|
|
| شــعــرٌ يــجــوبُ بـخــاطــري يــتـــردَّدُ |
 وأنـــا عـلــى فـــرشٍ وثـيــرٍ مـسـهــدُ |
| الحبـرُ عافـت نفسـه مـن أن يـرى |
طــرْسًـــا تـلــطَّــخ بـالــدمــاء مـــهـــدَّدُ |
| حبسـوا الحـروف وعـذَّبـوا ألفاظـهـا |
منعـوا الحقيـقـة أن تُـقـال وتصـمـدُ |
| حـصـروا الـعـلـوم وأغـلـقـوا أفـكـارنـا |
مـــن ديـنـنـا, أخـلاقـنـا قـــد جــــرَّدوا |
| زعمـوا الحضـارة عاشـقٌ وعشيـقـةٌ |
حـضــنٌ وكـــأسٌ والـخـنـا يـسـتـأسـدُ |
| هــي خـطَّـةٌ رعـنـاء تـخـفـي سُـمَّـهـا |
بــاســم الـتـطــور والـتــقــدُّم تُـفــســدُ |
| سبُّـوا الرسـول وحاصـروا علماءنـا |
نشروا الأفاعيَ في المساجدِ ترقـدُ |
| ثـــاروا عـلــى أوطـانـنــا واسـتـمــرأوا |
فالـحـالُ مــزرٍ والصـلـيـبُ تـرصّــدوا |
| ولـــوِ الـهــوا مـلــك الـبـغــاةِ لـقـتَّــروا |
حـــتـــى نـــمـــوت وحـلـمــنــا يــتــبــدَّدُ |
| الفـجـر خــرَّ قـــواه وانـهــارَ الـمـنـى |
والـمــجــدُ يُــهـــدم والــكــرامــةُ تــــــوأدُ |
| فمشيـتُ منتـكـس الجبـيـن مهـدهـدٌ |
ودمـوعُ عينـي فــي الـخـدودِ تُعـربـدُ |
| مـالـلــســلامِ كــدمــيــةٍ بـــيـــدِ الـــعـــدا |
مــالـــلإمـــامِ بـــأرضـــنـــا يُـســتــعــبــدُ |
| مـالـلـجـراح تـربـعــت فــــي صــدرنـــا |
مـالـلـسـمـا تــبــكــي تــــــأنُّ وتـــرعـــدُ |
| مالـلـدمـا كـشـقـائـق الـنـعـمـانِ فــــي |
أرضِ الــشـــأمِ وأبــيـــنٌ تـسـتـشـهــدُ |
| فـــإذا بـشـيـخٍ قــــد عــلــتْ بجـبـيـنـه |
حِــكَــمُ الــزمـــانِ ووجــهـــه مـتـجـعِّــدُ |
| لـمَّــا رأى مـــن حـالـتـي مــاقــدْ رأى |
قـال استـمـع لنصيحـتـي وستسـعـدُ |
| هــو دينُـنـا الإســلام فلْتضـنُـنْ بـــه |
لالاتـــــكـــــن مـــتـــخــــاذلاً وتُـــــنــــــدِّدُ |
| أوَّاه مــايُــجـــدي الــــتــــأوّه يــافـــتـــى |
انـهــض فـبــابُ جـهـادنـا لايــوصــدُ |
| إن كنتَ تعشقُ فالحواري بجنَّة الـ |
مـولـى بـهـا بـيـن القـصـور تُـخـلَّـدُ |
| فتـسـلَّـل الــفــرَحُ الـوفـيــرُ لـصـدرنــا |
مـــــن بـيــنــه حـــــزنٌ بـــــه أتــنــهّــدُ |
| ألـــمٌ دفـيــنٌ فـــاضَ مــــن أعـمـاقـنـا |
ألْـقَــتْ بـــه الأمـــواجُ حــتــى يُـفـقــدُ |
| فـوجـدتـه فــــي الــيــمِّ يـقـبــعُ بـاكـيًــا |
فـــعـــرفـــتُ أنَّ عــــدونـــــا يـــتـــمــــرَّدُ |
| ألــقــيــتـــه كــــــــــي لاأراه مـــــجـــــدَّدًا |
فــــــــإذا بـــــــــه مــتــفــاقـــمٌ يـــتـــجـــدَّدُ |
| عادتْ إلى الأعماق جولـةُ مُبْلـسٍ |
والـسـهــمُ صــــوِّبَ والــعــدوُّ يُــســدِّدُ |
| قومـي أصابهـمُ الكـرى واستسلمـوا |
والــقـــدسُ تــغـــدو قـــصَّـــةً تـــتـــردَّدُ |
| كثُر الدعاةُ الزائغـون عـن الهـدى |
هــم سُـذَّجًـا لبـسـوا القـنـاع وفـنَّـدوا |
| وأرادوا أنْ نــنــزاحَ عــــنْ إسـلامـنــا |
ونـــتــــوه فـــــــي دوَّامـــــــةٍ لاتُــحــمـــدُ |
| لاوالـــذي رفـــع الـسـمـاواتِ الـعُـلــى |
لن نرضى غيرَ الدينِ دينكَ أحمدُ |
| إنِّـــــي أرى قـــومًـــا رمــــــاةً بــعــدمــا |
هـجــروا الـنـبـال وللعـزيـمـةِ أوقـــدوا |
| إنِّـــي أرى مـــن بـعــدِ حُـلْـكـةِ لـيـلـنـا |
فــجـــرًا جـــديـــدًا والــطــيــورُ تُـــغـــرِّدُ |
| وهــــــلالُ أمــتــنــا يُــــــزفُّ وخــلــفـــه |
نــجـــمٌ يُـصــفّــقُ والـســمــاءُ تــوحِّـــدُ |
| الله جـــــــلَّ جـــلالــــه ذلَّــــــــت لــــــــه |
أكــوانـــه وإلــيـــه تــدعـــو وتــســجــدُ |
حزنٌ واستبشار ..
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلال طه الجميلي
