أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 53

الموضوع: استبدال

  1. #11
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.86

    افتراضي

    قصّة بدأت بحركة الشّخصية المعروضة، مُرفقة بخوف وحرص لدرجة الفزع. فالحركة جسمانيّة ونفسيّة قلقة. التّلفّت هو القلق الجسدي والجزع هو النّفسي. والعربة هي الحياة ودورة الزّمن، فحركتها تمثّل المسيرة الحياتيّة الصّعبة والثّقيلة غير المرضية... فالرّجل قد تعب بسبب حياته وما تبعها من (صرير العجلات) وشعر بالمقت لحياته للمرّة الأولى، وفضّل الاحتفاظ بالقليل الذي يهمّه وهو (المجوهرات) المزيّنة للعربة...
    ترك العربة والعالم الواسع المفتوح المرتبط بها، وهَمّ عائدا إلى بيته المتهالك.. المكان الضّيق المغلق، وكأنّه يبغي الإغلاق على نفسه، لكنّ حركته الجسديّة بالتّلفّت ووجيب قلبه وحرصه على ما يحتضنه، كلّ ذلك يوحي بأنّ هناك أمرا ما. وتنتهي الفقرة بحركة الشّخصيّة من البرّاني إلى الجوّانيّ .
    بالمقابل هناك شخصيّة أخرى أنثويّة (اعتماد) تظهر في الفقرة الثّانية، وحركتها مغايرة لشخصيّة الرّجل ( الشخصيّة بلا اسم). لقد أخرجت صندوق المجوهرات المزركش والذي يشير إلى زركشة حياتها الموروثة عن الجدّة . وهدفها إخراج زينة تتزيّن بها في حفلة عيد ميلادها التي اعتادتها باذخة... تنادي خادمتها المتّسمة بالخبث فتشير عليها بتغيير القلادة القديمة بأخرى جديدة. ومن خلال الأحداث نرى الحركة عكسيّة من الجوّاني إلى البرّاني.
    تُظهر الفقرتان الثّنائيّة الضدّيّة التي اعتُِمدَت في أسلوب الكتابة: رجل وامرأة، مكان مفتوح (السّوق) ومكان مغلق(البيت) ، حركة ضديّة ، ذكر وأنثى ، وفيما الأنثى تحظى باسم، يظلّ الرّجل منكر الاسم. ولكن اختيار الاسم للأنثى جاء موفّقا هنا - ولاحقا سيظهر الاختيار ساخرا - فهي اعتماد التي تعتمد على الآخرين في حياتها ( إرث الجدّة، ومشورة الخادمة) .
    هناك حركة أيضا في أسلوب الكتابة، فالكاتب ينقلنا من مشهد لآخر، وكأنّنا أمام عرض شريط سينمائي لبطل وبطلة يتناوبان الأدوار ، إذ تعود المشاهد للرّجل في الفقرة الثّالثة. فقد بدا أكثر اطمئنانا وهدوءا ممّا ظهر في البداية( هدأت أنفاسه وشعر ببعض اطمئنان). بريق المجوهرات بهره وسحره وأثار ابتسامته. وكأنّا بالشّخصيّة قد بدأت تستقرّ أمورها ويأمل الرّجل أن يكون ما بيديه ملكه وحده كي تستقرّ حياته إلى الأبد بعد المعاناة التي مثّلتها حركة الغربة.
    في الفقرة الرّابعة، يعود المشهد لاعتماد متذكّرة جدّتها المتقوقعة داخل آرائها، ولا تجاري تطوّرات العصور، حيث ربّتها تربية محافظة. والمحافظة هنا ذات بعد كبير. فالجدّة تمثّل السّلطة المرفوضة بالنّسبة لاعتماد الوريثة لكلّ ما ما تملك، والمتمرّدة على الموروث وصاحبته. الجدّة هي الحفاظ على الحضارة والهويّة والتّراث، واعتماد لا تريد امتدادا لهذه الجذور. فقد رفضت كلّ ما جاءت به الجدّة. ولكن في الواقع الجدّة كانت حريصة على حماية الحفيدة من الأغراب المفسدين لاستمراريتها حين سرّحت الخادمة. فالخادمة تمثّل السّوسة النّاخرة في عصا الفكر والتّراث التي تتوكّأ عليها الجدّة، وتريد أن تجعلها جذع شجرة يورق، لا أن يأكلها السّوس. تمثّل الخادمة الفكر الاستعماري الذي يقدّم لنا وجباته باسم الخدمة.
