أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قراءات فنّيّة تشكيليّة لبنانيّة

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين أحمد سليم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 71
    المشاركات : 163
    المواضيع : 130
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي قراءات فنّيّة تشكيليّة لبنانيّة

    قراءات فنّيّة تشكيليّة لبنانيّة
    في النّتاج الفنّي التّشكيلي لبعض الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين
    سيتّا مانوكيان, عارف الرّيّس, بّول غيراغوسيان وحسن جوني

    بقلم: حسين أحمد سليم

    تحملنا الفنّانة التّشكيليّة اللبنانيّة الأرمنيّة سيتّا مانوكيان على صهوات الواقعيّة الجديدة إلى شوارع بيروت, ترود بنا متاهات الحرب الأهليّة المدمّرة والتي فجعت الكثير من أبناء الوطن... وذلك من خلال تجسيد الحالات التّعبيريّة في نتاجها الفنّي التّشكيلي, الذي يعكس حالات القلق ومعالم البؤس ومتاهات الضّياع...
    الفنّانة التّشكيليّة اللبنانيّة الأرمنيّة سيتّا مانوكيان, إستخدمت الصّورة الفوتوغرافيّة في رسم تجاربها الفنّيّة التّشكيليّة للنّاس في الشّوارع, كي تضع فيها كلّ ذاكرتها مع الواقع... وكانت ترى أنّها بحاجة للصّورة الفوتوغرافيّة في تشكيل لوحتها الفنّيّة, لأنّ لوحتها تعتمد على النّمط التّركيبي, وترى من زاويتها الشّخصيّة, أنّ عدسة الكاميرا تُسجّل من الواقع التّفاصيل الآنيّة, وتعكس للمشاهد اللحظة التي لا تدوم وتقوم بتجميدها من خلال اللقطة بالعدسة المتموضعة في آلة التّصوير الفوتوغرافيّة, وبالتّالي تصبح اللوحة التّعبيريّة أكثر واقعيّة للفنّانة التّشكيليّة اللبنانيّة الأرمنيّة سيتّا مانوكيان, فيما كان يُراودها الشّعور بأنّها تقترب في نمطها الفنّي التّشكيلي هذا من عالم السّينما بتقنياتها التّأليفيّة, من ناحية إلتقاط زوايا محدّدة وتقريب عناصر ومعالم من منظور ما, وإلغاء عناصر أخرى, والتّأكيد على أجزاء من خلال الإخراج النّهائي للمشهديّة الفنّيّة التّشكيليّة... بما يعني أنّ الفنّانة التّشكيليّة اللبنانيّة الأرمنيّة سيتّا مانوكيان, تأخذ كامل حرّيتها في عمليّة أخذ اللقطات الفوتوغرافيّة المناسبة, ومن ثمّ تمزيق وقصّ الأشكال الواقعيّة من سياقها والعمل على إعادة تركيبها بمشهديّة فنّيّة تشكيليّة مستحدثة... فالنّاس والشّارع والجريدة هي الشّاهد وهي الضّحيّة وهي الوثيقة, وبنفس الوقت هي الحدث زهي المكان وهي الزّمان...
    يتراء في بعض النّتاج الفنّي التّشكيلي للفنّانة التّشكيليّة اللبنانيّة الأرومنيّة سيتّا مانوكيان, أنّ الإنسان الحيّ وكأنّه هو الحجارة والأعمدة والأشياء الجامدة, فيما يتراءى أنّ حجارة الشّارع تحوّلت لما يشبه القطن لتمتصّ المعاناة أو كما النّسيج الحيّ أو كما البصمات التي تعكس حالات القلق والإضطّراب والمعاناة...

