دراسة صرخات العزة بقلم صادق

ضم ديوان محاسن بيومي صرخات العزة 45 قصيدة تننوع بين الوطني والاجتماعي والعاطفي وهو الديوان الرابع لها والنظرة الشاملة إلى أعمال الشاعرة تكشف عن موهيه غنية تقف خلف غزارة عطائها الفنى ويحس المتلقى أن قصائد محاسن بيومى كأنما تكتب نفسها مهنى نصوغ تأملاتها فى غنائية عذبة منسابه حيث العفوية والتلقائية هى أبرز الخصائص التى يتميز بها شعر محاسن وهى تطبع قصائدها بصفة عامه بالصدق والشفافيه فشعرها مطبوع لا مصنوع كما يعبر نقادنا القدامى

عزه : بنت الظبية أما عزه بكسر العين فهو القوه والغلبة والحميه وفى العزة قوه وفيها براءة من الذل وفى العزة كرم
العنوان: يمثل العنوان العتبة الدالة إلى النص ويعتبر من أهم المصاحبات اللفظية للخطاب الشعري ونظراً لأهمية العنوان البالغة بالنسبة للنص والمتلقي فقد أولت المناهج الحديثة والمعاصرة في نظريات القراءة وجماليات التلقي أهمية كبيرة لعنوان النص وتنبثق أهمية العنوان بشكل عام من كونه مكوناً نصياً لا يقل أهمية عن المكونات النصية الأخرى بل بشكل سلطه النص وواجهته الاعلاميه فهو البداية التى يدخل من خلالها المتلقي عوالم النص
تصميم الغلاف للفنانة / انتصار صبري الذي استطاعت بالفعل أن تضع يديها على القصائد وترجمتها على اللوحة من حيث الصرخة من الأنثى ويخرج مع الصرخة كلمة فلسطين وأمامها صرخة رجل ولكن الوجه مشروخ والأيدي ترتفع لتستمر أو تحاول مسك شيئا ما حتى الصوابع بعيدة عن بعض والأيدي قريبة من بعضها البعض لوحه سرياليه معبره عن حاله الرعب والصرخات وتحت كلمه صرخات العزة توضع الإشارة الأدبية وهو شعر وكلمه محاسن بيومي أيضا مكتوية بطريقة تدل على أنها سجيته تحاول الخروج من سجنها من خلال القصائد التي نحاول أن نقوم بتحليلها نقدياً أما الغلاف الخلفي فجاءت صورة الشاعرة مع تكمله اللوحة وتحت الصورة قصيده صرخات العزة أنا بنت غره كأنها تقول فعلاً إنها بنت غزه
والصفحة الأولى ينعكس الوضع صرخات غزة – تصرخها – محاسن بيومى
أما الإهداء : فيعتبر عينه أيضاً من عينات النص.
