في البداية...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال بحثي المتواصل والذي اخذ مني جهداً كبير في فترة من الفترات ... كنتُ قد أقدمت على هذا البحث ومحاولة الحصول على المعلومات الصحيحة عن هذه الأحداث وكيف تمت عملية ضرب اليابان بقبلتي نوويه أدت بفاجعة كبيرة على العالم وحفظها التاريخ الى وقتنا الحاضر من شدة هول الصدمة .. أحببت أن أشركم معي في هذا التنقيب والبحث عن الأحداث الصحيحة وكل ما دار وحدث تلك الفترة العصيبة
أتمنى أن أفيدكم ببعض القليل ... في إيصال الحقائق ونقلها على الوجه الصحيح .. أتمنى لكم قراءة ممتعة .. وعلى بركة الله تعالى نبدأ السلسلة العجيبة:
اعتمدتُ في بحثي هذا على عدة نقاط سوف أدرجها لكم وتعتبر العناصر الأساسية لبحثي في هذا الموضوع وهى كالتالي:
( 1 )
ــ دوافع الحرب ــ
( 2 )
ــ الحرب الاقتصادية ــ
( 3 )
ــ العمل الدبلوماسي ــ
( 4 )
ــ نتيجة فشل المفاوضات ــ
( 5 )
ــ التخطيط للهجوم على ( بيرل هاربر) ــ
( 6 )
ــ وضع الخطة والإعداد للهجوم ــ
( 7 )
ــ القوات التي تم تجهيزها للهجوم على ( بيرل هاربر) ــ
( 8 )
ــ كيف تمت عملية ( بيرل هاربر) عام (1941م) ــ
( 9 )
ــ نتائج الهجوم ــ
( 10 )
ــ رد الفعل الأمريكي ــ
( 11 )
ــ الدروس المستفادة من عملية ( بيرل هاربر) ــ
1- دوافع الحرب :
برزت اليابان كقوة في منطقة جنوب آسيا وأصبحت راغبة في التوسع والسيطرة على النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية على مناطق واسعة من القارة الآسيوية ليوفر لها حاجتها المتزايدة من المواد الخام ، حيث قامت في ( 4 تموز 1941 م ) باحتلال الهند الصينية بموافقة سلطات حكومية منشي الفرنسية .مما حدا ببريطانيا والتي كان لها العديد من المستعمرات في تلك المنطقة بمحاولات لإقناع أمريكا بالدخول في الحرب . وبعد إلحاح من بريطانيا استجابت أمريكا للطلب البريطاني لكون السيطرة اليابانية في منطقه جنوب آسيا تؤثر مباشره على المصالح الأمريكية وخطوط ملاحه سفنها وطائراتها بالمنطقة ، فقررت الدخول في حرب غير عسكريه وذلك بوضع قيود اقتصاديه على اليابان اعتباراً من شهر تموز (1941م) تتمثل في:
(1) تجميد الأموال والممتلكات اليابانية في أمريكا
(2) إغلاق الموانئ الأمريكية أمام السفن اليابانية
(3) منع تصدير البترول ومنتجاته إلى اليابان
(4) يتطلب رفع القيود المذكورة القيام بالانسحاب الياباني التام من الهند الصينية.
2- الحرب الاقتصادية :
بتطبيق الولايات المتحدة للقيود التي فرضتها وخاصة فيما يتعلق بمنع تصدير البترول ، فقد أثر ذلك تأثيراً شديد الوطأة على المجهود الحربي الياباني وأجبر اليابان على الاعتماد على ما لديها من نفط مخزن وتخصيصه للعمليات البحرية والجوية فقط وهكذا بدأت الحرب الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
3- العمل الدبلوماسي :
نتيجة لتطبيق أمريكا الحظر الاقتصادي الفوري المفروض على اليابان فقد وجدت نفسها مضطرة إما لسحب قوتها من الأراضي الشاسعة والهامة والتي كلفتها الكثير من التضحيات والأموال أو القيام بعمليات عسكرية جديدة لاحتلال الجزر الاندونيسية الغنية بالنفط . ، أما أمريكا ونتيجة لتأثر اليابان من القيود التي فرضتها عليها فقدت اعتقدت بأن اليابان تستعد لخوض حرب ضدها ولغرض كسب الوقت ولمحاوله يابانيه جديه لتفادي الدخول في حرب مباشره مع أمريكا فقد وصل وفد ياباني رفيع المستوى للتفاوض بشأن نقطتين جوهريتين :
(1) رفع حظر تصدير النفط إلى اليابان
(2) توقف أمريكا عن تصدير الأسلحة والإمدادات إلى حكومة الصين وبالمقابل طالبت أمريكا اليابان بعدة شروط أهمها سحب قواتها من كافة الأراضي التي تحتلها ، ونتيجة لذلك تعثرت المفاوضات ، بل فشلت ، وأتضح للمفاوضين اليابانيين أنهم وصلوا الى طريق مسدود وإن إعلان الحرب على أمريكا شر لابد منه للأسباب التالية:
(أ*) لم تكن أمريكا قد استعدت وأنجزت استحضارها للاشتراك بحرب واسعة.