    تفاعل الفنّان التّشكيلي اللبناني الرّاحل عارف الرّيّس مع معالم الفنّ التّشكيلي الحديث إلى أبعد الحدود, بحيث تماذجت خبراته وتجاربه مع تجلّيات هذا الفنّ بإنتباه وفعاليّة... وهو ما دفعه لكي يعيش مغامراته الفنّيّة التّشكيليّة بجرأة بوح كبيرة, بحيث توصّل من خلال أبحاثه وإجتهاداته الفنّيّة التّشكيليّة والفلسفيّة, إلى حلول فنّيّة تعبيريّة متنوّعة رسما ونحتا, عكست تجسيد بحث وتنقيب الإنسان عن معنى الحرّيّة التي يتطلّع إليها, وبالتّالي سبر أغوار النّفس الإنسانيّة للوصول إلى الحقيقة المرتجاة في البعد المأمول...
    ركّز الفنّان التّشكيلي اللبناني الرّاحل عارف الرّيّس في الكثير من نتاجه الفنّي التّشكيلي رسما ونحتا, على تجارب كثيرة ذات الطّابع التّعبيري, والتي تعكس الملامح التّسجيليّة الواقعيّة, الحاملة في عناصرها التّكوينيّة, الكثير من الرّموز والمصطلحات لمضامين سياسيّة, بأنماط إنتقاديّة وتحريضيّة, مستخدما النّبرات السّاخرة واللاذعة في نفس الوقت... ويتّضح للباحث في النّتاج الفنّي التّشكيلي للفنّان التّشكيلي اللبناني الرّاحل عارف الرّيّس, أنّ العناصر والتّنويعات التي إستخدمها في لوحاته ومنحوتاته, قد عبّرت عن بعض الثّورات والحركات الإعتراضيّة في الوطن العربي, وعكست وقائع وحالات سياسيّة ضاغطة يُعاني منها العالم الثّالث, ولم يغفل تسليط الضّوء على الأسباب والمسبّبات للهزائم التي مُني بها العرب في حروبهم مع إسرائيل, وخاصّة هزيمة العام 1967 للميلاد...
    هذا وفي جانب آخر لمعالم ومظاهر النّتاج الفنّي التّشكيلي للفنّان التّشكيلي اللبناني الرّاحل عارف الرّيّس, تبرز في بعض لوحاته رموز ومصطلحات وعناصر رسوم تعابير, تُجسّد فلسفته الخاصّة المبنيّة على موروثات معيّنة, ورؤيته في مسائل الحبّ والحياة والموت والثّورة, وفلسفته التّمييزيّة في بذل الدّماء من أجل الحرّيّة وحفظ الأوطان, إضافة لتوصيفه المتجلّي في مراحل إنطلاقة الثّورة الفلسطينيّة والكفاح الفلسطيني من أجل إسترداد ما سُلب في فلسطين المحتلّة, إلى هذا ولم يغفل الفنّان التّشكيلي اللبناني الرّحل عارف الرّيّس في رسوم لوحاته, مسارات السّلم والطّرق المؤدّية للسّلم العام, إلى جانب تصويره التّعبيري لرؤى ومشاهدات من أجواء المعاناة اللبنانيّة في مرحلة الحرب الأهليّة...
    إلى هذا فإنّ الفنّان التّشكيلي الرّأحل عارف الرّيّس, لم يغفل مراحل الصّراعات والتّطوّرات المعاصرة له, بحيث جسّد موقفه منها بقسم من نتاجه الفنّي التّشكيلي, سيّما الصّراعات الإجتماعيّة والتّطوّرات السّياسيّة والأحداث المأساويّة التي طرأت على المجتمع العربي خلال نهايات القرن العشرين...

    عندما نجول رؤية بصريّة هادئة, ونركن لحركة فعل قراءة مُركّزة, ونلجأ للتّحليل الموضوعيّ الواقعيّ, ونحن نتنّقل في ذاكرة النّتاج الفنّي التّشكيلي للفنّان التّشكيلي اللبناني الأرمني الرّاحل بول غيراغوسيان, مُختارين حقبة زمنيّة معيّنة, تعود لمرحلة تمتدّ من منتصف العشرينات إلى منتصف الثلاثينات من القرن السّالف... يتراءى لنا أنّ الفنّان التّشكيلي اللبناني الأرمني بّول غيراغوسيان, ركّز في حركة إبداعه الفنّي التّشكيلي على مواضيع إجتماعيّة إنسانيّة, تتعلّق بحالة معاناة حياة البؤساء والفقراء والمشرّدين الأرمن في منطقة معيّنة من الأرض اللبنانيّة, حيث كان للرّعايا الأرمن أكبر تواجد في منطقة برج حمّود شرقي مدينة بيروت... بحيث تُبرز محتويات لوحاته ومشهديّاته في تلك الفترة الزّمنيّة, ما يُمثّل حالات إنسانيّة وإجتماعيّة مُعاشة, مثل الأمومة والطّفولة والعائلة والتّجمّعات الإنسانيّة والأحياء الفقيرة... وقد حاول الفنّان التّشكيلي اللبناني الأرمني بّول غيراغوسيان من خلال إستخداماته تلك المواضيع الإنسانيّة والإجتماعيّة في نتاجه الفنّي التّشكيلي, إثارة التّعبير وتحريض الأحاسيس ولفت النّظر العام إلى المأزق الإنساني الإجتماعي للأزمة الوجوديّة للشّعب الأرمني في مكان إقامته ولجوئه, والذي تعرّض للمجازر والإبادة والتّشريد في العام 1915 للميلاد... وكان الفنّان التّشكيلي اللبناني الأرمني بّول غيراغوسيان فيما ذهب إليه في عمليّة فعل التّشكيل الفنّي لهذه العناصر وإدماجها في لوحاته ونتاجه الفنّي, يسعى لإيجاد أجوبة واضحة لحالة قلقه التي تسكنه, ولتساؤلاته الحادّة التي يطمح من خلالها إكتشاف وبلورة معنى حركتي الحياة والموت من جهة, وجدوى الحروب والقتل والإبادة من جهة أخرى...

