هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

يوم آخر مِنَ الغياب،و موعِد متجدد مَع لدغة الوجْد و رجفة اللّهفة، و أنا القابضةُ على جمْرة الحنين بكفّ كلّ خطوطها ترسُم طريقكَ إلى قلبي، و أعُضّ على شفةِ الحيَاء ،هل أسألُ عنْك أم أُخرس شفاه الشّغف بأصَابع المُكابرة؟
ويحي أنَا مِن مجاجة صَبر أبتلعهَا على مضض ؛لأطفئ نِيران ولَعي بكَ..

حنين أهوج يعصف بقلب موشّى بالشغف،و رقّاص الغياب يمور و يمور، لا يدُ اللهفة تمتد إليه فتوقفه ، و لا هو كلّ متنه و لا أدمتْ صفعات العناد أنامله،و أنا التي أدمنت وخزات الخيبات ما عاد لي احتمال و لا صبر أرتديه حين البأس.

بعد أن تمكن مني النعاس أوصدت باب عيني فلمحت طيفك.. فر الكرى مهرولا..و تربع السهاد بجانبي.. اشتقت إليك.. لم أكن أعلم أن غيابك سيجعلك حاضرا في كل أشيائي.. ذاكرتي. شاشتي.. كلماتي..عطري.. يا أنت اقطع رأس الغياب و عد قريبا فقد احدودب ظهر الحنين في فؤادي.

منذ أيام و هذه الكلمات تدندنها شفتاي،لست أدري لماذا ؟

قلت:
صباح الياسمين و النيروز
صباحك أحلى ما غنّت فيروز
قال:
و ما لي بالفيروز و النيروز
صباح النسرين يزهر في قلبي

أسوأ الخيبات التي تصيبني حين أنتظر شيئا من أحدهم و لا أجده ..
سحقا لخيالي و أحلامي..
حتى في أبسط الأشياء أحسب ألف حساب، لكن حسبي قوله تعالى:{ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا }..
فلا ضير أن أنتظر ردّا يبهج الروح،مع هذا فلا أحصد إلا خيبة و حسرة ترجعني ألف خطوة إلى الوراء ..كم تألمت و في كل مرة أتعلم أن لا أنتظر شيئا إلا من الواحد الأحد..

أوووووووووف ثرثرة ثرثرة من الصبح.. يلا من غير مطرود أشياء أهم تنتظرني من ثرثرة صباحية بعد قهوة سكّرها أنتَ و برتقالة بدل أن تنعش جسدي أنعشت لساني ..

لو علموا أنك قاطن في دمي لأراحوا أنفسهم و أسقطوا كلمة النسيان من قواميسهم كلّما حدّثتهم عنْك..

هي الحياة بكل دروبها ألوان،للفرح ألوان الطيف،حمرة الخجل،و بياض الصفاء،و زرقة الأمل ،
و للحزن لونه الأسود ،تسرقه محبرتي فأسكبه سوادا فيه فيستحيل بياضا،
رسائل حب و صداقة و كلمات تبعث الأمل .

صديقتي تقول لصاحب قلبها : ما رأيك لو نعود كما كنا مجرد أصدقاء ..
فقلت لها في حضوره، لم أسمع عن عشق نزع عنه ثوبه ،ليرتدي آخر، العشق حين يفقد رونقه يرتدي كفنًا ..