(ب*) أن بريطانيا الحليف الرئيسي لأمريكا تعاني من وضع قواتها المسلحة ضد ألمانيا وإيطاليا في شمال أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال.
(ج*) انشغال الاتحاد السوفيتي بحرب ضد ألمانيا المتوغلة في أراضية من الغرب إلى الشرق مما يضمن ذلك عدم دخولهم في حرب ضد اليابان.
4- نتيجة فشل المفاوضات :
قررت اليابان على أثر فشل المفاوضات مع أمريكا شن حرب عليها وتدمير قواتها البحرية المتواجدة في جنوب شرق آسيا ووضعت نصب عينيها الاستيلاء على جزر الفلبين واندونيسيا للاستفادة من تلك الجزر للسيطرة على المناطق الأخرى في المحيط الهادي ، ومن ناحية أخرى على ثرواتها الاقتصادية وخاصة النفط لدعم آلتها العسكرية ، كما كانت تعد بكل سرعه وسرية تفاصيل عملية جريئة تتمثل في تسديد ضربة قاصمة ومباغتة لكبرى القواعد البحرية الأمريكية في المحيط الهادي ( بيرل هاربر) أو ميناء اللؤلؤ تحت إشراف الأميرال البحري ( ايزوروكي ياماماتو).
5- التخطيط للهجوم على ميناء ( بيرل هاربر ) :
في نوفمبر عام ( 1941 م ) كانت المفاوضات التي بدأت بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان بشأن الحظر الاقتصادي التي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية تتجه نحو طريق مسدود لذا وافقت هيئة الأركان العامة اليابانية على خطة الأميرال ( ياماماتو) لضرب القاعدة البحرية الأمريكية ( بيرل هاربر ) عن طريق الجو بهدف تدمير القوات الأمريكية البرية والبحرية والجوية الموجودة في هذه المنطقة .
النقاط التعريفية للهجوم على ( بيرل هاربر) :
أ*- موقع ميناء بيرل هاربر:
تقع هذه القاعدة الأمريكية على بعد (390) ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من سان فرانسيسكو ، على الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية ، وتبعد عن اليابان قرابة (5600) كم وتعتبر القاعدة الرئيسية للأسطول الأمريكي في المحيط الهادي ، والمعتبرة في مأمن من أي هجوم ياباني كما أنها خارج مدى أي قاذفة قنابل يابانية أو غير يابانية
ب*- الإجراءات التي سبقت خطة الهجوم:
طبقت القيادة العسكرية البحرية عملية أطلقت عليها مجموعة من الإجراءات منذ شهر نوفمبر عام (1941م) بموجب خطة عمليات أطلقت عليها اسم ( هاواي) وجرت الاستعدادات النشطة للهجوم تحت ستار المفاوضات الثنائية التي كانت تدور بين الطرفين دون نجاح في مدينة واشنطن ، حيث تأكد للقيادة البحرية اليابانية أهمية توجيه الضربة الجوية المفاجئة ( لبيرل هاربر) عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بحشد قوة كبيرة من أسطولها البحري هناك خلال شهر مايو (1940م) لتكون بمثابة القوة الرادعة لليابان وسياستها التوسعية في جنوب وشرق آسيا وجزر المحيط الهادي ، كما زادت قناعة (ياماماتو) في مدى صلاحية حاملات الطائرات للقيام بهذه المهمة أثر نجاح الهجوم الذى شنته القوات الجوية البريطانية من فوق حاملة الطائرات على القاعدة البحرية الإيطالية في (11 نوفمبر 1940م)
ومن الإجراءات التي قام بها اليابانيون قبل إعداد الخطة لضرب القاعدة الأمريكية ما يلي:
1- إعداد خريطة للقاعدة البحرية ( بيرل هاربر ) في مكان إقامة الأميرال ( ياماماتو ) بسفينة القيادة ، البارجة ( ناجاتو ) والتي كانت تحمل باستمرار المعلومات عن القاعدة المذكورة ، وفقاً لتقارير المخابرات .
