أحدث المشاركات
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 13 من 13

الموضوع: مرمر القاسم في فعاليات عمان

  1. #11
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    كان حضور الأديبة الرائعة مرمر القاسم في أمسيات عمان الثقافية باهرا وغامرا للقبوب بجماله
    وكانت ثمة لقاءات صحفية للاحتفاء بها نطمع أن تتفضل برفعها هنا

    شكرا للرائعة آمال المصري للموضوع

    تحاياي
    ومعك طامعة في رفع تلك اللقاءات الصحفية للاطلاع عليها
    شكرا كبيرة لتواجدك هنا
    وأكرر التهنئة لأديبتنا الرائعة مرمر القاسم
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    لقاء مع الأديبة الفلسطينية مرمر القاسم الأنصاري


    أجرى اللقاء: وحيد تاجا

    أكدت الأديبة الفلسطينية مرمر القاسم المقيمة في أراضي الـ 48: "أن الداخل الفلسطيني يعاني القمع الفكري واللغوي، ورغم أنه جعل اللغة العربية اللغة الثانية، في المدارس، ولكن في الحياة العملية نادراً جداً ما يسمح بالحديث باللغة العربية، مشيرة أن العنصرية تسيطر بشكل أكبر على جميع الصُعد. معتبرة أن وجودها في الداخل الفلسطيني ميزة حرمتها من ميزات عدة.. وقالت الأديبة مرمر في لقاء مع "مؤسسة فلسطين للثقافة": " العيش في ظل الاحتلال يعني أنك سوف تعاني نقصاً حاداً في كل الوسائل التعليمية والعلمية، مما اضطرني إلى اللجوء إلى عالم النت لتعلم اللغة العربية بشكل أوسع وأكبر وتعلمها من أكثر من دولة عربية مما أتاح لي التعرف على لغات مجتمعات أخرى لا تعاني القمع كما يعانيه الفلسطيني".
    والأديبة مرمر عمر القاسم الأنصاري من مواليد 12/8/1977 من أم الزينات القرية الجبلية المهجّرة الواقعة على سفوح جبال الكرمل. عملت في عدة مجالات منها الطب التكميلي، وتعمل حالياً مديرة مركز صحي لرعاية وتأهيل المتوحدين في قرى حيفا.

    بدأت الكتابة منذ عام 2007. ونشرت العديد من النصوص عبر الشبكة العنكبوتية، وهي عضو في منتدى عمّون للأدب والنقد عمان الأردن.

    صدر لها مؤخرا كتاب بعنوان "أوراق مهرّبة من الأراضي المحتلة".

    * هل يمكن إعطاؤنا لمحة عن البدايات.. الأجواء المحيطة.. بمن تأثرت من الكتاب.. ومن هم مصدر الإلهام حاليا..؟

    ** بداياتي كانت عبر الشبكة العنكبوتية، كنت أفتقر للخبرة وللغة في آن، وكما هو معروف للجميع أن الداخل الفلسطيني يعاني القمع الفكري واللغوي، وهذا لأن الكيان جعل اللغة العربية اللغة الثانية، وهذا فقط متبع في المدارس، بينما في الحياة العملية نادراً جداً ما يسمح بالحديث باللغة العربية أيضاً على الرغم من وجود قانون يسمح بذلك، إلا أن العنصرية تسيطر بشكل أكبر على جميع الصُعد.

    تنقلت وككل باحث عن المميز والتميز ما بين المواقع الأدبية والصحف الالكترونية، تأثرت بعدد كبير من الأدباء من بينهم "محمد الماغوط، والمفكر والفيلسوف الجزائري مالك بن نبي والقاص الأديب العراقي عدي حاتم إضافة إلى الشاعر الكبير محفوظ فرج والذي تعرضت إلى شعره من خلال نص في كتاب "أوراق مهرّبة من الأراضي المحتلة" والقاص صباح نيسان وأيضا من العراق ومن الجزائر أحلام مستغانمي, والأديب الشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله والأديب المبدع غسان كنفاني رحمه الله، ولا أنسى بداية تعلمي للغة العربية ودروسا كنت أتلقاها من الزميل الأخ خلوفي عدة من الجلفة "الجزائر"، والذي يعود له الفضل الأكبر في إتقاني للغة العربية، وهنالك بالطبع أسماء كثيرة.

