الطابق الرابع، العمارة B ، هناك تقاسمت مع صديقي لطفي الغرفة رقم خمسة و المؤلفة من سريرين يكفي الواحد منهما لتمدد مُختار الفيل و زيادة بعض السنتميترات!، و من مطبخ صغير و حمام نظيف به مرشة و صابون Marseille، صديقي لطفي هو الآخر هجر وطنه المغرب و أهله بحثا عن لُقمة العيش و لتحقيق ثروة لا شاطىء لها "على حدّ تعبيره" و رغبة في شراء سيارة سوداء عارية السقف، حتى يُنادى عليه ب"سي لطفي" و على الكلّ أن يحترمه و يمحي صورته الراسخة في أذهانهم دون شك من يوم طرده صاحب المقهى "السايح" لسبب تافه ألا و هو طلبه ليد ابنته "ثُريّة" الجميلة جدا قائلا له:
- أنت لا تصلح لابنتي، عليك أن تملأء جيبك جَيدْ جِدًا، حينها سأقبل بك زوجا و فوق ذلك قبلة على الجبين.
كم كان سهم كلام السايح صائبا فجيب صديقي لطفي لم يمتلأ رُغم عمله لسنوات عديدة في المقهى، عجيب أمره و كأن بجيوبه ثقوب كثيرة و كبيرة جِدًا جِدًا؟.
رشفة من ثغرها ...قصتي؟.