كنت قد أرسلت لك شاعرنا الرائع هذا الرد وسأعيد نشره هنا أيها الحبيب
هو نقد تفصيلي ..
في قراءتي الأولى وجدت أن القصيدة خالية من العيوب ولكنني بالتدقيق فيها أكثر وجدت بعض الهنات البسيطة التي لا تقدح في جمالها والتي يقع فيها الكثير من الشعراء..
نَاديتُ [غَزَّةَ] والقَنَابِل تَخْتَرِق
======كَبِدَ السَّمَاءِ وَفي الأزِقَّةِ تَنْزَلِق
نَاديتُهَا ، والليلُ يَكتِمُ أمرَهَا
====== وَالمَوتُ من جَرحِ الأرَامِلِ يَنْتَفق(1)
(1) والموت من جرح الأرامل ينتفق .. ينتفق كلمة تطلق عن الماشية وهي بمعنى يترك مهملا بدون عناية حتى يموت .. هذا هو النفوق ..
وحين نقول أن الموت ينتفق ويموت يكون المعنى غير سليما.
وَيَطُوفُ في ثَوبِ السَّلامِ مُدَجَّجٌ(2)
====== بِالنّارِ في كُل المَنَازِلِ يَلتَصق
(2) مدججٌ الأصح مدججا لأنها منصبة على الحالية.
نَاديتُهَا ، والرُّعبُ يَدفِنُ أهلَهَا(3)
====== تحتَ الجَنَادِلِ والرُّكَامِ المُنْسَحِق
(3) ناديتها والرعب يدفن أهلها .. هنا جانبك الصواب في أهل غزة .. فلا يصح أن نقول عن المقاومين الثابتين عن الحق الذين يريدون الشهادة في سبيل الله أن الرعب يدفنهم .. الرعب هو حالة اليهود في المستوطنات..
نَاديتُ [غَزَّةَ] والسُّقُوفُ سُقُوفهَا
====== تَهوي على أهلِ الدِّيَارِ وَتَنطَبِق
نَاديتُهَا ، فَسَمِعتُ أنهَارَ الدِّمَا
====== تَعوي كمَا تَعوي الذِّئَابُ(4) وَتَنْدَفِق
(4) الدماء تعوي كما تعوي الذئاب.. الذئاب حيوان ارتبط اسمه بالغدر ولا أظن من المناسب أن نشبه دماء الشهداء بصفة هذه الحيوانات الغادرة .. الصورة هنا ليست مناسبة
وتَجُـــرُّ أنْقَاضَ الدِّيَارِ بِأهلِهَا
====== نَحوَ المَقَابِرِ بِالمَجَازِرِ تَنْطَلق
نَاديتُ [ غَـزةَ ] وَالغُبَارُ يَلُفُّهَا
====== لَفَّاً يُعَلِّمُهَا تَمُوتُ وَتَخْتَنِق
فَأجَابَنِي صَوتُ المَدافعِ كَي أرَى
====== أشْلاءَ أُمِّي في سَمَاهَا تَشْتَنِق(5)
(5) تشتنق .. أظن الاشتقاق لهذه الكلمة غير صحيح لغويا .. ربما تنشنق أصح ..
وَأرَى المَزَارِعَ هُشِّمَت بِثِمَارِهَا
====== كَمْ جَنَّةٍ صَارَت صَرِيمَاً مُحتَرِق
نَاديتُهَا حتى تَغَرغَرَ في الدِّمَا
====== صَوتُ الصَّفِيرِ(6) وَكَادَ قَلبي يَنْفَلِق
(6) صوت الصفير مع الغرغرة لا علاقة .. ربما لو استخدمت الأنين أو البكاء لكانت أجمل..
والمُوتُ يَلتَهِمُ الأجِنَّةَ لَم يَدَعْ
====== بَطْنَاً تَعِيشُ ، وَبِالمَسَاجِدِ تَلتَحِق
فَتَدَفَّقَ الدَّمعُ الحَزِينُ بِمُقلتي
====== مَتَسَائِلاً مَا ذَنْبُهَا..أوَتَستَحِقّ ؟!
******
يَا أمَّةٌ طَالَ المَنَامُ .. مَنَامُهَا
====== خَمسُونَ عَامَاً أو يَزيدُ وَلم تَفِقْ
يَا أمَّةٌ إنْ لَمْ يَرِقّ فُؤَادهَا
====== لِمُصَابِهَا الدَّامِي مُحَالٌ أنْ يَرِق
يَا أمَّتِي تَأبَى العُصِيُّ تَكَسُّرَاً
====== إذا اجتَمَعنَ(7) فَأجمِعُوا كي نَتَّفِق
(7) إذا اجتمعن .. هنا الوزن اختل قليلا وكان أجدر أن تكون إن يجتمعن
وإذا افتَرَقنَ تَكَسَّرَت آحَادُهَا
====== إنّ الغَضَاضَةَ أُمتِي أنْ نَفْتَرِق
لا خَير في جَنحٍ أخَاهُ مُكَبَّلٌ
====== وَكَذَا القَوَادِم بِالخَوافي تَتَّثِق(8)
(8) تتثق ... لم أجد معنى لهذه الكلمة..
بِئسَ السَّجَايَا .. أفْقَدَتْنَا عِزَّنَا
====== شُكُوكُنَا فِيْنَا ، وَفي الغَربِ نَثِق(9)
(9)شكوكنا فينا وفي الغرب نثق ..هنا هنة في الوزن في البداية فلو قلت فشكوكنا لكانت أسلم .. كما أن إشباع حركة الباء في كلمة الغرب ليستقيم الوزن ضرورة شعرية من الأفضل الاستغناء عنها
******
لَيسَ الرَّبِيعُ البَأسُ فيمَا بيننَا
====== بَلِ الربيع الطَّلقِ أنَّا نَنْطَلِق(10)
(10) بل الربيع الطلق .. الأنسب منها للوزن هو أن تقول إن الربيع الطلق..
في قَلبِ [ خَالد ] نَرتَدِي أكفَانَنَا
====== صَيْحَاتُنَا اللهُ أكبر يَحتَرِق
مِنْهَا (11) بَنِي صَهيُون في أكوَاخِهِم
====== وَنَسحَقُ البَغيَ الدَّخِيْلِ المُرتَزِق
(11) صيحاتنا الله أكبر يحترق والبيت التالي منها بني صهيون .. هنا عيب من عيوب القافية يسمى التضمين .. وهو أن لايتم المعنى بالقافية ويظل معلقا بصدر البيت التالي وهو هنا من النوع القبيح لأننا وقفنا عند فعل والفاعل في البيت التالي.. كما أن هناك خطأ نحوي في قولك بني صهيون .. الأصح بنو لأنها فاعل
أخيرا أحييك مرة أخرى على هذه القصيدة الوطنية والإنسانية الرائعة والمملوءة بالجمال والعزة ولك دائم الحب يا صديقي
شِعَارُنَا .. إمّا الشَّهَادةَ هَاهُنَا
====== أوِ أنْ نَرَى نَصراً عَزِيزَاً مُنْبَثِق
لو قلت وشعارنا لكان الوزن أجمل
القصيدة رائعة جدا وقوية ومعبرة واخترت لها قافية قوية الوقع مناسبة للموضوع
أحيي فيك هذه الروح الإنسانية والقومية التي جسدتها قصيدتك الرائعة