الإهداء: هو علامة أخرى من العلامات أو الإشارة أو المصاحبات النصية التي تأتى بالأهمية بعد العنوان الرئيسي ويمثل الإهداء إشارة إرسالية مكثفه إلى المتلقي تحمل الرؤيا الدالة للمؤلف وهنا كان إهداء الشاعرة محاسن بيومي متوافقاً مع الدالات السفريه التي تريد أن توصلها إلى القارئ
فكان الإهداء إلى محبوبتى... معشوقتى أرض الكنانة إلى أبطال هذا الوطن صـ3 إلى أخر الصفحة مصر الفخر – مصر العروبة – مصر شرف – مصر الصبر ثم الصبر والصبر
وندخل بعد ذلك على العالم الشعري للشاعرة المتألقة / محاسن بيومى
إهداء
إلى الشاعرة المتألقة الأخت / محاسن بيومي
جدلية اللغة والرؤية الوطنية والقومية
في ديوان صرخات العزة
لمحاسن بيومي
ضم ديوان محاسن بيومي صرخات العزة 45 قصيدة تننوع بين الوطني والاجتماعي والعاطفي وهو الديوان الرابع لها والنظرة الشاملة إلى أعمال الشاعرة تكشف عن موهيه غنية تقف خلف غزارة عطائها الفنى ويحس المتلقى أن قصائد محاسن بيومى كأنما تكتب نفسها مهنى نصوغ تأملاتها فى غنائية عذبة منسابه حيث العفوية والتلقائية هى أبرز الخصائص التى يتميز بها شعر محاسن وهى تطبع قصائدها بصفة عامه بالصدق والشفافيه فشعرها مطبوع لا مصنوع كما يعبر نقادنا القدامى وهى شاعره ملهمه كما نعبر فى المصطلح الحديث وتتسم بقوة المشاعر إلى جانب رهافه الوجدان
وقد ألقت الأجواء وقضايا المجتمع التى تحيطها عن كل جانب بظلالها وأضوائها على قصائدها وأنعكست على قاموس مفرداتها وتشكيلة الصوره الفنية كما بدا أثرها واضحاً فى إتجاهاتها النفسية والفكرية وتشى كثير من قصائد الشاعره بإتجاهاتها النفسية والإجتماعية التى أسهمت البيئة بمعناها الواسع فى تكوينها وخصوصاً فى قصيدتها صـ80 لما كنت صغيره حلم من أحلام الطفولة تدلى فيها اسلوبها الجمالى ومعزوفه غنائية تدخل فى سراديب بين الذات.
لما كنت صغيره
مستحيل كان يوم أصدق إن إيد الارض تحرق
تخطت الأحلام وتسرق أوما بينا يوم تفرق
لما كنت صغيره
كنت بحلم زى طير
ينزرع فى أحضانه خير
مش ألم يصبح أسير
نعش لو يصبح أمير
ييكى جواه القلب يسأل
منها تانى المندره
لما كنت صغيره
فهو حلم والعثور على عالمها الملائكى التى سنبحث فيها عن المثل الأعلى من خلال الثوره ويمتد حلها أيضا فى القصيدة التى تليها وحشانى فالقصيدتان لقصه واحده تكمل معطبها البعض
قصيدة لما كنت صغيره كنت أتمنى أن تكون فى أول الديوان فهى فعلاً قصيدة بها حس وجدانى تجلى فيها المدلول الفنى للشاعره وبحلمها يوطن جديد ويوتيوببا جديد.
وسئل إلى حسها الوطنى التى يتجلى فى كثير من قصائدها الوطنية سواء على مستوى الوطن العربى وهمومه أو على مستوى همومها الذاتية فى المجتمع التى نعيش فيه فهى مهمومه بهموم الذات وهموم الوطن ككل فهي تستهل ديوانها:صرخات العزة: وأنا في رأيي أن صرخات العزة ليست لغزه فقط ولكن كل قصائدها فى الديوان هى صرقات للعزه
وهى سمفونيه ذات نغمات يولوفنيه متعدده وميلودى واحد لنغمة نستهله بغزه:
أنا بنت غزه يا غاليه يامه
يا بنت عزه للغرم همه
أنا طفله يامه وبتنعى أمه
تتضافر هذه مع قصيدتها لما كنت صغيره وحلمها أن ترجع صغيره من خلال جوها السحرى ومكانعا الخاص وهى المندرة