    موت الجدّة الذي رغبته وتمنّته اعتماد يمثّل التّنازل عن موروث وحكمة الأجداد، مقابل التشبّث ببريق زائف يقدَّم لنا ونظنّه مريحا وذا فائدة. فبعد موت الجدّة باعت اعتماد القصر لغرباء- نسلّم ذواتنا وأرضنا وحضارتنا ذات الرّفعة والعلو(القصر) لغرباء يفعلون بها ما يحلو لهم، ونبقى تحت في الحضيض أسفل الوادي نقضي العمر بتفاهات ولهو بعد الانسلاخ عن الأصل.
    دخول السّوق وهو العالم الجديد الذي قادتها له الخادمة (العولمة) لم يشعر اعتماد بالضّيق مثلما كان وهي مع جدّتها في الأماكن التي دخلتاها معا .
    ويرجع المشهد للرّجل الذي يقلّب القلادة ويذهل لثقلها ودقّة صنعها ... إنّها قلادة من الذّهب ومزيّنة بالزّمرّد والعقيق وتتوسّطها ألماسة كبيرة، ولم يصدّق ما سمع من البائعة اعتماد أو (مودي) – إشارة أخرى للتّنازل عن الأصل – التي ترغب أن تبدّلها ببعض قلائد معروضة على العربة ...
    من هذه النّقطة تتضّح رؤية المتلقّي للأحداث أكثر من ذي قبل، فالرّجل إذ ترك عربته، ليس يأسا أو زهدا إنّما طمعا بحياة فارهة جديدة بعدما حصل على كنز ( القلادة) وعاد مرتبكا يتلفّت، وقلبه يخفق حاضنا كنزا! وصاحبة القلادة تملك بدلا منها مصوغات صينيّة لا قيمة لها...
    يعرض لنا الكاتب هنا وضعا خطيرا... التّنازل عن الثّمين والمتمثّل باعتماد التي اختير اسمُها مُظهِرا سخرية، إذ لا يُعتمد عليها في حفظ ما يجب أن يحفظ! فلقد بدّلت الهويّة المشرّفة وتنازلت عمّا يمثّلها ممّا بناه الأجداد أو الجدّات ليورثوه للخلف. ولكن هذا الخلَف ركض خَلْفَ التّفاهة وقدّم النّفيس الذي يملكه للأغراب مقابل الباخس، ورضي بالذّليل الذي تلقّاه بدلا من نفائسه. فبائع العربة المنهك تعبًا، السّاكن في بيت متهالك صار صاحب (القصر)، واعتماد ابنة القصر اختارت حياة السّخف وقلّة القيمة تمشي خلف خادمتها ، حتّى إنّها لا توازي في حياتها مشية من هي أقلّ منها !
    اختتمت القصّة بمشهد صاحب العربة سابقا وقد ملك الكثير، بل كلّ شيء لندرك أنّ مبنى القصّة كان استرجاعيّا، حيث بدأ بمشهد الرّجل واختتم به. وكيف لا وهو هنا الأهمّ الذي فاز بالكثير وترك اعتماد تعيش بما قدّمه لها مقابل قلادتها النّفيسة.
    قصّة مغرقة في رمزيّها الرّائعة، فالأغراب الذين كانوا سائقي عربات أخذوا منّا لجهلنا بقيمة ما نملك، كلّ مثمر وذي قيمة، وأعطونا بالمقابل ما رخص بل وأغدقوا علينا منه ( قرطا وسوارين كهديّة ) . لقد أعطينا الغالي وأخذنا الرّخيص ، تنازلنا عن حضارتنا وأصلنا لنلحق بما يذلّنا وبالزّيف ونقبع خلف مذلّينا ولا نمشي بموازاتهم .
    ظلّت الثّنائيّة الضدّية التي بدأت بها القصّة مسيطرة : غنى وفقر، قصور وشاليهات قرب الوادي، علو ورفعة وقلّة شأن، قلادة نفيسة وقلائد رخيصة، قديم وحديث، مجد وذلّ، دهاء وغباء ، سلطة وخضوع وما إلى ذلك ... وكانت النّتيجة قصّة رائعة المضامين والأساليب والحبك.