    الأديب غسان كنفاني كان أكثر من تأثرت بهم على الساحة الفلسطينية وتأثري به ليس كأديب فحسب إنما كـشخصية سياسية ثورية وكإنسان، إضافة إلى إبراهيم نصر الله، إلى أن شعرت ومع تشجيع من الزميلات والزملاء من أدباء وقرّاء وكتّاب أنه صار بإمكاني العمل على إصدار ورقي.

    * عنوان كتابك الأول "أوراق مهربة من الأراضي المحتلة" .. مثير ولافت للانتباه ، ولكن بعد قراءة ستين نصّا وتقدمين نعود إلى العنوان لنتساءل عن سبب اختيارك له..؟

    ** في البداية دعني أشير إلى أن من اختار العنوان لهذه الأوراق هو الباحث الجزائري فارس بوحجيلة مشكوراً.

    تعرض الكاتب العراقي حسام الآلوسي في كتابه "المدخل إلى الفلسفة" إلى مفهوم التهريب، قال: "نحن نتساءل أحياناً دون أن ننبس ببنت شفة أحقاً أننا موجودون؟. أي أننا نطلب إثباتاً لوجودنا.

    إذا فإن التهريب ليس بالضرورة يعني المفهوم البسيط والمتعارف عليه، قد نتهرّبُ من أفكار أو يتهرّب منها المجتمع، ونهرّب أفكاراً من دواخل عقولنا، كأن نمنحها لشخص آخر للتطبيق إذا ما وجدنا صعوبة في الأمر. تكون بمثابة محاولة لإثبات الوجود.

    لست أؤمن بأن المباشرة هي الوسيلة الأفضل للوصول إلى القارئ، ففي بداياتي كنت أبحث فقط عما يستفز عامل الفكر كي أفكر، فالوجبة السريعة الهضم لها مفعول مؤقت على العقل البشري، وهذه نقطة لم يعمل عليها غالبية الأدباء العرب، فيكفي أن تنتهي من النصوص لتعود إلى العنوان للبحث عما كان خلفهُ ولمَ، وهذا قد يحفز على اعادة القراءة مرة أخرى. بالطبع حسب رأي المتواضع وليس بالضرورة رأي صائب.

    * وكأن نصوصك تتحدث عن تجربة ذاتية.. وربما لهذا جاءت أقرب إلى البوح والغوص في الذكريات..؟

    ** ليس من الضرورة أن تكون تجارب ذاتية، من طبيعة عملي أن على أعضاء الطاقم العامل الخروج من آناتهم وتبني أفكار وضوابط اجتماعية متفق عليها توافق جميع طبقات المجتمعات، مما يعني أن الفرد منا يتخلص من أفكاره ومعتقداته الذاتية ويعمل وفق ما سبق وذكرت، مما أكسبني مهارة الخروج وأتاح لي رؤية الأمور بعين أخرى، قد تشبهني وقد لا تشبهني، في النهاية أكتب ما أجده مفيداً وما أحسبه الصواب.

    الذكرى مرهقة وكلّنا يحتاج إلى إسقاطها وبالتالي التخلص من عبء الاجتهاد في التَذكّر، فقد نكتب لنشاهد ذكرياتنا على الورق وللراحة من عناء البحث عنها في رؤوسنا، العمل على إسقاط رؤى وأفكار قد تكون فيها منفعة للقارئ، أفضل من إضاعة الوقت الثمين فيما لا يجدي.

    * قارن البعض بين كتابك وبين كتاب (نسيان.كم) للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي الداعي إلى الحياة بعيدا عن التذلل للذكر..؟

    ** في الحقيقة كنتُ قد اقتنيتُ هذا الإصدار للأديبة أحلام مستغانمي، إلا أنني لم أكمله بعد لتراكم الكتب فوق مكتبي، وأن يشبّه أسلوبي بأسلوب الأستاذة أحلام فهذا أمر يسعدني، بل وأراه إطراء في هيئة رداء أكبر من مقاسي.