وكأنها كانت رادار للعصر التى تعيش فيه حيث تقول
ها كبر يا أمى وأنا كلى عزه
وفى كل قلب أن هابقى غزه
أخد بتارك وأفديكى يامه
يا بنت غزه يا غاليه يامه
وفى القصيده الثانية صباح الفل صـ7 وحكومه الحبيب تصنف صـ17 وأيضاً ليال رمضان فهي دينية اجتماعية فى نفس الوقت
حيث تكشف القصائد الفساد الاجتماعى الذى أفرزه النظام فى شتى صوره الكئيبة المقززه من استغلال الأقوياء للضعفاء
وتضم قصائدها صرقات العزه صـ5 – غريب الدار صـ15 – قلب السيف صـ39 – رساله لإسرائيل صـ62 – نابليون 2010 صـ77 – سر انتصارى صـ88 – رساله أطفال الأقصى صـ99 أخر الديوان هذه القصائد شهادة من وجدان سجينةمن سجناء الأزمة التى يمر بها الوطن العربى وخصوصاً فلسطين والمأساه التى تعيشها والتى مرت بها الشاعرة باحساس إنسانى ووعياً بالمرحلة التاريخية وتناقضاتها ومن هنا كانت صرخاتها البائسة اليائسة أحياناً أو المسترشفة بالأمل وكانت همساتها الشاجية التى يغلب عليها الوجدان الجمعى فى بعض المقطوعات التى تتسم بالثورية وتغلب النزعة الذاتية على معظمها الآخر قد تتسم بالرومانسية
فهى موزعة بين الوطن والأمة العربية المهددة بالتمزق ففي قصيدة قلب السيف. صـ39
يا عروبه قولى ليه يقتلني أنا سيفك
قلب السيوف بيرق واتحرضه أكفوفك
محتاج لثوره حق تناديني وأشوفك
يا أخويا عربي ليه بإيديك يسيل دمي
يوصف نيران الويل مع دمع طفل ذليل
مثل عن أمثله تمزق الوطن العربي
وتتقن أيضاً قصيدتها رسالة أطفال الأقصى صـ100
أخويا وعمي طوب الأرض باع سابوني بآسي أسير الرعاع
وليش الضياع وجوايا طير
يرفرف يطير يغذي العروبة ويزرعها خير
ولذلك نستطيع أن نطلق إلى هذه القصائد ذات المضمون الاجتماعي والسياسي الذي يشكل ما يطلق عليه بعض النقاد شعر الوطنيات والاجتماعيات والشعر القومي بين لنا أن فى هذا الديوان صرخات العزة كثيراً من هذه القصائد التي تبين قضايا الوطن وآلامه
وأستطيع أن أقول من وجهة نظري أن الشاعرة: محاسن بيومي تعد من أكثر الأصوات النسائية صدقاً ورهافة في الإحساس وسلامه الوعي وإيمانا عميقاً بوطنها وأمتها وحقوق الإنسان فيها وأن جداولها الشعرية تنبع في غالبيه قصائدها من مكان محدد فهو فلسطين المحتلة المنتفضة أو الأمة العربية وقضايا مصر الاجتماعية
وأبلغ شاهد على أنها ِأبنة جيلها المتمرد على القيود وشاهدة عصرها فأكثر قصائدها ورؤيتها هى إنعكاسات لأحداث خارجية وداخلية فجرت أحلام الشاعرة ومقدورتها،وفى قصائدها التي تنتقد فيها الواقع الاجتماعي وتسلط الحكومة على الفقراء كما في قصيدتها يا حكومة الحبيب نظيف صـ11 وأيضاً قصيدة ليالي رمضان صـ17 وكان جدو نونو صـ21 وأنا القيم صـ25 – ماما سوزان صـ27 فقد رأت الشاعرة الفساد الذي افرزه النظام في شتى صوره الكئيبة المقززة من استغلال الأقوياء للضعفاء .
ففى بعض القصائد مرارة تتضح بها هذه الأبيات بل أيضاً الإحباط صـ12 من قصيدة يا حكومة الحبيب نظيف
فى الصف أن واقف أحلم
احضن لي أنا كام رغيف
آخد معاهم صورة
وأتغطى وأنام خفيف
كل حلم الشاعرة هنا والذي تعبر عن جيلها هو الحصول على رغيف الخبز
عزف على وتر منفرد
لا شك أن الشاعرة تمتلك رومانسية حالمة وحنان دافئ والحنين الحار الدافق.