    بوركت أخي الدّكتور سمير العمري
    تقديري وتحيّتي
    التعديل الأخير تم بواسطة كاملة بدارنه ; 19-10-2012 الساعة 05:27 PM

  2. #12
    الصورة الرمزية سامية الحربي أديبة
    غصن الحربي

    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    المشاركات : 1,578
    المواضيع : 60
    الردود : 1578
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    قصة ثرية ماتعة حملت مغازي عديدة و أنا أقرأها قفزت قصة (القلادة) لدي موبسانت في ذهني لكن هنا زيادة في التكثيف و دلالات أكثر جعلت كل حدث يوشي بعبرة ما . تحية وتقدير دكتور سمير العمري دمت بخير .

  3. #13
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.40

    افتراضي

    كأنني جئت متأخرا، وبالتأكيد لا يمكنني أن أضيف الكثير لقراءات الأساتذة والأستاذات لقصة تعج بالجماليات، ابتداء من كم الأفكار التي يمكن استخلاصها والمقولة الرئيسية والأسلوب الأخاذ الماتع وبالتأكيد اللغة الرائعة، وانتهاءً بالمفارقة التي تصنع الحدث بمهارة واقتدار.
    ربما رأيت أكثر من غيري الدور الشيطاني البارز للخادمة .. ورأيت الأنا حينما تضخمت عن جهلٍ وافتتان في نفس اعتماد، فأصبحت ترى الأشياء تأخذ قيمتها من شخصها فقط وتلك معضلة كبيرة أسقطت الكثيرين .
    بوركت أيها الحبيب الكبير .. لنا موعد مع الألق والأدب الراقي والفكر النبيل عندما نلمح لك نصا أو موضوعا في كل صفحة إبداعٍ متفرد.
    محبتي وإعجابي وتقديري على الدوام

  4. #14
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    للزيف بريق يعمي البصيرة أحيانا ، فلا يشعر المرء بأنه استبدل الذي هو أدنى بالخير هو خير ،

    فيكون الاستبدال منحة لطرف ومحنة لطرف آخر .

    هنيئا للقلادة بمالك جديد يعرف أصالتها ويدرك قيمتها وأثرها في حياة من يمتلكها .

    ترى ، لو لم يكن دور الخادمة الخبيث ، هل كانت اعتماد ستحافظ على إرث جدّتها ؟؟

    قصة جميلة هادفة عميقة الدلالة بالغة الأثر ، فيها استرجاع للكثير، منه المؤلم ، المؤسف والمنسي.

    تألقت في النص - كما عودتنا - فكرة، إبداعا ، رسالة وفكرا .

    الدكتور سمير العمري ،

    دمت و الواحة .
    أحسنت بإمساكك المفتاح الأساسي للنص فكم من الناس من يوهمه ظنه فيغتر ويستبدل الذي أدنى بالذي هو خير ويندم ولات حين ندم!

    ويحق لك التساؤل الذكي هذا ، وسأترك الإجابة للجميع وإن كنت أراه سؤالا تقريريا وليس استفهاميا.

    أشكر لك رأيك ومرورك الكريم!

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #15
    الصورة الرمزية الفرحان بوعزة أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 2,366
    المواضيع : 199
    الردود : 2366
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    الأخ الفاضل والمبدع المتميز .. الدكتور سمير العمري .. تحية طيبة ..
    تعتمد قصة / استبدال / على نظرات عابرة للماضي والمستقبل ، فالسارد لخص الأحداث الحاصلة بالفعل ، فحدث الجدة أصبح قطعة من الماضي ، لذلك عمد السارد إلى الاستعراض السريع لفترة قصيرة من ماضيها ، ماض تشخصه الجدة في الحرص على كل التقاليد والقيم التي تربت عليها دون محاولتها الاندماج ومجاراتها تغير الحياة على اعتبارــ في نظرها ــ أن الجديد ما هو إلا زيف وإجهاز على القديم .. بفنية أدبية متميزة لفت السارد انتباهنا إلى شخصياته الرئيسية / صاحب العربة / اعتماد / الخادمة / عن طريق تقديمها في مشاهد قد نتخيلها منفصلة ، لكنها مترابطة دلالياً .. فالسارد يعود بنا إلى الوراء ، ثم يقفز بنا إلى الأمام لكي يقدم لنا ملخصاً مركزاً عن قصة الجدة كخلاصة إرجاعـية بهدف ترسيخ التناقض الحاصل بين ما هو حقيقي ومزيف ..
    شخصيات القصة هي شخصيات اجتماعية منتزعة من الواقع الاجتماعي / صاحب العربة أو بائع المجوهرات المزيفة / اعتماد / الخادمة / الجدة /.. فكل شخصية تجد نفسها إزاء خصمها في النص / الفتاة خصم للجدة ، فهي تتمنى موتها ، والجدة خصم للخادمة لأنها تشجع الفتاة اعتماد على التمرد ، وصاحب العربة خصم للمرأة والمجتمع / إنها شخصيات منتظمة على مستوى المسار السردي الذي يحتل وضعاً تراتبياً ، لكنها متناقضة ومتصارعة على مستوى النفس والذات والفكر والمكانة الاجتماعية ..
    للنص نكهة أدبية ترتكز أساساً على الإنسانية بكل أشكالها ، حيث أعطى السارد أهمية كبرى للطبائع والنفسيات ،طبائع مختلفة ومتباعدة ، فكل شخصية تتميز بصفات جوهرية تسمها وتميزها ، فكأنها مطبوعة في الذات والنفس مما شكل مساراً وتوجهاً لا يمكن تغييره أو محوه أبداً.. فالجدة محافظة على القيم الموروثة ، من منظورها هي قيم ثابتة ولا يمكن تجاوزها أو القفز عنها .. واعتماد متهورة ومتواكلة ومتباهية وأنانية ، لا تعرف قيمة الشيء الموجود لديها لأنها حصلت عليه بدون تعب ومجهود كبير.. والخادمة انتهازية ومستغلة للحظة ، بل منافقة ومدارية تحافظ على مكانتها داخل الأسرة .. وصاحب العربة محتال كبير ونصاب لا يقيم للضمير والأخلاق وزناً ...
    ومما أثار انتباهي في هذه القصة الغنية ، أن السارد عمد إلى ذكر اسم الفتاة المغرورة بنفسها / اعتماد /، والمعتدة بمكانتها الاجتماعية والمادية ،والمعتمدة على غيرها .. دون أن يعطي اسماً للمحتال والجدة والخادمة .. حرصاً منه ــ في نظري ــ على أن هذه الشخصيات المجهولة الاسم هي مثيرة للاهتمام للقارئ أكثر .. وقابلة لتأويل أسماء مشتقة من أفعالها وسلوكاتها .. فكل قارئ يتخيل أن هذه الشخصيات موجودة بالفعل في المجتمع ، مما يتسنى له أن يطابق بينها وبين من يعرفها ويحتك بها في محيطه .. إنه نوع من استدراج فني لللقارئ لكي يضمن الكاتب مقروئية هادفة للنص ، قد يتوخى منها نقل القارئ من رحم النص المتخيل إلى الواقع المعيش مما يضفى على النص ــ بقوة ــ طابعاً واقعياً يتنسم حياته تحت غطاء إنسانية موزعة بين الناس على شكل مراتب ودرجات متناقضة ..
    حقيقة أقحمت نفسي في هذا النص الكبير الذي يستدعي دراسة متخصصة ومتابعة لنبش دلالته العميقة ، وما قراءتي ما هي إلا ذاتية وانطباعية ، تنضاف إلى ما قاله إخواني وأخواتي في حق هذا النص الدقيق والمركز .. أتمنى أن أكون قد لامست بعض جوانبه الأدبية المتميزة ..
    تقديري واحترامي ..
    الفرحان بوعزة ..

