بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي زين قلوب الذاكرين بمعرفته ، أكرم أهل القرآن بأن جعلهم أهله من خلقه وخاصته ، تفضل على المجاهدين بأن جعلهم حملة دينه وشرعه ، بشر المتحابين في جلاله بمنابر من نور على يمين عرشه ، والصلاة و السلام على خير من صلى وصام، وجاهد وبالأمر قام ، محمد خير الأنام ، ومصباح الظلام ، أبتعثه الله بالهدى ودين الإسلام ، فأخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الواحد العلام وبعد:
الأحبة في الله ، أيها الثابتون في زمن الغربة ، غربة الدين غربة الإسلام، غربة المفاهيم ، في زمن انقلبت فيه المفاهيم فأصبحت مغلوطة، وأنقلبت فيه القيم فأصبحت مستوردة ، أيها الثابتون في زمن تساقط فيه من تساقط وأنتكس فيه من اتنتكس ، أحببت أن أسوق لكم البشرى من فم الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم : "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"
أيها الكرام رغم ما بعتري النفس من حزن بما يصيب المسلمين اليوم إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الإسلام لا بد له أن ينتصر ، فكما أن الإسلام بدأ غريبا في نفوس كفار قريش ثم في نفوس عامة المشركين
إلا أنه انتشر ثم انتصر ، بدأ برجلين وأمرأة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي بكر الصديق وبخديجة لكنهم تحركوا لأجل الدين فنشروه فجاء ابو بكر في ثاني يوم أسلم فيه بخمسة من العشرة المبشرين بالجنة ، ثم انتصرت القلة المؤمنة على الكثرة الكافرة في بدر ، ثم انتصر الإسلام بالكلية .
وكما أن الإسلام اليوم في غربه والغرباء هم من ألتزموا به فإنه لا بد له أن ينتشر ثم لابد له أن ينتصر
هذا وعد الله أيها المؤمنون الثابتون والعاملون المجاهدون فالثبات الثبات واليقين اليقين والعمل العمل
رسالة من
أبو بلال الشامي عدنان الإسلام إلى كل غريب