بسم الله الرحمن الرحيم
تنوعت المواد الفنية المقدمة على شاشات التليفزيون بقنواته الأرضية والفضائية بمختلف ألوانها وجنسياتها .. ولكن المادة الوحيدة التي استحوذت على اهتمام المشاهدين .. هي المسلسلات العربية .. والتي لازالت تحتل أعلى نسبة مشاهدة في هذا الشهر الكريم .. للدرجة التي تصورت معها إنها تمسك بخناقنا وتتحكم في حركتنا .
وبعيدا عن التقييم والنقد الفني لتلك الأعمال هناك بعض الملاحظات الملفتة للنظر للمشاهد العادي أوالناقد المتخصص ..
من أهم هذه الملاحظات .. هي الابتذال الشديد في ملابس فنانات تلك الأعمال .. حيث زادت إلي حد كبير نسبة العري .. صدور عارية .. نهود بارزة .. بلوزات قصيرة ترتفع إلى ما أعلي البطن .. بنطلونات ضيقة جدا تكشف أكثر مما تستر ..
الملاحظة الأخرى .. هي المبالغة في ديكورات أماكن التصوير .. فخامة غير منطقية .. بذخ مستفز .. محتويات قصور وفيلات بملايين الجنيهات بشكل أشك في أنها موجودة على أرض الواقع ..
الملاحظة الأخيرة .. هي الإصرار على إظهار طبقة رجال الأعمال على أنهم مجموعة أفاقين ورجال عصابات .. تقوم مؤسساتهم الاقتصادية على الرشوة والفساد والحرام ..وتدبير المكائد لمنافسيهم , أيضا أصبح أبناء رجال الأعمال من مرتادي الملاهي الليلة .. ومدمني المخدرات .. والمنحرفين أخلاقيا ..
لذلك لم يتفاعل الكثير من المشاهدين مع معظم تلك الأعمال .. ولم يحترم إلا مسلسل وحيد هو عباس الأبيض .. لمصداقيته في لمس أوتار ومشاعر المشاهدين .. ومخاطبة شريحة هائلة من البسطاء أبناء الشارع والحارة العربية ..
أشك والله أعلم أن أجهزة الإعلام .. ببثها لتلك النوعية من المسلسلات .. تنفذ سياسة استبدادية الغرض منها اغتصاب عقول المشاهدين ..والسيطرة على نفوسهم مستخدمة في ذلك هذا الكم من التهويل والمبالغة وتضليل الرأي العام .
أتمني في الأعوام القادمة أن ينتبه القائمون على تلك المؤسسات الإعلامية أن المشاهد وإن تأثر بهذه النوعية من المسلسلات .. فأنه يتأثر أيضا بمجموعة أخري من العوامل المحيطة به وأهمها العقيدة التي يؤمن بها ..وأحمد الله أن الجذور الدينية المتأصلة في نفوس الجماهير وعقولهم بفضل عقيدتهم تجعل أية دعوة أخري مخالفة لهذه العقيدة ضعيفة أو لا جدوى لها .
آخر كلام
لو أن مخترع التليفون المحمول حيا يرزق بيننا اليوم .. لقام بتخصيص جائزة سنوية – على غرار جائزة نوبل – للتكفير عن خطاياه باختراع هذا الجهاز .
كمال عوض
Kamalawad848@hotmail.com