  6. #16
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    قدمتُ من معترك الحياة ومصارعة النفس وخرجتُ بخسارة أحسبها أول طريقٍ للنجاح , فولجتُ هنا أطبطب على ظهر جراحي وابحث عمن يواسيها من النصوص علَّها تعود
    إلى سابقها بشكل أفضل , فرزقني الله غنيمة غير متوقعة , ومفاجأة عظيمة , نعم فهذه القصة أعادت بسمتي وعزيمتي على محاولة الانتصار غير آبهة بمن اتحدى أجتهد وأمراس الكتابة وفقط وبعدها قد نلحظ خطوة من تطور , أشعرُ أن القصة قُجمت إلي في طبق ذهبي أتذوقها كيف أشاء , واحكم كيفما يريد , حقيقة يادكتورنا لاأعلمُ دوما مانوع السحر في قلمك ؟
    يأخذ بالألباب وينير الفكر , أهم مايميز القصة فكرتها أو تناول موضوعها القديم باسلوب وعرض جديدين مدهشين ثم يأتي دور الصياغة واللغة والبلاغة التي لها دور كثير في رسوخ الافكار في الذهن والتصورات العميقة التي تحيي القلوب الجدباء
    وأخالُ أني رأيتُ بريقًا أصليًّا تنبعث منه احرفك , فمثلك ن كتب كتب بقلبه قبل قلمه يحمل رسائل هادفة للأمة
    معلمنا الفاضل وطبيبنا صاحب القلم الأصيل والعلم الكثير / سمير العمري
    إنَّ بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام نريد فوما وبصلا لاالمن والسلوى فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير
    فبئس التفكير السطحي هذا وبئس الطلب ..!
    وكثير من الناس اليوم كمثلهم يغرهم كل بريق مزيف وكل لامع يحسبونه ذهبا , غرتهم المظاهر , الأشكال الألوان فابتعدوا عن الجوهر والأصالة والجمال الأساسي
    كرجل غره شكل فاتنة فائقة الجمال فلما صاحبها بدا سوءها وحقيقتها النتنة
    كوطنٍ استبدله أهله بأوطانٍ زعمت أنها أساس التقدم فتغربوا وتشدوا واقتنعوا بما يردهم من الخارج
    كالأمة الإسلامية حينما باعت أمجادها بأزهد الأثمان ودهست عزتها بنفسها وظنت ان الفخر والعيش الرغيد تحت ظلال الغرب الوارفة
    ماذكرته في القصة هي قاعدة مهمة نتعامل معها في جميع نواحي الحياة في اختيار صاحب في التعامل مع الغاشين في البيع والشراء في كل شئ يجب على الإنسان عموما والمسلم خاصة أن يحذر وينتبه
    ويدرس الأمر ويتاكد قبل ان يكون إمعة يصدق اية مديح ويغتر بأي مظهر كان
    هنا ليست فكرة عابرة وقصة عادية إنما درس من دروس الحياة نتعلمها على يديك
    فلاحرمك ربي الجنة وجزاك أعالي الجنان
    شكرا كثيرا لك

    تلميذتك / براءة

  7. #17
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة

    ليس كل مايلمع ذهبا ربما كلما اشتد البريق ارتفعت درجة الزيف
    ككثير من الخلائق من البشر
    قلادة كان نصك سيدي
    وللتثبيت استحقاقا ولي عودة أكيدة بقراءة أكثر عمقا
    دمت والواحة بالخير
    تحاياي
    صدقت أيتها الراقية فليس كل ما يلمع ذهبا وليس كل ما يشتهى يفيد!

