هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

وطني أنت و المنفى،صحوي و الحلمُ..

شمسي و ذاكرة الدفء .. تشرين و صفعات الحنين..

يا اسما لمحته حين دهشة فصحوتُ..و يا قلبا كلّما اقترب أكثر فرّ مني النبض..

لم أكتب كثيرا عنكَ؛رغم أن القلب يعجّ بالحنين و اللهفة،و سلال الأمنيات مصفوفة على رصيف الذاكرة،
و أنتَ البعيد منّي كالسماء،القريب كأنفاسي،الغريب كالبحر،المليء بالأسرار تملأ تجاويف الفراغ من أمسي، تعطّر ربوع أحلامي بعطرط الأخّاذ..تتبعني كظلّي،تلازمني كنبضي،تشاركني لحظات يومي..
احترت كيف أصفك،و ماذا أكتبُ لك أم عنك ..انحنت الأبجدية و سقطت الحروف صرعى ذاهلة،قل لي بربّك أيّ سحر أت فاعلهُ؟.

تمر ساعات الصباح ثقيلة على قلبي،و كلّي اشتياق و لهفة أن يمضي الوقت سريعا كي يجيء المساء،فإذا أتى المساء تعطّر قلمي و أزهر حرفي ،و أوقدت جذوات الشغف قناديل مهجتي، أنت الضياء ، و معكَ يحلو المساء ..

أشتهيكَ..لكني أحبكَ أكثر .. و ما بين حبي و اشتهائي لحظة من تعقّل ..لو قدّت لخمدت نار رغبتي فيكَ..

قد أكون جريئة نوعا ما،لكني لم أقل أحبك ، لم تسمعها مني،قرأتها أي نعم، و لكن بين الحرف و اللسان مسافة تردد و مسيرة أعوام من الجرأة،
شيء يشدني إليكَ،و أجهل ماهيّته،كل يوم أنجذب إليك أكثر،يعجبني هدوءك أمام جنوني،أحب فيك تعقّلك و أحب أن أرى نفسي فيكَ،أحبّ اهتمامكَ بي، و لست أدري إن كنت أحبك حقّا أم أحببتك و انتهى الأمر ..

غازلني أكثر،و ردد على مسمعي شوقك و ألحان اللهفة،و اعزف نغمة الوله الممجّد..إني أرتبك و أنتفض و أهرول في ربوع نفسي،ألهث و أتصبّب وجدا و أسكب الشوق دهشة، غازلني أكثر كي أحبك أكثر

..

أنا لا أخافك لكني أخاف تقلّب القلب ..أحَبّني، لكن على مهل،و التحف الصبر و أنت تمضي في دربي ؛أخاف من عواصف الملل أن تنتزعني منْكَ ..

هل يكفي أن أقول أني تعلقت بكَ..أنك صرت جزءا منّي، أنك حاضري و أمسي،
أنك صرت ذاكرتي و الذاكرة أمرها عجيب تحتفظ بما تشاء و تذكرنا بالذي تشاء ..
طيفك يلاحقني،كلماتك ،حضورك ..هل اعتدت عليكَ؟ أم تعودت وجودك ..
أبدا يا رفيقي، أسوأ عاداتي أني لا أحبّ عاداتي ..لكني أحبّ حضورك .. لستَ عادةً لأني لا أمَلّك؛فبعض العادات سأم و ملل .. لكنّك متجدد كنبضي .. أنت لي الحياة ..

هو الحنين فاجر ، و المسافة كافرة بأعراف العشق..و الوجد ضائع حائر، كلاجئ مسكين أو ضائع في المنفى لا يستكين.
ما بين أنفاسي أنت ،و في القلب حاضر دائما ، لكن للحنين أبجدية لا تعترف بالصمت و لا تلين بالصبر، و لا تنحني إلا باللقاء و اللقاء مرهون بالمسافة ..تبّا لمساء لست فيهِ ،و تبّا لحنين يكابر صاحبُهُ
و يتآمر مع اللهفة ضدّه..و تبّا لحلم يأتي و لا يأتيني بكَ ..

بتّ أعتقد أن الجنون صار ديدني هذه الأيام،أو ثوبي الذي أرتديه صباحا و مساءا، إن خلعتهُ أعدت ارتدائه،هو ثوبي الذي يليق بي أكثر في رحابكَ .. و في غيابكَ ..فقدتُ عقلي بكَ ..لم يبق لي إلا النبض،لكنّي به أضحى يخفق لكَ،و يرقص حين مجيئكَ،و يتثاقل كأنما أهلكهُ التعب حين الحنين إليكَ.