نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حيرة العقل
بين
العادة والعبادة


أحبتي .. مما لا شكَ فيه أن العقل هو محور الإرادة عند الإنسان .. ومنه يتخذ قراره لتحقيق ذاته - أياً كانت هذه الذات - من خلال ما يسلكه من سبل الحياة .
في رأيي هناكَ فرقٌ شاسع بينَ المحرمات الشرعية والمحرمات الإجتماعية .. وهنا مشكلة أصيلة .. فمن منظوري أن النظم الإجتماعية الجائرة على حرية الإنسان وآدميته مرفوضة بكل أشكالها ومقاييسها .. إذ أنها المصدرُ الأساس للإنشقاق والشذوذ وربما الظواهر الإجتماعية .. وهي المسؤلة عن التخبط العقلي والعاطفي والإنسلاخ والبعد عن المرجعية والموروث .. وكما قال ابن رشد : شبابٌ يحسبون الدينَ جهلاً وشيبٌ يحسبونَ الجهلَ دينا .. كما يمكنُ أن نصطلح على أسباب حيرة العقل بينَ المفروض والمرفوض بـ : أن الآباء يرونَ العادات عبادات في الوقت الذي ينظرُ فيه الأبناءُ إلى العبادات على أنها عادات .. اختلط الحابلُ بالنابل في غمرة التسارع التكنولوجي والإنفتاح الحضاري المحموم .. فمن يلومُ حيرة العقل البشري وارتباكه ؟؟؟
لا بدَ أن نؤكدَ على احترام حدود الله والوقوف عليها هيَ فقط إلزاما .. في الوقت الذي نرفضُ فيه وبكل جُرأة جميع النظم الإجتماعية والعادات والتقاليد التي تُحَجّم الرّغبات الإنسانية .. ولم ينزل الله بها من سلطان .
ليتحرر العقلُ البشريُ من قيوده فيتسنى لهُ اتخاذ ُ القرار الأنسب .. لأنهُ وبإفادةِ نظرياتِ علم النفس والقانون (لا يعتبر الإنسانُ مسؤلاً عن تصرفاتهِ مالم يكن في كاملِ قدراته العقلية .. متحرراً من أيّ ضغوط .. متحكماً بالمطلق على تلكَ التصرفات) ..

أنتظرُ تعليقكم على رأيي وللحديثِ بقية .. دمتم بخير .

عبدالله بن عبدالكريم الخميس

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي