التعلم التعاوتي

آستراتيجية الشرح المختصر مع الاستعانة بالمجموعات التعلمية : ـ
وصف الاستراتيجية : يشرح المعلم الموضوع باختصار ، بحيث لا يستطيع فهمه بشكل تام إلا نفر قليل من الطلاب ، ثم يطلب من المجموعات أن تعمل معا لمساعدة بعضهم بعضا في تعلم الموضوع .
الغرض منها : أن تحافظ على استمرار الطلاب في أن يشاركوا بحيوية ونشاط في عملية التعلم ، وأن تعمل على تدريب القوة التفكيرية عند الطلاب ، وأن تشجع الطلاب على تنمية قدراتهم لمساندة أحدهم الأخر في الصف .

تخيل درس في مادة الرياضيات :
يقول أحد المعلمين لطلابه : " لإيجاد ما نسبته 40% لعدد من الأعداد ، نقوم ، وبكل بساطة بضرب العدد في 04و0 مثال ذلك ، للحصول على 40% من العدد 200 فإننا نفعل التالي :
200×
0,40
ـــــــــــ
000
800
ــــــــــــ
80,00
يكلف المعلم مجموعاته بحل مسالة على غرار المثال السابق ، ويوزع عليهم أوراق العمل قائلا : دعونا نرى كم يساوي في اعتقادكم ما نسبته 40% من العدد 120 .

تعمل مجموعة لمحاولة حل المسألة ، بينما تعمل بقية المحموعات لحل مسائل مشابهة على نفس الموضوع . ثم يسال المعلم : هل حصل أفراد المحموعة على الرقم 48 ؟ رفع معظم طلاب المجموعة التي قد تتكون من طالبين ، أو ثلاثة أو أربعة أياديهم كإشارة تدل على حصولهم على الجواب الصحيح .
" وكان المعلم أثناء قيام الطلاب بحل المسالة قد قام بحلها على السبورة . ثم سألهم : كم واحدا منكم حلها بنفس الترتيب الذي اتبعته أنا ؟ برفع رائد المحموعة يده كإشارة تدل على أتباعهم لنفس الخطوات التي قم بها المعلم .
ثم يسال : كم واحدا منكم اتبع طريقة أخرى للحصول على الجواب 48 ؟ .
يوجه المعلم أسئلته لأفراد المجموعة للاستفسار منهم عما قاموا به بشكل يختلف عما قام هو به لحل المسألة لكنه يتجنب الخوض في نقاش مطول هنا .
ويحافظ على سرعة سير خطوات الدرس .
ثم يوزع المعلم على نفس المجموعة ، ومجموعتين أخريين ثلاثة أوراق عمل جديدة متضمنة ثلاث مسائل أخرى وطلب منهم حلها سويا . ‘ثم أشار لكل مجموعة أن يساعد أفرادها كل منهم الآخر على فهم ومعرفة كيف حصلوا على إجابتهم . وقال إذا فهم كل واحد منكم حل هذه المسألة ، فليحاول رائدكم أن يكتب مسألة جديدة لزملائه ، ولا بأس بأن تكون أكثر صعوبة من المسائل التي تم حلها .
ومتى بدأ الطلاب عملهم ، يبدأ المعلم بكتابة الحل الصحيح على السبورة ، حتى يتمكن جميع الطلاب من النظر إلى السبورة عندما يحتاجون إلى مساعدة في حل المسائل .
ثم يتجول المعلم في الصف متفحصا أعمال الطلاب ومقدما لهم تغذية راجعة مرة ، وأخرى يتوجه إليهم بقوله : اطلبوا المساعدة من مجموعة ثنائية أخرى .
وعندما ينتهي نصف عدد المجموعات تقريبا أعمالهم يقول المعلم : يبقى لديكم بضع ثوان . فالمعلم لا ينتظر إلى أن يكمل جميع الطلاب أعمالهم ، ولكن يريد أن يعطي نفسه برهة ذهنية لما يحتاج إلى إعادة تعليم أو مراجعة .
وعندما تنتهي المجموعات من العمل الموكل إليها ، يقول المعلم للطلاب : يبدو أن معظمكم حل المسائل الحسابية بنفس الطريقة التي حللت بها على السبورة .
إليكم الآن ثلاث مسائل أخرى أكثر صعوبة من المسائل السابقة . وهو يوزع أوراق عمل جديدة ويقول حلوا هذه المسائل بمفردكم ثم قارنوا إجاباتكم مع زملائكم وبينوا كيف توصلتم إلى تلك الإجابات . إذا فهم كلكم العمليات الحسابية . حاولوا أن تتحدوا بعضكم بعضا ، وذلك بكتابة مسائل أكثر صعوبة . أو ليقم كل واحد منكم بكتابة مسألة قد أكون قادرا في يوم من الأيام أن أستخدمها في الصف . وحين الانتهاء من كتابتها أرجو وضعها على مكتبي .
إن المعلم في المثال السابق قام بشرح طريقة إجراء الحسابات بشكل مختصر وهو يختلف في هذا عن العديد من المعلمين . إذ يقوم كثير منهم بالشرح التفصيلي . فعلى سبيل المثال ، يقومون بالشرح ، ويسألون إن كان أحد الطلاب أو بعضهم لديه أسئلة على الموضوع ، ثم يشرحون مرة أخرى وقد يلاحظون بعض الطلاب ممن تظهر عليهم بوادر الحيرة والارتباك بشكل واضح ، فيقومون بشرح الدرس مرة أخرى لهم . وقد يقومون بشرح الدرس بصياغة مختلفة بهدف التأكد من أن كل طالب فهم درسه . بعد القيام بمحاولتين أو ثلاث محاولات لشرح الدرس بهذه الطريقة ، فمن المحتمل أن يكون هناك ثلاث نتائج لذلك وهي :
1 ـ إن الطلاب الذين فهموا الدرس واستوعبوه من المرة الأولى للشرح ـ أو حتى أولئك الذين فهموه قبل أن يبدأ الدرس ـ أصبحوا يشعرون بالملل . وفقدوا انضباطهم في الدرس وتدنت حيويتهم ونشاطهم .
2 ـ إن الطلاب الذين لا يستطيعون تركيز انتباههم على موضوع واحد ولفترة طويلة من الزمن أصبحوا يشعرون بالملل أيضا ، وكغيرهم من الطلاب الذين ذكروا في النقطة رقم "1" أعلاه ، فقد فقدوا انضباطهم وتدنت حيويتهم أيضا .
3 ـ إن الطلاب الذين هم بحاجة إلى اكتشاف الأشياء بأنفسهم ، وذلك عن طريق التجارب العملية على الأغلب فقدوا انضباطهم وتدنت حيويتهم أيضا .
إن استراتيجية الشرح المختصر (الموجز) مع الاستعانة بالمجموعات التعلمية ، قادرة على مساعدتك في تجنب مثل هذه النتاجات .

وهذه بعض الأفكارالمفيدة لاستخدام استراتيجية الشرح المختصر مع الاستعانة بالمجموعات :
• أشرح موضوعك فقط إلى أن يتمكن نصف عدد طلاب الصف تقريبا من فهمه ، ثم قسم الطلاب إلى مجموعات ليعلموا بعضهم بعضا . وليتأكدوا من فهمهم أو ليكتبوا مسائل حسابية كل واحد منهما للآخر .
• اترك الطلاب في مجموعات لمدة قصيرة فقط لكي لا يشعر الطلاب المرتبكون بأنهم تائهون ، ولكي لا يشعر الطلاب الآخرون بالملل جراء بقائهم بدون عمل . إن أفضل وقت للانتقال بطلابك إلى نشاط آخر هو عندما تشعر بأنهم ابتدؤوا ينصرفون عن النشاط الذي يعملون عليه .إذا ساورك شك في ذلك انتقل إلى النشاط الآخر بسرعة . إذا كانت المادة الدراسية مناسبة ، فمن الممكن أن تطلب من الطلاب أن يشكلوا مجموعات مرة أخرى للقيام ببعض الأعمال الإضافية التي تلقي نقاشا موسعا يضم جميع طلاب الصف . ويمكنك والحالة هذه أن ترفع من مستوى صعوبة المادة .
• لا تضغط على الطلاب بطيئي التعلم للبدء بالعمل . إن فرض الضغوط على الطلاب لا يكون في العادة منتجا على المدى الطويل . وبدلا من ذلك ، نفذ خطوات درسك بسرعة ، معطيا أمثلة سهلة وكافية لأن تجعل الطلاب في النهاية ، وبشكل طبيعي ، يرغبون في المشاركة في الأنشطة الصفية .
• في معظم الحالات ، اسمح للطلاب أن يشكلوا مجموعاتهم الخاصة بهم ، فاختيار الطلاب لزملائهم في المجموعات يمكن أن يكون تحديا مفيدا وحافزا لبناء المسؤولية عندهم . وقد تختار أن تساعد في إيجاد زملاء لبعض الطلاب الذين لا يستطيعون إيجاد زملاء لهم بمفردهم ، أو ربما تختار أن تترك هؤلاء الطلاب وحيدين أو أن تتكلم معهم على إنفراد فيما بعد لتشجيعهم على المجازفة أكثر للتواصل مع الآخرين ، وتشجيعهم كذلك على التدريب على أخذ زمام المبادرة في مثل هذه الحالات والمواقف . فكر فيما هو أفضل للطالب على المدى البعيد . إحدى مميزات استراتيجية الشرح المختصر مع الاستعانة بالمجموعات تنبع من التوقعات التي تود أن توصلها هذه الاستراتيجية . فكلما تكرر استخدام هذه الاستراتيجية . زاد تقدير الطلاب لحقيقة أن هناك رجلا هو المعلم يتوقع منهم بشكل كامل أن يكونوا قادرين على أن يفكروا ويتعلموا وأن يساند ويساعد كل منهم الأخر . وحتى إن لم يكونوا بحاجة إلى أن يستخدموا المهارات والأفكار التي تم تعلمها من خلا هذا النشاط ، أو حتى لو نسوا التفاصيل التي تعلموها يوما ما . فسيصبح لديهم إيمان بأن كل واحد منهم هو شخص قادر .

إعداد
د . مسعد زياد