِيدُ الأَمَلْ
    .............
    دَعُونِي فَإِنِّي كَفَرْتُ بِكُلِّ وَصِيَّةْ
    ..................
    فَيَا مَنْ تَعِيشُونَ عَيْشَ الهَبَاءْ
    وَتَدْعُونَ مَنْ لا يُجِيبُ الدُّعَاءْ
    وَهَذَا التَّخَلُّفُ فِيكُمْ دَلِيلٌ عَلَيكُمْ
    فَلا الحُبُّ يُزْهِرُ فِي طِينِ جَهْلٍ
    وَلا مِنْجَلُ الصَّمْت ِيَحْصِدُ عُشْبَ الكَلامِ
    دَعُونِي وَشَأْنِي
    أَنَا السِّنْدِبَادُ أُسَافِرُ فِي الأَزْمِنَةْ
    .................
    وَطَاوُوسِ أُنْثَى يُدَاعِبُ صَدْرِي بِأَشْهَى القُبَلْ


    هكذا يريد شاعر الحداثة ، الانفلات والانخلاع من كل مقدس وفضيلة وخلق ، ليبني لنفسه عالمه الخاص الذي لا يتجاوز في أرقى حالاته إشباع بطن وإيغال في عالم الشهوة والملاهي ، في تطبيع صارخ مع الشيطان ..

    وهكذا يريد بأمته ووطنه ، أن تكون مطيّة أفكار مستورة وعقائد ضالة ، لا همّ لها ولا قضية سوى تقليد الغرب والانبهار بمنجزاته المادية والركض وراءه حتى لو كان الهدف سراباً أو جحيماً ..

    وها هو الآن يطوي الجريدة ، ويلملم أوراق القصيدة ، وينظر في الصورتين كما بدأ أول مرة ، ليأتي الختام كما الابتداء دون أن يتغير شيء في وعي الحداثي وفي فكره ..

    هل نجح الشاعر الأصالي سمير العمري في إيصال الرسالة ؟
    بكل تأكيد .. وعلى مستويات ثلاثة ..
    الأول في إثبات أن الشاعر الأصالي ليس عاجزاً أن يستوعب الحداثة وأن يفهمها ، نعم .. وليس عاجزاً أن يأتي بمثل ما أتوا بل ويفوقهم إذا أراد ذلك ، لكنه وببساطة ليس مستعداً أن يدخل هذا الغثاء والسخافة والضحالة ، وإنه ليقدر نعمة الوقت والحياة فلا يهدرهما هباءً أو يستخدمها في هدم أمته ودينها وثقافتها وتراثها ..

    والثاني في كشف عوار الحداثة وأهدافها الخبيثة في ضرب هوية الأمة ودينها ، وإرجاع الناس إلى الوثنية من جديد تحت مسميات شتى وأساليب متنوعة ..

    والثالث في تنبيه الأدباء والكتاب والمثقفين من الانجرار وراء هذا الزيف الخطير والوهم الشرير والسراب الذي يحسبه الظمآن ماء ، وأنه ليس هناك من طريقة إلى النهضة الحقيقية والتجديد الواعي إلا بالرجوع إلى دين الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..

    قصيدة ( نحت وتعرية ) نقد مختلف .. يحتاج إلى وقفات أخرى ..


    تقبل أيها العزيز الدكتور سمير العمري
    مروري وقراءتي


    تحياتي ..




    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  8. #58
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة

    هل نجح الشاعر الأصالي سمير العمري في إيصال الرسالة ؟
    بكل تأكيد .. وعلى مستويات ثلاثة ..
    الأول في إثبات أن الشاعر الأصالي ليس عاجزاً أن يستوعب الحداثة وأن يفهمها ، نعم .. وليس عاجزاً أن يأتي بمثل ما أتوا بل ويفوقهم إذا أراد ذلك ، لكنه وببساطة ليس مستعداً أن يدخل هذا الغثاء والسخافة والضحالة ، وإنه ليقدر نعمة الوقت والحياة فلا يهدرهما هباءً أو يستخدمها في هدم أمته ودينها وثقافتها وتراثها ..

    والثاني في كشف عوار الحداثة وأهدافها الخبيثة في ضرب هوية الأمة ودينها ، وإرجاع الناس إلى الوثنية من جديد تحت مسميات شتى وأساليب متنوعة ..

    والثالث في تنبيه الأدباء والكتاب والمثقفين من الانجرار وراء هذا الزيف الخطير والوهم الشرير والسراب الذي يحسبه الظمآن ماء ، وأنه ليس هناك من طريقة إلى النهضة الحقيقية والتجديد الواعي إلا بالرجوع إلى دين الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..

    القراءة رائعة علمية متعمقة وواعية
    وقد استمتعت بمتابعة تناول مفكرنا الرائع بهجت الرشيد لسطور القصيدة ومراميها واستفدت

    ولعلي أضيف للمستويات التي تجلى فيها نجاح الشاعر بتوصيل الرسالة أنه ونظرا لكون الشاعر المبدع لشخصيتي الشاعرين في القصيدة أصاليا، فقد جاءت نشرة الأخبار الشعرية التي كتبها على لسان الشاعر الأصالي، أصالية الرسالة، عميقة، موجهة، من خلال عناوين جاءت في سطور سريعة مكثفة منتقاة الخبر لتعرّي سوءات الأمة وتكشف الحال التي آلت إليها على الصعد السياسية والفكرية والاجتماعية بما تشرّبت من مستورد الفكر والقوالب الغربية الجاهزة التي جاءتنا بها دفعة سابقة من خريجي مدرسة الحداثة هدّت كيان الأمة وخلخلت علاقتها بموروثها، فجعلت منها بيئة تائهة معتلّة مسلوخة عن جذورها يرتع فيها الحداثيون الجدد ويكرسون ضياعها ويستثمرونه.


    قراءة بديعة تفتح أبوابا رائعة ربما كانت مدار حوارات تفصيلية فيما وقف عليه مفكرنا الرائع بهجت الرشيد من ملامح رئيسة في القصيدة

    شكري لروعة ما قرأت هنا

    وتحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  9. #59
    الصورة الرمزية تركي عبدالغني شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,108
    المواضيع : 36
    الردود : 1108
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    دكتور سمير العمري
    الشاعر الرائع
    لا تنفك تكتب وقلبك ينزف بحب الوطن

    وعينك تدمع لمصابه

    فلمثلك التحية
    والاحترام
    وبوركت والوطن
    http://www.youtube.com/watch?v=0stzynqwkYc

  10. #60
    الصورة الرمزية صبري الصبري شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 2,521
    المواضيع : 405
    الردود : 2521
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    نص باهر الدهشة والابداع
    من شاعر كبير حمل لامته هم الاوجاع
    بارك الله فيكم دكتور سمير
    طاب بوحكم الجميل
    تحياتي
    ومحبتي
    مهندس مدني استشاري صبري أحمد الصبري
    www.sabryalsabry.blogspot.com
    http://www.facebook.com/#!/sabry.alsabry

صفحة 6 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قصيدة العمري: نحت وتعرية
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 10-12-2012, 05:24 PM
  2. قصيدة ( نحت وتعرية ) علامات على الطريق
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-10-2012, 02:55 PM
  3. نحت وتعرية
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى دِيوَانُ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-09-2012, 11:43 PM
  4. نحت في نحت
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-05-2010, 12:53 PM
  5. "تفشى النثر في الصلوات"نحت شعري مع محمود درويش
    بواسطة مازن نجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-11-2006, 05:37 PM