واللغة سهلة تحكى بساطة الانسان العادي فلا ألغاز أو تعقيد وإنما هي العفوية والتلقائية هي السمة الأولى لمحاسن بيومي
ففي قصيدتها جزيرة للحب صـ53.
ريشة فنان رسمت إنسان
أحضانه أوطان وكلامه كمان
أبيات لقصايد لها أوزان
محلاه فنان حبيبي وإنسان
هنا في هذه القصيدة كأنما تريد أن تخر نا من شواغل حياتنا اليومية الصاخبة وتدلنا على الطريق إلى صفاء الخاطر وهو أن نعطى أنفسنا للشعر ولن يكون ذلك على غير قراره الوانية وتتناسب مع النغم المنساب الهادئ ونستمع أيضاً إلى قصيدة أرواح شفافة صـ29
نجوم الليل بتصافى
تميل على القلب يتشافى
ما بين أرواح بتتلاقى
لقا للروح منين ما تروح
بتوصف لون جمال الروح
ملايكة وطاهرة مشتاقة
ونلاحظ أن الشاعرة تسبح في الأفق الشعري الذي نعرفه عند الشعراء الأوروبيين الرومانسيين وتستعمل مفردات قاموسه وهى الوحدة والحيرة والحزن الدنين والحنين وغموض المجهول وما إلى ذلك من الرؤى المحيطة والأصوات الخفية وترانيم الشوق الجارف والألم المضني وكلها تشع بجلال كائنات طبيعية وهي لم تخصه بقصيدة واحدة ومثال لذلك فى قصيدتها بدايه المشوار صـ33
حب وشجر نوار
وحبيب يناجى حبيب
بهمس قلبه تطيب
في بداية المشوار
تقول عيونه يالليل
ترقص نجوم الليل
هنا في هذه القصائد لتضفي عليها رونقاً خاصا وطابعا مميزاً إن المشاهد لديها مزيج من تلك الكائنات الكونية التي يستوي في استيمائها الشعراء كالقمر والنجوم ومن الطبيعة المصرية ذات المجالي الخاصة وتشم في شعرائها رائحة المجال التي تدفن محاسن أحلامها بها ونوشيها بجمالها

ففي قصيدتها صـ45 قول يا حبيبى.
عن بعدى مين مسئول
ليه البعاد بيطول
قول يا حبى قول
وأرجع لى تانى عشانى
مشتاقة ليك بحناني
وأيضاً قصيدتها أرواح شفافة صـ29
نجوم الليل بتتصافى
تميل على القلب يتشافى
قصائد نور الصباح صـ19 – أرواح شفافة صـ29 بارتيك يامه وبايا صـ31 – بداية المشوار صـ33 خلاص صـ35 – دوامة صـ37 – صوت الحب صـ43 – صـ49 عيون حبيبى صـ51 – جزيرة الحب صـ53 – لحظة عجز صـ55 – قمر السهر صـ57 – سهر الليالى صـ59 – عوره الحبيب صـ61 – همسه عتاب وأنين صـ64
17 قصيدة
والقصايد السياسية تضم ما فيها الوحدة الوطنية – الشارع السياسي وغيرها لا جئ سياسي صـ23 – شعاع المصرى 41 – فارس الترحال صـ47 – رسالة لإسرائيل صـ62 – ميلاد أمه صـ66 – الخصخصةه صـ68 – من غير كلام 70 اتنين في جثة حجر صـ72 – سعر الأمة صـ67 سر انتصاري صـ90 مليون صلا ع الهادي – خيوط الفجر صـ92 – حبيبتي93 – شفت منام صـ94 باصرخ وأقول الآه ص67.

قراءة جديدة لأحد الشاعرات المبدعات ( محاسن بيومي )
كانت نصوصها جميلة رغم أنها بالعامية لكن فيها حس وجداني عالي من خلال الأمثلة التي قرأتها وعاطفة صادقة
شكرا لك