    مفهوم التذلل جعل للواحد الأحد ولم يجعل من أجل تذلل العبد للعبد. فالفرق كبير ما بين الطاعة المفروضة الواجبة على المرأة من خلال النص القرآني والحديث النبوي الشريف بالحق، وما بين التذلل، شتان بين الطاعة والتذلل.

    ربما وجهتُ دعوة للتمرد على هذه الحالة الاجتماعية المقيتة مع تبيان الفرق بشكل أو بآخر، وهذا ما يجب علينا فعله من أجل السعي إلى تحرير المرأة أولاً من المفاهيم المقيتة لمفهوم "تحرير المرأة المستورد" وقد أصبحت أسيرة تلكم المفاهيم الأعجميّة، والتي لا أجد لها مكاناً في مجتمعاتنا العربية والإسلامية على وجه الخصوص، وثانيا لإفهام المرأة العربية كيفية المطالبة بحقوقها أولاً كإنسان وثانياً كزوجة كانت أم أخت أو أي صفة أخرى، مع المحافظة على مكانتها في المجتمع كأنثى ، وإن تذلل المرأة في مجتمعاتنا جاء تحت ضغوطات وظروف مفروضة، لم تقم على الإقناع أو الإيمان بالرأي، وتناقض بشكل كبير ما جاء في النص القرآني والحديث الشريف.

    * الملفت أن معظم كتاب القصة القصيرة في فلسطين هن من النساء، ويرى البعض أن سبب هذا الأمر هو قدرة المرأة على التأمل في ظل الاحتلال أكثر من الرجل، أو قد يكون الرجل مشغولا بالقضايا السياسية والحياتية أكثر من المرأة..؟

    ** إذا ما نظرنا إلى مراجع التاريخ وتراثنا العربي وجدنا أن حبكة القصة والأسلوب المحكي ظاهرا في الحكاية الشعبية والتي ترويها الجدات والأمهات، نسميها "خراريف ستي أو جدتي" بالطبع بعضها جاء من الخرافة كما يقال والبعض الآخر مستوحى من الواقع المعاش، وكما ذكرت في معرض سؤالك حول انشغال الرجال عن العديد من تفاصيل حياة الأنباء فإن الأمهات والجدات حسب اعتقادي هن من اخترعن هذا الأسلوب والذي فيه إلهاء للطفل عن غياب الأدب سواء في العمل أو السجون.

    كنا نحب مجيء الليل عندما كنّا صغارا لنخوض غمار المغامرات، اليوم بات لليل مفهوم آخر غير الذي كنّا نعتقد، أشبعتني أمي وجدتي من الحكايات الكثير، فقد صنعن من الحكاية وباحتراف شديد أبطال على هيئة آباء وعشاق وإن كانوا من الخيال، ومن هنّ تعلمنا معنى البطولة والشجاعة، مما يستفاد منه في صنعة هذا الجنس الأدبي وغيره من الأجناس.

    * القارئ لنصوصك يجد صعوبة في تصنيفها أدبيا، والسؤال محاولتك هذه في عدم إخضاع نصك للتجنيس الأدبي.. هل هي حالة تمرد على النص.. أم على الذات.. أم على الحالة والتقاليد الإبداعية العربية..؟

    ** حقيقة ليس خروجاً عن أية تقاليد وتصنيفاتها الأدبية، برأيي إذا ما نجحت التجربة فإن التصنيف يكون من نصيب الناقد، إضافة إلى أنني لا أحب تقييد قلمي وحصره في قافية أو شكل من الأشكال الأدبية، وعدم إخضاع النص لجنس أدبي ربما يعود ذلك إلى تجربتي القصيرة جداً في المجال، وهذا بالطبع لا يلغي جمالية النصوص ذات التقنية الفنية العالية، كما لاحظنا وجود نوع جديد على صعيد الساحة الأدبية والذي أطلقت عليه تسمية "الخاطرة الشعرية" أو "النثرية الشعرية"، وهي من أجمل النصوص التي قرأت للشاعرة والأديبة الإعلامية الفلسطينية ربيحة الرّفاعي مثال نص نشر لها تحت عنوان " أتَساقَطُ دُرًّا " وهنالك العديد من الأدباء الذين كتبوا بهذا الأسلوب.

