الطريدة (ق.ق.ج)
في ظهيرة يوم قائظ من عام ١٩٩٧, مجموعة من رجال الحزب الحاكم تلاحق المجرم, و هو أحد الفارين من نار القهر والذل, تعدو خلفه ، و تطلق الرصاص عليه ، قد أعياه التعب ، يبتعدُ عنهم, فيتقاطرون خلفه واحداً تلو الآخر ، يلاحقونه من أطراف المدينة حتى مشارف القرية ...
بابٌ من أبوابها كان مفتوحاً, يقف أمامه شيخ كبير, يناديه الشاب : يا حاج أدركني ويدخل باب داره ، فينقض خَلْفَه داخِل البيت أسرعهم وصولاً, ويدخل عُنْوة ...
يمسك الشيخ بطريدته يوثّقه, و يُكَمَّم فاه, و يَلُفّ رأسه بِشِمَاغِه ..وهو ينادي: أمسكتُ الهارب, اسْتَلِمُوه .
وما إن وصل بقيّتَهم راحوا يركلون الطريدة ، ويشتمونه ، وهم يستبشرون فرحاً فيرفعون عن رأسه اللثام ..
صعقوا لما شاهدوا أن الرجل العجوز, أطلق طريدتهم وأمسك بصاحبهم ...
انطلقوا من جديد يهددون بالويل والثّبور ..
محمد مشعل الكريشي / مع الشكر الجزيل للاديب محمد فتحي المقداد على تفضله بتنقيح هذا النص...