أحدث المشاركات
صفحة 5 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 50 من 53

الموضوع: استبدال

  1. #41
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    تداخل المشاهد وتقنية المونتاج في قصة العمري (استبدال)

    لعل الدارس لفن السينما يعرف بادئ ذي بدء كيف يتم تقطيع المشاهد وتوصيلها ، وبث المفيد منها وحذف الزائد ، والحفاظ على الفكرة العامة للمشاهد ، ويتعلم معها كيف يدمج خطين متوازيين من الأحداث ، بحيث يسير الحدث الأول في اتجاه ، مواز لخط الحدث الثاني فالثالث فالرابع ، لنصل الى نقطة التقاء الخطوط ببعضها ، في لحظة التنوير ، حين نكتشف أن ضابط الشرطة الذي ظهر في المشهد الأول سيقابل ابنة المليونيرالتي ظهرت في المشهد الثاني ليتم اختطافها على يد البلطجي الذي ظهر في المشهد الثالث وتبدأ خيوط القصة في التفكك ، وكلما ازدادت تشابك الخيوط كلما اقتربت الذروة واقتربت معها أكثر كلمة النهاية .
    والمونتاج هو العنصر المميز للغة السينمائية ، وقد ارتبط باسم غريفث الذي استخدم اسلوب الانقاذ في آخر لحظة .
    ولأن الصورة هي التعبير الأول والأكبر عن الحدث ، بحيث صارت الصورة أكثر قدرة على التعبير عن جملة أحداث ، فاننا نعترف بدور السرد في صناعة المشهد ، ونعترف أيضاً ، أن ما يبنيه السرد في عدة صفحات يعبر عنه مشهد واحد .
    يقول الأستاذ : ليث الربيعي :
    "أما الحكائي فهو فوق سينمائي ما دام يتضمن المسرح والرواية والسينما والأحداث اليومية، أي أن أنظمة الحكي ظهرت قبل وجود السينما، فالسينمائي إذا خاص، تقني، نتج عن التطور التكنولوجي، أما الحكائي فهو عام، سابق، متعدد، إنساني، حاضر في كل الأزمنة والأمكنة، أي انه عبر تاريخي وعبر ثقافي "
    "- مدخل الى تقنيات السينما : محمد زغبي
    استبدال العمري كانت واحدة من هذه المشاهد ، المترابطة والمتباعدة في آن ، مترابطة في التصاقهما معاً في ذروة المشهد ، ومتباعدان في خلفياتهما الثقافية والفكرية والبيئية .
    المشهد الأول :
    "لم يعرفْ كيفَ خرجَ منَ السوقِ ينتَهِبُ الخُطواتِ نَهبًا مُتلفِّتًا ورَاءَهُ بَينَ الفَينةِ والفينةِ في جَزَعٍ كَبيرٍ. شَعرَ بِأنَّ عَرَبتَهُ المُزيَّنة َهَذهِ تَتَآمرُ عَليهِ بِثِقَلهَا الذِي يكادُ يَقطعُ أنفَاسَهُ ، وَبِصريرِ عَجَلاتِهَا الذي يَكادُ يَشِي بِهِ ، وَلِلمرَّةِ الأولى شَعرَ بِمَقتِهِ لَهَا فَتوقَّفَ عن دَفعِهَا وَجَمَعَ مَا عَليهَا منْ مُجوهراتٍ في صُرَّةٍ، ثُمَّ مدَّ يدَهُ إلى تلكَ يُخْرجُهَا من مَخبَئِهَا يَلفُّهَا بِثوبِهِ وَيحملُهَا بينَ يديهِ بِحِرصٍ وَعِشقٍ قَبلَ أنْ ينطلقَ رَاكِضًا لا يلوِي عَلى شَيءٍ. أَغلقَ بابَ غُرفَتِهِ المُتهالِكَةِ وَتهاوَى بِهَا إِلى أَرِيكتهِ القَديمةِ يُجاهدُ أَنفَاسَهُ المُتلاحقَةَ، يَنْظُرُ إِليهَا تَارَةً يَكادُ يَلتَهمُهَا، وَإِلى البَابِ أُخرى خَائفًا يترَقَّبُ."
    ولو أردنا الدقة ، لقلنا أنه المشهد الأخير ، أو هو الأول والأخير في آن ، الأول من حيث الترتيب المكاني في القصة\الفيلم والأخير من حيث الترتيب الزماني والحكائي في الحدوتة ،
    هنا يستخدم العمري أسلوباً آخر من أساليب السينما ، عندما يستخدم الكاميرا المتجولة traveling
    لتتحد عين الراوي مع عين الكاميرا لتنقل لنا مشهداً ما .
