جلستِ على جماجمنا سنينا
ونبكي التُّرَّهاتِ مُصفقينا
وراء الخبز لازلنا صفوفا
ونقرضُ في المدائح ضاحكينا
بلادي يا حِمانا قد تعبنا
أراكِ عميتِ عما تصنعينا
لقد سقط القناع ألستِ خجلى؟
على موتى عِيالكِ ترقصينا
أناديكِ النهارَ وزدتُ ليلي
بلادي هل ندائيَ تسمعينا؟
طعنتِ ظهورَ شعبكِ في ظلام
غدرتِ بنا وليتكِ تمزحينا
تجمّعَ والتقى فقرٌ بظلم
كأنّا بالجراد قد ابتُلينا
* * * *
أسُدُّ بطونها من زادِ أهلي
وأملأ بطنهم ماءً و تِينا
وأُسرِجُ خيلها بسُرُوج خيلي
فتكسِرُ لي حوافرُها الجبينا
وضدّ عدوِّها أُبدي سيوفي
وأشحذُها لنَسلَمَ آمنينا
ولكني رُميتُ بسهمِ غدر
وها هوَ ذا جزاءُ المخلصينا
* * * *
إذا ما كان ما أنجزْتِ مجْداً
فعيشي فوق ظهر الجائعينا
ولا تنسَيْ بأنّا رغم ضعفٍ
سنبقى في تُرابِكِ خالدينا
كفَتْكِ عُرُوشُكِ الملْأى بعارٍ
فقد نفذتْ عظامُ الميِّتينا