هديل الرّوح ( هَمَسات النّسرين)

ربّما يصبح الحلم يومًا في كفّنا مثل غيمة ،نمزقها ألفًا و نشكّلها بين أصابعنا كرة نلهو بها في الصحو قبل المنام..ربّما ألقاك يومًا آتيًا نحوي،فاتحا ذراعيك و الفرح يسبقني إليكَ ليضمّنا معًا..ربّما يأتي زمان يصبح فيه الحبّ سلطانَا .فيشدو الهزار في حناجرنا، و ينبتُ العشب في القلوب..قد مللنا رائحة الحقد ..و سئمنا نواح الحمام فوق السّطوح..

أحبّك لأنّك ببساطة تحترمُ الإنسان الذّي بداخلكَ.

يا حب إني انتظرتك طويلا ..طويلا،فلمّا أتيتني آمنتُ بالمعجزات ..قلبي يركض كالغزال حين ألقاه،و البسمة تولد في العينين،تغفو حين الغياب،و تكبرُ عند اللقاء.يا حبّ هذا حبيبي ملك الفؤاد برقّة حرف،إنّ الحروف مهدُ السلام ،رسائل الطّهر في زمن اللّاحبّ أنّى تنقّبت القلوب بزيف الكلام..علّمتنا يا حب أنْ نجود بودّ و إن تعالت صيحاتُ النفاق،كسخاء الكريم في حضرة اللئام،يا حب إني حملتُ الشّقاء على كفّ من طين،فصقلتها يداكَ فصارت من رخام...فما همّني إن جارت عليّ رياح أو سقطت فوقي سماء،فهو لي الأرض و هو لي السّماء.يا حب إني أحب و حسبي من الحب نبضة فرح و رعشة حياة ..

يسرقني الحبّ من نفسي،و يسرق العمرُ نبضي ..و بين المجرمين كنتُ أستبٌق خطاهما لأختلس منهما بعْضًا مِنْ سعادتي ..

أين أنتِ ؟ و أين حرفك ؟ اشتقتُ إليك ..إلى هديل بوحك و همس قلبك ..
أنا هنا يارفيق ..أسلّي القلب بالآمال ..و أعلّق فرحي على سارية الأمل ..ليس الغياب اختيارا...قد تجبرنا الظروف عليه ..نحنّ ..نحنّ ..و يكبر الحنين كلّ يوم..لو كان بذرة لأينعت زهرا و أثمرت..

أيها الرائع أتمناك لي ، شكرا لحب جعل قلبك نابضا بي و لي،و إني أرتجي من القدر أن يجعل بقية عمري في جوارك،لأحمل اسمك و أكون أما لأبنائك ،و لست بعد هذا أطمع في شيئ ،فإن ملكتك فكأنما سيقت لي الدنيا بحذافيرها ..أحبك

حنيني أنيسي و رجفة في القلب تسري كلّما اغتسلتْ عيوني بدمعي ..لست أخاف الموت ..لست أخاف الزمان ..و لست أخافك أو أخافني،إني أخاف الغدر.و طعنة بنصل الرياء..و إني أمقتُ المجيء بطعم الغياب . لا تغب ..لا تخن عهدي ..و لا تسقني كأس الندم ..بالحبّ أحيا فلا تقتلني بالذّي هو لي الحياة .

أحبّك..أحبّك بالأمس و اليوم و غدا..لا حبّ قبلكَ ،لا حبّ بعدك، ،أنتَ صرخة الولادة لي و رعشة الحياة، أنتَ السّكن،المنفى و الميقات الأخير لهذا القلبُ،أنتَ دهشة الروح،و كم ضئيلة هي الدهشات..قبلك العدمُ و بعدكَ الموتُ، لا حبّ يأتنا مرّتين،الحب كالموت حين يأتي لا يطرق الأبواب..

و كأنّي الآن فقط عرفتني !!..

بعض المدن تهرم يا قلبي،و قليلة تلك التي تظل يافعة في الذاكرة،رغم البعد عنها و الحنين الذي يكبر يوما تلو آخر،تنام في حنايا الذاكرة و تصحو بأول ضربة لقاء،بنفس العمر الذي فارقناها فيه قبل سنين،هكذا هي " بونة " دائما :تلك المدينة التي لا تشيخ أبدا رغم عراقة تاريخها و شواهدها،هي الصبية الحسناء كما فارقتها منذ سنين أزورها اليوم و في القلب ذكريات تجمّعت كلّها أمامي تدكّرني بأيّام خلت حين كان للحلم يدا تشدّ همّتي نحو غد أفضل ..إلى أيام الجامعة أعودُلألقي السلام على حلم ودّعته ذات فراق.
13/05/2013