فليصمت الشعر
شعر أحمد عبد الكريم زنبركجي
.................................................. .......
فليصمتِ الشعر . إن الشعر ثرثارُ
لا يَقطعُ الشعرُ . هل للشعر بَتّارُ ؟!
إنا لَفي زمنٍ أمسى الرصاصُ بهِ
خيرَ الكلام إذِ السُّمّاعُ أشرارُ
اِقدحْ زِنادَكَ يا مغوارُ ، كُنْ شُهُبًا
إن أمطرَتْ شررًا فالرّدّ إعصارُ
يا بنَ الشآمِ - وظهْرُ المجدِ صهوتُكم -
فلْتصهلِ الخيلُ إذْ يُهدَى لها الغارُ
ولْتزدهي يا ثُرَيّا عند مَقْدمنا
فإننا رادَةُ الآفاقِ ثُوّارُ
ترنو العيونُ إلينا وهْي دامعةٌ
والنصرُ لاحتْ له في الأفْقِ أسرارُ
والذئبُ يَلْعقُ جُرْحًا غيرَ مندمِلٍ
والوكْرُ مِنْ هَلَعٍ قد كاد ينهارُ
الأرضُ قد زُلزِلتْ مِن تحتِه فغدا
بالذلِّ منْكسرًا قد شانَهُ العارُ
قرآنُنا شرعُنا والحقُ غايتُنا
والمصطفى هَدْيُهُ في الدرْبِ أَنْوارُ
لا ، لن نَلينَ ، ولن تُثنَى عَزائمُنا
ماضونَ في جَلَدٍ ، والكلُّ مِغوارُ
ما ضَرَّنا زَبَدٌ أو ناعِقٌ كَذِبًا
صَرْحُ الخداعِ هَوَى ، واللؤمُ خَوّارُ
هاماتُنا في سماء المجدِ شامخةٌ
وهامُهم رُضِخَتْ ، يُحْمَى لها القارُ
عَهْدًا سنسحَقُها ، باليمِّ نغْرِقُها
بالنار نُحْرِقُها ، والساحُ مِضْمارُ