    لتقريب الصورة أكثر هي كاميرا ثابتة تتحرك على قاعدة ، تنتقل مع البطل \ البائع المتجول ، تدخل معه منزله ، لتصور لنا مشهداً داخلياً ، بعد أن تابعته خارجياً ، وهو يعدو عبر السوق ، ليدخل منزله وينظر الى ما يحمل بين يديه – غنيمته التي فاز بها ، تلك الجوهرة الثمينة التي لم نعرف كنهها في المشهد الأول حين نقرأه لكنا يقيناً سنعرف لو رأيناه .
    الآن تنقلنا التقنية الثانية عبر الفلاش باك الى المشهد التالي مكانياً والأسبق زمنياً :
    "أَخرجتْ اعْتِمَادٌ صُندوقَ المُجوهراتِ المُزَركشِ الذِي وَرِثتهُ عن جَدَّتِها الثَّريَّةِ تبحثُ فيه عمَّا تَتَزيَّنُ بهِ في حَفلةِ عِيدِ مِيلادِهَا الذي اعتَادتْ أنْ تُقيمَهُ بَاذخًا وَتدعُو إليهِ الكثيرَ ممَّنْ يُشبِعوَن لَهَا شَهِيَّتَهَا لِلمَديحِ. صَاحتْ تُنادي الخَادمَةَ دونَ أنْ تلتفتَ عن المرآةِ تَسألُهَا عن رَأيِهَا في القِلادَةِ وَهِيَ تَتَحَسَّسهَا عَلى جِيدِهَا بِبَعضِ امتعاضٍ. أدركتِ الخادمَةُ الماكِرةُ بِخُبْثِهًا المَوقِفَ فأَسمعتْ سَيدتَهَا مَا كَانتْ تُريدُ، ثُمَّ اقترَحتْ أَنْ تَخرجَ بِصُحبتِهَا إلى السوقِ فَتَسْتَبدِلَ بِهَا قِلادةً حَدِيثةً تَلِيقُ بِهَا وتُناسبُ عصرَهَا وَتُبعدُ عنهَا هذا الشُّعورَ بِالتَّبعِيَّةِ وَالاخْتِنَاقِ."
    وكما قادنا المشهد الأول لنتعرف على بائع الخردة المفكك المتردد الخائف الذي يخالجه شعور باللهفة والرغبة ويختلطان مع خوفه وتردده ، دون أن نتعرف مزيداً على كنهه وكنه الكنز الذي يقبض عليه في يديه ، يقودنا المشهد التالي الى حدث هو الأسبق زمنياً ، ليعرفنا على البطل الموازي \ البطلة ، التي تدعى اعتماد
    على النقيض من الأول ، اعتماد تملك كل شيء ، صندوق مجوهرات مزركش ، وخادمة ، ورفاهية في العيش ، لكنها تشترك مع الأول في شعور بالضيق والاختناق ، ورغبة في التحرر والتجربة والخروج عن المألوف .
    البطل المساعد هنا هو الخادمة ، وجملة تصرفات غير مفهومة من الوهلة الأولى : نفاقها ، نصائحها الغريبة لسيدتها ، وقدرتها العجيبة على التأثير في سيدتها مهما كان اقتراحها غريبا أو مكلفاً .
    وباستخدام تقنية المونتاج وتقطيع المشاهد تعود بنا الكاميرا مرة أخرى الى الحدث الأول : البائع المتجول
    لنكتشف أن الحدث الأول يسير أمامنا في الوقت الراهن – يدور حالياً ، أما الحدث الثاني –خط سير اعتماد ، فانه يدور في فترة سابقة ، لتلتقي نهايته ، مع بداية الأول .
    "هدَأَتْ أنفاسُهُ قليلا وَشعرَ ببعضِ اطمئنانٍ فَمَدَّ يَدَهُ الوَاجفةِ نَحْوهَا لا يَكادُ يُصَدِّقُ أَنَّهَا هُنا أَمامَهُ ينظُرُ إليهَا. كَانَ جَمالُهَا أَخَّاذًا وَبريقُها يَسْحرُ الألبابَ. تَأَمَّلَ بِشغَفٍ كُلَّ تلكَ النفَائِسِ التِي تَزِيدُ ألقَ جُرْمِهَا الصَّقيلِ بَهَاءً وَهَيبةً. كانتْ من أجملِ مَا رأَى في حياتِهِ وَأثمنِ مَا مَلكتْ يدَاهُ، فَابتَسمَ لهَا أخيرًا وهوَ يتمنَّى في سرِّهِ أنْ تكونَ لهُ دونَ مُنازعٍ فَتُغيِّرَ حَيَاتَهُ كُلَّها ، وَتمسحُ عن كاهلِهِ كلَّ عَناءٍ عَاشهُ مُنذُ وَلَدتُهُ أُمُّهُ"
    الحدث الأول يستمر ، البائع المتجول الذي حصل على جوهرة ثمينة يضع عليها أحلاماً يتمنى أن تتحقق ، وعناء يتمنى أن يزول معها ، وكرب لازمه طوال حياته يرجو زواله بقدومها .