    أؤيد الجديد شريطة أن يحترم عقل القارئ ويحترم ضوابط الأدب، وعدم التعرض للذات الإلهية.

    * في معرض حديثك عن القضية الفلسطينية هناك نقد لاذع للموقف العربي المتخاذل من هذه القضية.. ولكن دون الحديث بشكل واضح عن المحتل في الأرض المحتلة كما جاء في العنوان . .؟

    ** الضرب الخارجي تفهم أبعاده بسرعة أكبر من الضرب الداخلي، على صعيد الساحة الثقافية لا نجد فعاليات مشتركة ما بين فلسطين وبقية الدول العربية، وإن وجدت، توجد تحت مفهوم نصرة القدس أو الأقصى، كأنما يريدون تحويل المفهوم الحقيقي لتحرير الأقصى من المفهوم الديني نظراً لمكانة الأقصى في نفوس المسلمين إلى مفهوم آخر مشوه وغير حقيقي، إضافة إلى أشعارك بأن ما يقومون به هو بمثابة "صدقة".

    صعب جداً أن نجد فعالية مشتركة ما بين فلسطين الداخل (48) وفلسطين الضفة، وهنا المشكلة لا تكمن في الأدباء أنفسهم بل في القيادات المسؤولة عن التحضير وإنشاء تلك الفعاليات، سمعت عن العديد من الأدباء الفلسطينيون في فلسطين إلا أنني لم ألتقِ بأيّ منهم إلا من رحم ربي وسعى بنفسه للقاء ثقافي، وأحسب أن العديد منهم سمعوا عن أدباء الداخل ولم يحدث اللقاء لالتقاء الأفكار ومناقشتها حول الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية، فإن للأدب تأثيره الأكبر في تنشيط الفعاليات والعمل على تقارب الفكر بين أبناء الوطن الواحد.

    نحن في الداخل نفكر بطريقة ما وهم يفكرون بطرق أخرى وكل يرى فكره الأفضل ورأيه الصواب، وهذا فقط سَبّبهُ الانسلاخ الفكري والاجتماعي والثقافي والسياسي بين الضفتين، إضافة إلى أننا نجهل الكثير عنهم وهم عنا كذلك الأمر، كما أننا نادرا جداً ما نتحدث عن أدباء فلسطينيون في المنفى، لا أدري كأنها حالة تجاهل أو إنكار، أو ربما يرفض عقل الفرد فكرة التفكير بغيره وبمعاناته الصعبة على التصديق أحيانا كثيرة.

    بينما دوافع المحتل مفهومة مسبقا ولستُ أعتقد أن التعرض لها بحاجة للمزيد من الإيضاح.

    أعدك والقارئ الكريم على أن أوضح بشكل أكبر في عملي القادم بعون الله حول الانسلاخ المعاش بين كلا الضفتين والضفة الثالثة "المنفى".

    * ولكنك تشيرين في المجموعة إلى قضية الانسلاخ الثقافي، والانبهار بالعولمة والضياع الفكري في قولك: "ليتهم يدركون كما أيقنتَ أن استمرارية الفكر لا تكون إلا حين نستمد الفكر من الحضارة، لأن الماضي فعل تعاكسه ردة فعل مستقبلية".. هل يمكن إيضاح هذه الرؤية..؟

    ** من أجل أن نحدد ملامح وعلائم المرحلة أو تلك، لابد من الاعتماد في البحث على إجراء تجريد كل ما هو خاص بتطور البلد، ومن ثم تدارس ما هو مشترك في التاريخ. فهكذا تصبح فكرة المرحلة أكثر تجسداً من فكرة التشكيلة الاجتماعية، ليتم تقرير ما هو نمطي بين مختلف البلدان في المراحل التطويرية، بناءً على حقائق الحوادث التاريخية لمرحلة ما، مما يمكننا من تدارس تمخض التغيرات التي وقعت وتقع في العلاقات الاجتماعية الاقتصادية والاجتماعية السياسية.