    أشكر لك رأيك الكريم وأقدر عاليا تثبيتك للنص وأهلا بك دوما في أية عودة!

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!


    تحياتي

  8. #18
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    تداخل المشاهد وتقنية المونتاج في قصة العمري (استبدال)

    لعل الدارس لفن السينما يعرف بادئ ذي بدء كيف يتم تقطيع المشاهد وتوصيلها ، وبث المفيد منها وحذف الزائد ، والحفاظ على الفكرة العامة للمشاهد ، ويتعلم معها كيف يدمج خطين متوازيين من الأحداث ، بحيث يسير الحدث الأول في اتجاه ، مواز لخط الحدث الثاني فالثالث فالرابع ، لنصل الى نقطة التقاء الخطوط ببعضها ، في لحظة التنوير ، حين نكتشف أن ضابط الشرطة الذي ظهر في المشهد الأول سيقابل ابنة المليونيرالتي ظهرت في المشهد الثاني ليتم اختطافها على يد البلطجي الذي ظهر في المشهد الثالث وتبدأ خيوط القصة في التفكك ، وكلما ازدادت تشابك الخيوط كلما اقتربت الذروة واقتربت معها أكثر كلمة النهاية .
    والمونتاج هو العنصر المميز للغة السينمائية ، وقد ارتبط باسم غريفث الذي استخدم اسلوب الانقاذ في آخر لحظة .
    ولأن الصورة هي التعبير الأول والأكبر عن الحدث ، بحيث صارت الصورة أكثر قدرة على التعبير عن جملة أحداث ، فاننا نعترف بدور السرد في صناعة المشهد ، ونعترف أيضاً ، أن ما يبنيه السرد في عدة صفحات يعبر عنه مشهد واحد .
    يقول الأستاذ : ليث الربيعي :
    "أما الحكائي فهو فوق سينمائي ما دام يتضمن المسرح والرواية والسينما والأحداث اليومية، أي أن أنظمة الحكي ظهرت قبل وجود السينما، فالسينمائي إذا خاص، تقني، نتج عن التطور التكنولوجي، أما الحكائي فهو عام، سابق، متعدد، إنساني، حاضر في كل الأزمنة والأمكنة، أي انه عبر تاريخي وعبر ثقافي "
    "- مدخل الى تقنيات السينما : محمد زغبي
    استبدال العمري كانت واحدة من هذه المشاهد ، المترابطة والمتباعدة في آن ، مترابطة في التصاقهما معاً في ذروة المشهد ، ومتباعدان في خلفياتهما الثقافية والفكرية والبيئية .
    المشهد الأول :
    "لم يعرفْ كيفَ خرجَ منَ السوقِ ينتَهِبُ الخُطواتِ نَهبًا مُتلفِّتًا ورَاءَهُ بَينَ الفَينةِ والفينةِ في جَزَعٍ كَبيرٍ. شَعرَ بِأنَّ عَرَبتَهُ المُزيَّنة َهَذهِ تَتَآمرُ عَليهِ بِثِقَلهَا الذِي يكادُ يَقطعُ أنفَاسَهُ ، وَبِصريرِ عَجَلاتِهَا الذي يَكادُ يَشِي بِهِ ، وَلِلمرَّةِ الأولى شَعرَ بِمَقتِهِ لَهَا فَتوقَّفَ عن دَفعِهَا وَجَمَعَ مَا عَليهَا منْ مُجوهراتٍ في صُرَّةٍ، ثُمَّ مدَّ يدَهُ إلى تلكَ يُخْرجُهَا من مَخبَئِهَا يَلفُّهَا بِثوبِهِ وَيحملُهَا بينَ يديهِ بِحِرصٍ وَعِشقٍ قَبلَ أنْ ينطلقَ رَاكِضًا لا يلوِي عَلى شَيءٍ. أَغلقَ بابَ غُرفَتِهِ المُتهالِكَةِ وَتهاوَى بِهَا إِلى أَرِيكتهِ القَديمةِ يُجاهدُ أَنفَاسَهُ المُتلاحقَةَ، يَنْظُرُ إِليهَا تَارَةً يَكادُ يَلتَهمُهَا، وَإِلى البَابِ أُخرى خَائفًا يترَقَّبُ."
    ولو أردنا الدقة ، لقلنا أنه المشهد الأخير ، أو هو الأول والأخير في آن ، الأول من حيث الترتيب المكاني في القصة\الفيلم والأخير من حيث الترتيب الزماني والحكائي في الحدوتة ،
    هنا يستخدم العمري أسلوباً آخر من أساليب السينما ، عندما يستخدم الكاميرا المتجولة traveling
    لتتحد عين الراوي مع عين الكاميرا لتنقل لنا مشهداً ما .