    ويستمر الحدث الثاني ، بترتيب مربك ولكنه محترف ، فهو ورغم أنه جاء في زمن سابق ، الا أن المشهد الذي يليه كان يسبقه مباشرة ، في المشهد الأول لاعتماد كانت جدتها متوفية ، وفي المشهد الثاني لاعتماد كانت تستحضر أيضاً ذكرى جدتها على قيد الحياة ، قسوتها وتسلطها –كما تراها – وهي في حقيقة الأمر لم تكن تدعوها الا لخير وحق ، حين كانت تذكرها أن قيمة الانسان في ذاته لا في ماله أو سطوته .
    الجدة تسرح خادمتها ، تتوفى ، فتسارع اعتماد الى اعادة الخادمة – التي تمثل الجانب السيء فيها ، وانغمست في حياة اللذات والضياع ، الى أن جاء اقتراح الخادمة الذي عرفناه في المشهد الأول لاعتماد : أن تستبدل العقد الثمين بحلية رخيصة أخرى !
    الآن نقطة التعادل كما نسميها في علم الاقتصاد ، نقطة الالتقاء في لغة السينما ، الذروة في لغة القصة ، حين يلتقي المشهدان ، ويلتقي الخطان ، فتلتقي اعتماد بالبائع المتجول لتعرض حليتها الثمينة وتطلب استبدالها بأخرى أرخص ثمناً بكثير
    " أمْسكَ بالقِلادَةِ يُقلبُّهَا بينَ يديِهِ وَقَدْ أَذْهَلَتهُ بِثِقَلِها وَدِقَّةِ صُنْعِهَا. كَانتْ مِنَ الذَّهَبِ الخَالصِ زَيَّنتهَا فُصُوصٌ من عَقِيقٍ وَزُمُرَّدْ تَتَوَسَّطُهَا مَاسَةٌ كَبيرةٍ بِنَقشٍ فَريدٍ. لمْ يكُنْ لِيُصدِّق مَا يسمعُ مِن عَرْضِ اعتِمَادٍ - أَو مُودِي كَمَا تُحِبُّ أنْ تُنادَى – أَنْ تَستَبدِلَ بِهَا بَعضِ قَلائِدَ ممَّا يَعرضُهَا عَلَى عَربَتِهِ. هَزَّ رَأسَهُ بِالمُوافقةِ كَالأبلهِ بَينَا هِي تَنتَقِي مِن بينِ تلكَ المَصُوغَاتِ الصِّينِيَّةِ من سَبَائِك ذَهَبٍ رديءٍ قَد زَيَّنتهَا قِطَعٌ مِنْ لُؤلُؤٍ مُصنَّعٍ ومزخْرفٍ بِألوانٍ بَرَّاقَةٍ. شَدَّهَا اخْتلافُ الشَّكْلِ وَبَريقُ القِشْرَةِ ، وَسَرَّهَا كَثيرًا أَنْ تَسمعَ منهُ بِأَنَّها مَنْ يُزيِّنُ الحُلِيَّ لا العَكْسِ، وَأنَّ جَمَالهَا كَبيرٌ وَذَوقَهَا رَاقٍ. وَبَينَ دَهْشتِهَا وَدَهشتِهِ قَدَّمَ لهَا قِرْطًا وَسِوَارَينِ كَهديَّةٍ إِضَافيَّةٍ قَبلَ أنْ ينطلقَ بِعَربَتِهِ فِرَارًا بِمَا غَنِمَ وَتنطَلقَ هِيَ خَلْفَ خَادِمَتِهَا سَعِيدَةً غَانِمَةً إلى حيث اخْتَارتْ أَنْ تَكُونَ."
    هو يقلبها بين يديه مذهولاً من روعتها ودقتها وغلائها ، مصدوماً من عرض السيدة التي تقف أمامه ، أتستبدل الحلية الثمينة التي يمكن لها أن تجعل أحلامه كلها طوع يمينه بقلائد رخيصة بالية ليس لها قيمة تذكر
    والنتيجة أنهما انصرفا كل سعيد بما فعل ، هي سعيدة بامتلاكها لتلك القلائد الرخيصة ، حين استجابت دون أن تدري لنصائح جدتها ، فاستبدلت الثمين بالرخيص علها تجد نفسها ، ولو أنها دققت في كلام جدتها واستجابت لنصائحها لعرفت منذ البداية أن السعادة ليست بالرخيص أو الثمين انما بالقيمة التي توجد داخلها ذاتها
    أما هو فانصرف أيضاً سعيداً ، ظاناً أن امتلاكه للمال يعني امتلاكه للحياة ، ومن يدري لعله يدرك أخيراً أنه كان أكثر سعادة حين كان أكثر فقراً ، أو لعله يجمع بين الأمرين ، فيمتلك السعادة والمال ، وهو لعمري أمر ليس بالسهل أو اليسير ..
    انه الاستبدال ، حين يتم بين قيمتين ، وبين علاقتين متباعدتين ، وحالتين مختلفتين ، هي بقصرها العاجي ، وهو بعربته المتنقلة وفراشه الرث ، استبدلت حياتها بحياته ، تبحث عن سعادته وهو يبحث عن مالها ، ولعلهما لا يجدان ما يبحثان عنه وان حاولا ..