    قال لينين عن الثورة الفرنسية: "إنها قد خدمت كثيراً طبقتها البرجوازية بحيث أن القرن التاسع عشر الذي أعطى للبشرية الثقافة والحضارة قد اتسم كله بعلائم الثورة الفرنسية"، بالطبع لستُ مع نظريته هذه بالكامل حول ما منحته الثورة الفرنسية للبشرية، لكن لو قرءنا المشهد قراءة كاملة شمولية، وإن نظرنا اليوم إلى التطورات التي طرأت على صعيد الساحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أعقاب الثورات العربية سوف نجد تقريرا يقول أن تلك الثورات أصابت اقتصاد دولة ما بالشلل، وارتفاع أسعار عملة دون الأخرى، ولسوف نجد تحولات كبيرة في الإصلاحات على جميع الأصعدة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية والسياسية معاً، مما سوف يشكل تحولا ملحوظا في المراحل القادمة، وهذا ما يساعدنا على بناء معالم المرحلة القادمة دون أدنى شك، وهذا أمر من شأنه مساعدة أجيال قادمة على تخطي أخطاء هذا الجيل.

    وهذا ما يتبعه الأديب والمربي الشاعر العراقي محفوظ فرج في غالبية نصوصه الأديبة والتي تعرضت لها من خلال نص في أوراقي المهرّبة صفحة "49".

    * رأى البعض أن هناك طغيان واضح للفكر والفلسفة، وبخاصة الفلسفة الوجودية، في نصوصك بشكل عام.. فهي تخاطب النفس، وتخاطب العقل، فتتحدث عن الفكر، والفهم والإدراك، كما تتحدث عن الإحساس، وتدخل في متاهات مفهومنا للضمير وعلاقة ذلك بالنفس البشرية..؟

    ** كانوا يقرؤون الأدب قراءة عابرة حسب اعتقادي، دون النظر إلى البعد للكلمة ومدى تأثر العقل اللاواعي بتلك المفردة أو غيرها، نسبة كبيرة منا يتغنون بمقولة الشاعر أبو القاسم الشابي :"إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر "، بينما أجمع غالبية العلماء على أن بيت الشعر هذا مسألة فيها نظر، لأن الله هو من قدر ويقدر ويشاء ويفعل، وليست الإرادة البشرية من تخضع الله جلّ في علاه للإرادة.

    صحيح أن بيت الشعر داعب الإحساس لكنه أضر بالعقول بشكل كبير.

    في المنهاج التعليمي أشعار لإيليا أبو ماضي علمونا شعره ولم يتطرق أحد إلى إلحاد أبو ماضي في النص، وأعجب كيف يعجب قارئ بشعر ملؤه الإلحاد، وكيف تسمح مؤسساتنا بأن يكون في المنهاج التعليمي نص من تلكم النصوص وإن كانت بنظر البعض جميلة وذات فنية عالية.

    القطعة الفنيّة الأدبية لابد أن تدغدغ شغاف العقل والقلب مع احترام شديد للقارئ وعقيدته.

    كما لابد من إخضاع النص لقراءة مدركة واعية لمَ يأتِ بعد القراءة ومدى تأثر الفرد في المجتمع بتلكم النصوص وخاصة النص المدرج تحت أدب المقاومة والأدب الإسلامي لاستجلاء الغاية الحقيقة من وراء ما جاء فيهما، وتلك مهمة القائمين على رئاسة المؤسسات التعليمية والتربوية قبل طرحها في وجه القارئ.