    لتقريب الصورة أكثر هي كاميرا ثابتة تتحرك على قاعدة ، تنتقل مع البطل \ البائع المتجول ، تدخل معه منزله ، لتصور لنا مشهداً داخلياً ، بعد أن تابعته خارجياً ، وهو يعدو عبر السوق ، ليدخل منزله وينظر الى ما يحمل بين يديه – غنيمته التي فاز بها ، تلك الجوهرة الثمينة التي لم نعرف كنهها في المشهد الأول حين نقرأه لكنا يقيناً سنعرف لو رأيناه .
    الآن تنقلنا التقنية الثانية عبر الفلاش باك الى المشهد التالي مكانياً والأسبق زمنياً :
    "أَخرجتْ اعْتِمَادٌ صُندوقَ المُجوهراتِ المُزَركشِ الذِي وَرِثتهُ عن جَدَّتِها الثَّريَّةِ تبحثُ فيه عمَّا تَتَزيَّنُ بهِ في حَفلةِ عِيدِ مِيلادِهَا الذي اعتَادتْ أنْ تُقيمَهُ بَاذخًا وَتدعُو إليهِ الكثيرَ ممَّنْ يُشبِعوَن لَهَا شَهِيَّتَهَا لِلمَديحِ. صَاحتْ تُنادي الخَادمَةَ دونَ أنْ تلتفتَ عن المرآةِ تَسألُهَا عن رَأيِهَا في القِلادَةِ وَهِيَ تَتَحَسَّسهَا عَلى جِيدِهَا بِبَعضِ امتعاضٍ. أدركتِ الخادمَةُ الماكِرةُ بِخُبْثِهًا المَوقِفَ فأَسمعتْ سَيدتَهَا مَا كَانتْ تُريدُ، ثُمَّ اقترَحتْ أَنْ تَخرجَ بِصُحبتِهَا إلى السوقِ فَتَسْتَبدِلَ بِهَا قِلادةً حَدِيثةً تَلِيقُ بِهَا وتُناسبُ عصرَهَا وَتُبعدُ عنهَا هذا الشُّعورَ بِالتَّبعِيَّةِ وَالاخْتِنَاقِ."
    وكما قادنا المشهد الأول لنتعرف على بائع الخردة المفكك المتردد الخائف الذي يخالجه شعور باللهفة والرغبة ويختلطان مع خوفه وتردده ، دون أن نتعرف مزيداً على كنهه وكنه الكنز الذي يقبض عليه في يديه ، يقودنا المشهد التالي الى حدث هو الأسبق زمنياً ، ليعرفنا على البطل الموازي \ البطلة ، التي تدعى اعتماد
    على النقيض من الأول ، اعتماد تملك كل شيء ، صندوق مجوهرات مزركش ، وخادمة ، ورفاهية في العيش ، لكنها تشترك مع الأول في شعور بالضيق والاختناق ، ورغبة في التحرر والتجربة والخروج عن المألوف .
    البطل المساعد هنا هو الخادمة ، وجملة تصرفات غير مفهومة من الوهلة الأولى : نفاقها ، نصائحها الغريبة لسيدتها ، وقدرتها العجيبة على التأثير في سيدتها مهما كان اقتراحها غريبا أو مكلفاً .
    وباستخدام تقنية المونتاج وتقطيع المشاهد تعود بنا الكاميرا مرة أخرى الى الحدث الأول : البائع المتجول
    لنكتشف أن الحدث الأول يسير أمامنا في الوقت الراهن – يدور حالياً ، أما الحدث الثاني –خط سير اعتماد ، فانه يدور في فترة سابقة ، لتلتقي نهايته ، مع بداية الأول .
    "هدَأَتْ أنفاسُهُ قليلا وَشعرَ ببعضِ اطمئنانٍ فَمَدَّ يَدَهُ الوَاجفةِ نَحْوهَا لا يَكادُ يُصَدِّقُ أَنَّهَا هُنا أَمامَهُ ينظُرُ إليهَا. كَانَ جَمالُهَا أَخَّاذًا وَبريقُها يَسْحرُ الألبابَ. تَأَمَّلَ بِشغَفٍ كُلَّ تلكَ النفَائِسِ التِي تَزِيدُ ألقَ جُرْمِهَا الصَّقيلِ بَهَاءً وَهَيبةً. كانتْ من أجملِ مَا رأَى في حياتِهِ وَأثمنِ مَا مَلكتْ يدَاهُ، فَابتَسمَ لهَا أخيرًا وهوَ يتمنَّى في سرِّهِ أنْ تكونَ لهُ دونَ مُنازعٍ فَتُغيِّرَ حَيَاتَهُ كُلَّها ، وَتمسحُ عن كاهلِهِ كلَّ عَناءٍ عَاشهُ مُنذُ وَلَدتُهُ أُمُّهُ"
    الحدث الأول يستمر ، البائع المتجول الذي حصل على جوهرة ثمينة يضع عليها أحلاماً يتمنى أن تتحقق ، وعناء يتمنى أن يزول معها ، وكرب لازمه طوال حياته يرجو زواله بقدومها .