    انها لحظة النهاية ، في قصة كتبت بعناية فائقة ، فجمعت بين تقنيات السرد الحديثة ، وبين تقنيات السينما المحترفة ، وحملت من الحكمة عبر سطورها ما حملت ، فالتقدير والعرفان للكاتب لما كتب ، ولو أنه أرهقنا ويرهقنا ، فكل قصة هكذا تحتاج قراءة طويلة متعمقة ، وقصصه لا تقرأ أبداً سيراً على البيض ، والا لكان الكل قرأ وعلق ، لكنه حقل ألغام يجب على من يدخله أن يكون متمرساً ، وأتمنى أن أكون قد دخلت وخرجت دون اصابات تذكر ..

    تقديري واحترامي

    قراءة ناهزت النص وأضافت له تدل علبى ذائقة راقية ووعي عميق النص وبالقص والآليات. فبارك الله بك أيها الأديب الكريم والحبيب أحمد، وأشكر لك ما تفضلت به من هذه القراءة المبهرة وهذا الرد المورق والرأي الكريم المغدق!

    دام دفعك!

    ودمت بخير ورضا!

    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #42
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لمى ناصر مشاهدة المشاركة
    مشاهد من صلب الواقع
    وكثير منا من يفقدها
    رائع في الأسلوب كاتبنا وأستاذنا
    المميز في اقتناص اللحظة
    عذيري على قصر الردود.
    بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة وحفظك ربي وأشكر لك رأيك المغدق ومرورك المورق!

