الكاتبة حنان محمود رحيمي

مبدعة من بلاد أرز الرّبّ لبنان – قضاء زحلة – بلدة سعدنايل البقاعية
تتماهى بكتاباتها على صدر صفحات الصحف والدوريات والمجلات اللبنانية
وتتوامض في أروقة المنتديات والصفحات الإجتماعية بالشبكة العالمية للمعلومات

بقلم : حسين أحمد سليم

كثيرا ما يقف القاريء المثقف, أمام نص ما, نثيرة أو قصيدة أو أية عمل فني أو صحفي آخر, لترفل عينه للخلق الذي أبدعته القرائح, وللفن الذي حاكته الأنامل, فيكبر هذه الحالات الإبداعيّة, التي يتمخض عنها الفكر المتحفذ نحو الأفضل, في رحاب وطننا لبناننا, البلد العربي الممتد, ويحار القاريء كيف يعبر عن مواقفه, إتجاه هذه الومضات واللفتات, سيما وهو لا يعرف الطرف الآخر المعرفة المباشرة, بل يتواصل به ومعه من خلال النص, الذي هو الرسالة من المؤلف المرسل للقاريء المتلقي...

جاءت الشبكة العنكبوتية العالمية للمعلومات, لتختصر المسافات بين العالم, وتقرب الإمتدادات بين الناس, وتصهر الجميع في عولمة فكرية أدبية فنية علمية صحفية وإعلامية, متواصلة الحلقات متشابكة الخطى, فيلتقي من في المشرق من هم في المغرب, ويتعرف من في قاصي الأرض بمن هم في دانيها, فيتم التبادل في السلع ذات الإهتمام المشترك, ويتم التزاوج بين الخلق والإبداع, ليتعرف الجميع على الجميع من عادات وتقاليد وثقافات وإبداعات, دون أن يتحرك الفرد ذكرا كان أم أنثى من مكانه, أو من غرفته أو من مكتبه, وهو متراخي الجسد أمام وحدة حاسوب متصلة بالعالم عبر الشبكة العالمية العنكبوتية للمعلومات " الأنترنت "... والتي تتعاظم بالبرامج المتنوعة والمفتوحة للإسخدامات من الجميع دون استثناء...

تعرفت خلال مدة وجيزة من استخدامي للشبكة العالمية العنكبوتية للمعلومات, على رعيل واسع محليا وإقليميا وعالميا, من كافة الشرائح الإجتماعية ومجمل الفئات المثقفة, وعلى ثلّة واسعة من الكتاب والفنانين من خلال إبداعاتهم الفكرية والفنية وغيرها, مما أثرى ثقافتي ومعلوماتي بسيل هائل من المعلومات, التي باتت بمثابة الملجأ الهام لي عندما أخلو لذاتي أستذكر معالمها, مستفيدا من ومضات كامنة في الكثير من خفاياها...

حنان محمود رحيمي, كاتبة من لبنان وتحديدا من بلدة سعدنايل البقاعية التابعة لقضاء زحلة, الناشطة الإجتماعية والكاتبة الصحفية, والتي خضرمتها تجاربها الإجتماعية منذ حملت مسؤولية الحياة على عاتقها, والتي تعتبر نموذجا إنسانيا وتعتبر مقياسا لحركة فعل الخلق والابداع, المتحفذ للتوثب عبر كل الحدود المصطنعة, لتحقق طموحاتها وآمالها وأهدافها بفعل حركات الإبداع التي تحاكيها ويحاكيها, والذي ركبت صهوة الشبكة العالمية للمعلومات, لإيصال صوتها الواعد فكرا وفنا إلى أكبر شريحة إنسانية في الشرق والغرب, متخطية كل العقبات التي تقف حائلا أمامها, مستخدمة أفضل الوسائل للكشف عن شخصيتها الفكرية والفنية والعلمية, مستفيدة من تجارب الآخرين إلى أبعد الحدود, متفاعلة مع أفراد جيلها وغيرهم في تبادل المعلومات والخبرات, للوصول إلى المستوى الأفضل في المجال الذي ينتهج...

