ربما كانت بقايا حلم .. أصابتني ببعض الهذيان .. جمعت نفسي في حقيبة .. قررت أن أرحل وأتنازل عن كبريائي .. رحل كثير قبلي ..!! ولكن..من سيعلن رحيلي..؟!! كتبت يافطة أنا راحل.. وعلّقتها على شارع الحي ..ركبت سيارة أجره .. مجمع المدينة لو سمحت .. وعلى أنغام موجز الأخبار ..تمايلت قليلاً.. وخبر عاجل أفزعني .. قال المذيع .. بأن أحدهم رحل دون سابق انذار .. زرع يافطة يظّن الجميع بأنها عمل أرهابي ..من شأنه الحضّ على استنزاف الطاقة البشرية.. وصرح أحدهم في حديث سري .. بأنه يحمل حقيبة سفر.. ومجموعة أوراق .. ألتفت اليّ السائق .. ابتسم .. ازداد النبض بداخلي .. وأطلقت ضحكة لا ارادية ..قال لي بهدوء .. فليرحل من يرحل..وعاد لابتسامته .. تنفست الصعداء ..ونزلت من سيارة الأجرة .. جلست لأجمع أنفاسي .. وعادت الي بقايا حلمي .. أراقب من حولي ..ركاب ..سائقين .. حتى ذاك السكير المترنح على الرصيف .. ثم لاح لي طيف ابتسامتها .. عذبة رقيقه ..وهمساتها .. لا أعلم أين أجدها .. نثرت بعض من عطري في شوارع المدينة .. وعلى حائط كتبت ..لا زلت بانتظارك ..علّها تمر وتعرف بأنني كنت هنا..انتظرها قبل الرحيل....!!