    * أيضا، تعكس نصوصك بشكل ملفت حالتك النفسية ومعاناتك الخاصة أثناء كتابتك لكل نص منها، وقد تعودنا أن نرى هذا في اللوحة التشكيلية مثلا وليس في النصوص الإبداعية..؟

    ** أرى اللوحة الفنيّة التشكيلية كما رؤيتي للنص الأدبي، بفارق بسيط، هو الأدوات المستخدمة في التعبير، فالفنان التشكيلي يعبر عن الحالة بألوانه مما لا أستطيع فعله أنا، والأديب يعبر بمفرداته، مما قد لا يستطيع فعله الرّسام.

    صادفت العديد من الفنانين التشكيليين ممن طرحوا أفكارهم في لوحة ما، عولجت من خلالها حالة اجتماعية أو سياسية مرفقة بقصيدة أو قطعة فنيّة أدبية نثرية، أمثال الفنان التشكيلي الفلسطيني نياز المشني والشاعر الفلسطيني فريد مسالمة، وفي حالات كثيرة تجد الفنان قد طرح لوحته طالبا منا وضع قراءة لها، وبالتالي فإن كل منّا مكمل للآخر.

    كما سبق وقلت ليس من الضرورة كل ما نكتبه يعني حالاتنا الخاصة، أظنها حرفة الأديب أن يجعل القارئ يظن أن ما جاء في النص هو حالة الأديب نفسه، فمثله مثل الممثل، أو أن يتقن أداء الأدوار أو لا يتقنها، وهذا غالبا ما نجده لدى الأدباء الذين يترفعون عن أناتهم ويتفانون عن ذواتهم مما يمنحهم حرية التعبير من خلال النصوص الأدبية عما لا يستطيع الشخص البسيط التعبير عنه، إضافة إلى أن ذلك يؤكد للقارئ إنسانية الكاتب العالية في قدرته على عيش معاناتهم الشخصية.

    * أيضا استوقفني تمكنك من اللغة العربية واستفادتك من إمكانيات اللغة في الجناس اللغوي والطباق والمقابلة..؟

    ** هل كان الأصمعي أو امرؤ القيس وغيرهم يبسطون لغتهم، وهل كان في زمانهم ما يسمى بالقرّاء وأنصاف القرّاء؟ وهل على الطبيب أن يلغي من قاموسه المصطلحات الطبية والعمل على إرضاء "المرضى".

    إن تحصيل المعرفة وإضافة المفيد من الأفكار والمشاهد إلى خزانة المتلقّي، هو بمثابة العمل على الاستفادة من أفكار النص ولغته وأسلوبه في التغيير والتطوير وتصحيح المسار لدى القارئ وبالتالي بقية المجتمع، وهو العمل على توليد أفكار جديدة في فاعلة ومُجدية، تثري الساحة الأدبية والثقافية التي تشكّل مرآة لتحضّر المجتمع ورقيّ القارئ العربي إلى جانب رقيّ الأديب.

    بإمكان الإنسان العادي أن يعبر عن همومه الخاصة بلغته البسيطة الخاصة، بينما الأديب يصوغ أفكاره بلغة أدبية عالية، ومصطلحات فنيّة أكثر تجريداً .

    يصدف أن يتعثّر أحد القرّاء بواحدة من هذه المفردات، قد تسحره ويشرع في القراءة علّه يعثر على ضالته، هذا ما ينبغي على القارئ تعلمه مثلما يتعلم أي علم آخر، وحينها لسوف يتضاءل العائق ما بين الأديب والقارئ مع تعلّم المصلحات وفهمها والقراءة.

    كما أن من وظائف الأديب اتخاذ الخطوات اللّازمة في النص الأدبي، وهي أن تكون تكلم الخطوات مثل القرارات عاقلة منطقية تحترم أولاً عقلية القارئ وثانياً مشاعره وثالثا المفاهيم الدينية والعقائدية والاجتماعية في آن.