حنان محمود رحيمي ابنة بلدة سعدنايل البقاعية التابعة لقضاء زحلة, المرأة اللبنانيّة من بلاد الأرز, المكافحة التي تخوض التكليف من زاوية المرأة المناضلة والتي تشبه الشّمعة التي تضيء لتنير الدرب للغير, والتي عركتها الأيام منذ نعومة أظافرها, لتعيش في كنف الحياة وتترعرع تحت عطف العيش, وهي تتابع حياتها تحدث النفس بتحقيق الآمال التي تراودها منذ الماضي البعيد في ذكرياتها وشخصيتها, تكب على المطالعة والتجارب الكتابية, إضافة لتكليفها الأسروي والعائلي كأية إمرأة لبنانية شرقية تحمل مسؤولية بيتها وأسرتها, فتتوالد بين يديها مشهديات كتابية منوعة, تتجسد في لوحات وتحقيقات ومراقبات ومتابعات تحكي سيرتها مع الأيام, لتأتي صورة مطابقة لشخصيتها أدبا صحفيا وتشكيلا آخر, تنشره عبر وسائط الشبكة العالمية للمعلومات المتعددة, إضافة لبعض الصحف والدوريات الفكرية والأدبية والإجتماعية وغيرها, وتعمل جاهدة على متابعة ما تنشر وملاحقته, لتتعرف إلى أراء القراء والزوار والرواد, تناقش هنا وتحاور هناك وتتعرف على أصدقاء وزملاء من الداخل والخارج, في حسن نية وطيب طوية لتزاوج بين فعل إبداعاتها وإبداعات الآخرين, طامحة للوصول إلى أعلى المستويات التي تحاكيها في مجالات توجهاتها الأدبية والصحفية...

قرأت الكثير لهذه المرأة اللبنانية دون أن أعرفها من هي إلا من خلال كتاباتها ونصوصها التي انتهجت فيها اسلوب الفن الإنشائي الصحفي في الكتابة, فأبدعت من حيث انتهجت فعل الكتابة, وأعطت ما يميزها عن غيرها بسعة ثقافتها, وما يجعلها تعتلي المستويات الرفيعة بما أبدعت, وتفتقت عنه أفكارها في ومضات من الخواطر والقصص والكتابات اللافتة للقاريء الواعي, والتي تترك مؤثراتها الإنسانية في مشاعره, لتدفعه إلى ريادة البعد الآخر تفكرا بالتجليات التي تناهت إلى فكره من خلال القراءة والإطلاع على ما ينشر في بيئة الشبكة العالمية للمعلومات, وما تنشره هذه المرأة اللافتة في بعض الصحف اللبنانية والصحف الرقمية والمنتديات والصفحات الخاصة بالعلاقات الإجتماعية...

الجانب الإبداعي المشرق من ناحية أخرى عند حنان محمود رحيمي, يتمحور في يراعها الحاني والذي تمسده بأصابعها الفاترة, لتتناغم مع هارمونيات المداد وهي تتموسق فوق مساحات القرطاس, مشكلة مشهديات مختلفة من واقع البيئة التي تعيشها حنان محمود رحيمي ليس في بيئتها اللبنانية وحسب, بل في الوطن العربي الممتد من المحيط إلى الخليج, حيث تعبر المشهدية الواحدة عندها عن واقع الإنسان في كل أقطار الوطن العربي من حدود الماء إلى حدود الماء...