    ويستمر الحدث الثاني ، بترتيب مربك ولكنه محترف ، فهو ورغم أنه جاء في زمن سابق ، الا أن المشهد الذي يليه كان يسبقه مباشرة ، في المشهد الأول لاعتماد كانت جدتها متوفية ، وفي المشهد الثاني لاعتماد كانت تستحضر أيضاً ذكرى جدتها على قيد الحياة ، قسوتها وتسلطها –كما تراها – وهي في حقيقة الأمر لم تكن تدعوها الا لخير وحق ، حين كانت تذكرها أن قيمة الانسان في ذاته لا في ماله أو سطوته .
    الجدة تسرح خادمتها ، تتوفى ، فتسارع اعتماد الى اعادة الخادمة – التي تمثل الجانب السيء فيها ، وانغمست في حياة اللذات والضياع ، الى أن جاء اقتراح الخادمة الذي عرفناه في المشهد الأول لاعتماد : أن تستبدل العقد الثمين بحلية رخيصة أخرى !
    الآن نقطة التعادل كما نسميها في علم الاقتصاد ، نقطة الالتقاء في لغة السينما ، الذروة في لغة القصة ، حين يلتقي المشهدان ، ويلتقي الخطان ، فتلتقي اعتماد بالبائع المتجول لتعرض حليتها الثمينة وتطلب استبدالها بأخرى أرخص ثمناً بكثير
    " أمْسكَ بالقِلادَةِ يُقلبُّهَا بينَ يديِهِ وَقَدْ أَذْهَلَتهُ بِثِقَلِها وَدِقَّةِ صُنْعِهَا. كَانتْ مِنَ الذَّهَبِ الخَالصِ زَيَّنتهَا فُصُوصٌ من عَقِيقٍ وَزُمُرَّدْ تَتَوَسَّطُهَا مَاسَةٌ كَبيرةٍ بِنَقشٍ فَريدٍ. لمْ يكُنْ لِيُصدِّق مَا يسمعُ مِن عَرْضِ اعتِمَادٍ - أَو مُودِي كَمَا تُحِبُّ أنْ تُنادَى – أَنْ تَستَبدِلَ بِهَا بَعضِ قَلائِدَ ممَّا يَعرضُهَا عَلَى عَربَتِهِ. هَزَّ رَأسَهُ بِالمُوافقةِ كَالأبلهِ بَينَا هِي تَنتَقِي مِن بينِ تلكَ المَصُوغَاتِ الصِّينِيَّةِ من سَبَائِك ذَهَبٍ رديءٍ قَد زَيَّنتهَا قِطَعٌ مِنْ لُؤلُؤٍ مُصنَّعٍ ومزخْرفٍ بِألوانٍ بَرَّاقَةٍ. شَدَّهَا اخْتلافُ الشَّكْلِ وَبَريقُ القِشْرَةِ ، وَسَرَّهَا كَثيرًا أَنْ تَسمعَ منهُ بِأَنَّها مَنْ يُزيِّنُ الحُلِيَّ لا العَكْسِ، وَأنَّ جَمَالهَا كَبيرٌ وَذَوقَهَا رَاقٍ. وَبَينَ دَهْشتِهَا وَدَهشتِهِ قَدَّمَ لهَا قِرْطًا وَسِوَارَينِ كَهديَّةٍ إِضَافيَّةٍ قَبلَ أنْ ينطلقَ بِعَربَتِهِ فِرَارًا بِمَا غَنِمَ وَتنطَلقَ هِيَ خَلْفَ خَادِمَتِهَا سَعِيدَةً غَانِمَةً إلى حيث اخْتَارتْ أَنْ تَكُونَ."
    هو يقلبها بين يديه مذهولاً من روعتها ودقتها وغلائها ، مصدوماً من عرض السيدة التي تقف أمامه ، أتستبدل الحلية الثمينة التي يمكن لها أن تجعل أحلامه كلها طوع يمينه بقلائد رخيصة بالية ليس لها قيمة تذكر
    والنتيجة أنهما انصرفا كل سعيد بما فعل ، هي سعيدة بامتلاكها لتلك القلائد الرخيصة ، حين استجابت دون أن تدري لنصائح جدتها ، فاستبدلت الثمين بالرخيص علها تجد نفسها ، ولو أنها دققت في كلام جدتها واستجابت لنصائحها لعرفت منذ البداية أن السعادة ليست بالرخيص أو الثمين انما بالقيمة التي توجد داخلها ذاتها
    أما هو فانصرف أيضاً سعيداً ، ظاناً أن امتلاكه للمال يعني امتلاكه للحياة ، ومن يدري لعله يدرك أخيراً أنه كان أكثر سعادة حين كان أكثر فقراً ، أو لعله يجمع بين الأمرين ، فيمتلك السعادة والمال ، وهو لعمري أمر ليس بالسهل أو اليسير ..
    انه الاستبدال ، حين يتم بين قيمتين ، وبين علاقتين متباعدتين ، وحالتين مختلفتين ، هي بقصرها العاجي ، وهو بعربته المتنقلة وفراشه الرث ، استبدلت حياتها بحياته ، تبحث عن سعادته وهو يبحث عن مالها ، ولعلهما لا يجدان ما يبحثان عنه وان حاولا ..