    الفنّان التّشكيلي اللبناني حسن جوني, إستخدم في عناصر لوحاته الفنّيّة التّشكيليّة, معالم ومظاهر الحقائق التي يكتظّ بها الشّارع في كينونة التّجمّعات البشريّة, المنتشرة في المدن والبلدات والقرى اللبنانيّة, سيّما الشّعبيّة منها, بحيث عمل على تسليط الأضواء من خلال نتاجه الفنّي التّشكيلي على الوجع والمعاناة والعذابات التي تعيشها الجماعات الإنسانيّة, وذلك من خلال إختياره لموضوعات متنوّعة من واقع الحياة اليوميّة المعاشة, في رؤية فنّيّة تشكيليّة له وخاصّة, تقضي بإشارة تشكيليّة منه إلى مدى فعل التّخبّط النّفسي, والقلق الذّاتي, وضيق العيش في زمن قاهر, والتّقهقر الإجتماعي الذي يُعاني منه غالبيّة النّاس, وهو بذلك يحاول أن يرود كينونة وخفايا جيولوجيا الإنسان في هذا الزّمن المعاصر, ذلك الإنسان الذي يُعاني العذابات في عيشه وفقره بين رُكام الأشياء المتداعية, وومضات الأسى المكتوم في نظرات العيون الحزينة...
    بالمتابعة للنّتاج الفنّي التّشكيلي للفنّان التّشكيلي اللبناني حسن جوني خلال فترة زمنيّة معيّنة, نلاحظ أنّه برز في لوحاته ومشهديّاته الفنّيّة التّشكيليّة, لقطات للباعة المتجوّلين على أرصفة الطّرقات, يُعانون التّعب والإرهاق وهم يمارسون مهنتهم في البيع المتجوّل فوق عرباتهم التي تزيد من تعبهم وإرهاقهم... هذا بالإضافة لتصويره في لوحاته روّاد المقاهي وباعة الصّحف في شوارع مدينة بيروت, وكذلك أصحاب الحوانيت, والمتنزّهون على شاطيء البحر, ولم يغفل أولئك الذين نزحوا من أماكن سكنهم تحت ظروف قاسية, والذين هُجّروا لأسباب خارجة عن إراداتهم, وهم يحملون ما خفّ وغلا من أمتعتهم التي تيّسر لهم إنقاذها... كما جسّد في الكثير من نتاجه الفنّي التّشكيلي مشهديّات الأبنية القديمة المتصدّعة, والتي تترنّح في الأحياء الشّعبيّة الفقيرة, وقد رسم في لوحاته مشهديّات وسائل النّقل القديمة المشحونة بأهل القرى النّائية, والتي يعبق من كنفها بعض ألوان البساتين وبعض وحول الأرض...
    إلى هذا فإنّ ريشة الفنّان التّشكيلي اللبناني حسن جوني شاءت الإنغماس في صميم مجريات الواقع اللبناني المرير زمن المعاناة من جرّاء الحرب الأهليّة, وعكست الواقع المأساوي للمعيشة في ذلك الوقت, وجسّدت ما ينطوي عليه الواقع من دمار وخراب وهجرة ونزوح, معتمدا على أسلوب الإيجاز التّعبيري والتّلميحي, ومسحات الإيهام السّاخر والظّريف في دعابة ولطافة, تعكس الألم الذي يُعاني منه المواطن في أعماقه ودواخله...
    حسين أحمد سليم
    hasaleem

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    من الجميل أن نعرف عن هؤلاء الفنانين التشكليين وتمنيتُ أن تلطف بنا ياأستاذ وتأتي ولو بصورة واحدة لكل منهم لنتأمل ونستمتع بما رسموا وشكلوا وصمموا ولونوا
    واشكرك على إعطائنا نبذة بسيطة عنهم
    دمت

المواضيع المتشابهه

  1. قراءات شعرية ثم قراءات أدبية ونقدية في شعر الحداثة
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى فَرْعُ دَولَةِ الكوَيتِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-02-2017, 12:39 AM
  2. فيضانات وسيول لبنانيّة
    بواسطة حسين أحمد سليم في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-02-2013, 05:48 AM
  3. ريشة نسائيّة لبنانيّة
    بواسطة حسين أحمد سليم في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26-02-2013, 11:36 PM
  4. رؤى تشكيلية.....................(1) فن البورتريه
    بواسطة اميمة الشافعي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 22-09-2003, 04:13 PM
  5. لوحات تشكيلية لزمن الرحيل ...
    بواسطة الأندلسي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 28-06-2003, 02:06 PM