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  3. #43
    الصورة الرمزية أمــيــرة توحــيــد شاعرة
    تاريخ التسجيل : Feb 2014
    المشاركات : 541
    المواضيع : 18
    الردود : 541
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    أستاذي الكريم د. سمير العمري
    راقت لي كثيراً هذه القصة بمحمولها القيم وطريقة عرضها الشيقة
    كانت لي تجربة قديمة لكتابة القصة لكن لم استمر ، ربما تكون لي عودة

    دمتَ مبدعاً ، خالص التحية والتقدير

  4. #44
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه عبد القادر مشاهدة المشاركة
    بِأنَّ قيمةَ الإِنسانِ في مُحتوَى ذَاتِهِ لا في كَثيرِ مَالهِ أو عظِيمِ سُطوتِهِ أو رَخيصِ مَدحٍ يكيلُهُ مُغرضٌ أو مُخاتِلٌ.

    السلام عليكم
    قصة جميلة جدا ,وهي تتنقل بالقارىء بخفة بين ما يجري هنا وهناك
    كان التشويق عاليا ,والحبكة موفقة ورائعة
    يظهر أن الجدة رغم كل مولصفاتها التي بدت ممتازة ,قد أطبقت الخناق على الحفيدة ,ولم تترك لها متنفسا ولو القليل .
    وظهر لي أن هذة الجدة صارمة فوق العادة ,وتريد أن تجعل من الحفيدة نسخة عنها ,وهذا خطأ فادح سيؤدي للخسارة التامة للجيل الجديد.
    والحفيدة المدللة ,والتي لم ينقصها شيء إلا تجارب الحياة نفسها ,,نشأت نشأة فاسدة ,,فعارضت كل شيء,قفط لإثبات هويتها الشخصية التي أحست أنها طُمست بسبب الجدة وتقاليدها , وبدون دراية لما تفعله .
    لم تعي الحفيدة أن الإستبدال عمل فائق الخطورة ,وخاسر على كل الأحوال ,فاستبدلت النفيس الغالي بالمزيف والرخيص ,,كأنها تنتقم .
    كان من واجبها أن تحتفظ بمجوهراتها الأصلية ,وتعض عليها بالنواجذ لأنها كنز حقيقي .
    ولتشتري بعدها ما طاب لها من أي مجوهرات أخرى مزيفة طالما تستطيع أن تتخلص منها وقت تملها ,دون أن يكلفها ذلك شيء .
    جزؤ من الخطأ كان من الجدة نفسها ,لا يكفي أن نلقن صغارنا ما يجب عليهم فعله ,بل نترك لهم مجالا للتفكير والحوار ,وفسحة لفعل أمورا بريئة لا تضيرهم
    شكرا لك أخي د.سمير
    قصة جميلة
    ماسة
    بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة وحفظك ربي وأشكر لك رأيك المغدق ومرورك المورق!

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  5. #45
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة السفياني مشاهدة المشاركة
    درس أدبي ابداعي بامتياز سيدي العمري.
    جميل ما قرأت هنا. تحيتي واحترامي
    بارك الله بك أيتها الكريمة وأشكرك على تقريظك الكريم!
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  6. #46
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن لبابيدي مشاهدة المشاركة
    أحببت قبل أن أضع تعليقي وانطباعي أن أحرر نفسي من قراءة مداخلات الإخوة والأخوات الكرام ، مع تقديري الشديد لهم جميعا ، فأنا هنا أشبه بمن يطمع بالقطعة الأولى لقالب الحلوى .

    أول وأكثر ما أمتعني في هذه القصة هذا التداخل البارع في الزمن ، وتجلت البراعة أكثر عند التقاء الزمنين الحاضر بالماضي في لحظة الإنارة المدهشة للقارئ .
    هذه قصة يمكن النظر إليها من أكثر من زاوية كما هو متوقع وجميع هذه الزوايا مقصود وناجح في تعاطي الكاتب له .
    صراع الأجيال كان واضحا بما فيه من التناقضات ، الرأي مقابل التهور والحكمة مقابل الهوى والخبرة مقابل الجهل والرصانة مقابل التهور والحمق حتى ، كل ذلك ترجم مع موت الجدة بانهيار كامل للتراث والثروة وما يحمله من دلالات .
    الرمزية واضحة جدا كذلك في تشبيه الأصالة والتراث والموروث بالذهب الخالص المرصع ، وتشبيه التبعية والشهوة العارضة والانبهار بالزخرف على حساب الجوهر بالذهب المقلد الرخيص وإن كثر وطغا ، وهنا يأتي نجاح اتخاذ كلمة استبدال عنوانا للقصة .
    نعم لقد أضاعت شعوبنا "الفتية" قصور العز وذهب الحكمة وغنى الأصالة وشرته بثمن بخس وكانت فيه من الزاهدين .
    السرد هادئ مشوق ممتع بلغته الرصينة المعبرة
    تصوير الحدث بجوانبه المتعددة معبر وصفي مشبع لذائقة القارئ .

