|
أصابتْ ظنوني - والظنونُ تُبَشّرُ- |
بأنّك من عين البصيرةِ أبصرُ |
رأيتُ على سيماك نورا من التُّقى |
وأحسبُ أن القلبَ أزهى و أنضرُ |
تقلّدت - يا ابن الدين - حُلّة َأحمد |
و قد طاب منك اليوم لبٌّ و مظهرُ |
و شنّفت بالأذكار يوماً و ليلةً |
تسبّحُ |
و صاحبت خير الناس علما و قدوةً |
وكم شطَّ قلبُ حينما شطّ معشرُ |
تأملتَ في كنه الوجود ِ فلم تزلْ.. |
تُرى في مراضي الله ِ تغدو فتؤثرُ |
وهل في متاع الأرض حرزٌ من اللظى |
وقلبُ الفتى من خوف مولاهُ مقفرُ |
فوالله ما الأزهارُ في روضة السَنا |
ولا الزرعُ في الوديانِ والسْحبُ تمطرُ |
ولا شقشقات الطير في مسمع الضحى |
و لا قلعةٌ فيها رُخامٌ و مرمرُ |
ولا مشرقُ الإصباح أو شفقُ الدجى |
ولا منتدى الخلانِ و الليلُ مقمرُ |
و لا لمعة الأصداف ِ من كلِّ درّةٍ |
ولا البحرُ فيه الموجُ يدنو ويدبرُ |
وليس خريرُ الماء عذبا مسلسلا |
وليس عبيرُ الزهرِ و العودُ مخضرُ |
بأجمل في الأكوان من سمتِ ساجدٍ |
على عتبات الله يبكي و يجأرُ |
تجافى عن اللذاتِ في هجعةِ الدجى |
إلى يقظة المحراب يتلو و يذكرُ |
ينقّي بدمعِ التوبِ أدران نفسهِ |
و يطفئُ ناراً في الحشا تتسعّرُ |
و يلجأ للرحمنِ حُبّا و رهبةً |
ففي كَنَفِ الرحمنِ أمنٌ و مخْفرُ |
تخلّى عن الدنيا و قد بان زيفهُا |
فعمّا قريبٍ عودُها يتكسّرُ |
أصاخ لها حتى رأى كلَّ مهجةٍ |
-وإن طالَ عمرٌ– سوف تذوي وتُقْبرُ |
فحنّ إلى جنّات عدنٍ و حورِها |
و راعته نارٌ تستشيط ُ و تزفرُ |
فلاخير في لهوٍ على شُرفة الهوى |
ومن بعدهِ نزعٌ و لحدٌ و محشرُ |
أخي: ما بدت ذكراكَ إلاّ حضنتُها |
وقلت بملء الصدرِ : "اللهُ أكبرُ" |
أحبُّكَ في ذات الإله ِ تقرّباً .. |
لعلّي بهذا الحبِ في الله أؤجرُ |