|
خالٍ وقارعةُ الطريقِ مخاتِلةْ |
تكتظُّ دونَ مرورِه بالسابلةْ |
متنهنهُ الأنفاسِ يبلعُ غصةً |
من رؤيةِ الأرواحِ تعبرُ داخلةْ |
ضوءٌ يلوحُ ، يكادُ يمسكُ خيطَه |
حتى إذا...تقفُ الحياةُ مقابلهْ |
كم مُدلِجٍ والدربُ مزدحمُ الخُطا |
والموتُ يُوقدُ للسُّراةِ مشاعلَهْ |
مَن قال هاتيك الديارُ شواغرٌ |
وهي التي في كلِّ شبرٍ آهلةْ؟! |
دعَةٌ ترفرفُ فوقها وسكينةٌ |
شتى الأصولِ غفَوا هنالك عائلةْ |
يا حاديَ الركبِ الذين تحمّلوا |
مَن فاتَه الميعادُ خلف القافلةْ؟ |
مذ سرتمُ والشوقُ يدعو خطوَهُ |
والتيهُ يوردُه الصحارى القاحلةْ |
هل مِن أبٍ فيكم تفقّدَ إبنَهُ |
أو ثاكلٍ وقفتْ بكم متسائلةْ؟ |
كبدٌ تئنُّ لفلذتينِ قَطعتُمُ: |
جرحٌ لأوّلِكم وأخرى قاتلة |
قلبُ اليتيمِ كما الزجاجِ مهشَّمٌ |
ألقى الردى بين الضلوعِ قنابلَهْ |
تتثاءبُ الساعاتُ فرطَ تملمُلٍ |
وتشدّهُ نحوَ الكرى متثاقلةْ |
ما أغمضَ الجفنَ المقرَّحَ ليلةً |
إلا لتأتيَ أمُّه بالشايِ لهْ |
لو أنهم تركوا أثارةَ سارِبٍ |
لتقودَ أجفانًا إليهم ذابلةْ |
لو أنهم فتحوا لآخرتي المدى |
لكنهم حسبوك تهوى العاجلةْ |
وهل الهوى إلا الذي حلّوا به؟ |
فيما مكوثُك في طُلولٍ زائلةْ؟! |
جسدي كتمثالٍ قديمٍ مُلصَقٍ |
في مرتقى السنواتِ أعيا حاملَهْ |
وقفتْ به روحُ الملالِ على شَفًا |
كمسافرٍ مَلَّ انتظارَ الحافلةْ |
حطّتْ بمرحلةٍ به أرحالَها |
وتشوّفتْ منها العيونُ لراحلةْ |
حطّتْ وما انفكّتْ ترومُ تفلُّتًا |
لولا سنونَ من المقدَّرِ آجلةْ |
تسري على مضضٍ به؛حتى إذا |
قيلَ الرحيلُ غدًا؛أجابتْ قائلَهْ |
عمرٌ زيادتُه إلى نقصٍ فهل |
ترجو بنقصانٍ حياةً كاملةْ؟ |
تنداحُ دائرةُ السنينَ قُبالَتي |
في آسِنٍ،فمتى تمسُّ سواحلَهْ؟ |
يا آخرَ العامِ البطيءِ متى غدي؟؟ |
لَجَّ السؤالُ فمن يُطمئنُ سائلَهْ؟ |