    تستحق القصة تحليلا محترفا ربما يضطلع به مشكورا أحد مبدعينا الناقدين .
    واسمح لي أستاذي أن أضعها في المرتبة الثانية بعد "فروسية"

    مودتي وتحيتي
    بارك الله بك أيها الأديب الحبيب الكريم ، واشكر لك أبا عبد الرحمن رأيك الزاهر وردك الراقي وتفاعلك العميق، وأشكرك على تقريظك الكريم!

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  7. #47
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2014
    المشاركات : 842
    المواضيع : 4
    الردود : 842
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    تبادل ذكي بين اللقطات ينقل القارئ بين موقعين وشخصيتين رئيسيتين تتحركان في نفس الوقت وتصنعان الأحداث التي صنعت الكارثة؛ استبدال القلادة الثمينة بأخرى مزيفة براقة
    كم هذا جميل .. أسلوب مبتكر ، كأننا نتابع عملا سينيمائيا

  8. #48
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    الأخ الشاعر الأديب النبيل د. سمير:
    تحية محبة وتقديرٍ وود..

    نص بهي، ما خط البيان ورصع اليراع من درر النثر والقص الحكيم..إن استبدال الغالي بالرخيص..وعدم تبصر مواطن الحكمة ومواطن الزيغ..واتباع النصح الكاذب من خادمة ..جعلت رزقها في كذبها..والاستسلام لرأي عابر سبيل يبيع كلاما رخيصا..وما حمل الاسم في اعتماد..ليوحي إلى شخصية غير مستقلة..كما أن كلمة التدليل "مودي"..فب اتباع ثقافة دخيلة.. وما عنته الكلمة بالإنجليزية من تقلب المزاج..كل ذلك عكس شخصية طفولية متقلبة..تجعل من السذاجة صيدا ثمينا للطامعين..تودي بصاحبها إلى نهاية مأساوية..
    تقديري الكبير وخالص دعائي لقلم يسطع بالبهاء!
    أخوكم

  9. #49
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    السّلام عليكم دكتور مازن ... وعذرا من الدّكتور العمري للرّد
    لقد حظيت القصّة بقراءتين احترافيتين أهديك أيّاهماعلى الرّابطين التّاليين:
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=60935
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=61106
    تقديري وتحيّتي
    بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة والأخت الغالية وأشكرك على رقيك!
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  10. #50
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2014
    المشاركات : 473
    المواضيع : 6
    الردود : 473
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    قصة جننتني بجمالها، وجعلتني أقرأ الردود وأفهم أكثر وأنبهر أكثر
    لن أعلق ولا أستطيع أن أعلق بعد ما قرأت من ردود الكبار الأستاذة كاملة بدارنة - الأستاذة ربيحة الرفاعي - الأستاذ الفرحان بوعزّة - الأستاذ أحمد عيسى - الأستاذ مازن لبابيدي - الأستاذ فائز حسن العوض، لأن قصة مثل هذه تستحق ردودا مثل ردودهم
    هنا مدرسة كتابة القصة لمن يريد أن يتعلم
    تقديري

صفحة 5 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قصّة استبدال للعمري
    بواسطة كاملة بدارنه في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 27-03-2014, 07:51 PM
  2. وهم استبدال دال "استبد" ياء عند الإسناد إلى تاء الفاعل
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-02-2014, 01:09 AM
  3. تداخل المشاهد وتقنية المونتاج في قصة العمري استبدال
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-02-2013, 02:59 AM
  4. تداخل المشاهد وتقنية المونتاج في قصة العمري استبدال
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-10-2012, 11:34 PM
  5. عدم جواز استبدال الأرقام العربية
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-04-2012, 05:50 PM