    انها لحظة النهاية ، في قصة كتبت بعناية فائقة ، فجمعت بين تقنيات السرد الحديثة ، وبين تقنيات السينما المحترفة ، وحملت من الحكمة عبر سطورها ما حملت ، فالتقدير والعرفان للكاتب لما كتب ، ولو أنه أرهقنا ويرهقنا ، فكل قصة هكذا تحتاج قراءة طويلة متعمقة ، وقصصه لا تقرأ أبداً سيراً على البيض ، والا لكان الكل قرأ وعلق ، لكنه حقل ألغام يجب على من يدخله أن يكون متمرساً ، وأتمنى أن أكون قد دخلت وخرجت دون اصابات تذكر ..

    تقديري واحترامي



    أموتُ أقاومْ

  9. #19
    الصورة الرمزية لمى ناصر أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : زنبقة الروح
    العمر : 39
    المشاركات : 1,424
    المواضيع : 37
    الردود : 1424
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    مشاهد من صلب الواقع
    وكثير منا من يفقدها
    رائع في الأسلوب كاتبنا وأستاذنا
    المميز في اقتناص اللحظة
    عذيري على قصر الردود.
    تتوق الرُّوح إلى أن تكون في مكانٍ أعظم
    تظلُّ تهفو لمسكنها تهفو كثيرا !

  10. #20
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    بِأنَّ قيمةَ الإِنسانِ في مُحتوَى ذَاتِهِ لا في كَثيرِ مَالهِ أو عظِيمِ سُطوتِهِ أو رَخيصِ مَدحٍ يكيلُهُ مُغرضٌ أو مُخاتِلٌ.

    السلام عليكم
    قصة جميلة جدا ,وهي تتنقل بالقارىء بخفة بين ما يجري هنا وهناك
    كان التشويق عاليا ,والحبكة موفقة ورائعة
    يظهر أن الجدة رغم كل مولصفاتها التي بدت ممتازة ,قد أطبقت الخناق على الحفيدة ,ولم تترك لها متنفسا ولو القليل .
    وظهر لي أن هذة الجدة صارمة فوق العادة ,وتريد أن تجعل من الحفيدة نسخة عنها ,وهذا خطأ فادح سيؤدي للخسارة التامة للجيل الجديد.
    والحفيدة المدللة ,والتي لم ينقصها شيء إلا تجارب الحياة نفسها ,,نشأت نشأة فاسدة ,,فعارضت كل شيء,قفط لإثبات هويتها الشخصية التي أحست أنها طُمست بسبب الجدة وتقاليدها , وبدون دراية لما تفعله .
    لم تعي الحفيدة أن الإستبدال عمل فائق الخطورة ,وخاسر على كل الأحوال ,فاستبدلت النفيس الغالي بالمزيف والرخيص ,,كأنها تنتقم .
    كان من واجبها أن تحتفظ بمجوهراتها الأصلية ,وتعض عليها بالنواجذ لأنها كنز حقيقي .
    ولتشتري بعدها ما طاب لها من أي مجوهرات أخرى مزيفة طالما تستطيع أن تتخلص منها وقت تملها ,دون أن يكلفها ذلك شيء .
    جزؤ من الخطأ كان من الجدة نفسها ,لا يكفي أن نلقن صغارنا ما يجب عليهم فعله ,بل نترك لهم مجالا للتفكير والحوار ,وفسحة لفعل أمورا بريئة لا تضيرهم
    شكرا لك أخي د.سمير
    قصة جميلة
    ماسة

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قصّة استبدال للعمري
    بواسطة كاملة بدارنه في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 27-03-2014, 08:51 PM
  2. وهم استبدال دال "استبد" ياء عند الإسناد إلى تاء الفاعل
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-02-2014, 02:09 AM
  3. تداخل المشاهد وتقنية المونتاج في قصة العمري استبدال
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 03:59 AM
  4. تداخل المشاهد وتقنية المونتاج في قصة العمري استبدال
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-10-2012, 12:34 AM
  5. عدم جواز استبدال الأرقام العربية
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-04-2012, 06:50 PM