2- التأكد من عدد ونوعيات السفن الحربية الموجودة في ( بيرل هاربر ) وطبيعة الدفاعات البحرية والجوية .
3- التعرف على عمق المياه داخل وخارج الميناء وسرعة التيار وظروف المناخ وظروف التضاريس بالجزيرة .
4- إجراء التدريبات اللازمة ، حيث اختار قائد البحرية الياباني خليج ياباني في الجزيرة اليابانية يشبه خليج ( بيرل هاربر ) لإجراءات التدريبات الدقيقة لطياري حاملات الطائرات الذين لم يعرفوا الهدف الحقيقي من تدريباتهم إلا عشية الإبحار الى ( بيرل هاربر ) .
5- تم تصميم قنابل خاصة خارقة للدروع لتحملها القاذفات التي تقصف البوارج للطائرات من ارتفاعات عالية نسبياً ، كما تم تصميم طوربيدات خاصة لقاذفات الطوربيد التي ستهاجم البوارج الرأسية على بعد حوالي ( 500 ) متر من شاطئ خليج ( بيرل هاربر ) الذي لا يزيد عمق الماء فيه ( 40 ) قدماً تكون قادرة على الطفو السريع عقب الاصطدام بالماء عند إسقاطها من الطائرات .
6- إجراء تدريبات لطياري قاذفات الطوربيد على إصابة نماذج للبوارج الأمريكية بنماذج غير متفجرة من هذه الطوربيدات ومن مسافة ( 500 ) متر تقريباً الأمر الذي يتطلب إطلاقها من ارتفاعات منخفضة وبسرعة بطيئة للطائرة .
7- يتم تدريب طياري القاذفات على إصابة سفن تسير بطريقة موجهة بسرعة كبيرة حتى تحقق نسبة الإصابة المباشرة في هذه الحالة
( 500 % ) وتدريب طياري الطائرات المنخفضة على إصابة الطائرات الأرضية وقد أجاد الجميع الإقلاع والهبوط من فوق ظهر الحاملات .
6- وضع الخطة والإعداد للهجوم :
حتى يصل اليابانيون الى تحقيق هدفهم كان لا بد من وضع خطة مقيدة ومحدودة فقد تعودوا خلال الحرب الاروبية التي أشعلتها ألمانيا النازية على إمكانية تحقيق الانتصارات السريعة وبأقل خسارة ممكنة ووضعت الخطة على أساس منع القوات الأمريكية بالقيام بأي محاولة لان ذلك من شأنه أن يُكبد القوات الأمريكية الخسارة في الأرواح البشرية والمعدات العسكرية وبالتالي فإن الهجوم على القاعدة ( بيرل هاربر ) من الممكن أن يرغم الأمريكيين على الدخول في المفاوضات السلمية وبالتالي تستطيع اليابان تقوية مجالها الجوي وتوسيعه في الشرق الآسيوي
وفي ( 8/3/1941 م ) اصدر الرئيس الأمريكي قانون الإعارة والتأجير والذي قامت بمقتضاه الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال أسلحة دون مقابل الى كل دولة مشتركة في الحرب ضد دول المحور ( ألمانيا ، اليابان ، ايطاليا ) وبناءً على ذلك بدأت الولايات المتحدة الأمريكية في إرسال الأسلحة الى الصين ابتداء من ( 15/4/1941م ) الأمر الذي أدى الى احتدام التناقض بينها وبين اليابان وبعد شهرين فقط أوقفت الولايات المتحدة تصدير البترول من مواني الأطلسي والخليج العربي الى جميع الدول بإستثناء بريطانيا وأمريكا اللاتينية ، وفي ( 3 يوليو 1941م ) استدعت اليابان حوالي مليون جندي ياباني الى الخدمة فكان رد الرئيس الأمريكي على ذلك بأن اصدر قرار بتجميد الأموال والممتلكات اليابانية في الولايات المتحدة وأغلق الموانئ الأمريكية في وجه السفن اليابانية وتحريم بيع البترول الأمريكي ومنتجاته الى اليابان وقام أيضاً بمطالبة اليابان بالانسحاب من الهند الصينية والصين مقابل رفع هذه القيود .