حنان محمود رحيمي المرأة اللبنانية الكاتبة المبدعة التي تسلحت بالجرأة والقوة الفكرية الصحفية, خلقت لنفسها عالما من نوع آخر, لا يجرؤ على دخوله إلا كل ذي فكر واع, وصاحب رؤى إبداعية متزنة تعكس المستوى اللائق للكتابة الصحفية, المتوجة بمكارم الأخلاق الإنسانية ماهية الشخصية الإنسانية المحترمة, وهي بفعل تجربتها الناجحة تعتبر الفيصل المناسب لكل إمرأة من بنات جنسها, لتحذو حذوها رافعة راية الخلق والإبداع في مجاراة جريئة ومواقف قوية, تعكس وجودية المرأة اللبنانيّة ومدى حضورها الفكري والأدبي والفني والصحفي, محرضة المجتمع الآخر بتغيير نظرته التقليدية للمرأة اللبنانيّة, وخاصة تلك التي تعيش في القرى والبلدات البعيدة عن المدن, فالشبكة العالمية للمعلومات, وصلت بفعل إنتشار الهواتف إلى حيث عجزت عن الوصول ثورة العصر التقليدية...

حنان محمود رحيمي المرأة التي حملت تكليفها الحياتي, بوفاء وحب وإخلاص ومسؤولية تكليفية, لا تتوانى بعد جهدها اليومي وتعبها وإرهاقها البيتي, إلا أن تساهم في عملية الخلق والإبداع, لترفد مجتمعها المحلي والعربي بجديد أفكارها من خلال ما يخط قلمها وتتفتق عنه أفكارها من خواطر وكتابات وتحقيقات ومراقبات وقصصة, توكيدا لشخصيتها الفذة والمميزة من جهة, وتجسيدا لتكليفها الإنساني ببذل قصارى جهدها للمساهمة في رفعة وسمو المستوى لبنات جنسها في معتركات هذا العصر الذي يمتطي ثورة العولمة في كل شيء...

قرأت حنان محمود رحيمي في عدد من النّصوص المنشورة في الشّبكة العالميّة للمعلومات, في العديد من الصحف الرقمية والمنتديات الأدبية والإجتماعية وفي صفحات العلاقات الإجتماعية... فراقني ما قرأت ورحت أقرأ أكثر وأبحث أكثر عن كتابات لها, لترفل عيني لكتاباتها كلّما إنتقلت من نصّ إلى نص, تفعمني نشوة الإحساس بالسّمو وأنا أقرأ بعض نصوصها سيما المتعلّقة بالمقالات والحوارات والتحقيقات التي تتعلّق بحياة الناس وفي نشاطات الناس, وفي كلمة مختصرة أستطيع البوح بجرأة, أنّ حنان محمود رحيمي بكتاباتها وبوحها تبني لمسالك مستحدثة في النصّ الصحفي والإعلامي, تتلألأ كتاباتها على صدر بعض الصحف والدوريات اللبنانية, وفي أروقة بعض المنتديات المنوعة في الشبكة العالمية للمعلومات, متماهية بالعنفوان والرّؤى في البعد, لتعكس المستوى اللائق لكتابة إمرأة ترود سرادقات العالم الفكري من منظور المقالة الصحفية والخاطرة الموجزة في صيغة جميلة المحتوى, تتوزع على عدد من المقطوعات والخواطر والمقالات والتحقيقات, التي حالفني الحظ بالإطلاع عليها وقراءة مضامينها في الصحف اللبنانية وفي أروقة ومنتديات الشبكة العالمية للمعلومات...

وما تلمّسته من البعد الآخر, الذي يتخفى مغمورا في كتابات حنان محمود رحيمي, يوحي لي أنّ هذه الكاتبة التي لم يساعدني الوقت أن اتعرّف لها مباشرة, أنها إمرأة قوية متماسكة وتعرف الى اين تود الوصول وما هي الطرق والدروب التي تسلكها بأقصر ما يكون... تحقيقا لما يحاكي طموحاتها وهي طامحة إلى ابعد حدود الطموح, تحاكي البعد في رؤى وأفكار تتطلّع الى ترجمتها في كتابات وتحقيقات ورؤى وابداعات منوعة, يتراءى لها مرحليا انها سيكون لها الوقع الهام في منظور القراء والناس فيما بعد... فيما تسعى جاهدة لأن تتقن كل ما تقوى على امتلاك ناصيته لتوظيفه في أدواتها المستخدمة في حركة فعل كتاباتها الصحفية....