    * إغراقك النصوص بالرمزية، حتى أنني احتجت لقراءة النص أكثر من مرة لفهمه، يدفعني لسؤالك عن القارئ الذي تضعينه في ذهنك أثناء الكتابة..؟

    ** وضوح الأفكار والأسلوب السهل سواء كان محكم البناء رشيقاً في لغته سلساً في تناوله أم العكس غالباً ما يكون لصيقاً بالقضايا التي تمسّ شغاف قلب القارئ ولا تمسّ شغاف عقله.

    فيعود من حيث بدأ شاحذاً كلّ حواسه مستحضراً ملكاته العقلية وكلّها من أجل الفهم، وربما يلقي بالنص جانباً ويغرق في التفكير وهذا ما أسعى إليه، تحفيز القارئ العربي على القراءة ثم التَفكّر.

    لتكون له رؤاه الخاصة وقراراته المستقلة، كما أنني لستُ أعتقد أن الأسلوب السهل السلس المباشر هو الأجدر بالإتباع كي يصل النص إلى القرّاء، ويرضى عنه النقاد، كما لا يجب على الكاتب أن ينزل إلى القارئ بل على القارئ أن يصعد إليه مصطحباً معه معجماً غنيّاً بشرحٍ مبسّط للمصطلحات الفنيّة الأدبية، إلا إذا لزم الأمر أحياناً نزول الكاتب إلى القارئ ما بين السطور دون التنازل عن جودة اللغة.

    إن الالتزام بتقديم نصوص ذات جودة فنيّة أدبية عالية هو بمثابة التزام الإنسان بالأمانة والصدق ومثله تماما مثل الدفاع عن الوطن.

    * سؤال أخير.. على الصعيد الإبداعي، هل تعتبرين وجودك في أراضي الـ48 ميزة.. أم أنه حرمك من ميزة ما؟

    ** هي ميزة حرمتني من ميزات عديدة.

    العيش في ظل الاحتلال يعني أنك سوف تعاني نقصاً حاداً في كل الوسائل التعليمية والعلمية، مما اضطرني إلى اللجوء إلى عالم النت لتعلم اللغة العربية بشكل أوسع وأكبر وتعلمها من أكثر من دولة عربية مما أتاح لي التعرف على لغات مجتمعات أخرى لا تعاني القمع كما يعانيه الفلسطيني، وربما هذا ما يبرر ما أشار إليه نقاد ندوة اليوم السابع "اللغة العالية" في النص.

    لازلتُ أعتقد أنني فقيرة إلى اللغة العربية وبحاجة إلى تعلم المزيد.
    لا يكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك, عليك أن تخطو تجاهها , و التوقف عن الإختباء خلف الزمن,امرأة محتلة

  3. #13
    الصورة الرمزية محمد ادريس علي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : KSA
    المشاركات : 142
    المواضيع : 33
    الردود : 142
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    في القُدسِ
    لا عقل يستوعب الخوارق
    ولا منطق يقبل بالأساطير والخرافات،
    في القُدسِ
    قاب قوسين أو أدنى من ساعة الحق والنُشور،
    في القدسِ
    امرأةٌ بألفِ رَجُلٍ
    وَرَجُلٌ بنصفِ أُمَّةٍ
    ليتنا كنا حضور ..
    كما فلسطين تتربع عرش خواطرنا ودهاليز المُقل ..
    لقد جسدتُ فيك كل المرأة العربية المثابرة والثائرة , يااه لهذه الثورة التي تسكنك وتسكننا
    مبدعة انتي في كل لياليك وكل ايامك

    كسرة :
    فلسطين هوية وقضية , وما اجمل ان تتشكل فينا قضية وهوية .

    تحياتي يا مرمر

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان اختتام فعاليات مهرجان رابطة الواحة الأدبي الأول
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى مهْرَجَانُ رَابِطَةِ الوَاحَةِ الأَدَبِي الأَوَّلِ 2006
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-05-2006, 12:22 PM
  2. فعاليات مهرجان رابطة الواحة الأدبي الأول
    بواسطة إدارة الرابطة في المنتدى مهْرَجَانُ رَابِطَةِ الوَاحَةِ الأَدَبِي الأَوَّلِ 2006
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-05-2006, 11:23 PM